سمير
07-22-2016, 12:18 PM
السبت 12 يناير 2008
طالب الشطرى - كتابات
الشيخ المصري مثل ثمرة الطماطم بإمكانه أن يدخل القدر الكويتي والقطري والسعودي والاندنوسي والأميركي والإسرائيلي والصيني والروسي والفرنسي والألماني ...شيخا إذا لم تسعفه المشيخة بالبقاء ومد جذوره انقلب إلى بائع فتاوى فان لم ينفع فبائع مخدرات فان لم ينفع تزوج من كافرة ليهديها إلى دين الله.
في السياسية كما في الإعلام يطرح الثقل المصري كمسلمة غير قابلة للنقاش يترتب عليها قيام المصريون بابتزاز ماحولهم من شعوب ودول وهم يتدخلون لاعاقة أي تطور سياسي واقتصادي في هذه الدول مثلما فعلت مصر تحت حكم جمال عبد الناصر بعد أحداث 1958 في العراق وكذلك تدخلهم في اليمن وعمان عسكريا.
حيث لامجال للتدخل العسكري المباشر ألان تسوق مقولة الثقل المصري فتصبح الدبلوماسية المصرية امرة ناهية هنا وهناك وتعصر مصر خزائن بعض الدول العربية في كأسها ويتسيد المصريون المؤسسات العربية ويحتكرون المفاصل الوظيفية برواتب خيالية وامتيازات قد لايحصل عليها حتى رؤساء الدول في بعض الدول العربية المغلوبة على أمرها أمام مايمكن وصفه بالبلطجة الإستراتيجية ...
نادرا مانرى نقدا أو تقييما لوزن مصر وحجمها وثقلها ولاتظهر إلى العلن مواضيع أو دراسات من هذا النوع كون المصريون يسيطرون أساسا على المؤسسات الإعلامية وأيضا تسارع مصر لغلق أي موضوع من هذا النوع كما حصل مع وزير خارجية الجزائر ...فبعد تفجيرات شرم الشيخ دعى الرئيس المصري إلى قمة عربية طارئة دون الرجوع إلى إدارة الجامعة العربية ولا إلى الرئاسة الدورية الجزائرية أي انه فصل ولبس على كيفه فكان أن تدخل وزير الخارجية الجزائري معترضا على هذا التجاوز مذكرا بوجود دول لها ثقلها الحقيقي وسرعان ما لملم المصريون أطراف النقاش واسترضوا الجزائر ومعروف أن الدبلوماسية المصرية تخشى الجزائريين على خلاف بقية العرب .
حينما احرق الفلسطينيون علما مصريا تدخل الرئيس المصري حسني مبارك بنفسه ضاغطا بقوة على القيادة الفلسطينية وجاعلا من الموضوع قضية كبيرة وفي منتهى الخطورة وقد وضع الإعلام المصري في حالة استنفار قصوى بسبب الموضوع ذلك أن المصريين يريدون إغلاق أي ثغرة تنفذ منها بادرة لفتح النقاش حول ثقلهم ودورهم , إنها فرعونية سياسية وإعلامية تنطلق من الضعف ومحاولة إخفاء الضعف .
نماذج صغيرة من محاولة إخفاء الضعف الاستراتيجي بالبلطجة الإستراتيجية والضعف الاستراتيجي تدعمه الأرقام في التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة نضعها تحت النظر...
يستند المصريون إلى تاريخ خلقوا منه أيقونه مقدسة يعود إلى 5الاف أو 3 ألاف سنة قبل الميلاد نتصفح شيء منه بسرعة الصاروخ...
945ق م حكم الاسر الليبية.
671ق م الحكم الأشوري.
525ق م الحكم الفارسي.
332ق م حكم الاسكندر.
305ق م حكم البطلمية.
169ق م الحكم السوري.
30ق م انتحار كليوباترا.
30 ق م_616 ب م الحكم الروماني باستثناء القرن الثالث الميلادي حيث .حكم زنوبيا ملكة تدمر.
616 م حكم الفرس.
642 م حكم العرب المسلمين.
868 م الدولة الطولونية.
969 م الدولة الفاطمية.
1171م الدولة الايوبية.
1382 م الحكم الشركسي.
1517م الحكم العثماني.
1798 م الحكم الفرنسي.
1805م اسرة محمد على باشا, مملوكي.
1876 م السيطرة الفرنسية البريطانية.
1919 م الثورة المصرية.
1952م ثورة الجيش.
