مقاتل
05-16-2005, 12:31 PM
محمد المسعري بروفيسور سعودي في الفيزياء. متشدد دينيا الى حد ما لكنه يعيش ويتوافق مع الغرب في الكثير من معطيات الحياة وأدوات التطور. ينحدر من أسرة عريقة وسبق أن عمل أستاذا جامعيا مرموقا في المملكة وهو خريج الولايات المتحدة وسبق أن كان في مقدمة أول أكاديميين سعوديين انشقا عن النظام ورفعا عصى النصيحة للنظام للتوبة والتكفير عن مستنقع الأخطاء والتمادي والمغالاة في الهيمنة على الناس والاستحواذ المطلق على المال والسلطة. قدم وزميله آنذاك المنشق السعودي المعروف (يعيش في لندن ايضا) الدكتور سعد الفقيه ما عرف بمذكرة النصيحة للملك فهد بن عبد العزيز في عام 1992 والتي قلبت الموازين يومها وفتحت عيون السعوديين والعالم على حجم التذمر المتنامي داخل المملكة والخليج والعالمين العربي والاسلامي. واحتوت المذكرة على مشروع برنامج عمل كامل لإصلاح أحوال البلاد مبني عى الطريقة الشرعية التي جعلت مئات الآلاف من السعوديين والخليجيين يعون حقيقة ما يجري ويعرفون تبعات وويلات استمرار آل سعود في الحكم.
* ما يجري في المملكة الآن والذي يريد النظام الإيحاء بأنه متغيرات إيجابية وانفتاح على العالم مثل الانتخابات البلدية محدودة القيمة وسواها، هل يتم استجابة لمطالب الشارع السعودي أم استجابة لمطالب أميركا؟
- بالتأكيد هذه الايحاءات والتمثيليات واللعب على المواطنين تتم استجابة للضغوط الاميركية بالدرجة الاولى ولا اعتقد ان لها علاقة بمطالب الشارع لان الى الان الشارع السعودي لم يصل الى مستوى بلوغ درجات الضغط الكافي على الحكم او القدرة على الاجبار، وبالتالي فان مشاريع النظام السعودي تتم تلبية واستجابة للضغوط الاميركية وهي عملية تجميلية.
* هل يمكن أن تتحول السعودية الى دولة ديمقراطية بأي شكل او قدر من اشكال الديموقراطية؟
- هذا شيء شبه مستحيل لان طبيعته المتخلفة والبدائية والقمعية، بعد سبعين سنة واكثر من الاستقرار الناجم من الفائض البترولي والاستفادة من المال ومن دور المشيخة التي تلعب دور الكنيسة في تثبيت ودعم النظام وتضليل الناس، تجعل من الصعب جدا على الرأي العام وخلال مدة قصيرة جدا كما هو مطلوب الان التحول الى نظام ديمقراطي او شبه ديموقراطي او نظام يحترم ارادة الشعب ويلبي مطالبه تجاه انتخابات حقيقية او نصف حقيقية او تجاه الشورى.
* كم يحتاج الأمر من وقت لتصبح ضغوط الرأي العام او الشارع نافذة وملزمة للنظام بالتطوير او التغيير؟
- سنوات قليلة اخرى مثل اثنتين او ثلاث او خمس او عشر. النظام سوف لن يستطيع ان يتجاهل مطالب الناس خاصة وان الشعب السعودي تعرف على مجلس الشورى منذ الستينيات وإن كان المجلس صوريا لكنه نشأ في ظل ضغوط جمال عبد الناصر آنذاك، لكنه اي النظام لم ينفذ بعد ثلاثين سنة الا مجلس شورى ليس اكثر من اضحوكة في حقيقة الامر. والان وبعد عشر سنوات من قيام مجلس الشورى لا قيمة حقيقية له ولا دور فاعلا في التشريع او الحكم او الرقابة او المشاركة في القرار.
* هناك من يتحدث عن وجود نوايا فيها قدر كبير من الصحة للتحول والتغيير؟
- الزمن المتاح لآل سعود لم يعد كافيا لأي تحول ومن يتحدث عن غير ذلك فانه غير واع او غير عارف لحقيقة الاوضاع في المملكة.
