كاكاو
05-04-2016, 02:28 PM
2016/05/04
http://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1395/02/15/139502151253241267636414.jpg
يوافق اليوم 26 رجب الحرام ذكرى رحيل أبو طالب بن عبد المطلب (ع) ؛ مؤمن قريش ، و طود الإيمان الراسخ ، و كفيل النبي الاكرم (ص) ، و حامي الاسلام ، و والد الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام كما هو جد الأئمة عليهم السلام ، الذي آلم رحيله رسول الهدى وأحزنه كثيرا ، في نفس العام الذي فقد به الرسول زوجته خديجة الكبرى أم المؤمنين ، ما دفعه الى ان يُسمي ذلك العام بـ "عام الحزن" .
وبهذه المناسبة الألیمة نسلط الضوء على شخصیته و مکانته السامیة و دوره اللافت فی الدفاع الرسول و الرسالة المحمدیة الغراء و هی فی أیامها الاولى ، تحتاج الى النصیر ، فکان لها خیر الناصرین و الحماة و المدافعین المخلصین .
• قرابته بالمعصوم
هو عم رسول الله صلى الله علیه و آله ، و أبو الإمام علی علیه السلام ، و جدّ الإمامینِ الحسن و الحسین(علیهما السلام).
• اسمه وکنیته ونسبه
هو أبو طالب ، عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم
• ولادته وأمه وزوجته
ولد حوالی عام 88 قبل الهجرة ، أی قبل ولادة النبی صلى الله علیه وآله بـ 35 عاماً ، و أُمّه فهی فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران ، اما زوجته فهی ابنة عمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم .
و من أولاده : طالب و عقیل و جعفر و الإمام علی (علیه السلام) ، وأُمّ هانی واسمها فاخته، وجمانة .
• إیمانه والأدلّة على إیمانه
لمّا بعث النبی محمّد صلى الله علیه وآله إلى البشریة مبشّراً و نذیراً ، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله ، لکنّه لم یظهر إیمانه تمام الإظهار، بل کتمه لیتمکّن من القیام بنصرة رسول الله(صلى الله علیه وآله) ومَن أسلم معه .
و قال الشیخ المفید(قدس سره): «اتّفقت الإمامیة على أن آباء رسول الله(صلى الله علیه وآله) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب ، مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له ، و أجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً ، وأنّ آمنة بنت وهب کانت على التوحید ، و أنّها تُحشر فی جملة المؤمنین» .
و قال الشیخ الصدوق(قدس سره) : «اعتقادنا فی آباء النبی أنّهم مسلمون من آدم إلى أبیه عبد الله ، و أنّ أبا طالب کان مسلماً ، وأُمّه آمنة بنت وهب کانت مسلمة» .
ومن الأدلّة على إیمانه :
أ ـ روایات أهل البیت(علیهم السلام)، نذکر منها:
1ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «قلت لرسول الله(صلى الله علیه وآله): یا بن أخی، ما ترجو لأبی طالب عمّک؟ قال: أرجو له رحمة من ربّی وکلّ خیر» .
2ـ قال الإمام علی(علیه السلام): «ما مات أبو طالب حتّى أعطى رسول الله(صلى الله علیه وآله) من نفسه الرضا» .
وواضح أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) لا یرضى إلّا عن المؤمنین.
3ـ قال الإمام علی(علیه السلام): «والله ما عبد أبی ولا جدّی عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ»، قیل له: فما کانوا یعبدون؟ قال: «کانوا یصلّون إلى البیت على دین إبراهیم متمسّکین به» .
4ـ قال الإمام علی(علیه السلام): «کان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمناً مسلماً، یکتم إیمانه مخافةً على بنی هاشم أن تنابذها قریش» .
5ـ قال أبو بصیر لیث المرادی: «قلت لأبی جعفر(علیه السلام): سیّدی، إنّ الناس یقولون: إنّ أبا طالب فی ضحضاحٍ من نار یغلی منه دماغه!
