المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خالد أبو عدس: أحمد تعرض للاختطاف قبل اغتيال الحريري بشهر



فاطمة
05-16-2005, 11:46 AM
الشرطة اللبنانية قالت لوالدي بسخرية... فتش عنه في المخيمات الفلسطينية


برلين ــ من أحمـد حـازم

أكد خالد أبو عدس، أن لجنة التحقيق الدولية المكلفة البحث عن قتلة رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، لم تتطرق في تقريرها الى تورط شقيقه احمد أبو عدس في عملية الاغتيال, وقال خالد، المقيم في المانيا منذ خمسة اعوام، ان احمد لم يكن منتمياً الى أي حزب أو تنظيم فلسطيني أو عربي، أو الى أي جهة سياسية أو دينية أخرى, وأشار الى أن شقيقه تعرض لعملية اختطاف قبل شهر من وقوع عملية الاغتيال، مؤكداً أن والده قد أبلغ السلطات اللبنانية المختصة بذلك، لكن السلطات المذكورة، استهانت بالأمر ولم تكترث به.

والدته نُهاد أبو عدس وشقيقته الطفلة رانيا، تعيشان حالة رعب دائم وخوف شديد خارج بيتهما في مكان ما في لبنان, فالأم ترفض حاليا ًـ بعد اتهام احمد ـ أن تذهب رانيا الى المدرسة، لأنها تخشى على طفلتها من التعرض لحادث اختطاف.
وتتساءل باستمرار عن نتائج الفحوصات المخبرية في سويسرا، والتي مضى عليها أكثر من ثلاثة شهور، والتي تبين أنها لا تتطابق مع العيّنات الطبية المستخرجة منها ومن زوجها، كما لا تتطابق مع أي جثة من جثث ضحايا عملية الاغتيال.

ويتساءل خالد أبو عدس أيضا عن سبب موت والده تيسير، الذي لم يعان من مرض القلب كما ذكروا، ولم يدخل أي مستشفى في حياته.

«الرأي العام» تحدثت مع خالد أبو عدس حول مصير عائلته وشقيقه أحمد، وكذلك مع والدته وشقيقته الطفلة رانيا (12 عاما)، والظروف التي تمر بها العائلة في الوقت الراهن، وعن موقف عائلة الحريري من قضية اتهام احمد بالاغتيال.

قبل الدخول في موضوع احمد لا بد من اعطائنا لمحة عن عائلة أبو عدس؟
ـ المعروف عن عائلتنا، أنها عائلة محافظة مسلمة مؤمنة لا تعرف التطرف، ملتزمة دينياً وتنبذ الارهاب، اضافة الى أنها عائلة مثقفة، ومعروفة في الأوساط الفلسطينية في بيروت بأنها عائلة مسالمة، وتقيم علاقات حسن جوار ومودة مع الجميع, نحن لم نسكن في أي مخيم فلسطيني، وقد نشأنا وترعرعنا وعشنا في السعودية، باستثناء شقيقتي الصغيرة رانيا.

اذاً ما هي قصة توريط شقيقك احمد في عملية اغتيال الحريري؟
ـ هذا السؤال يتم طرحه في شكل كبير، وأعتقد أن المجرمين الحقيقيين أرادوا تلفيق التهمة لشقيقي لابعاد الشبهات عنهم.

هل تستطيع تبرير ذلك؟
ـ بكل تأكيد، فقبل شهر من عملية اغتيال الشهيد الحريري (في 14 فبراير 2005)، وبالتحديد في 16 يناير، خرج احمد ولم يعد, فقد اتصل به شخص كان يعرفه من خلال تأدية الصلاة في المسجد القريب من بيتنا في بيروت, وقد اتصل به هذا الشخص هاتفياً ذات يوم، وأبلغه أنه بحاجة الى مساعدته في البحث عن غرفة يسكن فيها لأنه كان ينام في المسجد، وقد عطف عليه شقيقي احمد وذهب اليه، وطلب من والدتي تحضير الطعام لأنه سيعود معه لتناول الغداء، ومنذ ذلك الوقت لم يعد شقيقي, وفي مساء اليوم نفسه، اتصل شخص آخر وقال ان احمد وصديقه في مدينة طرابلس وأنهما سيتأخرن لأن السيارة تعطلت, وفي اليوم التالي اتصل الشخص نفسه، وقال لوالدي: لقد كذبت عليكم,,, احمد تم اختطافه وليس في طرابلس, وكانت هذه آخر معلومات سمعناها عن احمد.

ألم يخبروالدك الأجهزة الأمنية اللبنانية؟
ـ بالطبع فعل ذلك، ففي اليوم التالي، أي في السابع عشر من الشهر نفسه، ذهب والدي الى مركز للشرطة ليبلغهم بما حدث مع شقيقي احمد، ولم يتم استقباله بحجة «وقفة» عيد الأضحى المبارك، وللأسف لم يعيروا أي اهتمام للموضوع، ولم يقوموا بواجبهم تجاه مواطن جاء يطلب مساعدتهم، اذ قالوا لهم بسخرية: أين سيكون,,, إما في مخيم عين الحلوة أو في مخيم آخر,,, اذهب وفتش عنه في المخيمات الفلسطينية, الا أنه عاد في اليوم التالي متوسلاً رجال الشرطة لمساعدته في البحث عن احمد، وكلفوا نفسهم بتسجيل محضر عن اختفاء احمد.

