المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعوديان يعودان من العراق بتجارب محزنة: ذهبا لـ"الجهاد" فأمرا بتنفيذ عملية انتحارية



سلسبيل
05-15-2005, 07:10 PM
الرياض - مصطفى الأنصاري

الحياة 2005/05/14

علمت «الحياة» أن أخوين سعوديين ذهبا الى العراق، عبر الحدود السورية لـ"الجهاد» ضد الاحتلال، لكنهما عادا من دون ان يشاركا في أي قتال بعد تجربة مرة.

وروت مصادر لـ"الحياة» ان الشابين، كانا يتابعان أخبار مقاومة الاحتلال منذ سقوط النظام العراقي السابق، والتهبت حماستهما مع مواجهات الفلوجة، فقررا الذهاب إلى العراق. وتدخل أقارب لهما لاقناعمهما بعدم تنفيذ ما عزما عليه، حتى أيقن الجميع أنهما تراجعا عن الفكرة.

لكن الأخوين، بحسب المصادر، تسللا خفية إلى العراق، وتمكنا من الاتصال بشبكة تستقبل المقاتلين على الحدود العراقية - السورية. وبعد أيام، قابل الشابان «أمير» المقاتلين على الحدود الذي طلبا منه أن يوصلهما إلى الفلوجة، فرفض متذرعاً بأن الطريق شائك، ومليء بالمخاطر.

واضافت المصادر: «عند ذلك واجههما أمير المجموعة بالحقيقة التي عدها الشابان شديدة المرارة باعتبارها بالنسبة اليهما مفاجأة، إذ قال: لدينا مجموعة من السيارات المفخخة الجاهزة لتنفيذ عمليات انتحارية. كاد الشابان أن يصعقا من هول الصدمة. وقالا له: ما ان وطأت أقدامنا العراق ننتهي في عملية انتحارية هكذا بكل سهولة! فاجابهما غير مكترث: هذا ما لدينا الآن، إن أعجبكما وإلا فابحثا عن غيرنا! وفي تلك اللحظة قررا العودة إلى بلديهما، وصرف النظر كلياً عن المشاركة في ما ظناه مقاومة في العراق».

ويجمع العلماء السعوديون على أن الذهاب إلى العراق بهدف القتال في الظروف الحالية غير شرعي. كما فنَّد المفتي العام للسعودية في لقاء مفتوح المزاعم بأن ما يجري الآن في العراق جهاد. وقال : «إن الجهاد في سبيل الله أمر عظيم، لا أحد يشك في فضله وعظيم شأنه، لكن الوضع في العراق يختلف. فإخواننا في العراق يعرفون حال بلادهم وظروفها ومناخها، ويتعاملون مع واقعهم بما يرونه مناسبا». واضاف، في لقاء وطلاب من حي السويدي (غرب الرياض) في مكتبه الأسبوع الماضي أنه » لا يشجع الشباب على ذلك (الذهاب الى العراق)، ولا يؤيد ذلك الفعل، لأن ما يحدث في العراق سفك للدماء بغير حق، ودماء المسلمين غالية، لا يجوز أن نتساهل بها وأن نزج بشبابنا في أماكن لا يعلمون ولا يدرون ما يقع فيها، ونحن ندعو لإخواننا العراقيين بالتوفيق وأن يجمع الله شملهم».