فقال(علیه السلام): کذبوا والله، إنّ إیمان أبی طالب لو وضع فی کفّة میزان وإیمان هذا الخلق فی کفّة لرجح إیمان أبی طالب على إیمانهم.
ثمّ قال: کان والله أمیر المؤمنین یأمر أن یحجّ عن أب النبی وأُمّه(صلى الله علیه وآله) وعن أبی طالب فی حیاته، ولقد أوصى فی وصیّته بالحجّ عنهم بعد مماته» .
6ـ عن محمّد بن یونس، عن أبیه، عن أبی عبد الله(علیه السلام) أنّه قال: «یا یونس، ما تقول الناس فی أبی طالب؟ قلت: جُعلت فداک یقولون: هو فی ضحضاحٍ من نار، وفی رجلیه نعلان من نار تغلی منهما أُمّ رأسه!
فقال: کذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبیین والصدّیقین والشهداء والصالحین وحسن أُولئک رفیقا» .
7ـ قال الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّ مثل أبی طالب مثل أصحاب الکهف أسرّوا الإیمان وأظهروا الشرک، فآتاهم الله أجرهم مرّتین» .
ب ـ إجماع علماء مذهب الشیعة على إسلامه بل إیمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه(رضی الله عنه) جماعة من علماء السنّة ، لکن عاقّهم على خلاف ذلک .
وقد وافق أکثر الزیدیة الشیعة على إسلامه(رضی الله عنه) ، وبعض من شیوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفیة، وغیرهم.
ج ـ أشعاره(رضی الله عنه) التی تنبئ عن إسلامه، ونذکر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهی:
1ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً ** نبیّاً کموسى خطّ فی أوّل الکتبِ
2ـ نبیّ أتاه الوحی من عند ربّه ** ومن قال لا یقرع بها سنّ نادمِ
3ـ یا شاهد الله علیّ فاشهدِ ** إنّی على دین النبیّ أحمدِ
4ـ یا شاهد الوحی من عند ربّه ** إنّی على دین النبیّ أحمد
5ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه ** علیک نزل من ذی العزّة الکتب
6ـ بظلم نبیّ جاء یدعو إلى الهدى ** وأمر أتى من عند ذی العرش قیم
7ـ لقد أکرم الله النبیّ محمّداً ** فأکرم خلق الله فی الناس أحمد
8ـ وخیر بنی هاشم أحمد ** رسول الإله على فترة
9ـ والله لا أخذل النبیّ ولا ** یخذله من بنی ذو حسب
10ـ قال مخاطباً ملک الحبشة ویدعوه إلى الإسلام :
«لیعلم خیر الناس أنّ محمّداً ** رسول کموسى والمسیح بن مریم
أتى بالهدى مثل الذی أتیا به ** فکلّ بحمد الله یهدى ویعصم
وإنّکم تتلونه فی کتابکم ** بصدق حدیث لا حدیث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندّاً وأسلموا ** فإنّ طریق الحقّ لیس بمظلم» .
11ـ قال مخاطباً أخاه حمزة(رضی الله عنهما):
«فصبراً أبا یعلى على دین أحمد ** وکن مظهراً للدین وفّقت صابرا
نبیّ أتى بالحقّ من عند ربّه ** بصدقٍ وعزم لا تکن حمزة کافرا
فقد سرّنی أذ قلت لبیک مؤمنا ** فکن لرسول الله فی الله ناصرا
وناد قریشاً بالذی قد أتیته ** جهاراً وقل ما کان أحمد ساحرا» .
• کفالته للنبی (صلى الله علیه وآله)
تُوفّی أخوه عبد الله ـ والد النبی(صلى الله علیه وآله) ـ والنبی حمل فی بطن أُمّه، وحینما ولد(صلى الله علیه وآله) تکفّله جدّه عبد المطّلب، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله(صلى الله علیه وآله) وحیاطته وکفالته، وکان عمره(صلى الله علیه وآله) ثمانیة سنین، فکفله أبو طالب وقام برعایته أحسن قیام.
