فاطمة
05-15-2005, 10:00 AM
مضيفات جويات تحدثن إلى "السياسة" عن مهنتهن ونظرة المجتمع إليهن
كويتيات في السماء طائرات وعلى الأرض... "هابطات"!
حوار فوزية الإبراهيم
تعتبر مهنة المضيفة من الأعمال الصعبة والشاقة فمع كثرة الأسفار والغربة, تشعر المضيفة بأنها غريبة عن أهلها ووطنها وتفقد الاستقرار الأسري والاجتماعي.
وعلى الرغم من ذلك نجد أن الفتاة الكويتية انخرطت في هذه المهنة ونجحت فيها وأثبتت جدارتها وذلك بشهادة مدير إدارة الخدمات الجوية محمد العوضي, الذي أثنى على أدائها في العمل.
»السياسة« التقت عدداً من مضيفات الخطوط الجوية الكويتية ليتحدثن عن تجربتهن المثيرة وسلبيات وإيجابيات المهنة.
مسؤولة الطاقم المضيفة أحلام الفارس, قالت: أعمل منذ 12 عاماً في هذه المهنة, واخترتها لأني أحبها ورغبة في السفر حول العالم. وهذه المهنة جميلة إلا أنها لا تخلو من السلبيات, فعلى رغم ازدياد حوادث الطيران في الفترة الأخيرة إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم إدراج مهنة المضيف تحت بند الأعمال الشاقة والخطرة. كذلك فإن بعض الركاب وللأسف إن صادفتهم مشكلة زيادة وزن أو تأخير رحلة أو مشاكل في الحجز يصب جام غضبه على أول شخص يصادفه في الطائرة (المضيف أو المضيفة) برغم أنه لا ذنب لنا في هذه المشاكل.
وعلى الرغم من أن التدخين ممنوع في الطائرة إلا أننا نجد بعض الركاب يدخنون تحت الطاولة أو في دورة المياه. وكثيراً ما يحجز الأب والأم في الدرجة الأولى والأطفال يركضون في ممرات الطائرات للذهاب لوالدتهم وتتحول الطائرة إلى ممشى.
والمشكلة الأهم أن مهنة المضيفة تعتبر عقبة كبيرة في طريق الزواج, وذلك لعدم تفهم الرجل الكويتي لطبيعة عملنا وعدم تقديره لمهنة المضيفة. ثم إن كثيرين لا يقومون بتأكيد الحجز وبالتالي يلغى الحجز ويأتون في آخر لحظة ويجلسون في الأماكن الشاغرة في الطائرة فيغضبون ويقولون كيف نحن عائلة واحدة وتفرقوننا, رغم أن الخطأ منهم بعدم تأكيد الحجز والمقاعد.
والسلبية الأكبر هي عدم التزام الركاب بتعليمات سلامة الطائرة والآداب العامة فنجدهم بعد الأكل يضعون طاولة الأكل تحت الأرجل... وكذلك بالنسبة للسماعات والجرائد, فمن الذوق وضع الطعام على الطاولة وانتظار المضيف ليأخذها بدلاً من رميها على الأرض.
\ إذن هذا اعتراف أن السلبيات تطغى على الإيجابيات في وظيفتكم?
/ أجابت أحلام: برغم كل السلبيات, ففي وظيفتنا الكثير من الإيجابيات منها أن طبيعة عملنا تجدد حياتنا وتبعدنا عن الروتين فأحياناً نطير صباحاً أو مساءً حسب الرحلة فنكسر الروتين, وللسفر فوائد جمة مثل التعرف على شعوب العالم وثقافاتهم وتقاليدهم وحضاراتهم, ولاشك أن هناك الكثير من الدول التي لا يفكر السائح بزيارتها والسفر إليها مثل »سيلان«, أما أنا فقد أحببتها كثيراً لأن فيها طبيعة رائعة وأماكن سياحية جميلة بحر وجبال وخضرة بالإضافة إلى أسعارها المنخفضة جداً, ومن خلال رحلاتنا نتعرف على شخصيات مرموقة, والجميل في مهنتنا أننا شباباً وصبياناً نشعر كأننا أسرة واحدة خاصة ونحن بعيدون عن الوطن.
