المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنهم يملأونها ظلما و جورا مقال مهم للعالم العراقي زهير الاسدي



الدكتور عادل رضا
05-17-2005, 02:21 AM
زهير الاسدي


في العراق اليوم الكثير من المظاهر الظلم التي يعاني منها العراقيون منها : الاحتلال , الفقر , البطالة, العملاء, نقص في الخدمات, الفساد , بعض مظاهر الأنحراف , ونحو ذلك , وهذه كلها مظاهر للظلم الذي تحدثنا عنه الأحاديث الشريفة والروايات , ( هو الذي يملأها قسطاً وعدلاً من بعد ما ملئت ظلما وجوراً ) .

والسؤال هو كيف ينتشر الظلم في الأرض ومن هم الظالمون .

للجواب ينبغي أن نعرّف الظلم أولاً , فأقول :


الظلم: هو كل ما يخالف العدل سواء كان زيادة أو نقصان , أما الظلم بمعنى النقص فنحو قوله (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً ..) الكهف33 أي لم تنقص منه شيئاً , وأما الظلم بمعنى التجاوز فنحو قوله (.. وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ..) الطلاق 1
و لا ينحصر الظلم في مجال معين دون غيره , بل يشمل جميع مظاهر الحياة التي تمت للإنسان بصلة ( العقائدية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلمية والثقافية ..الخ) ففي المجال العقائد يعتبر الشرك ظلم عظيم (.. .يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان

13
والظالم هو:


الشخص الذي يخالف العدل –الحق- زيادة أو نقصان , في جميع مظاهر الحياة, ولما كان الله هو الكمال المطلق الذي لا يسلك النقص والعيب إليه من سبيل ,فإن كل ما يأتي منه تعالى هو الحق المبين وكل ما سواه باطل أي ظلم , وعلى هذا فإن قوله :

(.. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) المائدة 45



لا يعني الحكم في مجال القضاء والسياسة فحسب بل يشمل جميع الأحكام التي تصدر عن الإنسان في شتى جوانب الحياة ( العقائدية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلمية والثقافية ..الخ) فعلى سبيل المثال الشخص الذي لا يحكم بما أنزل الله في المعاملات الاقتصادية ( البيع والشراء) يكون ظالماً, والرجل الذي لا يحكم بما انزل الله في التعامل مع زوجته يكون ظالماً, والمرأة التي لا تتعامل مع زوجها بما أنزل الله تكون ظالمة , وكل من الرجل والمرأة إذا لم يتعاملا مع الأبناء بما أنزل الله فإنهما ظالمين, والأبناء إذا لم يحكموا بما أنزل الله في التعامل مع آباءهم يكونوا ظالمين, والناس البالغين إذا لم يحكموا بما أنزل الله في التعامل مع الحكام الظالمين ولم يقاطعوهم ويتبرءوا منهم فإنهم ظالمون , والمربي إذا لم يربي تلامذته بما أنزل الله يكون ظالماً , والعالم الملحد الذي يدرس الظواهر الطبيعية إذا لم يحكم عليها بما أنزل الله ( لم ينسبها إلى الله) يكون ظالماً , والمثقف الذي لا يثقف نفسه وأمته بما أنزل الله يكون ظالماً ,والإعلامي الذي يتجاوز قضايا المؤمنين التي هي قضايا الله وينشر اللهو والفساد يكون ظالماً , والكاتب الذي يميل في كتاباته نحو جهة الظالمين ضد ابناء شعبه ويدعو ويحرض الآخرين لاجتياح المدن ونبشها شبراً شبراً دونما أن يخطر بباله ان فيها عوائل مسالمة بريئة من الممكن أن تتضرر يكون ظالماً ( بل هو مجرم ) يمارس الجريمة بالنيات , (إنما الأعمال بالنيات- حديث شريف) , ((وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))(284 البقرة)



وهكذا جميع مظاهر الحياة التي يتعامل معها الإنسان إذا لم تكن في مرضاة الله فهي ظلم وفاعلها ظالم.