• حبّه وحنوّه على النبی (صلى الله علیه وآله)
کان ابو طالب (رضی الله عنه) یحبّ النبی(صلى الله علیه وآله) حبّاً شدیداً، وفی بعض الأحیان إذا رآه کان یبکی ویقول: «إذا رأیته ذکرت أخی»(12)، وکان عبد الله أخاه لأبویه .
و لمّا أدخلت قریش بنی هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفیان بن الحرث ، بقی القوم بالشعب ثلاث سنین ، وکان رسول الله(صلى الله علیه وآله) إذا أخذ مضجعه وعرف مکانه ، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمیر المؤمنین (علیه السلام) مکانه.
فقال له أمیر المؤمنین(علیه السلام) ذات لیلة: «یا أبتاه إنّی مقتول»، فقال:
«إصبرن یا بنی فالصبر أحجى ** کلّ حیّ مصیره لشعوب
قد بذلناک والبلاء شدید ** لفداء الحبیب وابن الحبیب
لفداء الأغرّ ذی الحسب الثاقب ** والباع والکریم النجیب
إن تصبک المنون فالنبل یُرمى ** فمصیب منها وغیر مصیب
کلّ حیّ وإن تملی بعیش ** آخذ من خصالها بنصیب
فأجابه أمیر المؤمنین(علیه السلام):
أتأمرنی بالصبر فی نصر أحمد ** ووالله ما قلت الذی قلت جازعا
ولکنّنی أحببت أن ترى نصرتی ** وتعلم إنّی لم أزل لک طائعا
وسعیی لوجه الله فی نصر أحمد ** نبیّ الهدى المحمود طفلاً ویافعا» .
• شفاعة النبی(صلى الله علیه وآله)
قال الإمام الصادق(علیه السلام): «هبط جبرئیل على رسول الله(صلى الله علیه وآله) فقال: یا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعک فی خمسة: فی بطن حملک وهی آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وفی صلب أنزلک وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفی حجر کفلک، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفی بیت آواک وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفی أخ کان لک فی الجاهلیة» .
• حرّم على النار
قال الإمام الصادق(علیه السلام): «نزل جبرئیل(علیه السلام) على النبی(صلى الله علیه وآله) فقال: یا محمّد، إنّ ربّک یقرئک السلام ویقول: إنّی قد حرّمت النار على صلب أنزلک ، وبطن حملک، وحجر کفلک، فالصلب صلب أبیک عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذی حملک فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر کفلک فحجر أبی طالب» .
• رحیل ابو طالب وتجهیزه
تُوفّی ابو طالب (رضی الله عنه) فی 26 رجب 10 للبعثة النبویة الشریفة فی شعب أبی طالب بمکّة المکرّمة ، وقیل : تُوفّی فی 7 شهر رمضان 10 للبعثة النبویة ، و دُفن فی الشعب .
و لمّا قبض ابو طالب (رحمه الله) ، آتى أمیر المؤمنین(علیه السلام) رسول الله (صلى الله علیه وآله)، فآذنه بموته، فتوجّع لذلک النبی(صلى الله علیه وآله) وقال: امضِ یا علی ، فتولّ غسله وتکفینه وتحنیطه ، فإذا رفعته على سریره فأعلمنی . ففعل ذلک أمیر المؤمنین (علیه السلام)، فلمّا رفعه على السریر اعترضه النبی (صلى الله علیه وآله) فرق له وقال : وصلتک رحم ، وجزیت خیراً ، فلقد ربّیتَ وکفلتَ صغیراً، وآزرتَ ونصرتَ کبیراً . ثمّ أقبل على الناس فقال : أما والله ، لأشفعنّ لعمّی شفاعة یعجب منها أهل الثقلین» .
