بهلول
06-24-2016, 02:53 AM
بقلم / خليفة مساعد الخرافي - القبس
23 يونيو، 2016
http://alqabas.wpengine.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2016/03/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A.jpg
في رمضان تصفو النفوس وتلين القلوب وتكون أكثر رقة ورحمة، ويعم على النفس الهدوء والسكينة والطمأنينة، لهذا قد يكون طرح مواضيع عادة تكون ردود الفعل فيها قوية أو تولد حساسية لدى البعض أفضل أن نكتبها برمضان، فنحن ولله الحمد أمة الإسلام، نتبع ديناً عظيماً، ورباً رحيماً، ونبياً كريماً وآل بيت أطهار وصحابة أخيار.
حين كنت وابني مساعد بضيافة السيد مصطفى ويأتي موعد الصلاة كنت أصلي معهم ويؤمنا السيد مصطفى وهم يجمعون الظهر والعصر أفتى د.خالد المصلح أستاذ الشريعة بجامعة القصيم، من باب التيسير، بجواز القصر للطلاب المبتعثين للدراسة طيلة فترة ابتعاثهم ولو طالت فترة دراستهم لسنوات طويلة، والشيعة يجمعون المغرب والعشاء ويجهرون بهما، وصلاة إخواننا الشيعة تشبه صلاة السنّة، يبدأون الصلاة بـ«الله وأكبر» ويتلون الفاتحة وبعدها صورة من جزء عم، والركوع والسجود يماثلنا ويقنتون في كل صلاة بالدعاء بعد الركعة الأولى، وهم يماثلون الأحناف من أهل السنّة بعدم ترديد «آمين» بعد الفاتحة، وهم يماثلون اتباع المذهب السنّي المالكية بسبل أيديهم وعدم تَكتيِف اليدين، وفي التحيات يبدأون بالتشهد اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، بشكل عام صلاتهم هي تماثل
وتشابه صلاة أهل السنّة والجماعة. ومع حواري مع صديقي السيد مصطفى وضح لي أن صيامهم نفس صيامنا، إنما هم ينتظرون بعدنا ربع ساعة لما قبل اختفاء آخر وهج بالشمس وهي اجتهادات فلكية، وقال لي السيد مصطفى إن حجهم يماثل مناسك حج أهل السنّة عدا أنهم في مواقيتهم تختلف في مزدلفة، والاختلاف رحمة عن الزحمة. أما الورث والقسمة الشرعية، فالشيعة وإن كانوا يعطون المرأة حقها كاملاً في حالة لم يعقب الأب أولاد، خلاف السنّة الذي يرث مع البنات «العصبة» وهم أقرب الأقرباء الأحياء، إلا أنه لا يورث الشيعة المرأة الأراضي، فالأراضي والعقار للرجال.
من أساس عقيدة الشيعة زيارة أضرحة آل البيت وقبور الأولياء الصالحين والتوسل بهم، شيوخ الأزهر الشريف والصوفية السنّة يجيزون التوسل في حضرة مقام ومكان قبر الرسول ومكان رفاة الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم. (أنا شخصياً لست مقتنعاً بالتوسل بالأضرحة)، إنما هي مذاهب من ثقافات ومن بيئات يجب علينا أن نترفع في تكفير بعضنا ليعم الأمان والاستقرار.
تداخل الأعراق بثقافات وعادات مختلفة وتجانسها وتفاعلها واختلاطها في الوطن الواحد يعطي قوة لنهضة الوطن، ففي الكويت ما بين ابن البادية بكبريائه وكرمه، وابن فارس بتحضره واتقانه العمل وتفانيه فيه، وابن نجد بانفتاحه وتنوره مع محافظته على القيم، وابن الشمال «عراق وسوريا» بروحه المحبة للفن والجمال والمسرة وتذوقه للطرب الأصيل وحسن ضيافته للضيف وترحيبه به ومحياه الطلق ومجلسه الحلو.
وتجد ابن القبيلة «الكويتي يختلف عن ابن عمه في السعودية بالفكر والطباع، وكذلك الكويتي من هو من أصول فارسية يختلف عن ابن عمه الفارسي في إيران بالطباع والعادات، وأيضاً ابن نجد الكويتي يختلف عن طريقة تفكير ابن عمه الذي موجود في القصيم، لأن الروح الكويتية هي السائدة بطباعهم وهي التي تجمع بينهم».