* من زمان انتم وغيركم تقولون انه لم يبق هنالك من بقية لعمر الحكم وان آل سعود في طريقهم الى الزوال من الحكم، لكنهم ما زالوا موجودين حتى هذه اللحظة على الرغم من انكم قلتم عندما قدمتم مذكرة النصيحة غب عام 1992 ان المتبقي من عمر آل سعود قصير وقصير جدا فماذا جرى ومن الذي ابقاهم حتى الآن؟
- اذا كنت تتذكر قلنا يومها عندما جئنا الى بريطانيا اننا نتحدث عن عشر الى خمس عشرة سنة. نعم شيء من هذا القبيل لكن احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001 وتطورات العراق جعلت الامور تستعجل اكثر. يعني الامر الان ليس مسألة عقود وانما مسألة سنوات.
* أين يمكن ان تصل الأمور الى اي مدى هل هو تغيير في نظام الحكم ام تطوير فقط؟ كيف تقرأ الية وحجم المتغيرات وانت من دعاة التغيير في المملكة؟ هل سترشون بتطويرات جزئية او تغييرات هامشية؟
- انا اعتقد ان التغيير لا يمكن ان يكون الا بازالة النظام الملكي ومن غير خطوة لا بد منها مثل هذه لا يمكن وصف ما يمكن ان يحدث على انه تغيير. الحكم السعودي في المملكة انتهى عهده ولا بديل عن انتخابات حقيقية وعن مجلس شورى بصلاحيات شرعية كافية تتماشى والمتغيرات التي في المنطقة والعالم.
* ما هو شكل النظام المقبل المحتمل في المملكة الذي يمكن ان يقبل به من قبل الرأي العام ومن قبلكم انتم دعاة التغيير؟
- نظام اسلامي متطور وعصري ولن نقبل بنظام حكم علماني، واذا كان الاتجاه الاسلامي في العراق الان واضحاً سواء كان اتجاهاً شيعياً من خلال حزب الدعوة ومن معه حتى وان كانت لدينا عليه بعض الملاحظات التفصيلية او اتجاهاً سنياً فان الامر في الحالتين مقبول بعكس الاتجاه البعثي او العلماني غير المقبول والذي لا يتوافق مع تطلعات عامة العرب والمسلمين وفقا لاعتبارات الخصوصية وطبيعة المجتمع العربي والاسلامي ومسألة القيم وسواها. وقد تراجع الاتجاهان البعثي والعلماني بشكل بين في المنطقة العربية والعراق والعملية الاميركية فشلت بشكل واضح لا يقبل الجدل، وهي الان تحاول ان تعمل صفقات مع من يمكن ان نسميهم بالمعتدلين في الصف الاسلامي بعد ان قسم البعض الصف الاسلامي الى معتدلين ومتطرفين. وهناك اشاعات الان في انهم يفكرون جديا في التفاوض والاخذ والرد مع الاخوان المسلمين.
* يحاول آل سعود البقاء بالسلطة بأي ثمن لكن هل يقبل الشعب بذلك؟ هل سيقبل الرأي العام السعودي بالتفاوض مع الحكم أو عقد صفقة معه؟
- انا شخصيا لا اقبل بكل هذا لكني لا اعلم إن كان الشعب سيقبل بعقد صفقة او التفاوض مع النظام. هذا امر بيد الله وبيد الاغلبية فاذا رأي الشعب ان هناك تغييرا جذريا ضروريا لا بديل عنه فمعنى ذلك ان لحظة التغيير قد حلت. اما من يتمسكون بالنواحي الشرعية التقليدية حسب فهمهم لها من ان ولي الحكم هذا شرعي ومسلم في التحليل النهائي وما يجوز الخروج عليه فان عدد هؤلاء ليس كبيرا وهذا فقط هو الباقي لآل سعود من رصيد.
بل حتى رجالاتهم الذين يسمون من قبل الرأي العام بحزب الدولة او الجانيين والمدخليين وعندما تجادلهم بان هذا نظام حكم لا يحكم بالقدر الادنى من التوافق الحقيقي مع الشرع، وبالتالي فان ما يحكم به غير كاف يقولون لك : لا، ويضيفون: هذا كفر دون كفر. يعني انهم يعترفون انه كفر لكن دون كفر. اي ان اتباعهم او الخائفين منهم او بسطاء القوم لم يعد بينهم وبين النظام سوى خيط رفيع وهذا الخيط هو حد الاسلام عن الكفر لا اكثر. هذا هو الباقي الذي يتعللون به. اما ان يتعللوا بشيء اكثر من ذلك او ان النظام صالح او قابل على التغيير والتطوير والاستجابة لمطالب الناس فهذا كلام كله غير وارد، وإن كان هناك كلام عن ان هذا النظام هو احسن الموجود وانه يسعى لتقليل الاخطاء ومعالجة الفساد وهناك السخيف الذي في حده الذي اعتبر النظام امتداداً لعهد الخلفاء الراشدين ثم تراجع وقال انه آسف وان هذا العهد احسن من عهد معاوية.