1956م حكم جمال عبد الناصر.
1970م حكم محمد انورالسادات.
1981م حكم حسني مبارك.
عبر ألاف السنين لم يحظى المصريون بفرصة انتخاب حاكم لهم ولو لمرة واحدة لافي التاريخ القديم ولافي التاريخ الحديث ...ومصر إجمالا كانت على الدوام تحت الاحتلال الأجنبي ..
يعيش المصريون على أقوال متقاربة على ما نسبته 4% من مساحة بلادهم الإجمالية والمزروع حسب إحصاءات منشورة لاادري مادقتها 3% ..ومصر تعاني مايسمى عقدة الهضبة لجهة اشغال المساحة ...وكل مصر عبارة عن شريطين ساحليين واحد على النيل والأخر على الأبيض المتوسط والباقي من الأرض صحراء ...
لايسد الإنتاج الزراعي حاجة السكان وهو مايجعل مصر دون امن غذائي ...ومصر بلد يعيش على المساعدة الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية وعلى تحويلات العمال في الخارج وعلى السياحة ودخل الممرالمائي في قناة السويس وهذه مصادر دخل غير ذات قيمة في تشكيل ثقل الدولة وخاصة في العلاقات الدولية كما إنها ليست عاملا جوهريا في بناء اقتصاد قوي وهي معرضة للخلخلة بأي وقت مما يعرض الدولة نفسها للخطر .
عجزت مصر عن حماية قسم كبير من أراضيها أمام إسرائيل المؤلفة من خليط بشري لايتجاوز المليونين نسمة ولم تستعيد هذه الأراضي إلا بعد أن وقعت اتفاقا دوليا يلزمها بالانسلاخ من التزاماتها العربية والإسلامية وهي ملتزمة نصا وروحا وتطبيقا بهذا الاتفاق ولم يحصل خرقا له منذ توقيعه عدا حادثة جندي واحد قتل مجموعة إسرائيليين ليقتل هو بعد ذلك.
ما سر إذا سيطرة مصر على الحياة العربية؟
القوى الناعمة...نعم القوى الناعمة والتعبير ملك لمحمد حسنين هيكل...مع فارق انه يسميها قوة ناعمة ويضفي عليها الايجابية ونحن نسميها القوى السرية ونجد دورها استغلاليا وتخريبيا ...
قارئ القران مصري والمحلل السياسي مصري والممثل مصري والرقاصة مصرية ورئيس الجامعة العربية مصري دائما وإلزاما والزعيم مصري والمفتي مصري والمذيع مصري والصحفي مصري وماسح الأحذية مصري والمجاهد مصري وصديق الغرب مصري وعدو الغرب مصري ...
عند مصر ثلاث قوى سرية الأزهر وكلية الإعلام واستوديوهات التمثيل ...هذه أدوات السيطرة على العالم العربي عند المصريين...
يرسل الأزهر شيوخه إلى أقصى بقع الأرض ليبشروا بثقل مصر وقوتها وزعامتها للعالم الإسلامي ...والشيخ المصري مثل ثمرة الطماطم بإمكانه أن يدخل القدر الكويتي والقطري والسعودي والاندنوسي والأميركي والإسرائيلي والصيني والروسي والفرنسي والألماني ...شيخا إذا لم تسعفه المشيخة بالبقاء ومد جذوره انقلب إلى بائع فتاوى فان لم ينفع فبائع مخدرات فان لم ينفع تزوج من كافرة ليهديها إلى دين الله.
وعى المصريون دور الإعلام فافردوا له من زمن مبكر كلية على عكس بقية الدول العربية التي غفلت عن هذا الجانب وقليل منها عالج الموضوع وظلت الدول العربية ترسل طلبتها ليتعلموا فنون الحكي في مصر ويأتوا بدورهم للتبشير بمصر وثقل مصر دون وعي ...
المؤسسات العربية الإعلامية يديرها المصريون والفلسطينيون واللبنانيون وهناك تفاهم وتخادم والمصريون يبزون غيرهم في هذا المجال وان نافسوهم أو عملوا إلى جانبهم ...عمل الإعلاميون المصريون على مقولة مصر أم الدنيا طويلا ...ومصر حقيقة ليست أم الدنيا ولا أم الآخرة ...أرقام الحياة فيها مخيفة...أعلى بلد يشهد عمليات اختفاء وأعلى بلد طارد لسكانه وأكثر بلد بطالة وعطالة ومقاهي وتسكع وجرائم ...أبطال الجريمة في مصر المهندسون والمحامون والسياسيون والأغنياء ...ومع ذلك مصر أم الدنيا ...حينما تطلع على تقارير منظمة الصحة العالمية بشان الوضع المصري تظل تفرك عينيك مرات ومرت لعلك ترى أرقاما مغايرة..
