مجاهدون
05-12-2005, 07:03 AM
http://www.asharqalawsat.com/2005/05/12/images/news.298875.jpg
مرشد إخوان مصر قال: «كفاية» لسانها طويل ونعترض على شعاراتها ضد مبارك وابنه
عبده زينة
نفى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر، محمد مهدي عاكف، أن تكون جماعته تهدف لإحداث ثورة شعبية، لأن الأخوان «ليسوا أهل ثورة»، أو إسقاط النظام في مصر من خلال المظاهرات التي أطلقتها الجماعة في معظم المحافظات المصرية خلال الأسابيع الماضية من دون ترتيبات مع أجهزة الأمن المصرية، مما أوقع مصادمات عنيفة أدت إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى إضافة إلى مئات المعتقلين.
وقال عاكف في حوار مع «الشرق الأوسط»، لسنا أهل ثورة ولكن ندعو للحق والسلام، والثورة ليست من مفرداتنا، ولكن نشعر أن هذا هو وقت الخروج إلى الشارع، مشيراً إلى أن الإخوان لا يخشون السجون أو يخافون من الأحزاب الأخرى، وان الجماعة لا تمتلك وحدها القيام بعصيان مدني أو انتفاضة منفردة عن القوى السياسية الأخرى.
وأكد عاكف أنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية القادمة، وقال إن منصب المرشد العام مسؤولياته كبيرة، وان الاخوان مستعدون للدفاع عن الشعب وتقديم الشهداء.
* لماذا المظاهرات الآن، وماذا تقصدون منها؟
ـ إذا لم تكن المظاهرات الآن فمتى تكون. الآن الشعب يعيش احتقاناً شديداً في ظل البطالة والقمع والاضطهاد. وأعتقد أن الوقت مناسب للقيام بذلك. ونحن لم نكن نسعى إلى هذه المواجهة حتى عندما طلب الرئيس مبارك تعديل المادة 76 لكي يكون انتخاب الرئيس انتخاباً مباشراً من بين أكثر من مرشح رحبنا بالأمر، ثم بعد ذلك سارت الأمور على عكس المطلوب بمحاولات البعض تفريغ المادة من مضمونها وجعلها أسوأ مما كانت عليه في الاستفتاء.
والاخوان لم يطالبوا بإجراء الإصلاحات السياسية من الآن، ولكن منذ زمن كبير، منذ أن أعلنت مبادرة الاخوان المسلمين في مارس 2004، ونحن نطالب بالإصلاح ونطالب النظام بضرورة التصالح مع الشعب، وأن الوقت قد آن لتغيير سياسة الانفراد بالتعامل مع الشعب، وقد آن الوقت لكي يخرج الشعب من المأزق الشديد بعد التخلف الذي لحق بالبلاد في كل الميادين.
وحاولت بكل ما أستطيع من حوارات وطلبات وأحاديث مع المسؤولين وغير المسؤولين ولكن لا حياة لمن تنادي، ووجدنا أن الطريق مسدود والباب مغلق تماماً، وأخيراً عقدت مؤتمراً صحافياً في مقر الإرشاد وأعلنت فيه اننا سنقوم بمظاهرة صامتة أمام مجلس الشعب لكي نعلن عن رأينا ورأي الشعب في الإصلاح خصوصاً في المادة 76. ولكننا فوجئنا أن هذه الوقفة البسيطة الرمزية صورت وكأنها انقلاب وتحولت منطقة وسط القاهرة إلى ميدان قتال مدجج بالسلاح.
وجاء الاخوان برموزهم، وكان عددهم يقترب من الألف أو الألفين ووجدوا الأمن يمنعهم من الوصول إلى المجلس، فما كان من بعضهم إلا أن ذهب إلى ميدان رمسيس. وكما رأينا قامت مظاهرة في ميدان رمسيس وحضرها أكثر من عشرة آلاف، رغم أن الاخوان كانوا ثلاثمائة فقط وكذلك في ميدان سعد زغلول.