المضيفة جيهان جاسم قالت: اخترت هذه المهنة لأني لا أميل للأعمال المكتبية التي تشعرني بالملل, بعكس وظيفتي المتجددة البعيدة عن طابع الملل, بالإضافة لكسب علاقات جميلة مع الركاب. وعلى الرغم من أن عملنا يتطلب الالتزام بزي معين والامتثال لمسؤول الطاقم خاصة أن لكل إنسان طريقته وأسلوبه في التعامل, لكن الجميل هو التجديد في المجموعة التي تصاحب كل رحلة.
وعن سلبيات المهنة قالت جيهان: أكثر ما يضايق المضيف أو المضيفة أسلوب بعض الركاب.. فالبعض أسلوبه استفزازي لأنه يحدثنا بلغة الأمر. فمثلاً راكبة تقولي لي: »شيلي جنطتي«. فأنا كمضيفة لدي أعمال يجب أن أنجزها خلال الرحلة, فنجد راكباً يطلب »شاي« في وقت تتعرض فيه الطائرة لمطبات هوائية قوية.. فكيف سيشرب الشاي?! ونحن وظيفتنا الأساسية والأولى هي سلامة الطائرة وليس الشاي لبعض الركاب الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب الطائرة.
وأحياناً تكون الرحلة قصيرة وطول الرحلة نصف ساعة فنجد راكباً يأخذ الجرائد الأربع المخصصة للركاب ويحرم باقي الركاب من القراءة, والمفروض أن ينتهي من قراءة الجريدة الأولى ثم يأخذ الثانية. وإن طبيعة عملنا وكثرة رحلاتنا تجعلنا نفتقد الحياة الأسرية المستقرة والواجبات الاجتماعية. وبالنسبة للفحص الطبي فهو غير شامل, فنحن المضيفين معرضين لأمراض الكلى والكبد والرئة نتيجة لاختلاطنا بجنسيات مختلفة, وللأسف ليس لدينا وقت للفحص, وأتمنى أن يكون الفحص شاملاً ودقيقاً وليس عادياً.
أما السلبية الأكبر فهي استنكار بعض الركاب لوجود مضيفة كويتية على الطائرة, وما إن يعلم الراكب بأنني كويتية حتى تتغير ملامحه ويتغير أسلوبه وتعامله وينصدم, ورغم أن الزمن تطور إلا أن بعض العقليات أبداً لا تتغير, فقلة هم الذين نسمع منهم كلمة حلوة. وقبل أيام كان في الطائرة رجل كويتي كبير في السن, ما ان عرف انني كويتية حتى صرخ بي أمام الركاب: »شلون إنتي كويتية وتشتغلين خدامة«?!
وخلصت المضيفة جيهان إلى القول: أمضيت أربع سنوات ونصف سنة في عملي, وأشعراني أصبحت »مدمنة طيران« لدرجة أني أحياناً آخذ اجازة لمدة شهر وأقطعها بعد أسبوع لأعود للطيران..
المضيفة هنادي المزيعل, قالت: أعشق الطيران منذ طفولتي, وحين تخرجت في الثانوية سافرت للقاهرة ودرست الطيران لمدة عامين بعدها علمت أن الخطوط الجوية الكويتية ترفض عمل المرأة »كابتن طائرة« فرجعت إلى للكويت واشتغلت مضيفة لأني أحب الطيران.
وأكدت هنادي أنها لا تخاف من المطبات الهوائية وقالت: أمشي على المثل »العمر واحد والرب واحد«.
\ هل تؤيدين زواج المشتغلين في مهنة واحدة?
/ أنا ضد الزواج من مهنة واحدة, فلا أحب الارتباط بمضيف أو كابتن, وأتمنى الزواج من شخص مهنته بعيدة عن الطيران. وطبعاً لا مانع لدي من ترك وظيفتي والالتحاق بوظيفة أخرى في حال الزواج, لأن الزواج يعني الاستقرار وعملي بعيد كل البعد عن الاستقرار فلا مانع من التضحية بعملي لأن الزواج وإنجاب الأطفال هو حلم حياتي.
وعن إيجابيات المهنة قالت: جميلة وبعيدة عن الروتين ومتجددة, وكل يوم نتعرف على شعب جديد وبلد جديد. أما السلبية الوحيدة فهي عدم الاستقرار في الوطن وبين الأهل.
