مطيع
05-03-2016, 03:15 PM
في ذكرى استشهاده عليه السلام ...
2016/05/03
http://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1394/02/21/139402211507084965284004.jpg
العتبة الکاظمیة
تصادف اليوم 25 رجب الحرام ذكري استشهاد سابع أئمة أهل بيت الرسول الاكرم و راهب آل محمد (ص) و صاحب السجدة الطويلة الامام المظلوم موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ، الذي أمضى ردحا طويلا من عمره الشريف في قعر السجون يواجه تعذيب طاغية عصره الخليفة العباسي هارون الرشيد في ظُلم المطامير حيث كان الطاغية يأمر بنقله من سجن الى آخر ، ظنا منه ان يستطيع ان يطفىء نور الله بعد أن وجده يترك تأثيرا بالغا حتى على سجانيه ، ما أدى الى هداية بعضهم .
وحینما اوصى رسول الله صلى الله علیه واله باتباع اهل البیت والتمسک بهم ، لم یکن ذلک الا لانهم یشکلون محورا للأطمئنان و النجاة من کواسر الوحوش فی الدنیا وضمانا لمعراج السماء والفوز بالحیاة الابدیة کنهایة حتمیة لکل البشر , فهم طوق النجاة والإشعاع الإلهی والمسیرة الصحیحة التی یهتدی بها المسلمون لمعرفة افضل واقصر طرق الجنان , وواحد من تلک الشموس الالهیة هو الامام موسى بن جعفر علیهما السلام سلیل الدوحة المحمدیة بصبره ونفاذ بصیرته قلع سجون الظلم لتتحول الى ساحة الاجتهاد والجهاد والمعرفة والتنافس الفکری ودوحة العلم .
کان الامام الکاظم عظیم الشأن , کثیر التهجد , المواظب على الطاعات , المشهود بالکرامات , یبیت اللیل ساجداً ویقطع النهار متصدقا وصائما , ولفرط حلمه تجاوز عن المعتدین علیه , کان کاظماَ للغیظ شجاعا ابیاً عطوفا یأکل من ما انتجته یداه . و روی عنه انه کان یصلی نوافل اللیل ویصلها بصلاة الصبح ثم یعقب حتى تطلع الشمس ویخر لله ساجداً واشتهر بدعائه الذی لازمه طول حیاته (اللهم أنی اسألک الراحة عند الموت والعفو عند الحساب) ویکرر ذلک .
ولد الامام الکاظم فی منطقة الابواء فی السابع من صفر سنة 128 هجریة الموافق للسادس من شهر تشرین الثانی 745 میلادیة (عمره 55 سنة) مدة أمامته 35 سنة وکانت کنیته ابو الحسن أبو ابراهیم , أمه حمیدة البربریة کانت من أشراف الأعاجم وقد قال عنها الامام الصادق علیه السلام (حمیدة مصفاة من الادناس کسبیکة الذهب) .
شهد الامام الکاظم علیه السلام فی حیاته قبل امامته الوانا من الظلم الذی کان یمارس من قبل الدولة العباسیة ضد ابیه وابناء عمومته , و التی خضعوا فیها للتعذیب والتحقیق والمراقبة والتصفیة الجسدیة ,الا ان هذا لم یثنیه من مواصلة الدعوة للرسالة المحمدیة وإیصال الأمانة الإسلامیة ومفاهیمها بکل الطرق الى محبیه وانصاره رغم صعوبة التحرک وعدم اتساع وسائل نقل الخبر والمعلومة فی الوقت الذی کانت السلطة تحد من فکره و تعمل على تقلیص حرکته ومراقبة مدرسته الفکریة , فی زمن الخلیفة المهدی الذی خلف المنصور فی عام 158هـ , حیث أودعه السجن مدة من الزمن, ثم أطلق سراحه بسبب حلم رآهِ .
