عباس علي العكري
05-14-2005, 08:40 PM
ان الحق أقوى ظهير ، وأعظم نصير . في هذه الحياة الدنيا تواجهون مختلف التيارات والمقالات ، وتتعرضون لنيران مختلف الجهات والحركات ، ولا ينفعكم في مواجهة كل ذلك الا معرفة الحق والعمل به ، والاحتجاج ببحججه وبراهينه ، فاذا فعلتم ذلك ، قوي موقفكم ، ووضحت حجتكم ، وظهرتم على أعدائكم .
ولا يدورن بخلدكم أنكم ضعفاء لقلتكم وكثرتهم ، فان الله تعالى يقول : " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي " ، وما كان رسل الله كلهم وأتباعهم الا قلة بالمقارنة بغيرهم ، وقال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام : " قليل الحق يدفع كثير الباطل ، كما أن قليل النار ، يحرق كثير الحطب ".
واذا نظرتم الى عبر التاريخ ، سترون دائما أن أهل الحق قليلون ، وأهل الباطل كثيرون ، وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة في كثير من المواضع ، نذكر منها قوله تعالى : " لقد جئناكم بالحق ، ولكن أكثرهم للحق كارهون " .
ولكن لماذا يكره أكثر الناس الحق ؟
لأن الحق ثقيل ، ويستلزم التنازل عن الباطل الذي كان عليه الانسان قبل قبوله بالحق .
ذلك الباطل يشمل كل قول أو موقف أو عمل أو موقع غير صحيح ، فاذا كان هذا الباطل مصدر قوة هذا الانسان أو هذه الجماعة ، فان المسألة حينئذ تصبح قضية تنازل عن هذه القوة والسيطرة ، والزعامة ، والغلبة ، والثروة . ومن هنا يكون أكثر الناس للحق كارهين مع وضوحه لهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله مقارنا بين الحق والباطل : " الحق ثقيل مر ، والباطل خفيف حلو ، ورب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا " .
وهذا ما يغفل عنه أهل الباطل عادة أو ينسونه ، شهوة ساعة أو ساعات ، أو أشهر ، أو حتى بضع سنوات ، في النعيم ، والترف ، والشهرة ، والزعامة ، واللذة ، والشهوة ، وغير ذلك مما أسس على الباطل ، يورث حزنا طويلا ، وكمدا أصيلا ، على ما ضاع من العمر، والجهد ، والمال والاسم اللامع ، والصيت الذائع ، والجمهورالرابض ، والقوة الزائلة ، والوعي الزائف ، والوضع الزاحف .
هذا من ناحية كراهية الحق ، والندم على زوال شهوة الباطل .
ولكن لماذا يحب أكثر الناس الباطل ؟
لقد مر عليكم قول الرسول صلى الله عليه وآله أن الباطل خفيف حلو .
أما أنه خفيف ، فلأنه لا يتطلب قيودا وشروطا ، بل عماده التخفف من القيود والشروط ، فالواحد منهم يصبح جاهلا ويمسي عالما ، بدون دراسة وجهد وتعب وسهر ، ويصبح فقيرا معدما ، ويمسي غنيا ذا ثروة طائلة من دون رأس مال أو عمل أو عرق أو غير ذلك من وسائل الثروة الصحيحة ، وينام خامل الذكر ، سوقة بين الناس ، ويصبح واذا هو زعيم من الزعماء ، محمول على الأعناق ، يطاف به في القرى والمدن كأنما نبأ هو ، أو نبأ حاملوه ومروجوه أنه المرجو المخلص للأمة مما هي فيه من الفقر والحرمان .
وأما أنه حلو ، فلأنه يأتي بالزعامة والشهرة والثروة واللذة من أيسر سبلها ، وأقصر طرقها ، وأقل كلفتها . ولكن نسي أصحاب الباطل ، أوتناسوا أن الحق ثقيل ولكنه مريء ، وأن الباطل خفيف ولكنه وبيء .
هكذا علمنا أمير المؤمنين عليه السلام ، كما علمنا " أن الحق ثقيل ، وقد يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة ، فصبروا نفوسهم ، ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب " .
فكونوا معاشر الأحبة منهم ، ووطنوا أنفسكم على قبول الحق ، والنطق به ، ولا تنخدعوا بحلاوة الباطل ، فانها تنتهي بالمرارة والحزن والأسف والندم في الدنيا فضلا عن الآخرة . ولا تضيقوا بالحق فانها وصية أئمتكم ، فعن امامنا الصادق عليه السلام أنه قال لرجل من أهل الجبل استفتاه في مسألة ، فأفتاه بخلاف ما يحب ، ورأى أبو عبد الله الكراهة فيه : يا هذا اصبر على الحق ، فانه لم يصبر أحد قط لحق ، الا عوضه الله ما هو خير له " .
