yasmeen
05-16-2005, 07:26 AM
سعودي محب للهو تحول بعد 11 سبتمبر.. وصبي سوري عمره 13 عاما.. وبطل كاراتيه أردني قال لأسرته إنه ذاهب لدورة رياضية
مسؤولون سعوديون وغربيون يشككون في صحة أرقام ومعلومات القوائم
واشنطن: سوزان غلاسر
كان هادي بن مبارك القحطاني، قبل التحاقه بالتطرف وتفجير نفسه شابا يحب اللهو، وقيل إنه تغير باتجاه التطرف الديني بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة.
وفجر القحطاني نفسه، يوم 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، مستهدفاً قاعدة تابعة للجنود الاميركيين في مدينة القائم غرب العراق. وبعد يومين فقط على مقتل هادي بن مبارك القحطاني، تم نعيه على موقع انترنتي اصولي، باعتباره شابا سعوديا كان يطمح لاتباع خطى «أولئك الأبطال التسعة عشر»، الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر ووجد في العراق منفذا للوصول إلى هدفه.
هناك مئات من القصص عن مهاجمين انتحاريين، يتم نشرها عبر مواقع الانترنت المتزايدة، التي يديرها أصوليون متطرفون ويحتفلون عبر الإعلان عن موت هذا الشخص أو ذاك، ومع ذلك يقدمون معلومات ثمينة للاميركيين، في وقت يظل المسؤولون العسكريون الأميركيون يكررون أن المقاتلين الأجانب يشكلون نسبة متصاعدة ومهلكة داخل التمرد في العراق. لكن يظل التحقق من صحة هذه الإعلانات عبر الانترنت عن القحطاني وأمثاله صعباً جداً، الا ان خبراء مستقلين ومحللين حكوميين سابقين يقولون ان هذه المواقع الانترنتية، هي لسان حال المتطرفين المنتمين إلى القاعدة، الذين جعلوا العراق «مركزا للأصوليين المتطرفين من كل العالم»، مثلما جاء في تقرير خاص بوزارة الخارجية الأميركية. وتعتبر مواقع الموت هذه ملهما لجيل جديد من المتطرفين بنفس الطريقة التي جذبت أفغانستان المسلمين الحريصين على مقاتلة الاتحاد السوفياتي، خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي.
قوائم القتلى
* من هم المهاجمون الانتحاريون في العراق؟ حسب شهادة الاصوليين المتشددين انفسهم، فان هؤلاء المهاجمين هم كتيبة دولية من العرب يشكل السعوديون الجزء الأكبر منهم، بينما المجموعات الاخرى، هي تلك القادمة من بلدان مجاورة للعراق مثل سورية والكويت. وفي موقع انترنتي واحد تمكنت صحيفة «واشنطن بوست» من العثور على أسماء نحو 250 شخصا قتلوا في العراق، بينهم صبي سوري، 13 سنة، قال الموقع إنه قتل أثناء محاربته الأميركيين في الفلوجة. وهناك ايضاً بطل الأردن في رياضة الكاراتيه الذي تسلل إلى العراق للمشاركة في القتال، بينما قال لأسرته إنه متوجه للمشاركة في دورة رياضية. ومن بين القتلى طلبة يدرسون الهندسة واللغة الانجليزية، وهناك مغربي يملك مطعماً. وكل هؤلاء ينتمون إلى أسر عربية متأثرة بالغرب. وهناك ايضاً قوائم بأسماء طويلة ليس أمام كل منها أي معلومات سوى البلد الأصلي وكلمة «شهيد».
لكن بعض المسؤولين عن مكافحة الإرهاب يشككون في صحة هذه المعلومات الانترنتية ويرون ان الهدف من بثها هو التضليل. لكن بعض المراقبين الآخرين يعتبرون ان وضع هذه القوائم على مواقع اصولية متطرفة يهدف لتحقيق «أغراض داخلية» أكثر من كونه دعاية. وقال الباحث البريطاني بول ايدل معبرا عن هذه الحالة: «إنها محاولات من قبل الأصوليين المتطرفين لترتيب قوائم القتلى وتنسيقها، إنها تشبه ما يفعله لاعبو كرة القدم أمام شبكات الانترنت منتظرين مجيء هاتف من شخص يعرفونه ليخبرهم عن انتقال لاعب من تشيلسي إلى ليفربول». وقال كول توماس هامس الخبير بحركات التمرد المسلح من جامعة الدفاع القومي الأميركية: «إنهم يهدفون إلى التسويق. والغرب ليس هو الطرف المعني».