ولعل من أوضح مظاهر الظلم التي تمارس في العراق هي ظاهرة الأحتلال واقتحام المدن وانتهاك حرمة الإنسان والمقدسات والجامعات , وما ينجم عن ذلك من قتل وتشريد وترويع للعراقيين في بعض المدن , فما جرى في المدن العراقية مثل النجف والفلوجة وسامراء والقائم والموصل ومدينة الصدر وتلعفر والموصل و و الخ ,وما صاحب ذلك من قتل وتدمير للمساكن و دور العبادة والمؤسسات وتشريد للعوائل الآمنة المسالة التي اضطرت لترك مساكنها خوفا من إرهاب وبطش الطائرات والدبابات يعتبر من أوضح مصاديق الظلم التي تمارس على مرأى ومسمع العالم بحجة مواجهة المسلحين.


ولو أن عائلة مسالمة واحدة على سبيل الفرض , كانت آمنة مطمئنة في تلك المدن , اضطرت لترك مسكنها وباتت بالعراء أو في مدرسة أو جامع , ورب العائلة أضطر لترك عمله بسبب تلك العمليات العسكرية الإرهابية واصبح في عداد العاطلين عن العمل , فإن جميع من اشترك بتلك العمليات العسكرية يعتبر من الظالمين لهذه العائلة , ولو أن بريئاً مسالماً واحداً ليس له علاقة بالمسلحين , قتل في تلك المواجهات المسلحة فإن جريمة قتله قد اشترك فيها جميع من شن الحرب وتسبب في قتله , وهذا ينطبق على السيارات المفخخة والقتل العمد والعشوائي من كلا الجانبين.



ولو رجعنا إلى السبب الرئيسي لكل تلك الجرائم والمظالم والفقر والبطالة ونحو ذلك, فأنها ترجع جميعها إلى سبب واحد وهو قرار شن الحرب على العراق واحتلاله , انه كان قراراً في غاية الظلم والأجرام , يشترك في آثامه جميع المسؤولين في الأحزاب العراقية التي اجتمعت في أمريكا وشجعت الحرب على العراق وقدمت معلومات مضللة للإدارة الأمريكية وصورت لهم أن العراقيين سوف يستقبلون جرائم حربهم واحتلالهم بالزهور, مما جعل عملية إصدار قرار الحرب واحتلال العراق في نظر الأمريكيين عملية سهلة , فلولا هؤلاء ولولا الحرب والاحتلال والحصار من قبل لما كانت هذه الحالة المظاهر الظالمة التي يعاني منها العراقيون اليوم , وما كانت السيارات المفخخة ولا القتل ولا الفقر ولا البطالة, ولا نقص في خدمات الكهرباء والوقود والماء , والمساكن ونحو ذلك .


إن عمل وتعاون مسؤولي الأحزاب العراقية مع الأمريكيين من قبل الأحتلال وما بعده يعتبر جريمة كبرى بحق جميع الابرياء الذين قتلوا في العراق , وجريمة كبرى بحق جميع الفقراء والعاطلين عن العمل بسبب الأحتلال ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) , أنهم بتلك الأعمال يؤدون عمل التحريض على القتل(وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ) البقرة 191 , والتعاون مع المجرمين الذين جاءوا بدباباتهم وطائراتهم وأسلحتهم , وأنهم يعلمون علم اليقين باعتبارهم عايشوا الحرب مع إيران وفي الكويت , أن الحرب ليست نزهة ولا حالة افتراضية بل هي قتل ودمار وتشريد وتخريب, ومع هذا جعلوها خيارهم المفضل على بلدهم , واصطفوا مع جانب الأجنبي المحتل ضد بلدهم وضد شعبهم الذي يعاني اليوم ويلات جرائمهم تلك .



ولأن الأحداث لا تولد من العدم , بل من حدث سابق لها , فإن جميع ما يجري اليوم في العراق قد ولد من رحم الحرب والاحتلال , فلولاها لما ولدت هذه الأحداث .


