الفتى الذهبي
07-28-2016, 05:58 AM
الخميس، 28 يوليو 2016
http://s5.alraimedia.com/CMS/Attachments/2016/7/27/538941_051704_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS354x390-_RD354x390-.jpg
| د. حسن عباس |
تقريباً هذه النقطة الاساسية والرئيسية التي اتفقت عليها كلمة الدول العربية المشاركة في القمة الاخيرة التي انعقدت في نواكشوط في موريتانيا... لنعلق على هذه القمة ونرى كيف كانت.
أول تصريح لافت قرأته كان للرئيس الموريتاني (أو وزير خارجيته) بأن المؤتمر كان ولله الحمد ناجحاً وحقق أهدافه. كلامه ذكرني بفقرة من كتاب «التفكير العلمي» للفيلسوف المصري فؤاد زكريا، تحدث فيها عن زيارة قام بها لدولة عربية استضافت احدى القمم العربية. يقول زكريا، بعدها انتقلت لأربع دول عربية كانت مشاركة في المؤتمر حيث تحدثت صحافة تلك الدول عن الاهمية والعناية الخاصة التي حظي بها رئيس دولتهم واهتمام رئاسة المؤتمر به في شكل استثنائي وخاص. يبدو أن النجاح الذي تحقق على يد الرئيس الموريتاني هو من هذا القبيل!
نعود ونقول إن الارهاب استقطب أهتمام الدول المشاركة، فكانت النقاشات جميعها منصبة عليه، كونه مصدر تهديد للامة العربية والاسلامية. وهذا يستدعي أن نسأل: ومن جاء بهذا الارهاب؟ كيف تأسس ومن هي المدرسة الفكرية المسؤولة المباشرة عن احتضان وتربية وتنشئة هذا الارهاب؟ وهل توجد حواضن اجتماعية تهتم فيه؟ وهل هي موجودة في بعض الدول المجتمعة أم خارجها؟
كيف يريد الاخوة المجتمعون في نواكشوط القضاء على الارهاب...؟ الارهاب بحاجة الى جهد ملموس بالتقنين وتوقيع اتفاقات لمواجهة الفكر واغلاق المدارس الفكرية ومقاضاة ائمة السوء وتأسيس مراكز تثقيفية وحملات توعوية وتخصيص ميزانيات وتشكيل لجان دولية تعمل في شكل موحد لانقاذ ما يمكن انقاذه. أما مجرد التصريح بأن المؤتمر حقق اهدافه، فهذه تصلح لمخاطبة لشيء اخر... فما هو التحدي الذي وضعوه في السابق وتم انجازه اليوم كي نقول نجاح؟ أو هل جاء المؤتمر بمقارنة مثلاً بين الوضع الحالي وما كان قبل سنة لتتضح الصورة بأن النجاح قد تحقق؟بصراحة المشهد مثير للشفقة. كيف تحقق النجاح وأقل من نصف الحضور هم من الرؤساء، أما البقية فعلى مستوى وزير أو مدير مكتب؟ ثم نعلم جميعاً أن القادة العرب ليسوا كلهم بالدرجة نفسها من الاهمية.
مضافاً لذلك، هل يصح أن نسمي القمة بالناجحة وغياب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان بسبب خوفه من الاغتيال؟ أو يمكن، اعتقد البعض بأن القمة نجحت لمجرد مطالبة ايران بالتوقف عن التدخلات في العراق واليمن. ألم يسألوا لماذا وكيف تدخلت ايران في العراق، وكيف تأخر العرب في احتواء العراق فسبقتهم طهران! أين النجاح وبعضهم السبب في الفوضى العارمة في سورية حينما خالفوا الشرعية في هذا البلد الشقيق وتركوه لخمس سنوات يغوص في فوضى الارهاب التكفيري؟
أكبر دليل على نجاح القمة، أنها بدل ما كانت لمدة يومين كما كان مخطط لها، قُلصت ليوم!
hasabba@
http://www.alraimedia.com/ar/article/makalat/2016/07/28/697356/nr/kuwait
http://s5.alraimedia.com/CMS/Attachments/2016/7/27/538941_051704_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS354x390-_RD354x390-.jpg
| د. حسن عباس |
تقريباً هذه النقطة الاساسية والرئيسية التي اتفقت عليها كلمة الدول العربية المشاركة في القمة الاخيرة التي انعقدت في نواكشوط في موريتانيا... لنعلق على هذه القمة ونرى كيف كانت.
