افلاطون
07-19-2016, 10:56 AM
http://static.addiyar.com/storage/authors/12540721551184445290.jpg
نبيه البرجي - الديار
19 تموز 2016
اثناء انعقاد مؤتمر مدريد بين العرب والاسرائيليين في تشرين الاول 1991، التقيت بكولونيل سابق في جيش الجنرال فرانكو. اطلعني على بطاقة هويته، وقال لي انه من اصول عربية، اسم العائلة «ميدين»، اي محيي الدين.
آنذاك كان يدرّس التاريخ في احدى الجامعات الاسبانية، فاجأني بالقول أنه «لولا ايزابيلا لبويع يهودي خليفة على المــسلمين»، بعدما روى في تفاصيل مذهلة حول تغلغل اليهود (واليهوديات) في البلاط الاندلسي، والى حدّ تفخيخ الدين الاسلامي عبر موسى بن ميمون.
الى اي مدى يتغلغل اليهود (واليهوديات) في العقل العربي الآن، كان محمد أركون قد حذرمن قراءة القرآن بعيون توراتية، قال لنا ان الديانة اليهودية، وبالرغم من انتشارها في اصقاع الدنيا (الطبقة العليا في الدنيا)، لم تتخلَّ قط عن اللوثة القبلية.
خشي على الاسلام من ان يعود الى ما قبل الاسلام، تحديداً من اللوثة القبلية، تحديداً أكثر من اللوثة التوراتية. لعلنا نتوقف أمام الفيلسوف اليهودي الفذ باروخ سبينوزا الذي طارده الحاخامات بالسكاكين، حين رفض ان يكون الله «إله الأشياء الصغيرة».
أليس هناك فقهاء مسلمون او اسلاميون جعلوا من الله إله الأشياء الصغيرة لتبقى المجتمعات الاسلامية في قاع الغيب، وفي قاع الزمن؟
الآن يفتي الحاخام الأكبر للجيش الاسرائيلي العقيد يال كريم للجنود باغتصاب النساء غير اليهوديات إبان الحرب، أليس هناك من حاخام اكبر لجحافل الخليفة؟
قبل تنظيم الدولة الاسلامية، وبعد تنظيم الدولة الاسلامية، مجتمعات عربية أو اسلامية تنظر الى المرأة على انها «ماكنة جنسية»، ويفترض ان ترتدي النقاب لتخفي وجهها كما لو أنها حيوان غريب، وشيطاني، ويفترض ان يــبقى بعيداً عن الانظار؟
اللوثة القبلية أم اللوثة التوراتية؟ ثمة أزمة في الاسلام، وأزمة في المسلمين، لبنان الذي كان مثالاً للتنور وللانفتاح يدخل أيضاً في ثقافة الكهوف، ليس هناك من حديث ســوى الدين، والكثيرون باتوا يحفظون عن ظهر قلب النصوص القرآنية على أنواعها، وتحولوا الى وعاظ كما لو انه لا تكفي مكبرات الصوت التي تلعلع في ارجاء المدن والقرى وتقتل ثقافة القلب...
لا حديث آخر سوى حديث الدين، ولا نصوص أخرى سوى النصوص الدينية لنبقى، دوماً، في نقطة ما بين الغيب والغياب وفي انفصال دراماتيكي عن الواقع...
سألت صحافياً يابانياً عن السبب الذي جعل المجتمع الياباني يتحول من مجتمع قبلي، وتخطى التقاليد، الى مجتمع خلاق (بعد ثورة الميجي عام 1867). قال لي «لأننا حولنا ديانة الشانشو من ديانة عمودية الى ديانة افقية».
هكذا في مجتمعاتنا، صلوات الى الله على مدار الساعة، مواعظ على مدار الساعة، فيما تنتشر ثقافة الكراهية، والجشع، والايثار، على نحو مروّع. يقولون انهم يعملون للآخرة، ثم يتبادلون القذائف الصاروخية من اجل بضعة سنتيمترات من الارض...
مثلما يكرهون القريب يكرهون البعيد (أليست هذه هي ثقافة التوراة؟). الكاتب السياسي اليهودي الفرنسي جان دانيال يرفض مقولة «شعب الله المختار». يعلّق ساخراً من قال اننا نزلنا من خاصرة الله؟».
بعض رجال الدين عندنا يؤكدون لك انهم نزلوا، للتو، من خاصرة الله (الهة بمقاسات مختلفة) وينقضّون على الآخر، اي على الغرب، فيما الهاتف الذي في يدهم صناعة أميركية، والسيارة التي تنتظرهم صناعة المانية، والدواء الذي يتناولونه صناعة فرنسية، والحذاء الذي ينتعلونه صناعة ايطالية، العقل صناعة مَن؟
ثقافة «داعش» ابنتنا الكبرى. كان محمد اركون يدعو الى تنظيف اللاوعي، ولو بمكنسة عامل التنظيفات، من اللوثة التوراتية. لا نزال هناك، بكل قهقهات الكراهية، وبكل قهقهات الدم. ولنكن على خطى... الحاخامات!
http://www.addiyar.com/article/1203956-%D8%A5%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9
نبيه البرجي - الديار
19 تموز 2016
اثناء انعقاد مؤتمر مدريد بين العرب والاسرائيليين في تشرين الاول 1991، التقيت بكولونيل سابق في جيش الجنرال فرانكو. اطلعني على بطاقة هويته، وقال لي انه من اصول عربية، اسم العائلة «ميدين»، اي محيي الدين.