الزرقاوي يجذب المهاجمين وحسب الإعلانات التي تصدر عبر مواقع الانترنت الخاصة بالأصوليين المتطرفين، فإن أكثر الذين يذهبون للقتال في العراق يعملون تحت شعار «القاعدة في بلاد الرافدين» وهي مجموعة يقودها الاصولي الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي يقف وراء عدد كبير من أعمال قطع الرؤوس والاختطاف والهجمات الانتحارية، والكثير من هذه الفظائع تم تصويرها وتوزيعها عبر مواقع الانترنت.
وفي الأيام الأخيرة صعدت القيادة العسكرية الأميركية في العراق من حملتها ضد شبكة الزرقاوي، حيث شنت هجوما في غرب العراق ضمن منطقة يعتقد أنها تستخدم لتهريب الأجانب عبر الحدود السورية، وزعمت أنها اعتقلت أو قتلت ما يقرب من عشرين مساعدا للزرقاوي. وفي الوقت نفسه أصيب العراق بموجة من الهجمات الانتحارية أدت إلى مقتل 400 شخص خلال الأسبوعين الأخيرين، وهذه الفترة تعد الأسوأ من حيث عدد الضحايا منذ غزو العراق عام 2003 . وفي الوقت الذي تحمل القيادة العسكرية الأميركية في العراق مسؤولية العنف المتصاعد على المقاتلين الأجانب في العراق، فإن رد جماعة الزرقاوي في الأسبوع الماضي كان بالشكل التالي: «يزعم الكفار مرة أخرى أن المقاتلين الأجانب هم المسؤولون عن الهجمات وزيادة عدد المقاتلين الأجانب هو الخطر الحقيقي». لكن الجناح الإعلامي لجماعة الزرقاوي قال عبر الانترنت إن «الخطر الحقيقي هم أتباع الزرقاوي. إضافة إلى ذلك من هو الأجنبي؟ أنتم الذين جئتم إلى أرض المسلمين من بلدكم البعيد والفاسد».
تحليل إسرائيلي
* وقام روفن باز الخبير الاسرائيلي في شؤون الإرهاب بدراسة تحليلية لقوائم قتلى الأصوليين المتطرفين، ووجد أن هناك 154 عربيا قُتلوا في العراق خلال الاشهر الستة الأخيرة، يشكل السعوديون منهم نسبة 61% بينما يشكل العراقيون والسوريون والكويتيون معا نسبة 25%. كذلك وجد أن 70% من المهاجمين الانتحاريين الذين ذكرت أسماؤهم عبر مواقع الانترنت سعوديون. وفي ثلاث حالات وجد الباحث باز ان أخوين نفذا هجومين انتحاريين. والكثير من هؤلاء المهاجمين الانتحاريين متعلمون بشكل جيد، وفي أواخر العشرينات من أعمارهم، حسبما جاء في قوائم القتلى. وكتب باز في ورقته: «على الرغم من عدم اكتمال هذه القوائم فإن هناك مشاركة كثيفة للمتطوعين السعوديين لغرض القتال في العراق».
وفي مقابلة هاتفية قال باز إن قائمته، التي تم جمعها من خلال متابعة ما يقرب من عشرة مواقع انترنت خاصة بالمتطرفين الأصوليين، والتي تضم ما يقرب من 200 اسم، تتضمن «الكثير من الطلبة أو أشخاص ينتمون إلى عائلات ثرية، وهي ميزة اجتماعية مماثلة لمنفذي هجمات 11 سبتمبر».
