الراي السديد
06-09-2016, 05:01 PM
5/6/2016
البدیع / وکالات – من الواضح أن قيام السعوديين والخليجيين بتبذير أموال النفط في أشكال الإنفاق غير المشروع، أو تكديسها في مصارف الغرب، مع علمهم الأكيد بأنها ستتعرض يوماً لخطر “المصادرة”، يعكس حقداً على الشعوب العربية والإسلامية، من تعابيره الأخرى سياساتهم المعادية لتلك الشعوب والتي تأخذ أشكال الإبادة المباشرة كما في سوريا واليمن والعراق…
مملكة آل سعود، ومن ورائها سائر إمارات ومشيخات الخليج وغيرها من دويلات العرب، لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها في تقديم أموال الشعوب العربية كغنائم باردة لبلدان الغرب التي غالباً ما تكون جسورًا لعبور هذه الأموال نحو أداء وظيفتها في خدمة المشروع الصهيوني.
بكل الأساليب والوسائل
هدر وإسراف وتبذير وبذخ يندى له الجبين في شراء كل ما تطاله الأيدي في متاجر الغرب وفنادقه ومنتجعاته وملاهيه وشوارعه الأمامية والخلفية. يكفي مثلاً أن تكتب على غوغل عبارة من نوع “قمار، سعودي، أو خليجي، أو أردني” حتى تأخذ علماً بملايين وملايين الدولارات التي يضخها الملوك والأمراء وأولادهم في الاقتصاد الغربي من موائد القمار. وعلى هذا القياس قس في مجال سائر الموبقات.
من هذه الموبقات، على سبيل المثال، تلك الأميرة السعوية التي اشترت كمية من الشوكولا في أحد متاجر لندن بمبلغ 3 ملايين دولار. وهذه الأميرة ليست الوحيدة على مستوى التعلق الجنوني بالشوكولا، فغوغل نفسه يقدم صورة عن ذلك يشعر معها القارئ أن الشوكولا، خاصة تلك التي تزيد أسعارها عن خمسة آلاف دولار للكيلوغرام الواحد، والتي يسافر السعوديون إلى أوروبا عدة مرات في السنة من أجل شرائها، قد أصبحت نوعاً من تقليد قومي سعودي مقدس.
ومنها التبرعات بالملايين لفرق رياضية غربية ولجمعيات تهتم بالطيور النادرة أو بإنقاذ نوع من الديدان من الانقراض.
ومنها، كي لا نطيل الوقوف أمام مثل هذه الظواهر المخزية، صفقات السلاح الذي، بعشرات ومئات المليارات، كان، قبل حروب أنظمة الخليج على اليمن وسوريا، يصدأ في المستودعات أو يبقى في بلدان المصدر لعدم الحاجة إليه.
ومنها خصوصاً ترليونات الدولارات السعودية والخليجية المكدسة في مصارف الغرب.
قليلون جداً هم أولئك الذين يعرفون المقدار الحقيقي لتلك الترليونات. ولكن الأكيد أنها تكفي وتزيد كي تؤمن حياة حرة وكريمة لجميع الشعوب العربية والإسلامية التي تعاني الفقر والجهل والمرض والأمية. ولشعوب أخرى أوهنتها قرون الاستعمار الغربي وما تخللها من أعمال النهب الواسعة النطاق.
تكفي وتزيد فيما لو وضعت حيث يشاء لها الدين والأخلاق والاحساس بالواجب والمسؤولية أن توضع. لكنها لم توضع هناك، بل كدست في مصارف الغرب حيث تقوم بدورها في انقاذ اقتصاديات الغرب من الإفلاس، وفي تأمين الرفاه ورفع مستوى المعيشة لشعوب الغرب، وكذلك في دعم الكيان الصهيوني ومساعدته على استيطان فلسطين واحتلال ما أمكن احتلاله من بلدان العرب الأخرى.
تهديدات وتهديدات
لكن المشكلة لا تقف عند هذه الحدود، بل تتجاوزها إلى أعمال الغصب التي تتعرض لها تلك الأموال بأشكال متعددة، وتحت أسماء مختلفة وعن طريق حيل وألاعيب متنوعة: بعد أزمة الرهون العقارية التي ضربت الاقتصاد الأميركي، وبحكم ما يردده السعوديون عادة عن دورهم و”واجبهم” في خدمة ما يسمونه بـ “الحضارة العالمية”، هبت المصارف السيادية السعودية لنجدة المصارف الأميركية المشرفة على الإفلاس وضخت فيها مئات المليارات من الدولارت. لكن المصارف الأميركية التي كان تفليسها مبرمجاً بشكل مسبق وبهدف محدد هو ابتلاع تلك المليارات، أفلست فعلاً وأصبح السعوديون يقلبون أكفهم حسرة على ما أنفقوا فيها. وهذا غيض من فيض أعمال وضع اليد الأميركية على أموال العرب.