لن يصدق أي قارئ رقم عدد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي في مصر أن أوردته هنا انه رقم لايصدق حقا ...للقضاء على مرض البلهارزيا وأمراض أخرى استخدمت الحقن نفسها أي ابر الزرق لأعداد كبيرة من الناس وكان أن تم نقل مرض الالتهاب الفيروسي إلى ثلث السكان ...رقم لايصدق إلا حينما يقوم القارئ بتتبعه ...
استوديوهات التمثيل قدمت مصر للمتلقي العربي على إنها دولة عظمى ...قدمت الشخصية المصرية بأسطورية ونسجت حولها هالة من القوة والغموض ...
الحقيقة أن السينما المصرية وعموم الإنتاج الدرامي المصري عطل عملية الإنتاج في الدول العربية الأخرى...حتى ألان أجد الناس يتلفون أعمارهم في مشاهدة مشاكل الشقة والباش مهندس والعمدة ومدير الشركة وهزازة الخصر ومشاكل العمة والزيت والسكر واللحمة والكباب والملوخية بالفراخ والملوخية بالأرانب ...ساعات طوال ينفقها الناس أمام الشاشة يشاهدون المصري الذي ابهرهم ببلطجة غي متناهية لم يتصدى لفضحها احد...
عن حق ماهي الرؤية التي قدمتها السينما المصرية للحياة ...؟
تتسم الشخصية المصرية بالميل إلى تضخيم الذات وهي شخصية مرنة مطواعة للظروف ,انتهازية وتوفيقية إلى حدود بعيدة ...ولعل تركز القوى الناعمة وفقا لهيكل وسط دول البدو هو ما سوق مصر بهذه الصورة غير الحقيقية لجهة القوة .
عن حق أو باطل ...عن علم أو عن جهل ...عن استحقاق أو دون استحقاق...عن قوة أو بدون قوة...يتصدر المصريون الحياة العربية ...
حينما يقع زلزال في الباكستان نجد المفسر الجيولوجي مصري...وحينما تدور حرب في آسيا الوسطى نجد أن الخبير العسكري مصري...وعندما ترتفع أسعار النفط يأتوننا بالمصري ليفسر الموضوع...في الحرب ضد العراق امتلأت الفضائيات بالمحللين الاستراتيجيين المصريين...وعدونا بمعركة فاصلة وهزيمة منكرة لأميركا لكنهم سرعان ماتبخروا ليظهروا كمحللين استراتيجيين بعمليات القاعدة وقراء فنجان لمستقبل الدول ومنها العراق...
تحتكر مصر مقرات المنظمات العربية...وتحتكر مصر رئاسة الجامعة العربية ...وتحتكر مصر خطاب السلام مع إسرائيل وتحتكر مصر خطاب الجهاد ضد إسرائيل وتحتكر مصر المواقف القومية وتحتكر مصر ممر القوى الأجنبية التي تغزو بلداننا ...
بلطجة إستراتيجية تمارسها مصر ...ووصاية تمارسها مصر...واستغلالا تمارسه مصر...ووصولية تمارسها مصر...
قبلة على يد زايد فتحصل مصر على ترعة زايد...قبلة على انف جابر تحصل مصر على استثمار كويتي ...قبلة على خد صدام حسين يتدفق على العراق ستة ملايين مصري...انحناءة للزعيم القذافي يعود المصريون لكنس شوارع ليبيا...زيارة لرئيس المخابرات المصرية إلى غزة تصبح مصر راعية للسلام ...هاتف مع بشار الأسد تعلن مصر بصفتها الظهيرالاول لسوريا...زيارة لعمرو موسى إلى السودان تقدم مصر كسند للسودان الذي يعاني شبح التقسيم ...
وضع مصر في العالم العربي يشبه وضع أبو عظم البغدادي في كتابات المرحوم على الوردي ...كان هناك بلطجي يهدد الناس بمسدس لم يكن سوى عظمة فك مغطاة بقطعة قماش...نعم ليس عند مصر مسدس ولا قوة ولن نقول ولا بطيخ لأننا نحب هذه الفاكهة ولانضرب بها مثل السوء .
