المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجبة الأمبراطور الروماني اليومية ألف محارة ونخاع الطاووس وألسنة البلابل وكبد السمكة



فاطمة
05-15-2005, 09:50 AM
الملك فاروق بداء "البوليميا" وأفقد توازنه حتى الموت


الغذاء حاجة علمية ضرورية للانسان يكفل من خلاله التوازن الوظيفي وحتى يكون هذا الغذاء مثاليًا ومفيدًا, يجب أن يتكون من المواد الكربوهيدارتية.. وهي الموجودة في الخبز والكعك والبطاطس والسكر والسليولوز والدهون والمواد الشبيهة بالدهن.. الموجودة في الزبد والزبد النباتي ودهون اللحوم, والدهون المستعملة في الطبخ والبروتينيات التي توجد في اللحوم والأسماك والبيض والجبن.. وبالإضافة إلى هذه المواد فهناك الأملاح والفيتامينات والماء..

وعلى الرغم من ضرورة توافر المواد الغذائية الأساسية في الطعام, فقد استطاع الإسكتلندي "أنجوس باربياري" في عامي 1965, 1966 التجديف عكس التيار الغذائي حيث توقف عن تناول الأطعمة 382 يومًا, وعاش فقط على احتساء الشاي والقهوة والماء والفيتامينات.. وكان ذلك في مستشفى "ماري فيلد" وكانت مدة انقطاع "أنجوس" عن الطعام أطول مدة صوم عاشها إنسان, وقد انخفض وزنه خلالها من "214" كجم إلى "87" كغ أي فقد 127 كغ..

وإذا كان من يمكنه الصوم عن الطعام لفترات مختلفة نجد من ناحية ثانية ما كان يتناوله الإمبراطور الروماني "فيتيليوس" حيث كان ينفق على طعامه في اليوم الواحد, ما يعادل أكثر من "375" ألف دولار.. ووُصف الإمبراطور بأنه أكثر الناس شراهة في التاريخ, فقد أنفق حوالي "90" مليون دولار على طعامه في ثمانية أشهر, هي مدة حكمه..
كان الإمبراطور يأكل ألف محارة في اليوم, وتتملكه شهوة الطعام وجنونه, فيأكل من كل غريب.. مثل نخاعات الطاووس, وألسنة البلابل, وكبد السمكة الببغائية, وهي سمكة عرفت بهذا الاسم, بسبب فكها وألوانها الجميلة الزاهية.. ومن العجيب أن هذا الإمبراطور ترك أمه تموت جوعًا, لتحقيق نبوءة تقول أن مدة حكمه ستطول, إذا ماتت أمه قبله!!

وكان السلطان العثماني "عبد العزيز" الذي تولى الحكم في الفترة بين سنتي 1861, 1876 يبدأ إفطاره كل يوم بتناول "60" بيضة مسلوقة..
وكان الملك "فاروق" معروفًًا بشراهته في تناول الطعام, وكان يزن أكثر من مائة وثلاثين كيلو جرامًا, وتوفي بعد تناوله وجبة هائلة في المطعم الروماني الذي كان يفضله.

لا علاقة بين الجوع والمعدة الفارغة
ما الذي يجعلنا نشعر بالجوع والحاجة إلى الطعام?
ربما لا يعرف الكثيرون, أنه لا علاقة للجوع بالمعدة الفارغة.. وليس أدل على ذلك من أن الطفل عند ولادته تكون معدته فارغة, وعلى الرغم من ذلك, فإنه لا يشعر بالجوع خلال عدة أيام.. وكذلك بالنسبة للمريض.

إن الجوع يطل بأنيابه ويعلن عن نفسه, بعد اختفاء بعض المواد الغذائية الأساسية من الدم, فتتوالى الرسائل إلى مراكز الجوع في المخ, التي تعمل بدورها على تنشيط وتنبيه المعدة.. ولذلك يسمع الشخص الجائع أصواتًا في معدته.