ومن أواخر تعابير تلك الأعمال تلويح الأميركيين بنيتهم في ملاحقة السعودية لدفع تعويضات لذوي ضحايا هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001، على أساس اتهامها بالمشاركة في تلك الهجمات.
وقد ردت السعودية بإطلاق تهديدات بسحب 750 مليار دولار من أموالها المودعة في الولايات المتحدة على شكل سندات خزينة فيما لو أصرت واشنطن على توجيه التهمة المذكورة إلى السعودية.
لكن هذه التهديدات لم تفعل أكثر من استدراج تهديدات أميركية مضادة ملخصها أن التهديدات السعودية، فيما لو نفذت، ستؤدي إلى انهيار النظم المالي العالمي الذي يشكل الاقتصاد السعودي واحداً من أركانه. ما يعني أن حكم هذه الـ 750 مليار دولار هو نفسه حكم بقية الأموال العربية الناشطة في خدمة اقتصادات الغرب، والمرشحة للمصادرة عند أول نأمة تند عن هذا أو ذاك من الحكام المرتبطين بواشنطن.
وبالطبع، لم يجد السعوديون ما يقولونه رداً على التهديد الأميركي، فلاذوا بالصمت ونفضوا أيديهم من الأموال التي اغتصبوها من أرزاق الأرامل واليتامى والمساكين وكدسوها في مصارف الغرب، بدلاً من استخدامها في إقالة عثرات هذه الأمة المنكوبة والممتحنة اليوم بآل سعود، وجغرافياً وتاريخياً بأمثالهم من الطغاة.
والمضحك أن السعوديين يشعرون حتى الصميم بأن حليفهم الأميركي (الاستراتيجي) قد قرر ابتلاعهم في أقرب فرصة، فلجأوا إلى طمأنة أنفسهم وتسليتها عبر وضع خطط للتغيير على المدى البعيد.
عقيل الشيخ حسين
البدیع / وکالات – من الواضح أن قيام السعوديين والخليجيين بتبذير أموال النفط في أشكال الإنفاق غير المشروع، أو تكديسها في مصارف الغرب، مع علمهم الأكيد بأنها ستتعرض يوماً لخطر “المصادرة”، يعكس حقداً على الشعوب العربية والإسلامية، من تعابيره الأخرى سياساتهم المعادية لتلك الشعوب والتي تأخذ أشكال الإبادة المباشرة كما في سوريا واليمن والعراق…
مملكة آل سعود، ومن ورائها سائر إمارات ومشيخات الخليج وغيرها من دويلات العرب، لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها في تقديم أموال الشعوب العربية كغنائم باردة لبلدان الغرب التي غالباً ما تكون جسورًا لعبور هذه الأموال نحو أداء وظيفتها في خدمة المشروع الصهيوني.
بكل الأساليب والوسائل
هدر وإسراف وتبذير وبذخ يندى له الجبين في شراء كل ما تطاله الأيدي في متاجر الغرب وفنادقه ومنتجعاته وملاهيه وشوارعه الأمامية والخلفية. يكفي مثلاً أن تكتب على غوغل عبارة من نوع “قمار، سعودي، أو خليجي، أو أردني” حتى تأخذ علماً بملايين وملايين الدولارات التي يضخها الملوك والأمراء وأولادهم في الاقتصاد الغربي من موائد القمار. وعلى هذا القياس قس في مجال سائر الموبقات.
من هذه الموبقات، على سبيل المثال، تلك الأميرة السعوية التي اشترت كمية من الشوكولا في أحد متاجر لندن بمبلغ 3 ملايين دولار. وهذه الأميرة ليست الوحيدة على مستوى التعلق الجنوني بالشوكولا، فغوغل نفسه يقدم صورة عن ذلك يشعر معها القارئ أن الشوكولا، خاصة تلك التي تزيد أسعارها عن خمسة آلاف دولار للكيلوغرام الواحد، والتي يسافر السعوديون إلى أوروبا عدة مرات في السنة من أجل شرائها، قد أصبحت نوعاً من تقليد قومي سعودي مقدس.