طالب الشطرى - كتابات
الشيخ المصري مثل ثمرة الطماطم بإمكانه أن يدخل القدر الكويتي والقطري والسعودي والاندنوسي والأميركي والإسرائيلي والصيني والروسي والفرنسي والألماني ...شيخا إذا لم تسعفه المشيخة بالبقاء ومد جذوره انقلب إلى بائع فتاوى فان لم ينفع فبائع مخدرات فان لم ينفع تزوج من كافرة ليهديها إلى دين الله.
في السياسية كما في الإعلام يطرح الثقل المصري كمسلمة غير قابلة للنقاش يترتب عليها قيام المصريون بابتزاز ماحولهم من شعوب ودول وهم يتدخلون لاعاقة أي تطور سياسي واقتصادي في هذه الدول مثلما فعلت مصر تحت حكم جمال عبد الناصر بعد أحداث 1958 في العراق وكذلك تدخلهم في اليمن وعمان عسكريا.
حيث لامجال للتدخل العسكري المباشر ألان تسوق مقولة الثقل المصري فتصبح الدبلوماسية المصرية امرة ناهية هنا وهناك وتعصر مصر خزائن بعض الدول العربية في كأسها ويتسيد المصريون المؤسسات العربية ويحتكرون المفاصل الوظيفية برواتب خيالية وامتيازات قد لايحصل عليها حتى رؤساء الدول في بعض الدول العربية المغلوبة على أمرها أمام مايمكن وصفه بالبلطجة الإستراتيجية ...
نادرا مانرى نقدا أو تقييما لوزن مصر وحجمها وثقلها ولاتظهر إلى العلن مواضيع أو دراسات من هذا النوع كون المصريون يسيطرون أساسا على المؤسسات الإعلامية وأيضا تسارع مصر لغلق أي موضوع من هذا النوع كما حصل مع وزير خارجية الجزائر ...فبعد تفجيرات شرم الشيخ دعى الرئيس المصري إلى قمة عربية طارئة دون الرجوع إلى إدارة الجامعة العربية ولا إلى الرئاسة الدورية الجزائرية أي انه فصل ولبس على كيفه فكان أن تدخل وزير الخارجية الجزائري معترضا على هذا التجاوز مذكرا بوجود دول لها ثقلها الحقيقي وسرعان ما لملم المصريون أطراف النقاش واسترضوا الجزائر ومعروف أن الدبلوماسية المصرية تخشى الجزائريين على خلاف بقية العرب .
حينما احرق الفلسطينيون علما مصريا تدخل الرئيس المصري حسني مبارك بنفسه ضاغطا بقوة على القيادة الفلسطينية وجاعلا من الموضوع قضية كبيرة وفي منتهى الخطورة وقد وضع الإعلام المصري في حالة استنفار قصوى بسبب الموضوع ذلك أن المصريين يريدون إغلاق أي ثغرة تنفذ منها بادرة لفتح النقاش حول ثقلهم ودورهم , إنها فرعونية سياسية وإعلامية تنطلق من الضعف ومحاولة إخفاء الضعف .
نماذج صغيرة من محاولة إخفاء الضعف الاستراتيجي بالبلطجة الإستراتيجية والضعف الاستراتيجي تدعمه الأرقام في التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة نضعها تحت النظر...
يستند المصريون إلى تاريخ خلقوا منه أيقونه مقدسة يعود إلى 5الاف أو 3 ألاف سنة قبل الميلاد نتصفح شيء منه بسرعة الصاروخ...
945ق م حكم الاسر الليبية.
671ق م الحكم الأشوري.
525ق م الحكم الفارسي.
332ق م حكم الاسكندر.
305ق م حكم البطلمية.
169ق م الحكم السوري.
30ق م انتحار كليوباترا.
30 ق م_616 ب م الحكم الروماني باستثناء القرن الثالث الميلادي حيث .حكم زنوبيا ملكة تدمر.
616 م حكم الفرس.
642 م حكم العرب المسلمين.
868 م الدولة الطولونية.
969 م الدولة الفاطمية.
1171م الدولة الايوبية.
1382 م الحكم الشركسي.
1517م الحكم العثماني.
1798 م الحكم الفرنسي.
1805م اسرة محمد على باشا, مملوكي.
1876 م السيطرة الفرنسية البريطانية.
1919 م الثورة المصرية.
1952م ثورة الجيش.
1956م حكم جمال عبد الناصر.
