بسطرمه
08-21-2016, 11:45 PM
الوزير.. وشياطين التزوير
http://alqabas.com/wp-content/uploads/2016/03/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-1.jpg
21 أغسطس، 2016
يعرف الفاضل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ومساعدوه، وأبرزهم اللواء مازن الجراح، موقع الجنسية الكويتية في سلم الاختيارات، ومكانتها ضمن الجواهر التي يتمناها الانسان، خصوصاً ذلك القادم من المحيط الجغرافي في شمالنا وشرقنا المسكون باليأس، بسبب بعض الأنظمة المستبدة التي تحقر آدمية المخلوق وتروضه لخدمة النظام، ولا يحتاج رجال الداخلية إلى النصح بالتشدد، فالواقع الذي يكشفه التزوير يومياً يدل على الوعي الأمني لدى هؤلاء الرجال، ولكن ذلك لا يزيل أحزان المواطن، الذي يقرأ عن تسلل الأبالسة إلى الانتماء للمواطنة الكويتية، التي لها معايير عاشها أهل الكويت، وصقلت وجدانهم وصاغت ولاءهم، كما برزت في مأساة الغزو، عند التسابق في العطاء، واشهار الاعتزاز بالعنوان الذي ضمهم قرونا، فلم يتركوا هذا المكان، رغم قسوة الحياة، وتحدوا خشونة العيش وتجاوزوها إلى أن جاء النفط.
وبالطبع، يصابون الآن بالحرقة عند قراءة التفاصيل المؤلمة، التي تكشف دناءة المرتشين ووضاعة المتآمرين على الوطن، ولؤم الأطراف التي سهلت عليهم الشيطنة في تحقيق الانتماء إلى وطن كريم من أناس بعيدين جدا عن المشارب التي عاشها المواطن النظيف.
قصص المأساة ليست جناية، وإنما هي خيانة وطن مرتبطة بأمنه وسلامته، تستحضر غرباء من نسيج آخر، ستكون حصيلته ليس تكاثر الأعداد فقط، وإنما تخريب الشبكة التي يقف عليها العمود الوطني، وتمييع صلابة الانتماء، وتعطيل الآليات التي أمّنت سلامة الكويت، وأبرزها وحدتها الوطنية، وإجماع شعبها على حمايتها، وضمان استقلالها، وصون حريتها.
تقول صحيفة الشاهد، في عددها الأربعاء، 17 أغسطس الجاري، إن المسؤولين لاحظوا تضخم عدد السكان، الذي ارتفع من 650 ألفاً قبل الغزو إلى مليون وثلاثمئة ألف، وشعروا بأن الأمر لا يخلو من تزويرات وتلاعب وتواطؤ في اجراءات الجنسية، مع ظهور مستندات ملعوب بها من قبل المنافذ البرية، وأخرى صادرة من وزارة الصحة بناء على معلومات كاذبة، مستغلين الفوضى بعد التحرير لإضافة الآلاف كمواطنين لا يعرفون عن الكويت شيئاً، واستمرت هذه البلوى قرابة عشرين سنة تضخم الأعداد فيها عبر اللصوصية والتزوير.
ويعرف المسؤولون في الداخلية أن جنسية الكويت من فئة الجواهر في سخائها، فيتمناها الجميع، ولها اغراءات ليست فقط بالامتيازات، وإنما في نظام الحياة الذي يعطي المواطن حقوقاً، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولها مناخ يوفر الانتعاش الفكري لأصحاب المواهب مقرونة بالتقدير الرسمي والاجتماعي، وتتحكم في نظامها السياسي والاجتماعي عدالة السلوك وفاعلية القانون، ولها رونق خاص يعرفه المسؤولون في الداخلية، فلا عذر في تأخير الكشف عن حرامية التجنيس، ومن ساعدهم من داخل الوزارة وخارجها، ولا تكفي إحالتهم إلى النيابة، وإنما لابد من كشف أسمائهم وتعريضهم للتصغير الاجتماعي، وتعريتهم كمتآمرين مارسوا السطو على أمن الكويت، وخرقوا دماثة الوطن، ولوثوا معانيه، ولعبوا بصورته.
ويدرك الوزير ومساعدوه أنهم مسنودون بالدعم الشعبي، لا سيما إذا تمت ممارسة الشفافية والوضوح مع إعلان العقوبة التي لحقت بالمتآمرين.
وهنا، لا بد أن تتم مراجعة الاحصائية الحقيقية للسكان مع استمرار تعرية التزييف، فالوزير ومساعدوه يتعاملون مع أبالسة بارعين في علم التنكر والتزوير بلا ضمير وبلا رادع أخلاقي يردعهم، ولهم مهارة خاصة في صناعة التدمير الذي يقوّض أمن الكويت واستقرارها.
ويأمل أبناء الكويت أن يصدر بيان شاف من وزارة الداخلية يحتوي على التفاصيل، فقد خلقت الاكتشافات شعوراً بأن قطاعات تدعي المواطنة، ولكنها في الحقيقة تنتمي إلى تربة غير التي اعتدنا عليها منذ قرون.
وتبقى كلمة أخيرة يتمناها المواطن في مقاومة الوساطات من قبل النواب وغيرهم، الذين يسعون الى تحقيق رافعات انتخابية، تضمن لهم البقاء، فبعد هذه الواقعة لا مفر من التدقيق والتنسيق مع دول الجوار، لا سيما مجلس التعاون للوقوف على حقائق التفاصيل، مع إغلاق المنافذ المسهلة للتزوير، فلا مجاملة في خطر أمن الأوطان وسلامتها.