شيء من هذا القبيل او من الاراء موجود لكنه معدوم القيمة او الاثر على الناس وعلى محك مطالب التغيير والتطوير نحو الاحسن. الباقي الان قبل سقوط حكم آل سعود هو شعرة هي الشرعية لان الجمهور السعودي جمهور اسلامي مهما كان في التحليل النهائي فتربيته اسلامية وعقيدته الاسلامية العامة اصيلة وعميقة وعريضة، فالتلاعبات الشرعية هذه اذا قدمت بشكل جيد ورسخت فانه يصعب خلخلتها بسهولة. والحقيقة وبكل صدق هذا هو الشيء الوحيد الباقي لآل سعود.
* هناك من يقول من داخل المملكة ومن خارجها من السعوديين ان تجربة العراق والإخفاق الاميركي في مساعدة العراقيين للخلاص من تبعات الماضي والبدء بمشروع تنموي حقيقي وراء السعودية وايران وسورية ليس بقصد انقاذ الشعب العراقي او تخليص العراق من الاحتلال وانما لتخويف المواطنين السعوديين وبقية سكان المنطقة من ان اي تغيير للانظمة قد يقود الى نفس المصير الذي يواجه العراقيين من الاختطاف والقتل والذبح وغياب الامن والامان والخدمات، هل هذا صحيح؟
- صحيح هذا الاعتبار موجود. لكنه لن يطول وتأثيره محدود. وفي يوم من الايام وحسب تصورات فهم الناس والوعي فان التغيير حاصل لا محالة وسيتم التغيير من خلال مجموعات قوية وفعالة من الجهاديين الدمويين. وهذه المجموعات الدموية الجهادية ليست مستعدة للقبول ببقاء النظام كما هو في الحكم. وخير للنظام أن يزول وبدلا من ذلك ستقع حرب اهلية. والاحسن له ان يزول لأنه بنشوب حرب اهلية او عدمه فانه زائل لكن الخسائر قد تختلف والنهايات قد تختلف وبالتالي ربما يكون بالامكان تفادي تكرار ازمة العراق.
احتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالحكم
* تحدثتم عن جماعات جهادية قوية وفعالة ودموية، ماذا بامكانها ان تفعل لإسقاط النظام؟
- الخلخلة حاصلة الان لا محالة والتصدعات واقعة واكيدة. واميركا غير راضية على النظام. والموقف الدولي غير راضٍ عن النظام فيكون والحالة هذه امر الزوال حتمياً ولا بديل عنه. وانا بالنسبة إلي لا استبعد احتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالحكم ويتسلم المسؤولية. بل ان هذه الاحتمالات تتزايد الان. فالنظام ضعيف ومكسور الجناح وبالتالي فان انقلابا عسكريا كلاسيكيا تقوم به مجموعة مختارة من الجيش هو الاحتمال الارجح لدي الان في مثل هذه الظروف.
* من الذي يمكن ان يقوم بمثل هذا الانقلاب؟
- مجموعة من الضباط الاحرار من الجيش والحرس الوطني السعودي وان كان الانطباع السائد لدى الناس في الداخل والخارج لا يقود الى مثل هذا الاحتمال ويعتبرونه صعبا بل كان بحكم المستحيلات ان يقوم افراد او وحدات من الجيش او الحرس الوطني بمثل هذا الدور. لكنه الان غير ذلك وكن على ثقة بأن احتمال ان يقوم الجيش والحرس الوطني بانقلاب عسكري لم يعد امرا مستبعدا الان وقد يحدث في اي وقت.
* ما الذي تغير لا سيما وان ولاء الجيش والحرس للاسرة الحاكمة وليس للوطن؟
- قد يكون مثل هذا التحليل صائبا في السابق لكن الامور تغيرت والحقيقة انكشفت وبات الكل يعرف كل شيء. كما ان وضع الجيش قد اختلف. وهناك الان وعي عام متزايد داخل هذه المؤسسة التي كانت مغيبة من قبل عن مخاطر وجسامة الخسائر التي يسببها بقاء آل سعود على رأس الحكم. الجيش الان قطاعات واسعة يصعب السيطرة عليها بالكامل كما ان لدى قطاعات الجيش اسلحة من كل الاصناف ولا يمكن جمعها او تجريد الجيش منها.