اذ یقول المؤرخون أنه انتفض مرعوباَ من نومه ذات یوم, وبعث الى وزیره الربیع وأمره بإحضار موسى بن جعفر علیهما السلام, فلم حضر الامام قام له المهدی وعانقه وأجلسه, ثم قص علیه الحلم الذی رآهِ , قال له (رأى أمیر المؤمنین علی علیه السلام فقال لی فهل عسیتم إن تولیتم ان تفسدوا فی الارض وتقطعوا ارحامکم) .
ثم طلب من الامام عهداً ان لا یخرج علیه او على احد من اولاده واطلق سراحه , شهدت اواخر حیاة الامام الصادق علیه السلام وفی بدایة امامة موسى بن جعفر علیه السلام , سیطرة الفلسلفة الیونانیة على الفکر العام وکثرت فیها الاتجاهات الفلسفیة وسادت الشبهات , وامتدت الى صلب العقیدة والدین وانتشرت مفاهیم تتعرض الى العقائد وتشویة الرسالة من الالحاد والجحود , وما کان من الامام الکاظم علیه السلام الا ان یتحمل المسؤولیة الفکریة والعلمیة وان یواظب على نهج ابیه فی المدرسة فواصل فی التدریس وانهَل طلابها من العلم والفکر الحصین وقد تخرج فقهاء وعلماء ارفدوا الامة الاسلامیة وابطلوا کل الشبهات وحافظوا على العقیدة, ولم یقتصر العلم والفکر ونشر العقیدة الإسلامیة فقط فی باحة المدرسة بل امتدت الى أکثر من ذلک .
وحتى حینما اودع السجن زمن هارون العباسی , حوّل الامام علیه السلام السجن الى مکتبة ومحراب للعبادات والفکر ولم یهمل ای رسالة تأتیه واکثر المسائل والشبهات فی العقیدة التی کانت تصله یجیب علیها تحریرا , وکان ایداع هارون للامام الکاظم فی السجن ونقله من مکان الى اخر ما هو الا تصفیة للفکر والعلم وضیاع الحقیقة الالهیة بما عرف عن أئمة اهل البیت علیهم السلام هم أصحاب الأرض والجاه والسلطة الحقیقیة , فانتهت تلک المؤامرة الى اسکات صوت العدالة لفترة لم تکن طویلة , ولم تخلُ تلک المواجهات فی السجن ان یعلو صوت الامام الکاظم علیه السلام بأرسال رسالة الى طاغیة عصره هارون یذکره فیها بان مصیر الحکام والملوک الظلمة سینتهی الى یوم سیحاسبون على کل جریمة اقترفوها بحق اوصیاء رسول الله محمد صلى الله علیه واله کما جاء بتلک العبارة الموجهة الى هارون : (لن ینقضی عنی یوما من البلاء الا أنقضى عنک معه یوم من الرخـاء, حتى نمضی جمیعا الى یومٍ لیس له انقضاء
ویخسر فیه المبطلون) . وورد عن الامام الرضا علیه السلام انه قال : من زار قبر أبی ببغداد کان کمن زار رسول الله صلى الله علیه واله و قبر أمیر المؤمنین علی علیه السلام, الا ان لرسول الله وامیر المؤمنین علیهما السلام فضلهما . وعن الخطیب البغدادی فی تاریخه عن علی بن الخلال قال: ما همنی امر فقصدت قبر موسى بن جعفر علیه السلام وتوسلت به الا سهل الله لی ما أحب , ورأى فی بغداد امرأة تهرول فقیل : الى أین ؟ قالت : الى موسى بن جعفر علیه السلام فانه حبسُ ابنی : فقال حنبلی انه قد مات فی الحبس فقالت: بحق المقتول فی الحبس أن ترینی القدرة, فاذا ابنها قد أطلق واخذ ابن المستهزىء بجنایته.
ومن أقوال الأمام الکاظم علیه السلام :
• ان العاقل لا یکذب من یخاف تکذیبه
• ما من شیء تراه عینیک الا وفیه موعظة
• من طلب الرئاسة هلک ومن دخله العجب هلک
السلام على المعذب فی قعر السجون العباسیة و ظُلم المطامیر صاحب السجدة الطویلة راهب ال محمد المدفون بالکاظمیة المقدسة .