وقدرة الإنسان على الحياة بدون طعام, تخضع لطبيعته.. فالشخص الهادئ يستطيع أن يعيش وقتًا أطول بدون طعام, إذا قورن بالشخص السريع الحركة, وذلك لأن البروتين المخزن في الجسم, يستهلك بمعدل أبطأ في حالات الهدوء.

وكمية الطعام المناسبة قد تكون كافية للتغلب على جوع بعض الأشخاص, بينما نجد أن جوع آخرين يظل مستمرًا, ولا سبيل له إلى الشبع.. كما أن الشخص قد يقبل على الطعام بنهم في حالات أخرى, دون أن يكون الجوع هو الدافع لذلك.. وهو المرض المعروف ب¯ "البوليميا" أو الشره المرضي..

جوع الثيران
و"البوليميا" كلمة لاتينية ترجمتها تعني "جوع الثيران" وقد أشارت إحصائية إلى أن أكثر من 5 في المئة من الفرنسيات يعانين من مرض الشراهة, في محاولاتهن للتغلب على الاكتئاب والضيق النفسي, بسبب ما يواجهن من هزات عنيفة في حياتهن الشخصية أو العائلية أو الاجتماعية.. وللأسف فإن أعداد المصابات بهذا المرض من مختلف الطبقات, ومن مختلف الأوساط العلمية والعملية في ازدياد, بعد أن غرقن في الأكل, وبتن يتناولن الطعام دون توقف بلا شعور بالجوع ولا لذة تذكر!

ويعاني من "البوليميا" في ألمانيا الاتحادية أكثر من نصف مليون شخص, 90 في المئة منهم من النساء.. وفي الولايات المتحدة الأميركية يدرج المرض ضمن قائمة الأمراض المستقلة, ومعظم المرضى هناك يلجئون في نوباتهم المرضية إلى التهام كميات كبيرة من الأطعمة في فترة قصيرة..

وأعراض مرض "البوليميا" عديدة أهمها: التهام الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية, والسهلة التناول أثناء نوبة الشراهة (المرض). والتهام الطعام سرًا. الفوضى في تناول الأطعمة المختلفة التي تسبب الاضطراب في الهضم. وإنهاء نوبة الشراهة بالتقيؤ, والنوم بألم في البطن. وتأرجح الوزن بحوالي الخمس كيلو جرامات خلال اليوم الواحد.والاكتئاب والحالة السيئة التي قد تصل إلى التفكير في الانتحار..

ويمكن الحكم على الشخص بأنه مريض "بوليميا" إذا توافرت اثنتان من الأعراض السابقة..
والمرض يصيب الإناث غالبًا في عمر النضج والشباب, عندما تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشر والأربعين سنة, أي إنه ليس مرضًا خاصًا بالمراهقات, فهو يصيب النساء العاملات وربات البيوت, والمتزوجات وغير المتزوجات. كما أن مريضة "البوليميا" تبدو ظاهريًا وكأنها تهتم بمظهرها وتعتني جيدًا بنفسها, حتى يظن من يراها أنها تمثل الجمال المثالي والرشاقة في أجمل صورها.. فجسمها ليس هزيلاً إلى حدود بعيدة, فوزنها أقرب إلى الطبيعي, ولكن من الملاحظ أن نصف من أصبن بهذا المرض من النساء, يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية التي قد تتوقف تمامًا.. وهو ما يدل على النقص الشديد في أساسيات التغذية.. فبسبب التقيؤ وسوء استعمال أدوية الإسهال, فإن معدل وجود السوائل في الجسم يضطرب اضطرابًا شديدًا.. كما يفقد الجسم خلال ذلك الكثير من الأملاح المعدنية الهامة, وهو ما يتسبب في الكثير من آلام الرأس, وضعف عضلات الجسم, واللامبالاة والاضطرابات الشديدة.