السعوديون يدحضون الأرقام
* وبينما لا ينكر المسؤولون السعوديون أن مواطنين سعوديين رفعوا السلاح ضد الولايات المتحدة في العراق، فانهم يجادلون بأن القوائم الطويلة من الضحايا السعوديين يمكن أن تكون أسلوبا في تشويه المعلومات أو ببساطة وسيلة تجنيد تستخدم لاغراء الشبان العرب على التوجه الى العراق عبر اقناعهم بأن كثيرين غيرهم قد فازوا بمكان في الجنة. وقال مسؤول سعودي: «هل يوجد سعوديون في العراق؟ أجل، نحن نعرف ذلك بالتأكيد. ولكن هل توجد الأعداد التي يشار اليها؟ لا نعتقد ذلك حقا».
وقال نواف عبيد، وهو محلل سعودي في القضايا الأمنية: «ان مواقع الانترنت تحاول تجنيد الناس. انها أفضل وسيلة تجنيد». واضاف عبيد، انه وجد 47 حالة لسعوديين قتلوا أو جرحوا وفقا لتقارير نشرتها صحف المملكة، وهو اقل بكثير من العدد الاجمالي الذي يذكر على الانترنت، واستنتج ان العدد الكلي للسعوديين المشاركين في اعمال القتال في العراق هو بالمئات. واضاف ان «الشباب يقرأون على الانترنت بأن لدينا آلافا من السعوديين هناك ويفكرون: علينا أن نذهب أيضا».
وأعد ايفان كولمان، الباحث الذي يراقب مواقع الاصوليين المتطرفين على الانترنت، قائمة من الانترنت، تضم ما يزيد على 235 اسما من القتلى في العراق منذ الصيف الماضي، ووجد ان اكثر من 50 في المائة منهم من السعودية أيضا. وفي بعض الحالات وجد صورا أو اشرطة فيديو لقتلى اجانب تعرض على شبكة الانترنت. وقد ظهر قتيل من الشرطة الكويتية في شريط فيديو دعائي للزرقاوي يحمل اسم «رياح التغيير»، بينما ظهرت جثة الناشط التركي في القاعدة، حبيب أكتاس، وهي غارقة بالدماء، على شريط فيديو آخر يحتفي بـ «استشهاده».
وتضم بعض المعلومات التي تظهر على الانترنت ارقام هواتف حتى يتمكن الاصوليون من معارف القتيل من ابلاغ عائلته و«تهنئتهم». وقد اتصل كولمان بعدد من الأرقام. وقال: «لدي قوائم بالمقاتلين الأجانب، وهذه ليست نكتة. لقد ذهب أبناؤهم وفجروا أنفسهم في العراق».
وترسل جماعة الزرقاوي على نحو متكرر أيضا معلومات عن سيرة حياة مفجريها الانتحاريين، مثل أبو أنس التهامي الذي قيل انه قتل في هجوم انتحاري في يوم الانتخابات في العراق. وكان التهامي، اليتيم السعودي الذي رباه جده، متشددا في تدينه، وفقا لما ذكرته تقارير نشرت في فبراير (شباط) الماضي على الانترنت.
ونقل عن التهامي قوله الى مقاتل أجنبي زميل له: «ايها الأخ احب أن انام على الارض ولا حاجة لي الى فراش». وكان من المنتظر أن يتزوج في فبراير الماضي. وقال الاعلان انه «بدلا من ذلك اختار أن يكون مع حوريات الجنة. واعتاد أن يتحدث في أحيان كثيرة عن حوريات الجنة وجمالهن، وكان يتمنى ان يحتسي رشفة من شراب الجنة بينما تقوم حورية جميلة بمسح فمه».
ويقدم منتدى على الانترنت، سجل أولا لشخص من أبو ظبي يوم 18 سبتمبر 2001 ويعتقد انه يتلقى تقارير من القاعدة، بانتظام قائمة تضم «الشهداء العرب في العراق». وقد استخدم هذا المنتدى من جانب باز وكولمان في جمع واعداد قوائمهما. وقال باحثون آخرون انهم يتعاملون مع الموقع بصورة منتظمة.
وكان السعوديون أيضا الجماعة البارزة على هذه القائمة، حيث بلغت نسبتهم 44 في المائة من مجموع القتلى، تلتها نسبة السوريين (اقل من 15 في المائة) اما نسبة العراقيين (فاقل من 15 في المائة).