هل يوجد لديكم أقارب في مخيمات الفلسطينيين في لبنان؟
ـ لا يوجد لدينا أقارب في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأخي احمد لا يعرف أحداً فيها، ومعظم الأقارب في الولايات المتحدة، ولم يغادر احمد منطقة جامعة بيروت العربية، التي نسكن فيها, وعرض عليه بعض الأقرباء مساعدته للسفر الى أميركا لكنه رفض ذلك مفضلاً البقاء بجانب والديّ.

كيف كانت ردة فعل أهلك في بيروت عند سماع خبر اتهام شقيقك احمد باغتيال الحريري؟
ـ كان الخبر صدمة كبيرة لهم، ورغم معرفتهما التامة بأن الأمر غير طبيعي، الا أنهم تركوا البيت خوفاً من التعرض لأي مكروه, وقد اقتحم رجال الشرطة البيت وصادروا بعض محتوياته مثل الكمبيوتر والكتب وأقراص كمبيوتر تحتوي على ألعاب لشقيقتي الطفلة رانيا وبرامج لدراستها أيضاً, وتم نشر أخبار عن العثور على كتب دينية متعصبة وأشرطة فيديو تتعلق بالارهاب، وتبين في ما بعد أن كان ذلك محض افتراء، ولو كان الأمر صحيحاً لتم عرض ذلك على شاشات التلفزيون وفي الصحف.

ما هي نوعية الكتب وأشرطة الفيديو التي وجدتها الشرطة في بيتكم؟
ـ كافة الكتب التي صادرتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، هي كتب كانت تعرض في معرض الكتاب اللبناني في بيروت، حيث كنت في التشريفات، وفي بعض الأحيان كنت من المستقبلين للزوار الكبار، حيث استقبلت أيضاً النائب بهية الحريري وغيرها من الشخصيات اللبنانية, وهنا لا بد من القول، انني كنت أنتمي الى تنظيم «شبيبة الحسام» (حسام هو ابن الرئيس الحريري والذي توفي بحادث في الولايات المتحدة)، وكنت من المساهمين في هذا التنظيم, ولا يوجد أي كتاب أو شريط فيديو له علاقة بالارهاب أو بالتطرف الديني.

كيف تصرف رجال الشرطة مع والديك؟
ـ أقول صراحة، ان رجال الشرطة ورغم أنهم لم يعثروا على شيء، الا أنهم قاموا بمصادرة البطاقات الشخصية لوالديّ ولشقيقتي الصغيرة رانيا (12 عاما)، كما أنهم صادروا بطاقة صحية كانت بحوزة والدي من احدى مؤسسات الحريري تستطيع بواسطتها المعالجة في مستشفيات معينة، ولم يعد بامكانها ذلك وصحتها في تدهور مستمر, ولا يوجد مع والدتي أو شقيقتي أي شيء يثبت شخصيتهما, اضافة الى ذلك اعتقل رجال الشرطة والدي وأمي لمدة أسبوع، واحتجزوا كل واحد في مكان, وكان رجال الشرطة يحاولون الايقاع بوالديّ من خلال أقوال كاذبة على لسان كل منهما، لكن هذا الأسلوب لم ينطل على والديّ، وكانا يقولان الحقيقة وما يعرفانه فقط, لقد تعرض والدي خلال 8 أيام من التحقيق لساعات طويلة في المحاكم العسكرية الى ضغوط كبيرة، الأمر الذي أدى الى تدهور صحته، وتم الافراج عنه وعن والدتي لهذا السبب.

وأين كانت شقيقتك الصغيرة خلال اعتقال والديك؟
ـ للأسف اعتقلوها أيضاً لمدة يومين من دون أن ترتكب ذنباً، وبعد يومين أفرجوا عنها، وبقيت عند شقيقتي المتزوجة.

وماذا حصل لوالديك في ما بعد؟
ـ توفي والدي بعد فترة قصيرة جداً من الافراج عنه، وكانت السلطات اللبنانية على يقين من أن والدي لم يعد يتحمل التحقيق معه بسبب المرض، وأعتقد بأنه توفي نتيجة الضغوط التي تمت ممارستها عليه أثناء التحقيق، لم يعان والدي من مرض القلب كما ذكروا، ولم يدخل أي مستشفى في حياته, كما أن السلطات اللبنانية لم تسمح لوالديّ بالذهاب الى بيتهما، واضطرا للبقاء في بيت شقيقتي المتزوجة, وهنا لا بد لي من الاشارة الى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، قامت بالتحقيق مع كل شخص أتى الى بيتنا للتعزية بوفاة والدي، حتى أن والدتي تم استدعاؤها للتحقيق مجدداً خلال استقبال المعزِّين، ضاربة بعرض الحائط شعور أهل الفقيد.