أول تصريح لافت قرأته كان للرئيس الموريتاني (أو وزير خارجيته) بأن المؤتمر كان ولله الحمد ناجحاً وحقق أهدافه. كلامه ذكرني بفقرة من كتاب «التفكير العلمي» للفيلسوف المصري فؤاد زكريا، تحدث فيها عن زيارة قام بها لدولة عربية استضافت احدى القمم العربية. يقول زكريا، بعدها انتقلت لأربع دول عربية كانت مشاركة في المؤتمر حيث تحدثت صحافة تلك الدول عن الاهمية والعناية الخاصة التي حظي بها رئيس دولتهم واهتمام رئاسة المؤتمر به في شكل استثنائي وخاص. يبدو أن النجاح الذي تحقق على يد الرئيس الموريتاني هو من هذا القبيل!
نعود ونقول إن الارهاب استقطب أهتمام الدول المشاركة، فكانت النقاشات جميعها منصبة عليه، كونه مصدر تهديد للامة العربية والاسلامية. وهذا يستدعي أن نسأل: ومن جاء بهذا الارهاب؟ كيف تأسس ومن هي المدرسة الفكرية المسؤولة المباشرة عن احتضان وتربية وتنشئة هذا الارهاب؟ وهل توجد حواضن اجتماعية تهتم فيه؟ وهل هي موجودة في بعض الدول المجتمعة أم خارجها؟
كيف يريد الاخوة المجتمعون في نواكشوط القضاء على الارهاب...؟ الارهاب بحاجة الى جهد ملموس بالتقنين وتوقيع اتفاقات لمواجهة الفكر واغلاق المدارس الفكرية ومقاضاة ائمة السوء وتأسيس مراكز تثقيفية وحملات توعوية وتخصيص ميزانيات وتشكيل لجان دولية تعمل في شكل موحد لانقاذ ما يمكن انقاذه. أما مجرد التصريح بأن المؤتمر حقق اهدافه، فهذه تصلح لمخاطبة لشيء اخر... فما هو التحدي الذي وضعوه في السابق وتم انجازه اليوم كي نقول نجاح؟ أو هل جاء المؤتمر بمقارنة مثلاً بين الوضع الحالي وما كان قبل سنة لتتضح الصورة بأن النجاح قد تحقق؟بصراحة المشهد مثير للشفقة. كيف تحقق النجاح وأقل من نصف الحضور هم من الرؤساء، أما البقية فعلى مستوى وزير أو مدير مكتب؟ ثم نعلم جميعاً أن القادة العرب ليسوا كلهم بالدرجة نفسها من الاهمية.
مضافاً لذلك، هل يصح أن نسمي القمة بالناجحة وغياب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان بسبب خوفه من الاغتيال؟ أو يمكن، اعتقد البعض بأن القمة نجحت لمجرد مطالبة ايران بالتوقف عن التدخلات في العراق واليمن. ألم يسألوا لماذا وكيف تدخلت ايران في العراق، وكيف تأخر العرب في احتواء العراق فسبقتهم طهران! أين النجاح وبعضهم السبب في الفوضى العارمة في سورية حينما خالفوا الشرعية في هذا البلد الشقيق وتركوه لخمس سنوات يغوص في فوضى الارهاب التكفيري؟
أكبر دليل على نجاح القمة، أنها بدل ما كانت لمدة يومين كما كان مخطط لها، قُلصت ليوم!
hasabba@
http://www.alraimedia.com/ar/article/makalat/2016/07/28/697356/nr/kuwait