* ماذا عن الحرس الوطني وهل يمكن ان يشارك في اسقاط النظام بوساطة انقلاب عسكري ام يقف مع الحكم خاصة وان ولاءه لولي العهد مطلق؟
- الحرس الوطني الان يظهر ولاءا مطلقا للحكم لكن هذا ما يظهر على السطح وامام الملأ بينما في حقيقة الامر هناك متغيرات كثيرة تتناقض مع هذه الصورة التي يتخيلها النظام ايضا. فعلى ارض الواقع وفي حقيقة الامر هناك الان المئات من كبار ضباط الحرس الوطني ممن تم ارسالهم الى العراق للمشاركة مع المجاهدين وهذا واقع معروف.
* ما يجري في المملكة الآن والذي يريد النظام الإيحاء بأنه متغيرات إيجابية وانفتاح على العالم مثل الانتخابات البلدية محدودة القيمة وسواها، هل يتم استجابة لمطالب الشارع السعودي أم استجابة لمطالب أميركا؟
- بالتأكيد هذه الايحاءات والتمثيليات واللعب على المواطنين تتم استجابة للضغوط الاميركية بالدرجة الاولى ولا اعتقد ان لها علاقة بمطالب الشارع لان الى الان الشارع السعودي لم يصل الى مستوى بلوغ درجات الضغط الكافي على الحكم او القدرة على الاجبار، وبالتالي فان مشاريع النظام السعودي تتم تلبية واستجابة للضغوط الاميركية وهي عملية تجميلية.
* هل يمكن أن تتحول السعودية الى دولة ديمقراطية بأي شكل او قدر من اشكال الديموقراطية؟
- هذا شيء شبه مستحيل لان طبيعته المتخلفة والبدائية والقمعية، بعد سبعين سنة واكثر من الاستقرار الناجم من الفائض البترولي والاستفادة من المال ومن دور المشيخة التي تلعب دور الكنيسة في تثبيت ودعم النظام وتضليل الناس، تجعل من الصعب جدا على الرأي العام وخلال مدة قصيرة جدا كما هو مطلوب الان التحول الى نظام ديمقراطي او شبه ديموقراطي او نظام يحترم ارادة الشعب ويلبي مطالبه تجاه انتخابات حقيقية او نصف حقيقية او تجاه الشورى.
* كم يحتاج الأمر من وقت لتصبح ضغوط الرأي العام او الشارع نافذة وملزمة للنظام بالتطوير او التغيير؟
- سنوات قليلة اخرى مثل اثنتين او ثلاث او خمس او عشر. النظام سوف لن يستطيع ان يتجاهل مطالب الناس خاصة وان الشعب السعودي تعرف على مجلس الشورى منذ الستينيات وإن كان المجلس صوريا لكنه نشأ في ظل ضغوط جمال عبد الناصر آنذاك، لكنه اي النظام لم ينفذ بعد ثلاثين سنة الا مجلس شورى ليس اكثر من اضحوكة في حقيقة الامر. والان وبعد عشر سنوات من قيام مجلس الشورى لا قيمة حقيقية له ولا دور فاعلا في التشريع او الحكم او الرقابة او المشاركة في القرار.
* هناك من يتحدث عن وجود نوايا فيها قدر كبير من الصحة للتحول والتغيير؟
- الزمن المتاح لآل سعود لم يعد كافيا لأي تحول ومن يتحدث عن غير ذلك فانه غير واع او غير عارف لحقيقة الاوضاع في المملكة.
* من زمان انتم وغيركم تقولون انه لم يبق هنالك من بقية لعمر الحكم وان آل سعود في طريقهم الى الزوال من الحكم، لكنهم ما زالوا موجودين حتى هذه اللحظة على الرغم من انكم قلتم عندما قدمتم مذكرة النصيحة غب عام 1992 ان المتبقي من عمر آل سعود قصير وقصير جدا فماذا جرى ومن الذي ابقاهم حتى الآن؟
- اذا كنت تتذكر قلنا يومها عندما جئنا الى بريطانيا اننا نتحدث عن عشر الى خمس عشرة سنة. نعم شيء من هذا القبيل لكن احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001 وتطورات العراق جعلت الامور تستعجل اكثر. يعني الامر الان ليس مسألة عقود وانما مسألة سنوات.