1970م حكم محمد انورالسادات.
1981م حكم حسني مبارك.
عبر ألاف السنين لم يحظى المصريون بفرصة انتخاب حاكم لهم ولو لمرة واحدة لافي التاريخ القديم ولافي التاريخ الحديث ...ومصر إجمالا كانت على الدوام تحت الاحتلال الأجنبي ..
يعيش المصريون على أقوال متقاربة على ما نسبته 4% من مساحة بلادهم الإجمالية والمزروع حسب إحصاءات منشورة لاادري مادقتها 3% ..ومصر تعاني مايسمى عقدة الهضبة لجهة اشغال المساحة ...وكل مصر عبارة عن شريطين ساحليين واحد على النيل والأخر على الأبيض المتوسط والباقي من الأرض صحراء ...
لايسد الإنتاج الزراعي حاجة السكان وهو مايجعل مصر دون امن غذائي ...ومصر بلد يعيش على المساعدة الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية وعلى تحويلات العمال في الخارج وعلى السياحة ودخل الممرالمائي في قناة السويس وهذه مصادر دخل غير ذات قيمة في تشكيل ثقل الدولة وخاصة في العلاقات الدولية كما إنها ليست عاملا جوهريا في بناء اقتصاد قوي وهي معرضة للخلخلة بأي وقت مما يعرض الدولة نفسها للخطر .
عجزت مصر عن حماية قسم كبير من أراضيها أمام إسرائيل المؤلفة من خليط بشري لايتجاوز المليونين نسمة ولم تستعيد هذه الأراضي إلا بعد أن وقعت اتفاقا دوليا يلزمها بالانسلاخ من التزاماتها العربية والإسلامية وهي ملتزمة نصا وروحا وتطبيقا بهذا الاتفاق ولم يحصل خرقا له منذ توقيعه عدا حادثة جندي واحد قتل مجموعة إسرائيليين ليقتل هو بعد ذلك.
ما سر إذا سيطرة مصر على الحياة العربية؟
القوى الناعمة...نعم القوى الناعمة والتعبير ملك لمحمد حسنين هيكل...مع فارق انه يسميها قوة ناعمة ويضفي عليها الايجابية ونحن نسميها القوى السرية ونجد دورها استغلاليا وتخريبيا ...
قارئ القران مصري والمحلل السياسي مصري والممثل مصري والرقاصة مصرية ورئيس الجامعة العربية مصري دائما وإلزاما والزعيم مصري والمفتي مصري والمذيع مصري والصحفي مصري وماسح الأحذية مصري والمجاهد مصري وصديق الغرب مصري وعدو الغرب مصري ...
عند مصر ثلاث قوى سرية الأزهر وكلية الإعلام واستوديوهات التمثيل ...هذه أدوات السيطرة على العالم العربي عند المصريين...
يرسل الأزهر شيوخه إلى أقصى بقع الأرض ليبشروا بثقل مصر وقوتها وزعامتها للعالم الإسلامي ...والشيخ المصري مثل ثمرة الطماطم بإمكانه أن يدخل القدر الكويتي والقطري والسعودي والاندنوسي والأميركي والإسرائيلي والصيني والروسي والفرنسي والألماني ...شيخا إذا لم تسعفه المشيخة بالبقاء ومد جذوره انقلب إلى بائع فتاوى فان لم ينفع فبائع مخدرات فان لم ينفع تزوج من كافرة ليهديها إلى دين الله.
وعى المصريون دور الإعلام فافردوا له من زمن مبكر كلية على عكس بقية الدول العربية التي غفلت عن هذا الجانب وقليل منها عالج الموضوع وظلت الدول العربية ترسل طلبتها ليتعلموا فنون الحكي في مصر ويأتوا بدورهم للتبشير بمصر وثقل مصر دون وعي ...
المؤسسات العربية الإعلامية يديرها المصريون والفلسطينيون واللبنانيون وهناك تفاهم وتخادم والمصريون يبزون غيرهم في هذا المجال وان نافسوهم أو عملوا إلى جانبهم ...عمل الإعلاميون المصريون على مقولة مصر أم الدنيا طويلا ...ومصر حقيقة ليست أم الدنيا ولا أم الآخرة ...أرقام الحياة فيها مخيفة...أعلى بلد يشهد عمليات اختفاء وأعلى بلد طارد لسكانه وأكثر بلد بطالة وعطالة ومقاهي وتسكع وجرائم ...أبطال الجريمة في مصر المهندسون والمحامون والسياسيون والأغنياء ...ومع ذلك مصر أم الدنيا ...حينما تطلع على تقارير منظمة الصحة العالمية بشان الوضع المصري تظل تفرك عينيك مرات ومرت لعلك ترى أرقاما مغايرة..
