رستم باشا
08-23-2016, 10:41 PM
http://www.zamanarabic.com/wp-content/uploads/2016/08/%C4%B1smal.jpg
أغسطس 23, 2016
إسطنبول (الزمان التركية): كرر إسماعيل ياشا الكاتب التركي الموالي للرئيس رجب طيب أردوغان مزاعم ترددت على لسان بعض المسؤولين الأتراك حول تورط المملكة العربية السعودية في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ودعمها للداعية فتح الله كولن الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء هذه المحاولة.
وكتب ياشا، الذي أبعد من المملكة العربية السعودية في عام 2014 بسبب تغريدات ضدها على موقع تويتر، في مقال نشره موقع ” أخبار تركيا” الموالي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم مقالا تناول فيه حذف حوار مع كولن من موقع قناة العربية الجمعة الماضي بعد بثه على القناة، معتبرا أن ذلك لم يكن إلا مناورة من جانب السعودية. وكان اتهم السعودية بممارسة “النفاق” أكثر من دولة الإمارات، في تغريدة نشرها عقب نشر العربية هذا الحوار حيث قال: “على الرغم من عدائها لتركيا ورئيسها المنتخب، فإن سياسة الإمارات أكثر وضوحاً تجاه تركيا وأقلّ نفاقاً”.
وفيما يلي نص مقال ياشا في موقع أخبار تركيا:
” نشرت قناة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي حوارا مثيرا للجدل أجرته مع فتح الله كولن، زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي (تستخدم السلطات التركية هذا الوصف وتطلقه على حركة الخدمة) المقيم في مزرعة فاخرة بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهاجم فيه كولن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية المنتخبة وادَّعى أنه لا يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
كولن، بعد محاولة الانقلاب العسكري الدموية التي سقط فيها مئات الشهداء والجرحى، يصنف في تركيا كزعيم تنظيم إرهابي مسلح خطير قتل عددا كبيرا من المدنيين والجنود ورجال الشرطة، ويتفق الجميع في تركيا حكومة ومعارضة وشعبا في هذا التصنيف واستنكار ما قامت به جماعة كولن، ما يعني أن من يدعمه بأي نوع من أنواع الدعم يعادي تركيا كلها حكومة ومعارضة وشعبا، لأن الرجل لا يمكن اعتباره بأي حال معارضا سياسيا، كما لا يعتبر دعمه إعلاميا ضمن حرية الصحافة، بل هو موقف سياسي واضح من تركيا ورئيسها وشعبها يجب أن تأخذه أنقرة بعين الاعتبار.
قناة العربية بعد ساعات من البث قامت بحذف الحوار من موقعها الالكتروني ومن حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي. ولا ندري، هل يقف وراء هذا الحذف تعرض الرياض لضغوط أنقرة أم أن الحكومة السعودية طلبت من القناة حذف الحوار بعد أن أدَّى الغرض ووصلت دعاية كولن السوداء إلى المشاهدين، علما بأن الحوار يُنشَر حتى الآن بأكمله عبر حسابات موالية لجماعة كولن في مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني أن حذفه من موقع القناة وحساباتها مجرد مناورة تقوم بها الرياض لذر الرماد في عيون أنقرة.
لم يتم إجراء الحوار مع فتح الله كولن ونشره عبر قناة العربية فجأة دون علم أحد أو دون سابق إنذار. ولا يمكن أن تقدم القناة على مثل هذه الخطوة دون علم الرياض والحصول على ضوء أخضر من القيادة السعودية. ومن يدعي غير ذلك يحاول الضحك على عقولنا.
تبني قناة العربية دعاية فتح الله كولن فتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول حقيقة دعم السعودية لجماعة كولن وتورطها في محاولة الانقلاب الفاشلة. وهل الحديث عن دعم الرياض لجماعة فتح الله كولن “مجرد إشاعات تطلقها بعض الجهات المغرضة ولا أساس له من الصحة”، كما قال الأمير الوليد بن طلال في حواره مع صحيفة حريت التركية، أم أن ثمة دعما ما لأنشطة الجماعة نكاية بأردوغان؟
تورط السعودية أو أي دولة أخرى في محاولة الانقلاب الفاشلة بحاجة إلى أدلة، وحتى اللحظة ليس لدينا أي دليل يؤكد ذلك. ولا ندري، إن كانت الاستخبارات التركية تملك أدلة على تورط بعض الدول في محاولة الانقلاب التي قام بها التنظيم الموازي الإرهابي التابع لجماعة كولن.