وعن كيفية التعامل مع الركاب قالت هنادي: بعض الركاب صعب التعامل معه, فقبل أيام ناداني راكب وقال لي »المونيتور خربان صلحيه. قلت له: الطائرة فاضية اختر كرسياً ثانياً وغير مكانك. فصرخ علي: »ما أبي أغير مكاني... صلحيه الحين« وأنا طبعاً مضيفة »مو كهربجية«!!
وعن المواقف المضحكة قالت هنادي: إن أحد الركاب دخل الطيارة ومعه دلة قهوة وتمر وقام بالمرور على الركاب ويقدم لهم القوة مع التمر. وراكبة ثانية كانت لابسة عباية وتحت العباية في صندوق ما شفناه وقبل لا تطير الطيارة سمعنا صوت ديك ولما طلبوا منها رجال الحماية تنزل الديك صرخت علينا وقالت: هذا الديك شريته ب¯ 12 ألف (ديك نجرة) وتأخرت الرحلة على ما أقنعناها تحط الديك مع الشنط والأمتعة.
واستنكرت هنادي نظرة بعض الركاب للمضيفة الكويتية في وقت هناك الكثيرات من البنات يدرسن في الخارج ويعيشون في الغربة سنوات خمس... أما أنا فأطول رحلة أبيت فيها تصل إلى خمسة أيام خارج الكويت.
وأكدت هنادي أنها لاعبة في المنتخب الكويتي للبولينغ وفارسة في منتخب الفروسية, وبالتالي في أيام العطلة أذهب إلى النادي.
المضيفة ياسمين البلوشي قالت: منذ صغري لما كانت أمي تسألني ماذا تشتغلين, كنت أقول: »أبي أشتغل بالطيارة.. لأني أحب السفر«, وطبعاً في البداية وجدت معارضة من الأهل, لكن مع إصراري رضخوا للأمر الواقع. وأنا أشجع الفتيات على الالتحاق بهذه المهنة لأنها فعلاً جميلة وكلها إيجابيات.. فأنا سافرت لدول كثيرة وتعرفت على شعوبها وحضاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم... وأحس أن حياتي كلها تجديد, وبعيدة عن الروتين وأحلى الدول التي زرتها هي سويسرا وهولندا وسنغافورة.
وأكدت ياسمين: ما أشوف سلبيات في مهنتي إلا ابتعادي عن أمي وأسوتي. أما التعب فهيون طالما أنا أحب مهنتي, ولا توجد مهنة ما فيها تعب وأتمنى أن يزداد عدد المضيفات الكويتيات, وللأسف في أحيان كثيرة أكون الكويتية الوحيدة على الطائرة.
وعن الزواج قالت ياسمين: لا مانع لدي من الزواج من شاب يعمل في المهنة, سواء كان مضيفاً أو كابتن.
المضيفة سارة العنجري قالت: مضى على عملي كمضيفة 20 سنة والحمد لله طوال هذه السنوات لم أتعرض لحوادث, وسأستمر في وظيفتي لأني أحبها. واخترت هذه المهنة لأني أجد متعة في السفر إلى البلاد والتعرف على عادات شعوبها.
وأضافت: خلال عملي تدرجت من الدرجة السياحية إلى الدرجة الأولى والحقيقة التعامل مع ركاب الدرجة الأولى مريح, أما ركاب الدرجة السياحية فبعضهم متعبون بسبب عدم التزامهم بالقوانين وعدم تجاوبهم مع تعليمات سلامة الطائرة, مثل إغلاق النقال ووضع الشنط في الأعلى, وللأسف ما يسمعون الكلام, وصعب أن نقف مع كل راكب ونفهمه على حدة, خاصة وأننا ملتزمون بأعمال ثانية على الطائرة.
وأضافت سارة: وعلى الرغم من انه وخلال حياتي الوظيفية اشتغلت مضيفة أرضية لأربع سنوات, لكن لا لم أجد فيها أي متعة وبالتالي حنيت إلى الجو والطيران ورجعت مضيفة جوية. وأكدت أن أكثر ما أسعدها هو مشاركتها في لجان الاختيار للمقابلات الشخصية لأن ذلك أكسبها خبرة عملية.