آنذاك كان يدرّس التاريخ في احدى الجامعات الاسبانية، فاجأني بالقول أنه «لولا ايزابيلا لبويع يهودي خليفة على المــسلمين»، بعدما روى في تفاصيل مذهلة حول تغلغل اليهود (واليهوديات) في البلاط الاندلسي، والى حدّ تفخيخ الدين الاسلامي عبر موسى بن ميمون.
الى اي مدى يتغلغل اليهود (واليهوديات) في العقل العربي الآن، كان محمد أركون قد حذرمن قراءة القرآن بعيون توراتية، قال لنا ان الديانة اليهودية، وبالرغم من انتشارها في اصقاع الدنيا (الطبقة العليا في الدنيا)، لم تتخلَّ قط عن اللوثة القبلية.
خشي على الاسلام من ان يعود الى ما قبل الاسلام، تحديداً من اللوثة القبلية، تحديداً أكثر من اللوثة التوراتية. لعلنا نتوقف أمام الفيلسوف اليهودي الفذ باروخ سبينوزا الذي طارده الحاخامات بالسكاكين، حين رفض ان يكون الله «إله الأشياء الصغيرة».
أليس هناك فقهاء مسلمون او اسلاميون جعلوا من الله إله الأشياء الصغيرة لتبقى المجتمعات الاسلامية في قاع الغيب، وفي قاع الزمن؟
الآن يفتي الحاخام الأكبر للجيش الاسرائيلي العقيد يال كريم للجنود باغتصاب النساء غير اليهوديات إبان الحرب، أليس هناك من حاخام اكبر لجحافل الخليفة؟
قبل تنظيم الدولة الاسلامية، وبعد تنظيم الدولة الاسلامية، مجتمعات عربية أو اسلامية تنظر الى المرأة على انها «ماكنة جنسية»، ويفترض ان ترتدي النقاب لتخفي وجهها كما لو أنها حيوان غريب، وشيطاني، ويفترض ان يــبقى بعيداً عن الانظار؟
اللوثة القبلية أم اللوثة التوراتية؟ ثمة أزمة في الاسلام، وأزمة في المسلمين، لبنان الذي كان مثالاً للتنور وللانفتاح يدخل أيضاً في ثقافة الكهوف، ليس هناك من حديث ســوى الدين، والكثيرون باتوا يحفظون عن ظهر قلب النصوص القرآنية على أنواعها، وتحولوا الى وعاظ كما لو انه لا تكفي مكبرات الصوت التي تلعلع في ارجاء المدن والقرى وتقتل ثقافة القلب...
لا حديث آخر سوى حديث الدين، ولا نصوص أخرى سوى النصوص الدينية لنبقى، دوماً، في نقطة ما بين الغيب والغياب وفي انفصال دراماتيكي عن الواقع...
سألت صحافياً يابانياً عن السبب الذي جعل المجتمع الياباني يتحول من مجتمع قبلي، وتخطى التقاليد، الى مجتمع خلاق (بعد ثورة الميجي عام 1867). قال لي «لأننا حولنا ديانة الشانشو من ديانة عمودية الى ديانة افقية».
هكذا في مجتمعاتنا، صلوات الى الله على مدار الساعة، مواعظ على مدار الساعة، فيما تنتشر ثقافة الكراهية، والجشع، والايثار، على نحو مروّع. يقولون انهم يعملون للآخرة، ثم يتبادلون القذائف الصاروخية من اجل بضعة سنتيمترات من الارض...
مثلما يكرهون القريب يكرهون البعيد (أليست هذه هي ثقافة التوراة؟). الكاتب السياسي اليهودي الفرنسي جان دانيال يرفض مقولة «شعب الله المختار». يعلّق ساخراً من قال اننا نزلنا من خاصرة الله؟».
بعض رجال الدين عندنا يؤكدون لك انهم نزلوا، للتو، من خاصرة الله (الهة بمقاسات مختلفة) وينقضّون على الآخر، اي على الغرب، فيما الهاتف الذي في يدهم صناعة أميركية، والسيارة التي تنتظرهم صناعة المانية، والدواء الذي يتناولونه صناعة فرنسية، والحذاء الذي ينتعلونه صناعة ايطالية، العقل صناعة مَن؟
ثقافة «داعش» ابنتنا الكبرى. كان محمد اركون يدعو الى تنظيف اللاوعي، ولو بمكنسة عامل التنظيفات، من اللوثة التوراتية. لا نزال هناك، بكل قهقهات الكراهية، وبكل قهقهات الدم. ولنكن على خطى... الحاخامات!
http://www.addiyar.com/article/1203956-%D8%A5%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9