نتساءل كيف ولماذا يعاير البعض منا الكويتيين من أصل فارسي بأنهم أعاجم من الفرس، وينزعج هؤلاء البعض ويتضايق جداً حين يفتخرون (عيم الكويت) بتاريخ الفرس وحضارتهم، كما يفعل المصريون بالفخر بأصولهم الفرعونية، وأهل العراق بالفخر بحضارة بابل الكلدانية من (آرام وآشور) ونبوخذ نصر الثاني.
من حق كل إنسان بالعالم أن يفخر بأهله وأصوله مطلوب الانفتاح واحترام الأعراق والأديان والمذاهب الأخرى، وهكذا تطور الغرب بينما نحن بالدرك الأسفل من أمم العالم.
مقالة الجمعة المقبلة عمن حوّل دين الرحمة والمحبة والسلام إلى دين إرهاب وتشدد وتزمت، وفيها:
ترى هل علمتم ما لقيتُ من البعدِ
لقد جَلّ ما أُخفيهِ منكم وَما أُبدِي
فراقٌ ووجدٌ واشتياقٌ ولوعةٌ
تعدّدَتِ البَلوَى على واحِدٍ فَرْد
لبهاء الدين زهير بالعصر الأيوبي
***
«العفو عند المقدرة» من صفة الكرام أهل الشهامة والمروءة.. وقال الله تعالى «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} (الشورى:40).
***
تزاور أهل الكويت في رمضان عادة طيبة، ندعو الله أن يديمها، وأن يديم على أوطاننا الأمن والأمان، ويبعد عنا شرور فتن.
***
* مهيار الديلمي شاعر عباسي فارسي أخواله عرب.
***
نعزي آل الإبراهيم، وآل العمران، وآل العوضي والعتيجي والنفيسي والغربللي والدعيج والمسبحي الكرام، وندعو لفقيديهم بالمغفرة والرحمة.
خليفة مساعد الخرافي
kalkharafi@gmail.com
kalkharafi@
http://alqabas.com/97566/
23 يونيو، 2016
http://alqabas.wpengine.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2016/03/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A.jpg
في رمضان تصفو النفوس وتلين القلوب وتكون أكثر رقة ورحمة، ويعم على النفس الهدوء والسكينة والطمأنينة، لهذا قد يكون طرح مواضيع عادة تكون ردود الفعل فيها قوية أو تولد حساسية لدى البعض أفضل أن نكتبها برمضان، فنحن ولله الحمد أمة الإسلام، نتبع ديناً عظيماً، ورباً رحيماً، ونبياً كريماً وآل بيت أطهار وصحابة أخيار.
حين كنت وابني مساعد بضيافة السيد مصطفى ويأتي موعد الصلاة كنت أصلي معهم ويؤمنا السيد مصطفى وهم يجمعون الظهر والعصر أفتى د.خالد المصلح أستاذ الشريعة بجامعة القصيم، من باب التيسير، بجواز القصر للطلاب المبتعثين للدراسة طيلة فترة ابتعاثهم ولو طالت فترة دراستهم لسنوات طويلة، والشيعة يجمعون المغرب والعشاء ويجهرون بهما، وصلاة إخواننا الشيعة تشبه صلاة السنّة، يبدأون الصلاة بـ«الله وأكبر» ويتلون الفاتحة وبعدها صورة من جزء عم، والركوع والسجود يماثلنا ويقنتون في كل صلاة بالدعاء بعد الركعة الأولى، وهم يماثلون الأحناف من أهل السنّة بعدم ترديد «آمين» بعد الفاتحة، وهم يماثلون اتباع المذهب السنّي المالكية بسبل أيديهم وعدم تَكتيِف اليدين، وفي التحيات يبدأون بالتشهد اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، بشكل عام صلاتهم هي تماثل
وتشابه صلاة أهل السنّة والجماعة. ومع حواري مع صديقي السيد مصطفى وضح لي أن صيامهم نفس صيامنا، إنما هم ينتظرون بعدنا ربع ساعة لما قبل اختفاء آخر وهج بالشمس وهي اجتهادات فلكية، وقال لي السيد مصطفى إن حجهم يماثل مناسك حج أهل السنّة عدا أنهم في مواقيتهم تختلف في مزدلفة، والاختلاف رحمة عن الزحمة. أما الورث والقسمة الشرعية، فالشيعة وإن كانوا يعطون المرأة حقها كاملاً في حالة لم يعقب الأب أولاد، خلاف السنّة الذي يرث مع البنات «العصبة» وهم أقرب الأقرباء الأحياء، إلا أنه لا يورث الشيعة المرأة الأراضي، فالأراضي والعقار للرجال.