ولعل من أسوء مظاهر الظلم التي افرزها الأحتلال هي أن يهتم الأحتلال والحكومة بمسائل الأمن على حساب الفقراء والمساكين وأعمار العراق , فقد أظهرت التقارير المنشورة في الأخبار أن سبعة مليار دولار سنوياً تصرف للمرتزقة الذين استقدموهم من الخارج في حماية أمن المسؤولين فقط ,وقد حولوا الكثير من الأموال المخصصة لأعمار العراق لصالح الأمن. وكأنهم لا يثقون بشعبهم في حماية أنفسهم .


ما معنى هذا ؟؟ معناه أن كل دولار يصرف على أمن المسؤولين يقتطع من قوت الفقير والمسكين , وأن سبب الفقر والبطالة المنتشرة في العراق هو هذا التوزيع الظالم للأموال وطريقة صرفها , والمتابع لهذا الأمر لا يجد فرقاً يذكر ما بين النظام المقبور وبين من يحكم العراق اليوم, كلاهما يتجاهل الفقير والمسكين ويصرف على الأموال العامة ( التي رزق الله للعباد ) على أمنه الشخصي ومصالحه .


وحينما تتجول في العراق وتجد أن هناك عوائل عراقية أصيلة تسكن في المدارس والحسينات والفرق الحزبية التي خلفها النظام المقبور, وهناك مهجرين من مدن أخرى مثل الفلوجة

والرمادي والقائم , والأجنبي المحتل يسكن القصور والبيوت المرفهة, و بعض الأحزاب الوطنية قد استولت على البعض من القصور والبيوت والمؤسسات الحكومية وجعلتها مقرات لها , فإن ذلك يشير بوضوح إلى حقيقة هؤلاء المجرمين الظالمين, أنهم ليسوا أكثر من شعار على لافتة , وياليتهم كانوا كذلك ولم يشتركوا مع الأجنبي بظلم وقتل أبناء بلدهم . ولا أدري بأي حجة شرعية أن يقدم البعض ممن يسمون أنفسهم أحزاب أسلامية على تلك الأعمال المحرمة , وقد يصلي البعض منهم في مكان مغصوب وبحماية الغزاة المحتلون , و السؤال هو :

ما هو دور المراجع ورجال الدين الكبار مما يجري ؟؟؟


ما هي مسؤوليتهم أزاء المسلمين عامة و هل دافعوا عنهم بالمواقف والفتوى , ؟؟ هل مارسوا دورهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لأجل تثقيف المجتمع والحيلولة دون الانخراط في الأجرام والانحراف ؟؟

هل سمعت فتوى صادرة من النجف تحرّم السيارات المفخخة والقتل غير المبرر؟؟ أين هي دلني عليها .؟؟

وما مسؤولية المراجع ازاء الفقراء والمساكين وساكني المدارس والحسينيات ؟؟

إن ما يقارب من 4- 6 مليار دولار سنوياً تدخل حوزة احدهم , وهناك من يحصل على اقل من هذا المبلغ.

هل سمعت أن احدهم قد بادر ببناء المجمعات السكنية لهؤلاء الذين بلا مأوى ؟؟ أو بادر بناء دورا للأيتام ؟ أو مستشفى أو مستوصف لعلاج المحتاجين , أو قدم مساعدات مالية لعوائل الشهداء ؟؟ أين ذلك دلني عليه ؟؟


منذ ما يقارب عام وأنا أوجه تلك الأسئلة للمراجع وقد راسلت مكاتب بعضهم وقدمت لهم صوراً منشورة في الصحف والمجلات عن الفقراء وساكني المدارس والفرق الحزبية , ولم تلق الجواب إلى الآن.

واليوم أضيف سؤالاً آخر لما سبق وهو :

ما هو موقف مراجع النجف من جريمة تدنيس القرآن الكريم التي ارتكبها الأمريكيون ؟؟

almehdi10@hotmail.com

كويتى
05-17-2005, 04:55 PM
إذا كان هناك أحد قد ملئها ظلما فهو مقتدى الصدر وجيشه التابع له

إنهم كالخوارج الذين كانوا يتاجرون بالقرآن ضد القرآن الناطق على بن أبى طالب