الشراهة أشد قسوة من الإدمان
من المعتاد بالنسبة لمريضة "البوليميا" "الشراهة" الإحساس بالقلق, والإلحاح الداخلي للانقضاض على الطعام, دون الاهتمام بنوعه.. وهي في ذلك لا تشعر بلذة, ولا تطفئ نيران الجوع.. فالإقبال على الطعام يكون هروبًا من الاكتئاب الحاد.. وتجد المريضة نفسها تقتبس شخصية غير شخصيتها.. وشوهدت مريضات خلال وجودهن في المستشفى يأتين على ما في أطباق المرضى من بقايا الأطعمة, دون أن يضعن في الاعتبار إصابة المرضى بالأمراض المعدية.. فنداء الطعام للطعام هو الهدف الدائم, الذي يعقبه الإحساس المؤلم بالامتلاء, ويعقبه بعد ذلك تقيؤ المريضة.. فهي تخاف من ازدياد وزنها, حيث سجل زيادة وزن إحداهن في يوم واحد "6" كيلو جرامات.

وتشير الإحصاءات إلى أن 50 في المئة من الشرهات يلجأن إلى التقيؤ, ولذلك فمن النادر وجود حالات تشكو من البدانة الظاهرة.. بين مريضات البوليميا.. والمرض في عداد أخطر من الأمراض التي تبعد الإنسان عن مجتمعه وأسرته بصورة غير مباشرة, وربما يدفع المريض إلى سرقة أموال أقرب الناس إليه, لشراء الطعام للحد من رغبة الإحساس الدائم بالجوع, والذي قد يصل به إلى التفكير في وضع حد لحياته.. وهو الإحساس الذي يراود 20 في المئة من المرضى.

والممثلة الأميركية العالمية "جين فوندا" كانت ضمن قائمة ضحايا المرض, منذ كانت في الثانية عشرة.. ولم تعرف الشفاء منه إلا في الخامسة والثلاثين من عمرها, أي إنها قضت ثلاث وعشرين سنة في شبه غيبوبة عن الطعام.. وقالت "جين فوندا" أنها أعلنت هذا السر, بعد أن أصاب هذا المرض المخيف 20 - 30 في المئة من الفتيات والسيدات في أمريكا, وهو أشد قسوة من الإدمان.. لأنه يصعب التخلص منه..

ومريض البوليميا (الشراهة) يجد صعوبة في معرفة احتياجاته الذاتية, ويحتفظ في نفسه بمشاعر الخوف والكراهية والغيظ, ولذلك يعاني في صمت سنوات طويلة, دون أن يفصح بحقيقة مرضه لأحد, وقد يلجأ إلى مختلف الوسائل على أمل الشفاء.. فيتناول المهدئات حتى يستطيع النوم والامتناع بالتالي عن الطعام, وقد يذهب للاستشارات الطبية, ولا يرفض دخول المستشفى للعلاج.

وإذا كان الملاحظ الآن ازدياد المصابين بهذا المرض, فإن ذلك يرجع إلى زيادة اهتمام الإنسان بنفسه, فهو يفضل أن يكون رشيقًا نشيطًا, وهو ما لم يكن هامًا في الماضي مثل الآن.. فالمريض الآن يتناول الطعام الذي يحبه ثم يلجأ إلى تقيؤه, حتى لا يزيد وزنه, ثم يعيد الكرة مرة أخرى.. ويدخل بالتالي في دائرة المرض المغلقة.. ويرجع ازدياد معاناة النساء من مرض الشراهة على الرجال إلى شدة اهتمامهن بمظهرهن..

وإذا كانت الظروف السائدة الآن مثل الاكتئاب, والفشل في مجالات الحياة يمكن أن تكون من أسباب هذا المرض.. فإننا لا يمكن أن ننكر أن جذورًا في بعض الحالات تمتد إلى الطفولة نتيجة الإحساس بالإهمال من الوالدين, وعدم تحقيق بعض الرغبات.. وهو ما يمكن أن يترك جروحًا عميقة تكون السبب في معاناة أصحابها في عمر الشباب.

ولعلاج مرض البوليميا "الشراهة" يجب الاهتمام بالجانب النفسي, والخروج إلى المجتمع.. فالداء يمكن أن يكون نفسيًا قبل أن يكون في المعدة.