المضيفة ماجدة المهدي قالت: اخترت مهنة المضيفة لأنني لا أحب الالتزام بدوام معين, فهذا الأمر يشعرني بالملل والروتين. وأنا مرتاحة في وظيفتي, فالدوام تتغير ساعته كل يوم, فتارة يأتي في النهار وأخرى في الليل, وفي كل يوم التقي أناساً جدداً وتغيير الوجوه ضروري, إضافة إلى عشقي للسفر, وكل هذه الأمور تجعلني أحب عملي كثيرا ومرتاحة جداً به.
\ كثرة السفر ألا تتعبك?
/ كل وظيفة لها متاعبها, والمتعب في وظيفتنا أن الرحلات تكون صباحاً أو آخر الليل ما يؤدي إلى عدم انتظام وقت النوم وإذا كانت الرحلة ليلاً فنحتاج لوقت بعد الرحلة لنعدل النومة وتتغير نومتنا حسب الرحلة, لكن هذه سلبية لا تعني شيئاً أمام الكثير من الإيجابيات.
وعن التعامل مع الركاب قالت: للأسف بعض الركاب في حالة عصبية, والعلاج هو أن نهدئهم بكلمة طيبة وابتسامة, فجرعة »Regax« لهم تجعلنا نمتص غضبهم فيعودوا طبيعيين.
\ وهل واجهت مواقف مخيفة على الطائرة?
أجابت ماجدة: خلال رحلتنا الأخيرة لبومباي وفي طريق العودة كان هناك مطبات هوائية فوق بحر العرب باتجاه عمان, ومع المطبات دخلنا في غيم سحابة وبرق, وكانت الطائرة غير مستقرة, فاضطر الكابتن لتغيير مساره وتأخرنا ساعة ونصف بسبب دخولنا في هذه السحابة وفعلاً هذا الموقف أخافني.
\ وهل تفكرين في الاستمرار في الطيران بعد الزواج?
/ إن رزقني الله ب¯ »ابن الحلال« سأتحول لمضيفة أرضية أو أي وظيفة إدارية ولا مانع عندي أن أترك وظيفتي.
كويتيات في السماء طائرات وعلى الأرض... "هابطات"!
حوار فوزية الإبراهيم
تعتبر مهنة المضيفة من الأعمال الصعبة والشاقة فمع كثرة الأسفار والغربة, تشعر المضيفة بأنها غريبة عن أهلها ووطنها وتفقد الاستقرار الأسري والاجتماعي.
وعلى الرغم من ذلك نجد أن الفتاة الكويتية انخرطت في هذه المهنة ونجحت فيها وأثبتت جدارتها وذلك بشهادة مدير إدارة الخدمات الجوية محمد العوضي, الذي أثنى على أدائها في العمل.
»السياسة« التقت عدداً من مضيفات الخطوط الجوية الكويتية ليتحدثن عن تجربتهن المثيرة وسلبيات وإيجابيات المهنة.
مسؤولة الطاقم المضيفة أحلام الفارس, قالت: أعمل منذ 12 عاماً في هذه المهنة, واخترتها لأني أحبها ورغبة في السفر حول العالم. وهذه المهنة جميلة إلا أنها لا تخلو من السلبيات, فعلى رغم ازدياد حوادث الطيران في الفترة الأخيرة إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم إدراج مهنة المضيف تحت بند الأعمال الشاقة والخطرة. كذلك فإن بعض الركاب وللأسف إن صادفتهم مشكلة زيادة وزن أو تأخير رحلة أو مشاكل في الحجز يصب جام غضبه على أول شخص يصادفه في الطائرة (المضيف أو المضيفة) برغم أنه لا ذنب لنا في هذه المشاكل.
وعلى الرغم من أن التدخين ممنوع في الطائرة إلا أننا نجد بعض الركاب يدخنون تحت الطاولة أو في دورة المياه. وكثيراً ما يحجز الأب والأم في الدرجة الأولى والأطفال يركضون في ممرات الطائرات للذهاب لوالدتهم وتتحول الطائرة إلى ممشى.