ومنها التبرعات بالملايين لفرق رياضية غربية ولجمعيات تهتم بالطيور النادرة أو بإنقاذ نوع من الديدان من الانقراض.
ومنها، كي لا نطيل الوقوف أمام مثل هذه الظواهر المخزية، صفقات السلاح الذي، بعشرات ومئات المليارات، كان، قبل حروب أنظمة الخليج على اليمن وسوريا، يصدأ في المستودعات أو يبقى في بلدان المصدر لعدم الحاجة إليه.
ومنها خصوصاً ترليونات الدولارات السعودية والخليجية المكدسة في مصارف الغرب.
قليلون جداً هم أولئك الذين يعرفون المقدار الحقيقي لتلك الترليونات. ولكن الأكيد أنها تكفي وتزيد كي تؤمن حياة حرة وكريمة لجميع الشعوب العربية والإسلامية التي تعاني الفقر والجهل والمرض والأمية. ولشعوب أخرى أوهنتها قرون الاستعمار الغربي وما تخللها من أعمال النهب الواسعة النطاق.
تكفي وتزيد فيما لو وضعت حيث يشاء لها الدين والأخلاق والاحساس بالواجب والمسؤولية أن توضع. لكنها لم توضع هناك، بل كدست في مصارف الغرب حيث تقوم بدورها في انقاذ اقتصاديات الغرب من الإفلاس، وفي تأمين الرفاه ورفع مستوى المعيشة لشعوب الغرب، وكذلك في دعم الكيان الصهيوني ومساعدته على استيطان فلسطين واحتلال ما أمكن احتلاله من بلدان العرب الأخرى.
تهديدات وتهديدات
لكن المشكلة لا تقف عند هذه الحدود، بل تتجاوزها إلى أعمال الغصب التي تتعرض لها تلك الأموال بأشكال متعددة، وتحت أسماء مختلفة وعن طريق حيل وألاعيب متنوعة: بعد أزمة الرهون العقارية التي ضربت الاقتصاد الأميركي، وبحكم ما يردده السعوديون عادة عن دورهم و”واجبهم” في خدمة ما يسمونه بـ “الحضارة العالمية”، هبت المصارف السيادية السعودية لنجدة المصارف الأميركية المشرفة على الإفلاس وضخت فيها مئات المليارات من الدولارت. لكن المصارف الأميركية التي كان تفليسها مبرمجاً بشكل مسبق وبهدف محدد هو ابتلاع تلك المليارات، أفلست فعلاً وأصبح السعوديون يقلبون أكفهم حسرة على ما أنفقوا فيها. وهذا غيض من فيض أعمال وضع اليد الأميركية على أموال العرب.
ومن أواخر تعابير تلك الأعمال تلويح الأميركيين بنيتهم في ملاحقة السعودية لدفع تعويضات لذوي ضحايا هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001، على أساس اتهامها بالمشاركة في تلك الهجمات.
وقد ردت السعودية بإطلاق تهديدات بسحب 750 مليار دولار من أموالها المودعة في الولايات المتحدة على شكل سندات خزينة فيما لو أصرت واشنطن على توجيه التهمة المذكورة إلى السعودية.
لكن هذه التهديدات لم تفعل أكثر من استدراج تهديدات أميركية مضادة ملخصها أن التهديدات السعودية، فيما لو نفذت، ستؤدي إلى انهيار النظم المالي العالمي الذي يشكل الاقتصاد السعودي واحداً من أركانه. ما يعني أن حكم هذه الـ 750 مليار دولار هو نفسه حكم بقية الأموال العربية الناشطة في خدمة اقتصادات الغرب، والمرشحة للمصادرة عند أول نأمة تند عن هذا أو ذاك من الحكام المرتبطين بواشنطن.
وبالطبع، لم يجد السعوديون ما يقولونه رداً على التهديد الأميركي، فلاذوا بالصمت ونفضوا أيديهم من الأموال التي اغتصبوها من أرزاق الأرامل واليتامى والمساكين وكدسوها في مصارف الغرب، بدلاً من استخدامها في إقالة عثرات هذه الأمة المنكوبة والممتحنة اليوم بآل سعود، وجغرافياً وتاريخياً بأمثالهم من الطغاة.
والمضحك أن السعوديين يشعرون حتى الصميم بأن حليفهم الأميركي (الاستراتيجي) قد قرر ابتلاعهم في أقرب فرصة، فلجأوا إلى طمأنة أنفسهم وتسليتها عبر وضع خطط للتغيير على المدى البعيد.
عقيل الشيخ حسين