لن يصدق أي قارئ رقم عدد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي في مصر أن أوردته هنا انه رقم لايصدق حقا ...للقضاء على مرض البلهارزيا وأمراض أخرى استخدمت الحقن نفسها أي ابر الزرق لأعداد كبيرة من الناس وكان أن تم نقل مرض الالتهاب الفيروسي إلى ثلث السكان ...رقم لايصدق إلا حينما يقوم القارئ بتتبعه ...
استوديوهات التمثيل قدمت مصر للمتلقي العربي على إنها دولة عظمى ...قدمت الشخصية المصرية بأسطورية ونسجت حولها هالة من القوة والغموض ...
الحقيقة أن السينما المصرية وعموم الإنتاج الدرامي المصري عطل عملية الإنتاج في الدول العربية الأخرى...حتى ألان أجد الناس يتلفون أعمارهم في مشاهدة مشاكل الشقة والباش مهندس والعمدة ومدير الشركة وهزازة الخصر ومشاكل العمة والزيت والسكر واللحمة والكباب والملوخية بالفراخ والملوخية بالأرانب ...ساعات طوال ينفقها الناس أمام الشاشة يشاهدون المصري الذي ابهرهم ببلطجة غي متناهية لم يتصدى لفضحها احد...
عن حق ماهي الرؤية التي قدمتها السينما المصرية للحياة ...؟
تتسم الشخصية المصرية بالميل إلى تضخيم الذات وهي شخصية مرنة مطواعة للظروف ,انتهازية وتوفيقية إلى حدود بعيدة ...ولعل تركز القوى الناعمة وفقا لهيكل وسط دول البدو هو ما سوق مصر بهذه الصورة غير الحقيقية لجهة القوة .
عن حق أو باطل ...عن علم أو عن جهل ...عن استحقاق أو دون استحقاق...عن قوة أو بدون قوة...يتصدر المصريون الحياة العربية ...
حينما يقع زلزال في الباكستان نجد المفسر الجيولوجي مصري...وحينما تدور حرب في آسيا الوسطى نجد أن الخبير العسكري مصري...وعندما ترتفع أسعار النفط يأتوننا بالمصري ليفسر الموضوع...في الحرب ضد العراق امتلأت الفضائيات بالمحللين الاستراتيجيين المصريين...وعدونا بمعركة فاصلة وهزيمة منكرة لأميركا لكنهم سرعان ماتبخروا ليظهروا كمحللين استراتيجيين بعمليات القاعدة وقراء فنجان لمستقبل الدول ومنها العراق...
تحتكر مصر مقرات المنظمات العربية...وتحتكر مصر رئاسة الجامعة العربية ...وتحتكر مصر خطاب السلام مع إسرائيل وتحتكر مصر خطاب الجهاد ضد إسرائيل وتحتكر مصر المواقف القومية وتحتكر مصر ممر القوى الأجنبية التي تغزو بلداننا ...
بلطجة إستراتيجية تمارسها مصر ...ووصاية تمارسها مصر...واستغلالا تمارسه مصر...ووصولية تمارسها مصر...
قبلة على يد زايد فتحصل مصر على ترعة زايد...قبلة على انف جابر تحصل مصر على استثمار كويتي ...قبلة على خد صدام حسين يتدفق على العراق ستة ملايين مصري...انحناءة للزعيم القذافي يعود المصريون لكنس شوارع ليبيا...زيارة لرئيس المخابرات المصرية إلى غزة تصبح مصر راعية للسلام ...هاتف مع بشار الأسد تعلن مصر بصفتها الظهيرالاول لسوريا...زيارة لعمرو موسى إلى السودان تقدم مصر كسند للسودان الذي يعاني شبح التقسيم ...
وضع مصر في العالم العربي يشبه وضع أبو عظم البغدادي في كتابات المرحوم على الوردي ...كان هناك بلطجي يهدد الناس بمسدس لم يكن سوى عظمة فك مغطاة بقطعة قماش...نعم ليس عند مصر مسدس ولا قوة ولن نقول ولا بطيخ لأننا نحب هذه الفاكهة ولانضرب بها مثل السوء .