والمشكلة الأهم أن مهنة المضيفة تعتبر عقبة كبيرة في طريق الزواج, وذلك لعدم تفهم الرجل الكويتي لطبيعة عملنا وعدم تقديره لمهنة المضيفة. ثم إن كثيرين لا يقومون بتأكيد الحجز وبالتالي يلغى الحجز ويأتون في آخر لحظة ويجلسون في الأماكن الشاغرة في الطائرة فيغضبون ويقولون كيف نحن عائلة واحدة وتفرقوننا, رغم أن الخطأ منهم بعدم تأكيد الحجز والمقاعد.
والسلبية الأكبر هي عدم التزام الركاب بتعليمات سلامة الطائرة والآداب العامة فنجدهم بعد الأكل يضعون طاولة الأكل تحت الأرجل... وكذلك بالنسبة للسماعات والجرائد, فمن الذوق وضع الطعام على الطاولة وانتظار المضيف ليأخذها بدلاً من رميها على الأرض.
\ إذن هذا اعتراف أن السلبيات تطغى على الإيجابيات في وظيفتكم?
/ أجابت أحلام: برغم كل السلبيات, ففي وظيفتنا الكثير من الإيجابيات منها أن طبيعة عملنا تجدد حياتنا وتبعدنا عن الروتين فأحياناً نطير صباحاً أو مساءً حسب الرحلة فنكسر الروتين, وللسفر فوائد جمة مثل التعرف على شعوب العالم وثقافاتهم وتقاليدهم وحضاراتهم, ولاشك أن هناك الكثير من الدول التي لا يفكر السائح بزيارتها والسفر إليها مثل »سيلان«, أما أنا فقد أحببتها كثيراً لأن فيها طبيعة رائعة وأماكن سياحية جميلة بحر وجبال وخضرة بالإضافة إلى أسعارها المنخفضة جداً, ومن خلال رحلاتنا نتعرف على شخصيات مرموقة, والجميل في مهنتنا أننا شباباً وصبياناً نشعر كأننا أسرة واحدة خاصة ونحن بعيدون عن الوطن.
المضيفة جيهان جاسم قالت: اخترت هذه المهنة لأني لا أميل للأعمال المكتبية التي تشعرني بالملل, بعكس وظيفتي المتجددة البعيدة عن طابع الملل, بالإضافة لكسب علاقات جميلة مع الركاب. وعلى الرغم من أن عملنا يتطلب الالتزام بزي معين والامتثال لمسؤول الطاقم خاصة أن لكل إنسان طريقته وأسلوبه في التعامل, لكن الجميل هو التجديد في المجموعة التي تصاحب كل رحلة.
وعن سلبيات المهنة قالت جيهان: أكثر ما يضايق المضيف أو المضيفة أسلوب بعض الركاب.. فالبعض أسلوبه استفزازي لأنه يحدثنا بلغة الأمر. فمثلاً راكبة تقولي لي: »شيلي جنطتي«. فأنا كمضيفة لدي أعمال يجب أن أنجزها خلال الرحلة, فنجد راكباً يطلب »شاي« في وقت تتعرض فيه الطائرة لمطبات هوائية قوية.. فكيف سيشرب الشاي?! ونحن وظيفتنا الأساسية والأولى هي سلامة الطائرة وليس الشاي لبعض الركاب الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب الطائرة.
وأحياناً تكون الرحلة قصيرة وطول الرحلة نصف ساعة فنجد راكباً يأخذ الجرائد الأربع المخصصة للركاب ويحرم باقي الركاب من القراءة, والمفروض أن ينتهي من قراءة الجريدة الأولى ثم يأخذ الثانية. وإن طبيعة عملنا وكثرة رحلاتنا تجعلنا نفتقد الحياة الأسرية المستقرة والواجبات الاجتماعية. وبالنسبة للفحص الطبي فهو غير شامل, فنحن المضيفين معرضين لأمراض الكلى والكبد والرئة نتيجة لاختلاطنا بجنسيات مختلفة, وللأسف ليس لدينا وقت للفحص, وأتمنى أن يكون الفحص شاملاً ودقيقاً وليس عادياً.