http://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1395/02/15/139502151253241267636414.jpg
يوافق اليوم 26 رجب الحرام ذكرى رحيل أبو طالب بن عبد المطلب (ع) ؛ مؤمن قريش ، و طود الإيمان الراسخ ، و كفيل النبي الاكرم (ص) ، و حامي الاسلام ، و والد الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام كما هو جد الأئمة عليهم السلام ، الذي آلم رحيله رسول الهدى وأحزنه كثيرا ، في نفس العام الذي فقد به الرسول زوجته خديجة الكبرى أم المؤمنين ، ما دفعه الى ان يُسمي ذلك العام بـ "عام الحزن" .
وبهذه المناسبة الألیمة نسلط الضوء على شخصیته و مکانته السامیة و دوره اللافت فی الدفاع الرسول و الرسالة المحمدیة الغراء و هی فی أیامها الاولى ، تحتاج الى النصیر ، فکان لها خیر الناصرین و الحماة و المدافعین المخلصین .
• قرابته بالمعصوم
هو عم رسول الله صلى الله علیه و آله ، و أبو الإمام علی علیه السلام ، و جدّ الإمامینِ الحسن و الحسین(علیهما السلام).
• اسمه وکنیته ونسبه
هو أبو طالب ، عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم
• ولادته وأمه وزوجته
ولد حوالی عام 88 قبل الهجرة ، أی قبل ولادة النبی صلى الله علیه وآله بـ 35 عاماً ، و أُمّه فهی فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران ، اما زوجته فهی ابنة عمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم .
و من أولاده : طالب و عقیل و جعفر و الإمام علی (علیه السلام) ، وأُمّ هانی واسمها فاخته، وجمانة .
• إیمانه والأدلّة على إیمانه
لمّا بعث النبی محمّد صلى الله علیه وآله إلى البشریة مبشّراً و نذیراً ، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله ، لکنّه لم یظهر إیمانه تمام الإظهار، بل کتمه لیتمکّن من القیام بنصرة رسول الله(صلى الله علیه وآله) ومَن أسلم معه .
و قال الشیخ المفید(قدس سره): «اتّفقت الإمامیة على أن آباء رسول الله(صلى الله علیه وآله) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب ، مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له ، و أجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً ، وأنّ آمنة بنت وهب کانت على التوحید ، و أنّها تُحشر فی جملة المؤمنین» .
و قال الشیخ الصدوق(قدس سره) : «اعتقادنا فی آباء النبی أنّهم مسلمون من آدم إلى أبیه عبد الله ، و أنّ أبا طالب کان مسلماً ، وأُمّه آمنة بنت وهب کانت مسلمة» .
ومن الأدلّة على إیمانه :
أ ـ روایات أهل البیت(علیهم السلام)، نذکر منها:
1ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «قلت لرسول الله(صلى الله علیه وآله): یا بن أخی، ما ترجو لأبی طالب عمّک؟ قال: أرجو له رحمة من ربّی وکلّ خیر» .
2ـ قال الإمام علی(علیه السلام): «ما مات أبو طالب حتّى أعطى رسول الله(صلى الله علیه وآله) من نفسه الرضا» .
وواضح أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) لا یرضى إلّا عن المؤمنین.
3ـ قال الإمام علی(علیه السلام): «والله ما عبد أبی ولا جدّی عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ»، قیل له: فما کانوا یعبدون؟ قال: «کانوا یصلّون إلى البیت على دین إبراهیم متمسّکین به» .
4ـ قال الإمام علی(علیه السلام): «کان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمناً مسلماً، یکتم إیمانه مخافةً على بنی هاشم أن تنابذها قریش» .
5ـ قال أبو بصیر لیث المرادی: «قلت لأبی جعفر(علیه السلام): سیّدی، إنّ الناس یقولون: إنّ أبا طالب فی ضحضاحٍ من نار یغلی منه دماغه!