* أين يمكن ان تصل الأمور الى اي مدى هل هو تغيير في نظام الحكم ام تطوير فقط؟ كيف تقرأ الية وحجم المتغيرات وانت من دعاة التغيير في المملكة؟ هل سترشون بتطويرات جزئية او تغييرات هامشية؟
- انا اعتقد ان التغيير لا يمكن ان يكون الا بازالة النظام الملكي ومن غير خطوة لا بد منها مثل هذه لا يمكن وصف ما يمكن ان يحدث على انه تغيير. الحكم السعودي في المملكة انتهى عهده ولا بديل عن انتخابات حقيقية وعن مجلس شورى بصلاحيات شرعية كافية تتماشى والمتغيرات التي في المنطقة والعالم.
* ما هو شكل النظام المقبل المحتمل في المملكة الذي يمكن ان يقبل به من قبل الرأي العام ومن قبلكم انتم دعاة التغيير؟
- نظام اسلامي متطور وعصري ولن نقبل بنظام حكم علماني، واذا كان الاتجاه الاسلامي في العراق الان واضحاً سواء كان اتجاهاً شيعياً من خلال حزب الدعوة ومن معه حتى وان كانت لدينا عليه بعض الملاحظات التفصيلية او اتجاهاً سنياً فان الامر في الحالتين مقبول بعكس الاتجاه البعثي او العلماني غير المقبول والذي لا يتوافق مع تطلعات عامة العرب والمسلمين وفقا لاعتبارات الخصوصية وطبيعة المجتمع العربي والاسلامي ومسألة القيم وسواها. وقد تراجع الاتجاهان البعثي والعلماني بشكل بين في المنطقة العربية والعراق والعملية الاميركية فشلت بشكل واضح لا يقبل الجدل، وهي الان تحاول ان تعمل صفقات مع من يمكن ان نسميهم بالمعتدلين في الصف الاسلامي بعد ان قسم البعض الصف الاسلامي الى معتدلين ومتطرفين. وهناك اشاعات الان في انهم يفكرون جديا في التفاوض والاخذ والرد مع الاخوان المسلمين.
* يحاول آل سعود البقاء بالسلطة بأي ثمن لكن هل يقبل الشعب بذلك؟ هل سيقبل الرأي العام السعودي بالتفاوض مع الحكم أو عقد صفقة معه؟
- انا شخصيا لا اقبل بكل هذا لكني لا اعلم إن كان الشعب سيقبل بعقد صفقة او التفاوض مع النظام. هذا امر بيد الله وبيد الاغلبية فاذا رأي الشعب ان هناك تغييرا جذريا ضروريا لا بديل عنه فمعنى ذلك ان لحظة التغيير قد حلت. اما من يتمسكون بالنواحي الشرعية التقليدية حسب فهمهم لها من ان ولي الحكم هذا شرعي ومسلم في التحليل النهائي وما يجوز الخروج عليه فان عدد هؤلاء ليس كبيرا وهذا فقط هو الباقي لآل سعود من رصيد.
بل حتى رجالاتهم الذين يسمون من قبل الرأي العام بحزب الدولة او الجانيين والمدخليين وعندما تجادلهم بان هذا نظام حكم لا يحكم بالقدر الادنى من التوافق الحقيقي مع الشرع، وبالتالي فان ما يحكم به غير كاف يقولون لك : لا، ويضيفون: هذا كفر دون كفر. يعني انهم يعترفون انه كفر لكن دون كفر. اي ان اتباعهم او الخائفين منهم او بسطاء القوم لم يعد بينهم وبين النظام سوى خيط رفيع وهذا الخيط هو حد الاسلام عن الكفر لا اكثر. هذا هو الباقي الذي يتعللون به. اما ان يتعللوا بشيء اكثر من ذلك او ان النظام صالح او قابل على التغيير والتطوير والاستجابة لمطالب الناس فهذا كلام كله غير وارد، وإن كان هناك كلام عن ان هذا النظام هو احسن الموجود وانه يسعى لتقليل الاخطاء ومعالجة الفساد وهناك السخيف الذي في حده الذي اعتبر النظام امتداداً لعهد الخلفاء الراشدين ثم تراجع وقال انه آسف وان هذا العهد احسن من عهد معاوية.
شيء من هذا القبيل او من الاراء موجود لكنه معدوم القيمة او الاثر على الناس وعلى محك مطالب التغيير والتطوير نحو الاحسن. الباقي الان قبل سقوط حكم آل سعود هو شعرة هي الشرعية لان الجمهور السعودي جمهور اسلامي مهما كان في التحليل النهائي فتربيته اسلامية وعقيدته الاسلامية العامة اصيلة وعميقة وعريضة، فالتلاعبات الشرعية هذه اذا قدمت بشكل جيد ورسخت فانه يصعب خلخلتها بسهولة. والحقيقة وبكل صدق هذا هو الشيء الوحيد الباقي لآل سعود.