وكثيرا ما يقع أهل الباطل في مصيدة الباطل ، فيظنون أنه الطريق الأسهل الى الدنيا ، ولذلك ترونهم يتلونون ويميلون مع الباطل كلما تلون هذا الباطل ومال ، حتى لوكان ذلك الى درجة التناقض ، وأهل الباطل على استعداد لتغيير منطقهم ومواقفهم وممارساتهم كلما دعت ضرورة وجود الباطل الى ذلك ، ومع ذلك تفوتهم الدنيا.
أما الحق فلا يتغير، ولذلك ترون أهله ثابتين على طريقتهم ، عاملين بوصايا قادتهم . قال الصادق عليه السلام : " اعلموا أن الله يبغض من خلقه المتلون ، فلا تزولوا عن الحق وأهله ، فان من استبد بالباطل وأهله هلك وفاتته الدنيا " .
وجاء في فقه الرضا عليه السلام : أن الله يبغض من عباده المائلين ، فلا تزلوا عن الحق ، فمن استبدل بالحق هلك ، وفاتته الدنيا ، وخرج منها ساخطا " .
وأي سخط هو ؟ سخط على الدنيا التي فاتته ، وعلى الرئاسة التي تركته ، وعلى الجماعة التي أغوته ، وعلى الكثرة التي نسته ، وعلى الثروة التي أعمته ، وعلى القوة التي خذلته .
أما كان أولى بصاحب الباطل أن يتذكر أقوال أهل الحق ، وهم أهل العصمة صلوات الله عليهم من أن الحق سيف على أهل الباطل ، وان الحق أحسن الحديث ، وأن الصادع به مجاهد ، وأن من تعدى الحق ضاق مذهبه ، وأن من أبدى صفحته للحق هلك ، وأن من صارعه صرع ؟
في زمان القائل بالحق فيه قليل ، والعامل به أقل ، وتيقنوا أنه لا دليل أنصع من استماع الحق والعمل به ، فالزموه ينزلكم منازل أهل الحق يوم لا يقضى الا بالحق ، وانصروه بأيديكم وألسنتكم وقلوبكم ، فانكم عن ذلك مسئولون ، وبالحق مطالبون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، الا من أتى الله بقلب سليم ، وجانبوا يا معشر الأحبة أهل الباطل ، وابتعدوا عنهم ، وتيقظوا لتمويهاتهم ، وحلاوة ألاعيبهم ، لتتجنبوا الخسران المبين .
ولا يدورن بخلدكم أنكم ضعفاء لقلتكم وكثرتهم ، فان الله تعالى يقول : " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي " ، وما كان رسل الله كلهم وأتباعهم الا قلة بالمقارنة بغيرهم ، وقال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام : " قليل الحق يدفع كثير الباطل ، كما أن قليل النار ، يحرق كثير الحطب ".
واذا نظرتم الى عبر التاريخ ، سترون دائما أن أهل الحق قليلون ، وأهل الباطل كثيرون ، وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة في كثير من المواضع ، نذكر منها قوله تعالى : " لقد جئناكم بالحق ، ولكن أكثرهم للحق كارهون " .
ولكن لماذا يكره أكثر الناس الحق ؟
لأن الحق ثقيل ، ويستلزم التنازل عن الباطل الذي كان عليه الانسان قبل قبوله بالحق .
ذلك الباطل يشمل كل قول أو موقف أو عمل أو موقع غير صحيح ، فاذا كان هذا الباطل مصدر قوة هذا الانسان أو هذه الجماعة ، فان المسألة حينئذ تصبح قضية تنازل عن هذه القوة والسيطرة ، والزعامة ، والغلبة ، والثروة . ومن هنا يكون أكثر الناس للحق كارهين مع وضوحه لهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله مقارنا بين الحق والباطل : " الحق ثقيل مر ، والباطل خفيف حلو ، ورب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا " .
وهذا ما يغفل عنه أهل الباطل عادة أو ينسونه ، شهوة ساعة أو ساعات ، أو أشهر ، أو حتى بضع سنوات ، في النعيم ، والترف ، والشهرة ، والزعامة ، واللذة ، والشهوة ، وغير ذلك مما أسس على الباطل ، يورث حزنا طويلا ، وكمدا أصيلا ، على ما ضاع من العمر، والجهد ، والمال والاسم اللامع ، والصيت الذائع ، والجمهورالرابض ، والقوة الزائلة ، والوعي الزائف ، والوضع الزاحف .