فقال(علیه السلام): کذبوا والله، إنّ إیمان أبی طالب لو وضع فی کفّة میزان وإیمان هذا الخلق فی کفّة لرجح إیمان أبی طالب على إیمانهم.
ثمّ قال: کان والله أمیر المؤمنین یأمر أن یحجّ عن أب النبی وأُمّه(صلى الله علیه وآله) وعن أبی طالب فی حیاته، ولقد أوصى فی وصیّته بالحجّ عنهم بعد مماته» .
6ـ عن محمّد بن یونس، عن أبیه، عن أبی عبد الله(علیه السلام) أنّه قال: «یا یونس، ما تقول الناس فی أبی طالب؟ قلت: جُعلت فداک یقولون: هو فی ضحضاحٍ من نار، وفی رجلیه نعلان من نار تغلی منهما أُمّ رأسه!
فقال: کذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبیین والصدّیقین والشهداء والصالحین وحسن أُولئک رفیقا» .
7ـ قال الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّ مثل أبی طالب مثل أصحاب الکهف أسرّوا الإیمان وأظهروا الشرک، فآتاهم الله أجرهم مرّتین» .
ب ـ إجماع علماء مذهب الشیعة على إسلامه بل إیمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه(رضی الله عنه) جماعة من علماء السنّة ، لکن عاقّهم على خلاف ذلک .
وقد وافق أکثر الزیدیة الشیعة على إسلامه(رضی الله عنه) ، وبعض من شیوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفیة، وغیرهم.
ج ـ أشعاره(رضی الله عنه) التی تنبئ عن إسلامه، ونذکر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهی:
1ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً ** نبیّاً کموسى خطّ فی أوّل الکتبِ
2ـ نبیّ أتاه الوحی من عند ربّه ** ومن قال لا یقرع بها سنّ نادمِ
3ـ یا شاهد الله علیّ فاشهدِ ** إنّی على دین النبیّ أحمدِ
4ـ یا شاهد الوحی من عند ربّه ** إنّی على دین النبیّ أحمد
5ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه ** علیک نزل من ذی العزّة الکتب
6ـ بظلم نبیّ جاء یدعو إلى الهدى ** وأمر أتى من عند ذی العرش قیم
7ـ لقد أکرم الله النبیّ محمّداً ** فأکرم خلق الله فی الناس أحمد
8ـ وخیر بنی هاشم أحمد ** رسول الإله على فترة
9ـ والله لا أخذل النبیّ ولا ** یخذله من بنی ذو حسب
10ـ قال مخاطباً ملک الحبشة ویدعوه إلى الإسلام :
«لیعلم خیر الناس أنّ محمّداً ** رسول کموسى والمسیح بن مریم
أتى بالهدى مثل الذی أتیا به ** فکلّ بحمد الله یهدى ویعصم
وإنّکم تتلونه فی کتابکم ** بصدق حدیث لا حدیث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندّاً وأسلموا ** فإنّ طریق الحقّ لیس بمظلم» .
11ـ قال مخاطباً أخاه حمزة(رضی الله عنهما):
«فصبراً أبا یعلى على دین أحمد ** وکن مظهراً للدین وفّقت صابرا
نبیّ أتى بالحقّ من عند ربّه ** بصدقٍ وعزم لا تکن حمزة کافرا
فقد سرّنی أذ قلت لبیک مؤمنا ** فکن لرسول الله فی الله ناصرا
وناد قریشاً بالذی قد أتیته ** جهاراً وقل ما کان أحمد ساحرا» .
• کفالته للنبی (صلى الله علیه وآله)
تُوفّی أخوه عبد الله ـ والد النبی(صلى الله علیه وآله) ـ والنبی حمل فی بطن أُمّه، وحینما ولد(صلى الله علیه وآله) تکفّله جدّه عبد المطّلب، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله(صلى الله علیه وآله) وحیاطته وکفالته، وکان عمره(صلى الله علیه وآله) ثمانیة سنین، فکفله أبو طالب وقام برعایته أحسن قیام.