2016/05/03
http://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1394/02/21/139402211507084965284004.jpg
العتبة الکاظمیة
تصادف اليوم 25 رجب الحرام ذكري استشهاد سابع أئمة أهل بيت الرسول الاكرم و راهب آل محمد (ص) و صاحب السجدة الطويلة الامام المظلوم موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ، الذي أمضى ردحا طويلا من عمره الشريف في قعر السجون يواجه تعذيب طاغية عصره الخليفة العباسي هارون الرشيد في ظُلم المطامير حيث كان الطاغية يأمر بنقله من سجن الى آخر ، ظنا منه ان يستطيع ان يطفىء نور الله بعد أن وجده يترك تأثيرا بالغا حتى على سجانيه ، ما أدى الى هداية بعضهم .
وحینما اوصى رسول الله صلى الله علیه واله باتباع اهل البیت والتمسک بهم ، لم یکن ذلک الا لانهم یشکلون محورا للأطمئنان و النجاة من کواسر الوحوش فی الدنیا وضمانا لمعراج السماء والفوز بالحیاة الابدیة کنهایة حتمیة لکل البشر , فهم طوق النجاة والإشعاع الإلهی والمسیرة الصحیحة التی یهتدی بها المسلمون لمعرفة افضل واقصر طرق الجنان , وواحد من تلک الشموس الالهیة هو الامام موسى بن جعفر علیهما السلام سلیل الدوحة المحمدیة بصبره ونفاذ بصیرته قلع سجون الظلم لتتحول الى ساحة الاجتهاد والجهاد والمعرفة والتنافس الفکری ودوحة العلم .
کان الامام الکاظم عظیم الشأن , کثیر التهجد , المواظب على الطاعات , المشهود بالکرامات , یبیت اللیل ساجداً ویقطع النهار متصدقا وصائما , ولفرط حلمه تجاوز عن المعتدین علیه , کان کاظماَ للغیظ شجاعا ابیاً عطوفا یأکل من ما انتجته یداه . و روی عنه انه کان یصلی نوافل اللیل ویصلها بصلاة الصبح ثم یعقب حتى تطلع الشمس ویخر لله ساجداً واشتهر بدعائه الذی لازمه طول حیاته (اللهم أنی اسألک الراحة عند الموت والعفو عند الحساب) ویکرر ذلک .
ولد الامام الکاظم فی منطقة الابواء فی السابع من صفر سنة 128 هجریة الموافق للسادس من شهر تشرین الثانی 745 میلادیة (عمره 55 سنة) مدة أمامته 35 سنة وکانت کنیته ابو الحسن أبو ابراهیم , أمه حمیدة البربریة کانت من أشراف الأعاجم وقد قال عنها الامام الصادق علیه السلام (حمیدة مصفاة من الادناس کسبیکة الذهب) .
شهد الامام الکاظم علیه السلام فی حیاته قبل امامته الوانا من الظلم الذی کان یمارس من قبل الدولة العباسیة ضد ابیه وابناء عمومته , و التی خضعوا فیها للتعذیب والتحقیق والمراقبة والتصفیة الجسدیة ,الا ان هذا لم یثنیه من مواصلة الدعوة للرسالة المحمدیة وإیصال الأمانة الإسلامیة ومفاهیمها بکل الطرق الى محبیه وانصاره رغم صعوبة التحرک وعدم اتساع وسائل نقل الخبر والمعلومة فی الوقت الذی کانت السلطة تحد من فکره و تعمل على تقلیص حرکته ومراقبة مدرسته الفکریة , فی زمن الخلیفة المهدی الذی خلف المنصور فی عام 158هـ , حیث أودعه السجن مدة من الزمن, ثم أطلق سراحه بسبب حلم رآهِ .