* هناك من يقول من داخل المملكة ومن خارجها من السعوديين ان تجربة العراق والإخفاق الاميركي في مساعدة العراقيين للخلاص من تبعات الماضي والبدء بمشروع تنموي حقيقي وراء السعودية وايران وسورية ليس بقصد انقاذ الشعب العراقي او تخليص العراق من الاحتلال وانما لتخويف المواطنين السعوديين وبقية سكان المنطقة من ان اي تغيير للانظمة قد يقود الى نفس المصير الذي يواجه العراقيين من الاختطاف والقتل والذبح وغياب الامن والامان والخدمات، هل هذا صحيح؟
- صحيح هذا الاعتبار موجود. لكنه لن يطول وتأثيره محدود. وفي يوم من الايام وحسب تصورات فهم الناس والوعي فان التغيير حاصل لا محالة وسيتم التغيير من خلال مجموعات قوية وفعالة من الجهاديين الدمويين. وهذه المجموعات الدموية الجهادية ليست مستعدة للقبول ببقاء النظام كما هو في الحكم. وخير للنظام أن يزول وبدلا من ذلك ستقع حرب اهلية. والاحسن له ان يزول لأنه بنشوب حرب اهلية او عدمه فانه زائل لكن الخسائر قد تختلف والنهايات قد تختلف وبالتالي ربما يكون بالامكان تفادي تكرار ازمة العراق.
احتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالحكم
* تحدثتم عن جماعات جهادية قوية وفعالة ودموية، ماذا بامكانها ان تفعل لإسقاط النظام؟
- الخلخلة حاصلة الان لا محالة والتصدعات واقعة واكيدة. واميركا غير راضية على النظام. والموقف الدولي غير راضٍ عن النظام فيكون والحالة هذه امر الزوال حتمياً ولا بديل عنه. وانا بالنسبة إلي لا استبعد احتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالحكم ويتسلم المسؤولية. بل ان هذه الاحتمالات تتزايد الان. فالنظام ضعيف ومكسور الجناح وبالتالي فان انقلابا عسكريا كلاسيكيا تقوم به مجموعة مختارة من الجيش هو الاحتمال الارجح لدي الان في مثل هذه الظروف.
* من الذي يمكن ان يقوم بمثل هذا الانقلاب؟
- مجموعة من الضباط الاحرار من الجيش والحرس الوطني السعودي وان كان الانطباع السائد لدى الناس في الداخل والخارج لا يقود الى مثل هذا الاحتمال ويعتبرونه صعبا بل كان بحكم المستحيلات ان يقوم افراد او وحدات من الجيش او الحرس الوطني بمثل هذا الدور. لكنه الان غير ذلك وكن على ثقة بأن احتمال ان يقوم الجيش والحرس الوطني بانقلاب عسكري لم يعد امرا مستبعدا الان وقد يحدث في اي وقت.
* ما الذي تغير لا سيما وان ولاء الجيش والحرس للاسرة الحاكمة وليس للوطن؟
- قد يكون مثل هذا التحليل صائبا في السابق لكن الامور تغيرت والحقيقة انكشفت وبات الكل يعرف كل شيء. كما ان وضع الجيش قد اختلف. وهناك الان وعي عام متزايد داخل هذه المؤسسة التي كانت مغيبة من قبل عن مخاطر وجسامة الخسائر التي يسببها بقاء آل سعود على رأس الحكم. الجيش الان قطاعات واسعة يصعب السيطرة عليها بالكامل كما ان لدى قطاعات الجيش اسلحة من كل الاصناف ولا يمكن جمعها او تجريد الجيش منها.
* ماذا عن الحرس الوطني وهل يمكن ان يشارك في اسقاط النظام بوساطة انقلاب عسكري ام يقف مع الحكم خاصة وان ولاءه لولي العهد مطلق؟
- الحرس الوطني الان يظهر ولاءا مطلقا للحكم لكن هذا ما يظهر على السطح وامام الملأ بينما في حقيقة الامر هناك متغيرات كثيرة تتناقض مع هذه الصورة التي يتخيلها النظام ايضا. فعلى ارض الواقع وفي حقيقة الامر هناك الان المئات من كبار ضباط الحرس الوطني ممن تم ارسالهم الى العراق للمشاركة مع المجاهدين وهذا واقع معروف.