بعض وسائل الاعلام ذكر أن شقيقك أحمد هو الذي كان يقود السيارة التي انفجرت خلال عملية الاغتيال؟
ـ هذا كذب، كيف يمكن لأخي أن يقود سيارة، وهو لم يتعلم قيادة السيارات مطلقاً، أي لم يكن بحوزته رخصة قيادة سيارة, وهنا أقول لك شيئاً مهماً، وهو أن السلطات اللبنانية عندما تأكدت أن أحمد لم يكن هو سائق السيارة، قالت انه كان يجلس بجانب السائق، لكن والحمد صدر تصريح عن مسؤول لبناني كذب فيه ذلك.

يُقال أن شقيقك أحمد كان من «عبدة الشيطان»؟
ـ الذين يدعون ذلك، هم أنفسهم الشياطين, وأرادوا من هذا الادعاء أن يخدعوا الناس بقولهم، ان أحمد أصبح ارهابياً بسبب «عبادة الشيطان»، لكن شقيقي أحمد كان شاباً ملتزماً بدينه، ويتمتع بأخلاق عالية وكان بعيداً عن الأمور التافهة ولا يقترب منها.

هل يوجد عندك أمل في لقاء شقيقك أحمد مرة أخرى؟
ـ أنا على قناعة تامة، بأن كل الأشياء التي شاهدناها عن أخي أحمد بدءا من اختفائه وانتهاءً بشريط الفيديو المزعوم، تدل على أن قتلة الشهيد الحريري هم جناة محترفون، استدرجوا أخي أحمد وأجبروه على قول أشياء لم يقم بها، وحسب اعتقادي، فان أحمد تم اغتياله لاخفاء الجريمة، ورغم ذلك أتمنى من الله أن يكون على قيد الحياة.

ما هو موقف الشارع اللبناني من هذه القضية؟
ـ عندما أتحدث الى والدتي كل يوم، تقول لي أن الشعب يعرف تماماً بأن شقيقي أحمد ليس هو المجرم الحقيقي، وأن القتلة يختبئون وراء اتهام أحمد بعملية اغتيال الحريري.

وماذا عن موقف عائلة الشهيد الحريري؟
ـ في الحقيقة أن عائلة الشهيد رفيق الحريري هي أدرى الناس بذلك، وهي أول من يعرف بأن أحمد بريء تماماً, وقد استضافني تلفزيون «المستقبل» وشرحت الوضع باسهاب، وأنا أشكرهم على ذلك، وهذه الاستضافة أظهرت في شكل واضح موقف عائلة الحريري من عائلتي، حيث نجم عن هذه الاستضافة صورة تختلف كلياً عن الصورة المشوهة التي نقلتها وسائل اعلام عربية عن شقيقي أحمد, ولو كان لدى عائلة الحريري أدنى شك في أن شقيقي أحمد هو القاتل، لم استضافت «شقيق قاتل الحريري»!

هل توجهت الى منظمات دولية لمساعدة والدتك وشقيقتك رانيا؟
ـ نعم، اتصلت بمنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الانسان ولجنة الصليب الأحمر الدولية، وأرسلت رسائل الى شخصيات عربية وأوروبية من أجل هذا الموضوع، وتوجد الآن اتصالات مع الحكومة الفرنسية لهذا الغرض.

(ومن خلال خالد أبو عدس اتصل مراسل «الرأي العام» بوالدته نهاد وبشقيقته رانيا في بيروت)

سيدة نهاد، هل من جديد في موضوع ابنك احمد؟
ـ لم أسمع أي شيء، وأنا الآن أعيش مع ابنتي في أجواء رعب ولا معين لنا، لقد فقدت زوجي وابني احمد، وأنا أناشد الحكومات العربية التدخل لمساعدتنا للخروج من الوضع المأسوي الذي نعيش فيه، والتدخل لدى السلطات اللبنانية، من أجل اعادة أوراقنا الثبوتية، والتي لا نستطيع التحرك من دونها في الدوائر الرسمية وأي مؤسسة أخرى.

هل تلقيتم أي شيء من السلطات اللبنانية في ما يتعلق بنتائج «الحمض النووي» في سويسرا؟
ـ نتائج الفحوصات المخبرية في سويسرا، والتي مضى عليها أكثر من ثلاثة شهور، تبين أنها لا تتطابق مع العيّنات الطبية المستخرجة مني ومن زوجي، كما لا تتطابق مع أي جثة من جثث ضحايا عملية الاغتيال، وهذا ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية، لكن السلطات اللبنانية لم تشر الى ذلك، ولم يصدر عنها أي شيء لغاية الآن.

وأنت يا رانيا ماذا تريدين قوله؟
ـ أنا الآن طفلة ضائعة, فقدت أبي وأخي، وهذه مصيبة حلت بنا، لا أستطيع الذهاب الى المدرسة، لأن أمي تخاف علي من التعرض لاختطاف كما حصل مع أخي احمد, وأنا باسم الطفولة والانسانية أتوسل الى أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم من أجل انقاذنا من الجحيم الذي نعيش فيه.