وبدا ان الكثير من القتلى هم من الشباب الجدد الملتحقين «بالجهاد»، ولديهم قصص شبيهة بقصة القحطاني، على الرغم من أن قوائم أخرى تضم تفاصيل عن قتلى من المقاتلين المتمرسين الذي جاءوا من خلال معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر، وبينهم والد عمار السوري، الصبي البالغ 13 عاما، الذي قيل انه قتل اثناء معركة العام الماضي في الفلوجة.
سير حياة المفجرين
* وغالبا ما تذكر المعلومات بعدد الأميركيين الذين قتلوا على أيدي «ليوث من كتيبة الشهداء»، كما جاء في حالة احمد سعيد الغامدي، السعودي البالغ من العمر 20 عاما، الذي قيل انه ترك دراسة الطب في السودان للتوجه الى العراق واعتبر «بطل» تفجير انتحاري في الموصل في خيمة لتناول الطعام أودى بحياة 22 شخصا.
وضمت قائمة اخرى نشرت في فبراير الماضي على موقع يحمل اسم «مأسدة» 24 من كبار مقاتلي الزرقاوي ممن قتلوا، وكانت اسماء معظمهم قد ظهرت في قوائم أخرى على الانترنت. وكان بينهم أبو محمد اللبناني، الذي كان يعيش في الدنمارك قبل ان يتوجه الى القتال في العراق والذي قتل ابنه أيضا، وأبو أحمد التابوكي الذي كان شخصية بارزة في الجهاد الأفغاني ضد السوفيات.
وغالبا ما تكون تفاصيل سير الحياة في النعي على الانترنت موجزة وغامضة كما في حالة القحطاني، الشاب السعودي الذي قيل انه توفي يوم 11 ابريل (نيسان) الماضي، بينما كان يهاجم قاعدة للجنود الاميركيين في مدينة القائم. فالتقرير عن موته الذي اكتشفه كولمان على الانترنت لا يشير الى ما اذا كان يقود شاحنة نفايات أسرعت باتجاه قاعدة عسكرية قبل أن تنفجر، أو ما اذا كان في واحدة من السيارتين الأخريين اللتين انفجرتا بينما كانت مجموعة أخرى من المقاتلين تفتح النار على الجنود الاميركيين.
مسؤولون سعوديون وغربيون يشككون في صحة أرقام ومعلومات القوائم
واشنطن: سوزان غلاسر
كان هادي بن مبارك القحطاني، قبل التحاقه بالتطرف وتفجير نفسه شابا يحب اللهو، وقيل إنه تغير باتجاه التطرف الديني بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة.
وفجر القحطاني نفسه، يوم 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، مستهدفاً قاعدة تابعة للجنود الاميركيين في مدينة القائم غرب العراق. وبعد يومين فقط على مقتل هادي بن مبارك القحطاني، تم نعيه على موقع انترنتي اصولي، باعتباره شابا سعوديا كان يطمح لاتباع خطى «أولئك الأبطال التسعة عشر»، الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر ووجد في العراق منفذا للوصول إلى هدفه.
هناك مئات من القصص عن مهاجمين انتحاريين، يتم نشرها عبر مواقع الانترنت المتزايدة، التي يديرها أصوليون متطرفون ويحتفلون عبر الإعلان عن موت هذا الشخص أو ذاك، ومع ذلك يقدمون معلومات ثمينة للاميركيين، في وقت يظل المسؤولون العسكريون الأميركيون يكررون أن المقاتلين الأجانب يشكلون نسبة متصاعدة ومهلكة داخل التمرد في العراق. لكن يظل التحقق من صحة هذه الإعلانات عبر الانترنت عن القحطاني وأمثاله صعباً جداً، الا ان خبراء مستقلين ومحللين حكوميين سابقين يقولون ان هذه المواقع الانترنتية، هي لسان حال المتطرفين المنتمين إلى القاعدة، الذين جعلوا العراق «مركزا للأصوليين المتطرفين من كل العالم»، مثلما جاء في تقرير خاص بوزارة الخارجية الأميركية. وتعتبر مواقع الموت هذه ملهما لجيل جديد من المتطرفين بنفس الطريقة التي جذبت أفغانستان المسلمين الحريصين على مقاتلة الاتحاد السوفياتي، خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي.