• حبّه وحنوّه على النبی (صلى الله علیه وآله)
کان ابو طالب (رضی الله عنه) یحبّ النبی(صلى الله علیه وآله) حبّاً شدیداً، وفی بعض الأحیان إذا رآه کان یبکی ویقول: «إذا رأیته ذکرت أخی»(12)، وکان عبد الله أخاه لأبویه .
و لمّا أدخلت قریش بنی هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفیان بن الحرث ، بقی القوم بالشعب ثلاث سنین ، وکان رسول الله(صلى الله علیه وآله) إذا أخذ مضجعه وعرف مکانه ، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمیر المؤمنین (علیه السلام) مکانه.
فقال له أمیر المؤمنین(علیه السلام) ذات لیلة: «یا أبتاه إنّی مقتول»، فقال:
«إصبرن یا بنی فالصبر أحجى ** کلّ حیّ مصیره لشعوب
قد بذلناک والبلاء شدید ** لفداء الحبیب وابن الحبیب
لفداء الأغرّ ذی الحسب الثاقب ** والباع والکریم النجیب
إن تصبک المنون فالنبل یُرمى ** فمصیب منها وغیر مصیب
کلّ حیّ وإن تملی بعیش ** آخذ من خصالها بنصیب
فأجابه أمیر المؤمنین(علیه السلام):
أتأمرنی بالصبر فی نصر أحمد ** ووالله ما قلت الذی قلت جازعا
ولکنّنی أحببت أن ترى نصرتی ** وتعلم إنّی لم أزل لک طائعا
وسعیی لوجه الله فی نصر أحمد ** نبیّ الهدى المحمود طفلاً ویافعا» .
• شفاعة النبی(صلى الله علیه وآله)
قال الإمام الصادق(علیه السلام): «هبط جبرئیل على رسول الله(صلى الله علیه وآله) فقال: یا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعک فی خمسة: فی بطن حملک وهی آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وفی صلب أنزلک وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفی حجر کفلک، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفی بیت آواک وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفی أخ کان لک فی الجاهلیة» .
• حرّم على النار
قال الإمام الصادق(علیه السلام): «نزل جبرئیل(علیه السلام) على النبی(صلى الله علیه وآله) فقال: یا محمّد، إنّ ربّک یقرئک السلام ویقول: إنّی قد حرّمت النار على صلب أنزلک ، وبطن حملک، وحجر کفلک، فالصلب صلب أبیک عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذی حملک فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر کفلک فحجر أبی طالب» .
• رحیل ابو طالب وتجهیزه
تُوفّی ابو طالب (رضی الله عنه) فی 26 رجب 10 للبعثة النبویة الشریفة فی شعب أبی طالب بمکّة المکرّمة ، وقیل : تُوفّی فی 7 شهر رمضان 10 للبعثة النبویة ، و دُفن فی الشعب .
و لمّا قبض ابو طالب (رحمه الله) ، آتى أمیر المؤمنین(علیه السلام) رسول الله (صلى الله علیه وآله)، فآذنه بموته، فتوجّع لذلک النبی(صلى الله علیه وآله) وقال: امضِ یا علی ، فتولّ غسله وتکفینه وتحنیطه ، فإذا رفعته على سریره فأعلمنی . ففعل ذلک أمیر المؤمنین (علیه السلام)، فلمّا رفعه على السریر اعترضه النبی (صلى الله علیه وآله) فرق له وقال : وصلتک رحم ، وجزیت خیراً ، فلقد ربّیتَ وکفلتَ صغیراً، وآزرتَ ونصرتَ کبیراً . ثمّ أقبل على الناس فقال : أما والله ، لأشفعنّ لعمّی شفاعة یعجب منها أهل الثقلین» .