زاير
05-10-2016, 09:29 PM
http://static.addiyar.com/storage/attachments/1169/nabih_699399_large.jpg
نبيه البرجي - الديار
10 أيار 2016
من يلتقط رجب طيب اردوغان حين يقع؟
احد المعلقين من اتباعه يقول «هذا الرجل لا يسقط لانه صناعة قرآنية، إن سقط فالبديل إما جنرال ينطق (بالحق)من حذائه، او رئيس يدخل الى القصر على ظهر حمار، لا على صهوة حصان ولا على صهوة التاريخ. جنرال الكتريك تصنع الرؤساء ايضا...
الآن، السلطان وحيدا في دهاليز البلاط. لعب برأس عبد الله غول حتى سقط الرأس وسقط الرجل. وحين لاحظ ان بعض الاميركيين وبعض الاتراك يحبون فتح الله غولن فكّر، في البداية، باغتياله. علمت وكالة الاستخبارات المركزية بالامر، فراح يقتله بالدبابيس..
كل هذا ولا احد يحرك ساكنا مادام الى جانبه احمد داود اوغلو الذي دعي، ذات يوم، بـ «كيسنجر التركي». منظّر بارع، يصلح ان يكون فيلسوفا، ويصلح ان يكون ظلا، ويصلح ان يكون دجاجة. فجأة اكتشف اردوغان ان للدجاجة منقارا من الفولاذ لانه اعترض، وبلهجة مخملية، على التنكيل بالصحافيين الذين يفترض ان يكونوا على شاكلة الببغاءات، وعلى اقامة الدعاوى ضد كل من يمس بالباب العالي بدءا من ملكة جمال تركيا، وانتهاء ببائع خضار في اضنه راح ينادي «اردوغاني يا... بطيخ».
ليس بالامر العادي ان يدفع احمد داود اوغلو الى خارج الضوء. البديل جاهز اما الصهر او الصديق. في الحالتين اردوغان هو اردوغان. انه المئذنة، والاخرون يذهبون الى الصلاة في مواقيتها...
كثيرون و يتهمونه الان بالغدر. هذه من مزايا صاحب الجلالة. من هو السلطان العثماني الذي لم يقتل ابناءه او يفقأ عيون اشقائه، او يدس السم لجاريته المفضلة لانه رأى في اظافرها الطويلة، وقد طليت بالاحمر، خناجر تنغرز في ظهره؟
حين «يغتال» رئيس الجمهورية رئيس وزرائه، وكانا كما الرجل وظله، الظل الذي يفتح باباً او ثغرة امام الرجل كلما ارتطم بحائط، حتى انه ومن وراء ظهر الرئيس التركي اتصل بجو بايدن متمنيا عليه ان يبلغ باراك اوباما ان اردوغان يفعل كل ما يفعله من اجل عيون اميركا...
اردوغان علم بالامر. لا اسرار في واشنطن التي تعرّي حتى حلفاءها. غضب، واتهمه حينها انه يتواطأ مع الولايات المتحدة لاعداد انقلاب عسكري في تركيا. ذهل اوغلو. آثر الصمت لان الشيطان يزور رأس اردوغان بين الحين والاخر. الان، اقامة سعيدة للشيطان في رأس الرئيس التركي...
هل صحيح ان زوجة اوغلو حذرته من سنوات من كون اردوغان لا يمكن ان يشعر بالود حياله لان على كتفيه رأساً ممتلئاً، ولان قامته تتجاوز، احيانا، كتفيه. لا بد ان يغدر به ذات يوم. هكذا هم السلاطين. الان اردوغان من دون دماغ، بعدما كان اوغلو يضع الافكار والبدائل امامه على الطاولة، وهما وحيدان، حتى ان البعض تحدث عن «حالة غرام» بين الاثنين.
الرئيس التركي اثبت انه السلطان. لا بفتوحاته، ولا بالضرب على الاسوار، وانما بالمكائد. من يتجرأ ان يدنو منه ولا يشعر ان رأسه قد يقع في اي لحظة؟بالرغم من كل ما فعله، وما قدمه، وما انتجه من نظريات، لم يجد اردوغان في اوغلو اكثر من «باشكاتب». ماذا كان يساوي الرجل، وان كان بدماغ السيد اريسطو، لو لم يكن في البلاط؟
انا تركيا، وتركيا انا، من ديكتاتور الى سوبر ديكتاتور. كان اوغلو يهدئه حين يرغي ويزبد، وينصحه بأنه لا يستطيع ان يكون ضد اميركا وضد روسيا في وقت واحد. هكذا يتوقع المعلقون الاتراك، ان يصبح اردوغان اكثر جنونا. هل يأمر دباباته بالاندفاع الى داخل سوريا؟ وهل يأمر «الاخوان المسلمين» باغتيال عبد الفتاح السيسي؟
السلطان امر دماغه بالتوقف عن العمل. كان يفترض بأوغلو، وهو المثقف والعاشق للكتب، ان يدرك انه عندما يطحن اردوغان باسنانه عبد الله غول فلا بد ان يطحنه هو بقدميه...
اوغلو لا يستحق الرثاء. تواطأ مع سيده ضد سوريا، وضد العراق، وضد مصر، ونصحه بممالأة السعودية ليستخدم اموالها، وامكاناتها، في خدمة السلطنة.