هذا من ناحية كراهية الحق ، والندم على زوال شهوة الباطل .
ولكن لماذا يحب أكثر الناس الباطل ؟
لقد مر عليكم قول الرسول صلى الله عليه وآله أن الباطل خفيف حلو .
أما أنه خفيف ، فلأنه لا يتطلب قيودا وشروطا ، بل عماده التخفف من القيود والشروط ، فالواحد منهم يصبح جاهلا ويمسي عالما ، بدون دراسة وجهد وتعب وسهر ، ويصبح فقيرا معدما ، ويمسي غنيا ذا ثروة طائلة من دون رأس مال أو عمل أو عرق أو غير ذلك من وسائل الثروة الصحيحة ، وينام خامل الذكر ، سوقة بين الناس ، ويصبح واذا هو زعيم من الزعماء ، محمول على الأعناق ، يطاف به في القرى والمدن كأنما نبأ هو ، أو نبأ حاملوه ومروجوه أنه المرجو المخلص للأمة مما هي فيه من الفقر والحرمان .
وأما أنه حلو ، فلأنه يأتي بالزعامة والشهرة والثروة واللذة من أيسر سبلها ، وأقصر طرقها ، وأقل كلفتها . ولكن نسي أصحاب الباطل ، أوتناسوا أن الحق ثقيل ولكنه مريء ، وأن الباطل خفيف ولكنه وبيء .
هكذا علمنا أمير المؤمنين عليه السلام ، كما علمنا " أن الحق ثقيل ، وقد يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة ، فصبروا نفوسهم ، ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب " .
فكونوا معاشر الأحبة منهم ، ووطنوا أنفسكم على قبول الحق ، والنطق به ، ولا تنخدعوا بحلاوة الباطل ، فانها تنتهي بالمرارة والحزن والأسف والندم في الدنيا فضلا عن الآخرة . ولا تضيقوا بالحق فانها وصية أئمتكم ، فعن امامنا الصادق عليه السلام أنه قال لرجل من أهل الجبل استفتاه في مسألة ، فأفتاه بخلاف ما يحب ، ورأى أبو عبد الله الكراهة فيه : يا هذا اصبر على الحق ، فانه لم يصبر أحد قط لحق ، الا عوضه الله ما هو خير له " .
وكثيرا ما يقع أهل الباطل في مصيدة الباطل ، فيظنون أنه الطريق الأسهل الى الدنيا ، ولذلك ترونهم يتلونون ويميلون مع الباطل كلما تلون هذا الباطل ومال ، حتى لوكان ذلك الى درجة التناقض ، وأهل الباطل على استعداد لتغيير منطقهم ومواقفهم وممارساتهم كلما دعت ضرورة وجود الباطل الى ذلك ، ومع ذلك تفوتهم الدنيا.
أما الحق فلا يتغير، ولذلك ترون أهله ثابتين على طريقتهم ، عاملين بوصايا قادتهم . قال الصادق عليه السلام : " اعلموا أن الله يبغض من خلقه المتلون ، فلا تزولوا عن الحق وأهله ، فان من استبد بالباطل وأهله هلك وفاتته الدنيا " .
وجاء في فقه الرضا عليه السلام : أن الله يبغض من عباده المائلين ، فلا تزلوا عن الحق ، فمن استبدل بالحق هلك ، وفاتته الدنيا ، وخرج منها ساخطا " .
وأي سخط هو ؟ سخط على الدنيا التي فاتته ، وعلى الرئاسة التي تركته ، وعلى الجماعة التي أغوته ، وعلى الكثرة التي نسته ، وعلى الثروة التي أعمته ، وعلى القوة التي خذلته .
أما كان أولى بصاحب الباطل أن يتذكر أقوال أهل الحق ، وهم أهل العصمة صلوات الله عليهم من أن الحق سيف على أهل الباطل ، وان الحق أحسن الحديث ، وأن الصادع به مجاهد ، وأن من تعدى الحق ضاق مذهبه ، وأن من أبدى صفحته للحق هلك ، وأن من صارعه صرع ؟
في زمان القائل بالحق فيه قليل ، والعامل به أقل ، وتيقنوا أنه لا دليل أنصع من استماع الحق والعمل به ، فالزموه ينزلكم منازل أهل الحق يوم لا يقضى الا بالحق ، وانصروه بأيديكم وألسنتكم وقلوبكم ، فانكم عن ذلك مسئولون ، وبالحق مطالبون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، الا من أتى الله بقلب سليم ، وجانبوا يا معشر الأحبة أهل الباطل ، وابتعدوا عنهم ، وتيقظوا لتمويهاتهم ، وحلاوة ألاعيبهم ، لتتجنبوا الخسران المبين .