* تقصد بذلك أن مظاهرات رمسيس لم تكن كلها من الإخوان؟
ـ نعم، لم تكن كلها من الإخوان. فالإخوان كانوا ثلاثمائة فقط. ولكن الشعب المقهور والمطحون انضم إليها فأصبحت آلافاً، وكذلك في السيدة زينب وهكذا في ضريح سعد زغلول. والعجيب أنه قبل قيام هذه المظاهرة قبض على 185 إخوانياً من القاهرة والمحافظات وتم أثناء المظاهرة القبض على 28 إخوانياً، ولا أدري لماذا كل ذلك في وقت أعلنت فيه أن هذه المظاهرة سلمية وحضارية واستندت إلى كلام السيد وزير الداخلية في مجلس الشعب بقوله إن المظاهرات السلمية ليست ممنوعة ولكن رجال الأمن أصروا على منعها وأصروا أن مظاهرات الاخوان خط أحمر، ولا يمكن أن يتجاوزه أحد منهم.
قبل إعلاننا عن المظاهرة ذهبنا إلى رجال الأمن وقلنا حددوا لنا مكاناً نقيم فيه مؤتمراً يتحدث فيه الاخوان وغير الاخوان عن رؤيتهم في الإصلاح وحددوا لنا أماكن نقيم فيها مسيرات رمزية للمطالبة بهذا الإصلاح وظللنا ثلاثة أسابيع نطالبهم ولكن تأتينا الاستجابة بأنهم رفضوا رفضاً باتاً الاستجابة لمطالبنا. لم يكن أمامنا إلا أن قررنا أن نخرج في هذه المسيرات الرمزية في القاهرة والأقاليم.
* ألا يعني ذلك اختيار طريق الصدام مع الأمن؟
هذا ليس صداماً، الأمن هم الذين يريدون صداماً. نحن لا نريد الصدام وهو ليس من سياساتنا المقررة. ومن سياساتنا أيضاً ألا نسعى للتصعيد ولكننا نعتبر المظاهرات حقاً لنا، ولكل مصري الحق أن يتظاهر وأن يبدي رأيه بنص المادة 54 من الدستور.
* أنت تتحدث عن أن الاخوان في حالة احتقان والشعب أيضاً.. وهذه رؤيتكم، فلماذا لم يبرم الاخوان المسلمون اتفاقاً مع القوى السياسية الأخرى للعمل الجماعي، لماذا العمل الفردي دائماً؟
ـ ذهبنا إلى كل الأحزاب لكي يعملوا معنا، كنا أول من بادر بذلك، وذهبنا إلى كل الأحزاب بلا استثناء تقريباً، وطالبنا أن نفعل شيئاً جماعياً وشكلنا اللجنة الخماسية، وللأسف بعدما اتفقوا معنا تركونا ذهبوا بمفردهم وتحاوروا مع الحزب الوطني (الحاكم)، شعرت بحزن شديد بعد هذا التصرف الذي صدر من أحزاب المعارضة والتي استقبلناها استقبالا طيبا في البداية، وقبلنا التعاون معهم، ثم بعد ذلك تهربوا من التعاون معنا وتعاونت مع الحزب الوطني الذي استبعد هو الآخر الإخوان المسلمين من الحوار.
وأعلنت وقتها أن أي حوار بدون الإخوان المسلمين يعد حواراً فاشلاً، ولا بد من وجودنا لأننا نمثل ثقلاً سياسياً وشعبياً في الأمة، أي أن أي حوار بدون الإخوان محكوم عليه بالفشل، وأخيراً هم وصلوا إلى النتيجة التي أعلنتها قبل ذلك وفضوا هذا الحوار. وأصبح كل منهم يتهم الآخر، ولكن أنا لا أسمع هذا الكلام وليس لي شأن بهذا وما زلت أعلن في كل وقت أن يدي ممدودة وعقلي مفتوح لأي تعاون مع القوى الأخرى.
* معنى ذلك أن الجماعة ترفض التنسيق مع الأحزاب والقوى الأخرى في الفترة المقبلة؟
ـ الاخوان على استعداد في أي وقت للتعاون مع كل القوى السياسية. بل أعلنت قبل انسحاب الأحزاب من الحوار أننا على استعداد للتعامل مع أي قوة سياسية ومع أي حزب للنهوض بهذه الأمة واستخلاص الحرية لها.