أما السلبية الأكبر فهي استنكار بعض الركاب لوجود مضيفة كويتية على الطائرة, وما إن يعلم الراكب بأنني كويتية حتى تتغير ملامحه ويتغير أسلوبه وتعامله وينصدم, ورغم أن الزمن تطور إلا أن بعض العقليات أبداً لا تتغير, فقلة هم الذين نسمع منهم كلمة حلوة. وقبل أيام كان في الطائرة رجل كويتي كبير في السن, ما ان عرف انني كويتية حتى صرخ بي أمام الركاب: »شلون إنتي كويتية وتشتغلين خدامة«?!
وخلصت المضيفة جيهان إلى القول: أمضيت أربع سنوات ونصف سنة في عملي, وأشعراني أصبحت »مدمنة طيران« لدرجة أني أحياناً آخذ اجازة لمدة شهر وأقطعها بعد أسبوع لأعود للطيران..
المضيفة هنادي المزيعل, قالت: أعشق الطيران منذ طفولتي, وحين تخرجت في الثانوية سافرت للقاهرة ودرست الطيران لمدة عامين بعدها علمت أن الخطوط الجوية الكويتية ترفض عمل المرأة »كابتن طائرة« فرجعت إلى للكويت واشتغلت مضيفة لأني أحب الطيران.
وأكدت هنادي أنها لا تخاف من المطبات الهوائية وقالت: أمشي على المثل »العمر واحد والرب واحد«.
\ هل تؤيدين زواج المشتغلين في مهنة واحدة?
/ أنا ضد الزواج من مهنة واحدة, فلا أحب الارتباط بمضيف أو كابتن, وأتمنى الزواج من شخص مهنته بعيدة عن الطيران. وطبعاً لا مانع لدي من ترك وظيفتي والالتحاق بوظيفة أخرى في حال الزواج, لأن الزواج يعني الاستقرار وعملي بعيد كل البعد عن الاستقرار فلا مانع من التضحية بعملي لأن الزواج وإنجاب الأطفال هو حلم حياتي.
وعن إيجابيات المهنة قالت: جميلة وبعيدة عن الروتين ومتجددة, وكل يوم نتعرف على شعب جديد وبلد جديد. أما السلبية الوحيدة فهي عدم الاستقرار في الوطن وبين الأهل.
وعن كيفية التعامل مع الركاب قالت هنادي: بعض الركاب صعب التعامل معه, فقبل أيام ناداني راكب وقال لي »المونيتور خربان صلحيه. قلت له: الطائرة فاضية اختر كرسياً ثانياً وغير مكانك. فصرخ علي: »ما أبي أغير مكاني... صلحيه الحين« وأنا طبعاً مضيفة »مو كهربجية«!!
وعن المواقف المضحكة قالت هنادي: إن أحد الركاب دخل الطيارة ومعه دلة قهوة وتمر وقام بالمرور على الركاب ويقدم لهم القوة مع التمر. وراكبة ثانية كانت لابسة عباية وتحت العباية في صندوق ما شفناه وقبل لا تطير الطيارة سمعنا صوت ديك ولما طلبوا منها رجال الحماية تنزل الديك صرخت علينا وقالت: هذا الديك شريته ب¯ 12 ألف (ديك نجرة) وتأخرت الرحلة على ما أقنعناها تحط الديك مع الشنط والأمتعة.
واستنكرت هنادي نظرة بعض الركاب للمضيفة الكويتية في وقت هناك الكثيرات من البنات يدرسن في الخارج ويعيشون في الغربة سنوات خمس... أما أنا فأطول رحلة أبيت فيها تصل إلى خمسة أيام خارج الكويت.
وأكدت هنادي أنها لاعبة في المنتخب الكويتي للبولينغ وفارسة في منتخب الفروسية, وبالتالي في أيام العطلة أذهب إلى النادي.
المضيفة ياسمين البلوشي قالت: منذ صغري لما كانت أمي تسألني ماذا تشتغلين, كنت أقول: »أبي أشتغل بالطيارة.. لأني أحب السفر«, وطبعاً في البداية وجدت معارضة من الأهل, لكن مع إصراري رضخوا للأمر الواقع. وأنا أشجع الفتيات على الالتحاق بهذه المهنة لأنها فعلاً جميلة وكلها إيجابيات.. فأنا سافرت لدول كثيرة وتعرفت على شعوبها وحضاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم... وأحس أن حياتي كلها تجديد, وبعيدة عن الروتين وأحلى الدول التي زرتها هي سويسرا وهولندا وسنغافورة.