اذ یقول المؤرخون أنه انتفض مرعوباَ من نومه ذات یوم, وبعث الى وزیره الربیع وأمره بإحضار موسى بن جعفر علیهما السلام, فلم حضر الامام قام له المهدی وعانقه وأجلسه, ثم قص علیه الحلم الذی رآهِ , قال له (رأى أمیر المؤمنین علی علیه السلام فقال لی فهل عسیتم إن تولیتم ان تفسدوا فی الارض وتقطعوا ارحامکم) .
ثم طلب من الامام عهداً ان لا یخرج علیه او على احد من اولاده واطلق سراحه , شهدت اواخر حیاة الامام الصادق علیه السلام وفی بدایة امامة موسى بن جعفر علیه السلام , سیطرة الفلسلفة الیونانیة على الفکر العام وکثرت فیها الاتجاهات الفلسفیة وسادت الشبهات , وامتدت الى صلب العقیدة والدین وانتشرت مفاهیم تتعرض الى العقائد وتشویة الرسالة من الالحاد والجحود , وما کان من الامام الکاظم علیه السلام الا ان یتحمل المسؤولیة الفکریة والعلمیة وان یواظب على نهج ابیه فی المدرسة فواصل فی التدریس وانهَل طلابها من العلم والفکر الحصین وقد تخرج فقهاء وعلماء ارفدوا الامة الاسلامیة وابطلوا کل الشبهات وحافظوا على العقیدة, ولم یقتصر العلم والفکر ونشر العقیدة الإسلامیة فقط فی باحة المدرسة بل امتدت الى أکثر من ذلک .
وحتى حینما اودع السجن زمن هارون العباسی , حوّل الامام علیه السلام السجن الى مکتبة ومحراب للعبادات والفکر ولم یهمل ای رسالة تأتیه واکثر المسائل والشبهات فی العقیدة التی کانت تصله یجیب علیها تحریرا , وکان ایداع هارون للامام الکاظم فی السجن ونقله من مکان الى اخر ما هو الا تصفیة للفکر والعلم وضیاع الحقیقة الالهیة بما عرف عن أئمة اهل البیت علیهم السلام هم أصحاب الأرض والجاه والسلطة الحقیقیة , فانتهت تلک المؤامرة الى اسکات صوت العدالة لفترة لم تکن طویلة , ولم تخلُ تلک المواجهات فی السجن ان یعلو صوت الامام الکاظم علیه السلام بأرسال رسالة الى طاغیة عصره هارون یذکره فیها بان مصیر الحکام والملوک الظلمة سینتهی الى یوم سیحاسبون على کل جریمة اقترفوها بحق اوصیاء رسول الله محمد صلى الله علیه واله کما جاء بتلک العبارة الموجهة الى هارون : (لن ینقضی عنی یوما من البلاء الا أنقضى عنک معه یوم من الرخـاء, حتى نمضی جمیعا الى یومٍ لیس له انقضاء
ویخسر فیه المبطلون) . وورد عن الامام الرضا علیه السلام انه قال : من زار قبر أبی ببغداد کان کمن زار رسول الله صلى الله علیه واله و قبر أمیر المؤمنین علی علیه السلام, الا ان لرسول الله وامیر المؤمنین علیهما السلام فضلهما . وعن الخطیب البغدادی فی تاریخه عن علی بن الخلال قال: ما همنی امر فقصدت قبر موسى بن جعفر علیه السلام وتوسلت به الا سهل الله لی ما أحب , ورأى فی بغداد امرأة تهرول فقیل : الى أین ؟ قالت : الى موسى بن جعفر علیه السلام فانه حبسُ ابنی : فقال حنبلی انه قد مات فی الحبس فقالت: بحق المقتول فی الحبس أن ترینی القدرة, فاذا ابنها قد أطلق واخذ ابن المستهزىء بجنایته.
ومن أقوال الأمام الکاظم علیه السلام :
• ان العاقل لا یکذب من یخاف تکذیبه
• ما من شیء تراه عینیک الا وفیه موعظة
• من طلب الرئاسة هلک ومن دخله العجب هلک
السلام على المعذب فی قعر السجون العباسیة و ظُلم المطامیر صاحب السجدة الطویلة راهب ال محمد المدفون بالکاظمیة المقدسة .