* البعض يتحدث عن أن الجماعة غيرت أهدافها التكتيكية وخرجت إلى الشارع السياسي في مظاهرات حاشدة في المحافظات والمواجهات والمصادمات مع الأمن الذي أدى إلى وفاة أحد أعضائها ورفع شعارات مختلفة ولأول مرة مثل المطالبة بإنشاء حزب سياسي وهذا التحرك جديد على الجماعة؟
ـ لم تغير جماعة الإخوان شيئاً من أهدافها. وهذا جزء من خطط الإخوان وأساليبهم. ونحن نحسب كل شيء بوقته ونرى أن هذا الوقت المناسب لأن نخرج إلى الشارع ولكن بصورة حضارية وسلمية لإعلان رفضنا ونحن بهذا متفقون تماماً مع القانون والدستور وليس هذا استغلال لوقت معين. كما أن هذه ليست مفاجأة لأحد فنحن أعلنا لكل الناس أننا سنقوم بمظاهرات. وكما أعلنا أننا سنتعاون مع كل الشعب وفئاته ومؤسساته وأحزابه للقيام بأي عمل حضاري ونظيف يستعيد حقوق هذه الأمة، وكلامي ليس ضد الدولة على مطلقه، ولكن هناك في الدولة رجالاً صالحين جداً.
كما أن الأخوان ليس لهم علاقة بالصدام . والدليل على ذلك أن مظاهرات جامع الفتح قامت ولم يحدث شيء فيها لأن الأمن لم يتدخل. أما الأماكن التي حدث فيها الصدام جاءت لأن البعض أراد أن تحدث دربكة فيضرب الناس ولو اجتمع الآلاف من الشعب من دون أن يتدخل الأمن فلن يحدث ذلك. ولا تنس أن مائة ألف تظاهروا قبل ذلك في الاستاد ولم يحدث شيء، وأنا أعلم جيداً أن هناك أناساً يريدون أن يتدخل الأمن بغرض كسر شوكة الإخوان ولكي يقولوا إننا هنا ونحن نعلم أن الأمن موجود، وعنده ما يستطيع أن يقهر به البلد كلها ويطحنها.
* البعض يرى أن ما يجري تصعيداً متعمداً من الجماعة؟
ـ من يقولون هذا هم الذين يريدون التصعيد والذين يتخوفون على مصالحهم. ولكن أصحاب العقل والدين والمنطق كثيرون جاءوا إلى مقر مكتب الإرشاد وهم يؤيدون ما نقوم به، ونحن لا نطالب بشيء لأنفسنا، ونحن لا نطالب بأكثر من الحرية لهذا الشعب.
وإن كانت الحرية ستقتضي هذه التضحيات فنحن لها ولأن الحرية لا يمكن أن تأتي بهذا الوضع إلا بضحايا، ولنكن نحن هؤلاء الضحايا، وقد تم ذلك بالفعل حيث ألقى الأمن القبض على 25000 هم في السجن الآن، وأريد أن أقول إنه لا يوجد في مصر من يستطيع أن يقوم بهذه التضحية إلا الإخوان.
* تحدثتم في المؤتمر الصحافي عن أن المظاهرات مجرد وسيلة وهناك أشياء أخرى مثل العصيان المدني ولم تستبعد الإضراب العام، ما هي محددات استخدام العصيان والإضراب؟
ـ عندي شيء واحد للقيام بذلك هو أن تتفق كل القوى السياسية التي في الساحة على ذلك. فالإخوان لا يستطيعون القيام بالعصيان أو الإضراب وحدهم إنما إذا اتفقت القوى السياسية كلها على هذا الأمر فإنني أوافق عليه وسنكون في مقدمتهم أيضاً.
* ما هي علاقة الإخوان بـ«كفاية»؟
ـ مصر في مرحلة احتقان سياسي. وأنا أشجع أي حركة تعمل من أجل إجراء الإصلاحات السياسية، ولكن أنا في حسابات خاصة بالجماعة وأعترض على شعارات «كفاية» ضد الرئيس مبارك وابنه، وفي «كفاية» كان لسانهم طويلاً وأنا اعترضت اعتراضاً شديداً فلا يجب أن نسب رمز الدولة مهما اختلفنا معه فلا بد أن أحترمه كرمز وليس كفرد، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نهينه وهم جاءوا إلى مقر الإرشاد ووعدوني بوضع نهاية لهذا الأمر.