الشيء المؤكد أن وسائل إعلام تعبر عن سياسات السعودية والإمارات طارت فرحا بمحاولة الانقلاب، وقدمت وما زالت تقدم دعما إعلاميا لجماعة كولن، غير أن هناك أسئلة أخرى تطرح نفسها حول أنشطة الجماعة في السعودية.
السعودية لا تسمح لأي حزب أو جماعة بأي نشاط على أراضيها، إلا أن جماعة كولن عبر مكتب مجلة حراء في الرياض تقوم بأنشطة مختلفة، كتنظيم رحلات للشباب إلى تركيا وغيرها للتعريف بالجماعة. وهناك عشرات من دعاة الجماعة ينشطون في الرياض وجدة ومكة والمدينة، لدعوة أبناء الجالية التركية وحتى السعوديين إلى الالتحاق بتنظيم الكيان الموازي الإرهابي، على الرغم من أن الأنظمة في السعودية تمنع عمل المقيم عند غير كفيله. وبالإضافة إلى ذلك، تملك جماعة كولن مقرات في المدينة المنورة ومكة المكرمة يتم استخدامها لعقد لقاءات سرية تجمع كبار قادة الجماعة الذين يسافرون إلى السعودية من تركيا ودول مختلفة بذريعة أداء العمرة أو الحج، بعيدا عن الشكوك والعيون.
وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة نشرت في السابع والعشرين من الشهر الماضي تقريرا خطيرا جاء فيه أن بعض قادة الجماعة عقدوا لقاءاتهم في مكة والمدينة قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، بعد أن اشتدت المراقبة عليهم داخل الأراضي التركية. والسؤال الذي يبحث عن جواب، بعيدا عن التنديدات الروتينية والتصريحات الدبلوماسية هو: “هل ستغلق السعودية أوكار تنظيم الكيان الموازي الإرهابي أم ستواصل غض الطرف عن أنشطته في الأراضي المقدسة لاستهداف أمن تركيا واستقرارها؟”
http://www.zamanarabic.com/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84-%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%85/
أغسطس 23, 2016
إسطنبول (الزمان التركية): كرر إسماعيل ياشا الكاتب التركي الموالي للرئيس رجب طيب أردوغان مزاعم ترددت على لسان بعض المسؤولين الأتراك حول تورط المملكة العربية السعودية في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ودعمها للداعية فتح الله كولن الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء هذه المحاولة.
وكتب ياشا، الذي أبعد من المملكة العربية السعودية في عام 2014 بسبب تغريدات ضدها على موقع تويتر، في مقال نشره موقع ” أخبار تركيا” الموالي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم مقالا تناول فيه حذف حوار مع كولن من موقع قناة العربية الجمعة الماضي بعد بثه على القناة، معتبرا أن ذلك لم يكن إلا مناورة من جانب السعودية. وكان اتهم السعودية بممارسة “النفاق” أكثر من دولة الإمارات، في تغريدة نشرها عقب نشر العربية هذا الحوار حيث قال: “على الرغم من عدائها لتركيا ورئيسها المنتخب، فإن سياسة الإمارات أكثر وضوحاً تجاه تركيا وأقلّ نفاقاً”.
وفيما يلي نص مقال ياشا في موقع أخبار تركيا:
” نشرت قناة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي حوارا مثيرا للجدل أجرته مع فتح الله كولن، زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي (تستخدم السلطات التركية هذا الوصف وتطلقه على حركة الخدمة) المقيم في مزرعة فاخرة بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهاجم فيه كولن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية المنتخبة وادَّعى أنه لا يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
كولن، بعد محاولة الانقلاب العسكري الدموية التي سقط فيها مئات الشهداء والجرحى، يصنف في تركيا كزعيم تنظيم إرهابي مسلح خطير قتل عددا كبيرا من المدنيين والجنود ورجال الشرطة، ويتفق الجميع في تركيا حكومة ومعارضة وشعبا في هذا التصنيف واستنكار ما قامت به جماعة كولن، ما يعني أن من يدعمه بأي نوع من أنواع الدعم يعادي تركيا كلها حكومة ومعارضة وشعبا، لأن الرجل لا يمكن اعتباره بأي حال معارضا سياسيا، كما لا يعتبر دعمه إعلاميا ضمن حرية الصحافة، بل هو موقف سياسي واضح من تركيا ورئيسها وشعبها يجب أن تأخذه أنقرة بعين الاعتبار.