من أساس عقيدة الشيعة زيارة أضرحة آل البيت وقبور الأولياء الصالحين والتوسل بهم، شيوخ الأزهر الشريف والصوفية السنّة يجيزون التوسل في حضرة مقام ومكان قبر الرسول ومكان رفاة الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم. (أنا شخصياً لست مقتنعاً بالتوسل بالأضرحة)، إنما هي مذاهب من ثقافات ومن بيئات يجب علينا أن نترفع في تكفير بعضنا ليعم الأمان والاستقرار.
تداخل الأعراق بثقافات وعادات مختلفة وتجانسها وتفاعلها واختلاطها في الوطن الواحد يعطي قوة لنهضة الوطن، ففي الكويت ما بين ابن البادية بكبريائه وكرمه، وابن فارس بتحضره واتقانه العمل وتفانيه فيه، وابن نجد بانفتاحه وتنوره مع محافظته على القيم، وابن الشمال «عراق وسوريا» بروحه المحبة للفن والجمال والمسرة وتذوقه للطرب الأصيل وحسن ضيافته للضيف وترحيبه به ومحياه الطلق ومجلسه الحلو.
وتجد ابن القبيلة «الكويتي يختلف عن ابن عمه في السعودية بالفكر والطباع، وكذلك الكويتي من هو من أصول فارسية يختلف عن ابن عمه الفارسي في إيران بالطباع والعادات، وأيضاً ابن نجد الكويتي يختلف عن طريقة تفكير ابن عمه الذي موجود في القصيم، لأن الروح الكويتية هي السائدة بطباعهم وهي التي تجمع بينهم».
نتساءل كيف ولماذا يعاير البعض منا الكويتيين من أصل فارسي بأنهم أعاجم من الفرس، وينزعج هؤلاء البعض ويتضايق جداً حين يفتخرون (عيم الكويت) بتاريخ الفرس وحضارتهم، كما يفعل المصريون بالفخر بأصولهم الفرعونية، وأهل العراق بالفخر بحضارة بابل الكلدانية من (آرام وآشور) ونبوخذ نصر الثاني.
من حق كل إنسان بالعالم أن يفخر بأهله وأصوله مطلوب الانفتاح واحترام الأعراق والأديان والمذاهب الأخرى، وهكذا تطور الغرب بينما نحن بالدرك الأسفل من أمم العالم.
مقالة الجمعة المقبلة عمن حوّل دين الرحمة والمحبة والسلام إلى دين إرهاب وتشدد وتزمت، وفيها:
ترى هل علمتم ما لقيتُ من البعدِ
لقد جَلّ ما أُخفيهِ منكم وَما أُبدِي
فراقٌ ووجدٌ واشتياقٌ ولوعةٌ
تعدّدَتِ البَلوَى على واحِدٍ فَرْد
لبهاء الدين زهير بالعصر الأيوبي
***
«العفو عند المقدرة» من صفة الكرام أهل الشهامة والمروءة.. وقال الله تعالى «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} (الشورى:40).
***
تزاور أهل الكويت في رمضان عادة طيبة، ندعو الله أن يديمها، وأن يديم على أوطاننا الأمن والأمان، ويبعد عنا شرور فتن.
***
* مهيار الديلمي شاعر عباسي فارسي أخواله عرب.
***
نعزي آل الإبراهيم، وآل العمران، وآل العوضي والعتيجي والنفيسي والغربللي والدعيج والمسبحي الكرام، وندعو لفقيديهم بالمغفرة والرحمة.
خليفة مساعد الخرافي
kalkharafi@gmail.com
kalkharafi@
http://alqabas.com/97566/