قوائم القتلى
* من هم المهاجمون الانتحاريون في العراق؟ حسب شهادة الاصوليين المتشددين انفسهم، فان هؤلاء المهاجمين هم كتيبة دولية من العرب يشكل السعوديون الجزء الأكبر منهم، بينما المجموعات الاخرى، هي تلك القادمة من بلدان مجاورة للعراق مثل سورية والكويت. وفي موقع انترنتي واحد تمكنت صحيفة «واشنطن بوست» من العثور على أسماء نحو 250 شخصا قتلوا في العراق، بينهم صبي سوري، 13 سنة، قال الموقع إنه قتل أثناء محاربته الأميركيين في الفلوجة. وهناك ايضاً بطل الأردن في رياضة الكاراتيه الذي تسلل إلى العراق للمشاركة في القتال، بينما قال لأسرته إنه متوجه للمشاركة في دورة رياضية. ومن بين القتلى طلبة يدرسون الهندسة واللغة الانجليزية، وهناك مغربي يملك مطعماً. وكل هؤلاء ينتمون إلى أسر عربية متأثرة بالغرب. وهناك ايضاً قوائم بأسماء طويلة ليس أمام كل منها أي معلومات سوى البلد الأصلي وكلمة «شهيد».
لكن بعض المسؤولين عن مكافحة الإرهاب يشككون في صحة هذه المعلومات الانترنتية ويرون ان الهدف من بثها هو التضليل. لكن بعض المراقبين الآخرين يعتبرون ان وضع هذه القوائم على مواقع اصولية متطرفة يهدف لتحقيق «أغراض داخلية» أكثر من كونه دعاية. وقال الباحث البريطاني بول ايدل معبرا عن هذه الحالة: «إنها محاولات من قبل الأصوليين المتطرفين لترتيب قوائم القتلى وتنسيقها، إنها تشبه ما يفعله لاعبو كرة القدم أمام شبكات الانترنت منتظرين مجيء هاتف من شخص يعرفونه ليخبرهم عن انتقال لاعب من تشيلسي إلى ليفربول». وقال كول توماس هامس الخبير بحركات التمرد المسلح من جامعة الدفاع القومي الأميركية: «إنهم يهدفون إلى التسويق. والغرب ليس هو الطرف المعني».
الزرقاوي يجذب المهاجمين وحسب الإعلانات التي تصدر عبر مواقع الانترنت الخاصة بالأصوليين المتطرفين، فإن أكثر الذين يذهبون للقتال في العراق يعملون تحت شعار «القاعدة في بلاد الرافدين» وهي مجموعة يقودها الاصولي الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي يقف وراء عدد كبير من أعمال قطع الرؤوس والاختطاف والهجمات الانتحارية، والكثير من هذه الفظائع تم تصويرها وتوزيعها عبر مواقع الانترنت.
وفي الأيام الأخيرة صعدت القيادة العسكرية الأميركية في العراق من حملتها ضد شبكة الزرقاوي، حيث شنت هجوما في غرب العراق ضمن منطقة يعتقد أنها تستخدم لتهريب الأجانب عبر الحدود السورية، وزعمت أنها اعتقلت أو قتلت ما يقرب من عشرين مساعدا للزرقاوي. وفي الوقت نفسه أصيب العراق بموجة من الهجمات الانتحارية أدت إلى مقتل 400 شخص خلال الأسبوعين الأخيرين، وهذه الفترة تعد الأسوأ من حيث عدد الضحايا منذ غزو العراق عام 2003 . وفي الوقت الذي تحمل القيادة العسكرية الأميركية في العراق مسؤولية العنف المتصاعد على المقاتلين الأجانب في العراق، فإن رد جماعة الزرقاوي في الأسبوع الماضي كان بالشكل التالي: «يزعم الكفار مرة أخرى أن المقاتلين الأجانب هم المسؤولون عن الهجمات وزيادة عدد المقاتلين الأجانب هو الخطر الحقيقي». لكن الجناح الإعلامي لجماعة الزرقاوي قال عبر الانترنت إن «الخطر الحقيقي هم أتباع الزرقاوي. إضافة إلى ذلك من هو الأجنبي؟ أنتم الذين جئتم إلى أرض المسلمين من بلدكم البعيد والفاسد».