قناة العربية بعد ساعات من البث قامت بحذف الحوار من موقعها الالكتروني ومن حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي. ولا ندري، هل يقف وراء هذا الحذف تعرض الرياض لضغوط أنقرة أم أن الحكومة السعودية طلبت من القناة حذف الحوار بعد أن أدَّى الغرض ووصلت دعاية كولن السوداء إلى المشاهدين، علما بأن الحوار يُنشَر حتى الآن بأكمله عبر حسابات موالية لجماعة كولن في مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني أن حذفه من موقع القناة وحساباتها مجرد مناورة تقوم بها الرياض لذر الرماد في عيون أنقرة.
لم يتم إجراء الحوار مع فتح الله كولن ونشره عبر قناة العربية فجأة دون علم أحد أو دون سابق إنذار. ولا يمكن أن تقدم القناة على مثل هذه الخطوة دون علم الرياض والحصول على ضوء أخضر من القيادة السعودية. ومن يدعي غير ذلك يحاول الضحك على عقولنا.
تبني قناة العربية دعاية فتح الله كولن فتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول حقيقة دعم السعودية لجماعة كولن وتورطها في محاولة الانقلاب الفاشلة. وهل الحديث عن دعم الرياض لجماعة فتح الله كولن “مجرد إشاعات تطلقها بعض الجهات المغرضة ولا أساس له من الصحة”، كما قال الأمير الوليد بن طلال في حواره مع صحيفة حريت التركية، أم أن ثمة دعما ما لأنشطة الجماعة نكاية بأردوغان؟
تورط السعودية أو أي دولة أخرى في محاولة الانقلاب الفاشلة بحاجة إلى أدلة، وحتى اللحظة ليس لدينا أي دليل يؤكد ذلك. ولا ندري، إن كانت الاستخبارات التركية تملك أدلة على تورط بعض الدول في محاولة الانقلاب التي قام بها التنظيم الموازي الإرهابي التابع لجماعة كولن.
الشيء المؤكد أن وسائل إعلام تعبر عن سياسات السعودية والإمارات طارت فرحا بمحاولة الانقلاب، وقدمت وما زالت تقدم دعما إعلاميا لجماعة كولن، غير أن هناك أسئلة أخرى تطرح نفسها حول أنشطة الجماعة في السعودية.
السعودية لا تسمح لأي حزب أو جماعة بأي نشاط على أراضيها، إلا أن جماعة كولن عبر مكتب مجلة حراء في الرياض تقوم بأنشطة مختلفة، كتنظيم رحلات للشباب إلى تركيا وغيرها للتعريف بالجماعة. وهناك عشرات من دعاة الجماعة ينشطون في الرياض وجدة ومكة والمدينة، لدعوة أبناء الجالية التركية وحتى السعوديين إلى الالتحاق بتنظيم الكيان الموازي الإرهابي، على الرغم من أن الأنظمة في السعودية تمنع عمل المقيم عند غير كفيله. وبالإضافة إلى ذلك، تملك جماعة كولن مقرات في المدينة المنورة ومكة المكرمة يتم استخدامها لعقد لقاءات سرية تجمع كبار قادة الجماعة الذين يسافرون إلى السعودية من تركيا ودول مختلفة بذريعة أداء العمرة أو الحج، بعيدا عن الشكوك والعيون.
وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة نشرت في السابع والعشرين من الشهر الماضي تقريرا خطيرا جاء فيه أن بعض قادة الجماعة عقدوا لقاءاتهم في مكة والمدينة قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، بعد أن اشتدت المراقبة عليهم داخل الأراضي التركية. والسؤال الذي يبحث عن جواب، بعيدا عن التنديدات الروتينية والتصريحات الدبلوماسية هو: “هل ستغلق السعودية أوكار تنظيم الكيان الموازي الإرهابي أم ستواصل غض الطرف عن أنشطته في الأراضي المقدسة لاستهداف أمن تركيا واستقرارها؟”
http://www.zamanarabic.com/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84-%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%85/