باعصاب باردة دفعه بقدمه الى خارج الحلبة. الغريب ان تتهم جماعة اردوغان اوغلو بالمسؤولية عن «كل كوارثنا»!
http://www.addiyar.com/article/1168492-السلطان-امر-دماغه-بالتوقف
نبيه البرجي - الديار
10 أيار 2016
من يلتقط رجب طيب اردوغان حين يقع؟
احد المعلقين من اتباعه يقول «هذا الرجل لا يسقط لانه صناعة قرآنية، إن سقط فالبديل إما جنرال ينطق (بالحق)من حذائه، او رئيس يدخل الى القصر على ظهر حمار، لا على صهوة حصان ولا على صهوة التاريخ. جنرال الكتريك تصنع الرؤساء ايضا...
الآن، السلطان وحيدا في دهاليز البلاط. لعب برأس عبد الله غول حتى سقط الرأس وسقط الرجل. وحين لاحظ ان بعض الاميركيين وبعض الاتراك يحبون فتح الله غولن فكّر، في البداية، باغتياله. علمت وكالة الاستخبارات المركزية بالامر، فراح يقتله بالدبابيس..
كل هذا ولا احد يحرك ساكنا مادام الى جانبه احمد داود اوغلو الذي دعي، ذات يوم، بـ «كيسنجر التركي». منظّر بارع، يصلح ان يكون فيلسوفا، ويصلح ان يكون ظلا، ويصلح ان يكون دجاجة. فجأة اكتشف اردوغان ان للدجاجة منقارا من الفولاذ لانه اعترض، وبلهجة مخملية، على التنكيل بالصحافيين الذين يفترض ان يكونوا على شاكلة الببغاءات، وعلى اقامة الدعاوى ضد كل من يمس بالباب العالي بدءا من ملكة جمال تركيا، وانتهاء ببائع خضار في اضنه راح ينادي «اردوغاني يا... بطيخ».
ليس بالامر العادي ان يدفع احمد داود اوغلو الى خارج الضوء. البديل جاهز اما الصهر او الصديق. في الحالتين اردوغان هو اردوغان. انه المئذنة، والاخرون يذهبون الى الصلاة في مواقيتها...
كثيرون و يتهمونه الان بالغدر. هذه من مزايا صاحب الجلالة. من هو السلطان العثماني الذي لم يقتل ابناءه او يفقأ عيون اشقائه، او يدس السم لجاريته المفضلة لانه رأى في اظافرها الطويلة، وقد طليت بالاحمر، خناجر تنغرز في ظهره؟
حين «يغتال» رئيس الجمهورية رئيس وزرائه، وكانا كما الرجل وظله، الظل الذي يفتح باباً او ثغرة امام الرجل كلما ارتطم بحائط، حتى انه ومن وراء ظهر الرئيس التركي اتصل بجو بايدن متمنيا عليه ان يبلغ باراك اوباما ان اردوغان يفعل كل ما يفعله من اجل عيون اميركا...
اردوغان علم بالامر. لا اسرار في واشنطن التي تعرّي حتى حلفاءها. غضب، واتهمه حينها انه يتواطأ مع الولايات المتحدة لاعداد انقلاب عسكري في تركيا. ذهل اوغلو. آثر الصمت لان الشيطان يزور رأس اردوغان بين الحين والاخر. الان، اقامة سعيدة للشيطان في رأس الرئيس التركي...
هل صحيح ان زوجة اوغلو حذرته من سنوات من كون اردوغان لا يمكن ان يشعر بالود حياله لان على كتفيه رأساً ممتلئاً، ولان قامته تتجاوز، احيانا، كتفيه. لا بد ان يغدر به ذات يوم. هكذا هم السلاطين. الان اردوغان من دون دماغ، بعدما كان اوغلو يضع الافكار والبدائل امامه على الطاولة، وهما وحيدان، حتى ان البعض تحدث عن «حالة غرام» بين الاثنين.
الرئيس التركي اثبت انه السلطان. لا بفتوحاته، ولا بالضرب على الاسوار، وانما بالمكائد. من يتجرأ ان يدنو منه ولا يشعر ان رأسه قد يقع في اي لحظة؟بالرغم من كل ما فعله، وما قدمه، وما انتجه من نظريات، لم يجد اردوغان في اوغلو اكثر من «باشكاتب». ماذا كان يساوي الرجل، وان كان بدماغ السيد اريسطو، لو لم يكن في البلاط؟
انا تركيا، وتركيا انا، من ديكتاتور الى سوبر ديكتاتور. كان اوغلو يهدئه حين يرغي ويزبد، وينصحه بأنه لا يستطيع ان يكون ضد اميركا وضد روسيا في وقت واحد. هكذا يتوقع المعلقون الاتراك، ان يصبح اردوغان اكثر جنونا. هل يأمر دباباته بالاندفاع الى داخل سوريا؟ وهل يأمر «الاخوان المسلمين» باغتيال عبد الفتاح السيسي؟
السلطان امر دماغه بالتوقف عن العمل. كان يفترض بأوغلو، وهو المثقف والعاشق للكتب، ان يدرك انه عندما يطحن اردوغان باسنانه عبد الله غول فلا بد ان يطحنه هو بقدميه...
اوغلو لا يستحق الرثاء. تواطأ مع سيده ضد سوريا، وضد العراق، وضد مصر، ونصحه بممالأة السعودية ليستخدم اموالها، وامكاناتها، في خدمة السلطنة.
باعصاب باردة دفعه بقدمه الى خارج الحلبة. الغريب ان تتهم جماعة اردوغان اوغلو بالمسؤولية عن «كل كوارثنا»!
http://www.addiyar.com/article/1168492-السلطان-امر-دماغه-بالتوقف