تحليل إسرائيلي
* وقام روفن باز الخبير الاسرائيلي في شؤون الإرهاب بدراسة تحليلية لقوائم قتلى الأصوليين المتطرفين، ووجد أن هناك 154 عربيا قُتلوا في العراق خلال الاشهر الستة الأخيرة، يشكل السعوديون منهم نسبة 61% بينما يشكل العراقيون والسوريون والكويتيون معا نسبة 25%. كذلك وجد أن 70% من المهاجمين الانتحاريين الذين ذكرت أسماؤهم عبر مواقع الانترنت سعوديون. وفي ثلاث حالات وجد الباحث باز ان أخوين نفذا هجومين انتحاريين. والكثير من هؤلاء المهاجمين الانتحاريين متعلمون بشكل جيد، وفي أواخر العشرينات من أعمارهم، حسبما جاء في قوائم القتلى. وكتب باز في ورقته: «على الرغم من عدم اكتمال هذه القوائم فإن هناك مشاركة كثيفة للمتطوعين السعوديين لغرض القتال في العراق».
وفي مقابلة هاتفية قال باز إن قائمته، التي تم جمعها من خلال متابعة ما يقرب من عشرة مواقع انترنت خاصة بالمتطرفين الأصوليين، والتي تضم ما يقرب من 200 اسم، تتضمن «الكثير من الطلبة أو أشخاص ينتمون إلى عائلات ثرية، وهي ميزة اجتماعية مماثلة لمنفذي هجمات 11 سبتمبر».
السعوديون يدحضون الأرقام
* وبينما لا ينكر المسؤولون السعوديون أن مواطنين سعوديين رفعوا السلاح ضد الولايات المتحدة في العراق، فانهم يجادلون بأن القوائم الطويلة من الضحايا السعوديين يمكن أن تكون أسلوبا في تشويه المعلومات أو ببساطة وسيلة تجنيد تستخدم لاغراء الشبان العرب على التوجه الى العراق عبر اقناعهم بأن كثيرين غيرهم قد فازوا بمكان في الجنة. وقال مسؤول سعودي: «هل يوجد سعوديون في العراق؟ أجل، نحن نعرف ذلك بالتأكيد. ولكن هل توجد الأعداد التي يشار اليها؟ لا نعتقد ذلك حقا».
وقال نواف عبيد، وهو محلل سعودي في القضايا الأمنية: «ان مواقع الانترنت تحاول تجنيد الناس. انها أفضل وسيلة تجنيد». واضاف عبيد، انه وجد 47 حالة لسعوديين قتلوا أو جرحوا وفقا لتقارير نشرتها صحف المملكة، وهو اقل بكثير من العدد الاجمالي الذي يذكر على الانترنت، واستنتج ان العدد الكلي للسعوديين المشاركين في اعمال القتال في العراق هو بالمئات. واضاف ان «الشباب يقرأون على الانترنت بأن لدينا آلافا من السعوديين هناك ويفكرون: علينا أن نذهب أيضا».
وأعد ايفان كولمان، الباحث الذي يراقب مواقع الاصوليين المتطرفين على الانترنت، قائمة من الانترنت، تضم ما يزيد على 235 اسما من القتلى في العراق منذ الصيف الماضي، ووجد ان اكثر من 50 في المائة منهم من السعودية أيضا. وفي بعض الحالات وجد صورا أو اشرطة فيديو لقتلى اجانب تعرض على شبكة الانترنت. وقد ظهر قتيل من الشرطة الكويتية في شريط فيديو دعائي للزرقاوي يحمل اسم «رياح التغيير»، بينما ظهرت جثة الناشط التركي في القاعدة، حبيب أكتاس، وهي غارقة بالدماء، على شريط فيديو آخر يحتفي بـ «استشهاده».
وتضم بعض المعلومات التي تظهر على الانترنت ارقام هواتف حتى يتمكن الاصوليون من معارف القتيل من ابلاغ عائلته و«تهنئتهم». وقد اتصل كولمان بعدد من الأرقام. وقال: «لدي قوائم بالمقاتلين الأجانب، وهذه ليست نكتة. لقد ذهب أبناؤهم وفجروا أنفسهم في العراق».