عبدالله بشارة
http://alqabas.com/193464/
http://alqabas.com/wp-content/uploads/2016/03/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-1.jpg
21 أغسطس، 2016
يعرف الفاضل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ومساعدوه، وأبرزهم اللواء مازن الجراح، موقع الجنسية الكويتية في سلم الاختيارات، ومكانتها ضمن الجواهر التي يتمناها الانسان، خصوصاً ذلك القادم من المحيط الجغرافي في شمالنا وشرقنا المسكون باليأس، بسبب بعض الأنظمة المستبدة التي تحقر آدمية المخلوق وتروضه لخدمة النظام، ولا يحتاج رجال الداخلية إلى النصح بالتشدد، فالواقع الذي يكشفه التزوير يومياً يدل على الوعي الأمني لدى هؤلاء الرجال، ولكن ذلك لا يزيل أحزان المواطن، الذي يقرأ عن تسلل الأبالسة إلى الانتماء للمواطنة الكويتية، التي لها معايير عاشها أهل الكويت، وصقلت وجدانهم وصاغت ولاءهم، كما برزت في مأساة الغزو، عند التسابق في العطاء، واشهار الاعتزاز بالعنوان الذي ضمهم قرونا، فلم يتركوا هذا المكان، رغم قسوة الحياة، وتحدوا خشونة العيش وتجاوزوها إلى أن جاء النفط.
وبالطبع، يصابون الآن بالحرقة عند قراءة التفاصيل المؤلمة، التي تكشف دناءة المرتشين ووضاعة المتآمرين على الوطن، ولؤم الأطراف التي سهلت عليهم الشيطنة في تحقيق الانتماء إلى وطن كريم من أناس بعيدين جدا عن المشارب التي عاشها المواطن النظيف.
قصص المأساة ليست جناية، وإنما هي خيانة وطن مرتبطة بأمنه وسلامته، تستحضر غرباء من نسيج آخر، ستكون حصيلته ليس تكاثر الأعداد فقط، وإنما تخريب الشبكة التي يقف عليها العمود الوطني، وتمييع صلابة الانتماء، وتعطيل الآليات التي أمّنت سلامة الكويت، وأبرزها وحدتها الوطنية، وإجماع شعبها على حمايتها، وضمان استقلالها، وصون حريتها.
تقول صحيفة الشاهد، في عددها الأربعاء، 17 أغسطس الجاري، إن المسؤولين لاحظوا تضخم عدد السكان، الذي ارتفع من 650 ألفاً قبل الغزو إلى مليون وثلاثمئة ألف، وشعروا بأن الأمر لا يخلو من تزويرات وتلاعب وتواطؤ في اجراءات الجنسية، مع ظهور مستندات ملعوب بها من قبل المنافذ البرية، وأخرى صادرة من وزارة الصحة بناء على معلومات كاذبة، مستغلين الفوضى بعد التحرير لإضافة الآلاف كمواطنين لا يعرفون عن الكويت شيئاً، واستمرت هذه البلوى قرابة عشرين سنة تضخم الأعداد فيها عبر اللصوصية والتزوير.
ويعرف المسؤولون في الداخلية أن جنسية الكويت من فئة الجواهر في سخائها، فيتمناها الجميع، ولها اغراءات ليست فقط بالامتيازات، وإنما في نظام الحياة الذي يعطي المواطن حقوقاً، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولها مناخ يوفر الانتعاش الفكري لأصحاب المواهب مقرونة بالتقدير الرسمي والاجتماعي، وتتحكم في نظامها السياسي والاجتماعي عدالة السلوك وفاعلية القانون، ولها رونق خاص يعرفه المسؤولون في الداخلية، فلا عذر في تأخير الكشف عن حرامية التجنيس، ومن ساعدهم من داخل الوزارة وخارجها، ولا تكفي إحالتهم إلى النيابة، وإنما لابد من كشف أسمائهم وتعريضهم للتصغير الاجتماعي، وتعريتهم كمتآمرين مارسوا السطو على أمن الكويت، وخرقوا دماثة الوطن، ولوثوا معانيه، ولعبوا بصورته.
ويدرك الوزير ومساعدوه أنهم مسنودون بالدعم الشعبي، لا سيما إذا تمت ممارسة الشفافية والوضوح مع إعلان العقوبة التي لحقت بالمتآمرين.
وهنا، لا بد أن تتم مراجعة الاحصائية الحقيقية للسكان مع استمرار تعرية التزييف، فالوزير ومساعدوه يتعاملون مع أبالسة بارعين في علم التنكر والتزوير بلا ضمير وبلا رادع أخلاقي يردعهم، ولهم مهارة خاصة في صناعة التدمير الذي يقوّض أمن الكويت واستقرارها.
ويأمل أبناء الكويت أن يصدر بيان شاف من وزارة الداخلية يحتوي على التفاصيل، فقد خلقت الاكتشافات شعوراً بأن قطاعات تدعي المواطنة، ولكنها في الحقيقة تنتمي إلى تربة غير التي اعتدنا عليها منذ قرون.
وتبقى كلمة أخيرة يتمناها المواطن في مقاومة الوساطات من قبل النواب وغيرهم، الذين يسعون الى تحقيق رافعات انتخابية، تضمن لهم البقاء، فبعد هذه الواقعة لا مفر من التدقيق والتنسيق مع دول الجوار، لا سيما مجلس التعاون للوقوف على حقائق التفاصيل، مع إغلاق المنافذ المسهلة للتزوير، فلا مجاملة في خطر أمن الأوطان وسلامتها.
عبدالله بشارة
http://alqabas.com/193464/