وأكدت ياسمين: ما أشوف سلبيات في مهنتي إلا ابتعادي عن أمي وأسوتي. أما التعب فهيون طالما أنا أحب مهنتي, ولا توجد مهنة ما فيها تعب وأتمنى أن يزداد عدد المضيفات الكويتيات, وللأسف في أحيان كثيرة أكون الكويتية الوحيدة على الطائرة.
وعن الزواج قالت ياسمين: لا مانع لدي من الزواج من شاب يعمل في المهنة, سواء كان مضيفاً أو كابتن.
المضيفة سارة العنجري قالت: مضى على عملي كمضيفة 20 سنة والحمد لله طوال هذه السنوات لم أتعرض لحوادث, وسأستمر في وظيفتي لأني أحبها. واخترت هذه المهنة لأني أجد متعة في السفر إلى البلاد والتعرف على عادات شعوبها.
وأضافت: خلال عملي تدرجت من الدرجة السياحية إلى الدرجة الأولى والحقيقة التعامل مع ركاب الدرجة الأولى مريح, أما ركاب الدرجة السياحية فبعضهم متعبون بسبب عدم التزامهم بالقوانين وعدم تجاوبهم مع تعليمات سلامة الطائرة, مثل إغلاق النقال ووضع الشنط في الأعلى, وللأسف ما يسمعون الكلام, وصعب أن نقف مع كل راكب ونفهمه على حدة, خاصة وأننا ملتزمون بأعمال ثانية على الطائرة.
وأضافت سارة: وعلى الرغم من انه وخلال حياتي الوظيفية اشتغلت مضيفة أرضية لأربع سنوات, لكن لا لم أجد فيها أي متعة وبالتالي حنيت إلى الجو والطيران ورجعت مضيفة جوية. وأكدت أن أكثر ما أسعدها هو مشاركتها في لجان الاختيار للمقابلات الشخصية لأن ذلك أكسبها خبرة عملية.
المضيفة ماجدة المهدي قالت: اخترت مهنة المضيفة لأنني لا أحب الالتزام بدوام معين, فهذا الأمر يشعرني بالملل والروتين. وأنا مرتاحة في وظيفتي, فالدوام تتغير ساعته كل يوم, فتارة يأتي في النهار وأخرى في الليل, وفي كل يوم التقي أناساً جدداً وتغيير الوجوه ضروري, إضافة إلى عشقي للسفر, وكل هذه الأمور تجعلني أحب عملي كثيرا ومرتاحة جداً به.
\ كثرة السفر ألا تتعبك?
/ كل وظيفة لها متاعبها, والمتعب في وظيفتنا أن الرحلات تكون صباحاً أو آخر الليل ما يؤدي إلى عدم انتظام وقت النوم وإذا كانت الرحلة ليلاً فنحتاج لوقت بعد الرحلة لنعدل النومة وتتغير نومتنا حسب الرحلة, لكن هذه سلبية لا تعني شيئاً أمام الكثير من الإيجابيات.
وعن التعامل مع الركاب قالت: للأسف بعض الركاب في حالة عصبية, والعلاج هو أن نهدئهم بكلمة طيبة وابتسامة, فجرعة »Regax« لهم تجعلنا نمتص غضبهم فيعودوا طبيعيين.
\ وهل واجهت مواقف مخيفة على الطائرة?
أجابت ماجدة: خلال رحلتنا الأخيرة لبومباي وفي طريق العودة كان هناك مطبات هوائية فوق بحر العرب باتجاه عمان, ومع المطبات دخلنا في غيم سحابة وبرق, وكانت الطائرة غير مستقرة, فاضطر الكابتن لتغيير مساره وتأخرنا ساعة ونصف بسبب دخولنا في هذه السحابة وفعلاً هذا الموقف أخافني.
\ وهل تفكرين في الاستمرار في الطيران بعد الزواج?
/ إن رزقني الله ب¯ »ابن الحلال« سأتحول لمضيفة أرضية أو أي وظيفة إدارية ولا مانع عندي أن أترك وظيفتي.