وترسل جماعة الزرقاوي على نحو متكرر أيضا معلومات عن سيرة حياة مفجريها الانتحاريين، مثل أبو أنس التهامي الذي قيل انه قتل في هجوم انتحاري في يوم الانتخابات في العراق. وكان التهامي، اليتيم السعودي الذي رباه جده، متشددا في تدينه، وفقا لما ذكرته تقارير نشرت في فبراير (شباط) الماضي على الانترنت.
ونقل عن التهامي قوله الى مقاتل أجنبي زميل له: «ايها الأخ احب أن انام على الارض ولا حاجة لي الى فراش». وكان من المنتظر أن يتزوج في فبراير الماضي. وقال الاعلان انه «بدلا من ذلك اختار أن يكون مع حوريات الجنة. واعتاد أن يتحدث في أحيان كثيرة عن حوريات الجنة وجمالهن، وكان يتمنى ان يحتسي رشفة من شراب الجنة بينما تقوم حورية جميلة بمسح فمه».
ويقدم منتدى على الانترنت، سجل أولا لشخص من أبو ظبي يوم 18 سبتمبر 2001 ويعتقد انه يتلقى تقارير من القاعدة، بانتظام قائمة تضم «الشهداء العرب في العراق». وقد استخدم هذا المنتدى من جانب باز وكولمان في جمع واعداد قوائمهما. وقال باحثون آخرون انهم يتعاملون مع الموقع بصورة منتظمة.
وكان السعوديون أيضا الجماعة البارزة على هذه القائمة، حيث بلغت نسبتهم 44 في المائة من مجموع القتلى، تلتها نسبة السوريين (اقل من 15 في المائة) اما نسبة العراقيين (فاقل من 15 في المائة).
وبدا ان الكثير من القتلى هم من الشباب الجدد الملتحقين «بالجهاد»، ولديهم قصص شبيهة بقصة القحطاني، على الرغم من أن قوائم أخرى تضم تفاصيل عن قتلى من المقاتلين المتمرسين الذي جاءوا من خلال معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر، وبينهم والد عمار السوري، الصبي البالغ 13 عاما، الذي قيل انه قتل اثناء معركة العام الماضي في الفلوجة.
سير حياة المفجرين
* وغالبا ما تذكر المعلومات بعدد الأميركيين الذين قتلوا على أيدي «ليوث من كتيبة الشهداء»، كما جاء في حالة احمد سعيد الغامدي، السعودي البالغ من العمر 20 عاما، الذي قيل انه ترك دراسة الطب في السودان للتوجه الى العراق واعتبر «بطل» تفجير انتحاري في الموصل في خيمة لتناول الطعام أودى بحياة 22 شخصا.
وضمت قائمة اخرى نشرت في فبراير الماضي على موقع يحمل اسم «مأسدة» 24 من كبار مقاتلي الزرقاوي ممن قتلوا، وكانت اسماء معظمهم قد ظهرت في قوائم أخرى على الانترنت. وكان بينهم أبو محمد اللبناني، الذي كان يعيش في الدنمارك قبل ان يتوجه الى القتال في العراق والذي قتل ابنه أيضا، وأبو أحمد التابوكي الذي كان شخصية بارزة في الجهاد الأفغاني ضد السوفيات.
وغالبا ما تكون تفاصيل سير الحياة في النعي على الانترنت موجزة وغامضة كما في حالة القحطاني، الشاب السعودي الذي قيل انه توفي يوم 11 ابريل (نيسان) الماضي، بينما كان يهاجم قاعدة للجنود الاميركيين في مدينة القائم. فالتقرير عن موته الذي اكتشفه كولمان على الانترنت لا يشير الى ما اذا كان يقود شاحنة نفايات أسرعت باتجاه قاعدة عسكرية قبل أن تنفجر، أو ما اذا كان في واحدة من السيارتين الأخريين اللتين انفجرتا بينما كانت مجموعة أخرى من المقاتلين تفتح النار على الجنود الاميركيين.