* هل تسعون إلى ثورة شعبية لإسقاط النظام؟
ـ لسنا أهل ثورة، ونحن ندعو للحق والسلام، والثورة ليست من مفرداتنا واستغرب كثيراً للأحاديث التي تردد ذلك. ولكن من يتحدثون لو فكروا بعقلانية لجاءوا إلى مقرنا ووضعوا أيديهم في يدي لإنقاذ الشعب، لكن للأسف الشديد، كلامي المؤدب والعقلاني والذي يعطي كل ذي حق حقه هو الذي يجعل الآخرين يرددون هذه الأقوال. وقد أعلنت أنني لست مسؤولا عن بقاء النظام أو زواله والله سبحانه وتعالى هو المسؤول وكل الأنظمة إلى زوال ولا يبقى إلا الشعب.
وأقول كشهادة أمام الله إننا لم نقم بالمظاهرات إلا لوجه الله وإزالة الظلم عن الشعب المقهور والذي ليس عنده ما يستطيع أن يبلغ صوته ولكن أنا أستطيع أن أتحدث بالنيابة عنه. فكيف يمكنني ذلك ولا أفعل حتى ولو كان على عنقي وأنا أشعر أن تبليغ صوت الشعب واجب شرعي وواجب وطني، لأن الله يعرفني ويقول إنك تستطيع، ما دمت أستطيع أن أعلن عن ذلك فلماذا لا أفعل؟
* هناك حديث يدور حول أن الجماعة تستغل الأجواء الداخلية والخارجية للضغط على الحكومة من أجل الحصول على مكاسب سياسية، ما حقيقة هذا؟
ـ ليس من عاداتنا الاستقواء بأحد وأن نعتمد على أحد من الخارج ونرفض كل العروض التي تريد أن نستقوي بها. وهذا مبدأ عندنا والنظام الذي يطلق مثل هذه الأحاديث ويستغلون عظيم أخلاقنا وهم يعلمون جيداً أن عقيدتنا تمنعنا أن نضع أيدينا في يد أجنبي للاستقواء على نظام بلدي مهما كان معيباً فأنا من الشعب، فكيف استقوى بقوى خارجية لإذلال نظام بلدي وهذه جريمة كبيرة جداً وجريمة عقيدية قبل أن تكون جريمة سياسية، ولا يمكن أن نفعل ذلك بعد أن تحملنا الكثير من الأنظمة المختلفة على مدار 50 عاماً لم يحدث ذلك أبداً من قبل فأنا تحملت ما لم يستطع أحد أن يتحمله.
* هناك رغبات أميركية وأوروبية للتحاور مع التيارات الإسلامية المعتدلة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والاخوان على رأس قائمة الحوار...
ـ أعلنت بوضوح جداً أننا نتحاور مع كل الدنيا وتحاورت قبل ذلك مع كل الجماعات الأمنية غير الرسمية سواء بالفضائيات ومراكز الدراسات ومراسلين ومع كل الدنيا، ولكن لا أتحاور مع أي حكومة إلا من خلال وزارة الخارجية المصرية احتراماً لبلدي واحتراماً للمؤسسة الحكومية وقلت لهم إذا كانت أميركا تريد التحاور مع الإخوان فلتأت من خلال وزارة الخارجية، وأنا لا أتحاور من خلف النظام أبداً مهما أكن مظلوماً.
* هناك استشعار أن هذه الأجواء هي نفس الأجواء التي عاشها الاخوان في 1995، وأنت كنت من ضمن الذين تم إلقاء القبض عليهم؟
ـ لا يمكن أن يحدث وإلا ترتكب الدولة خطأ فادحاً، بل إنني أطلب من الدولة أن تراجع نفسها في محاكمات 1995 و1996، وأريد أن أقول إن الجو تغير كثيراً والوقت غير الوقت ولكن نحن مستعدون لأي شيء حتى لو كانت محاكمات عسكرية فنحن لا نخاف شيئاً فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ما دمنا مخلصين إخلاصاً كاملاً لله.
* أحزاب المعارضة ترى أن الإخوان بتصعيدهم الأخير تسببوا في إفساد الحياة السياسية وفقد الهامش الذي حصلوا عليه بالعمل السياسي مؤخرا...
ـ ليس عندها هامش لكي تخاف عليه، والهامش مغلق عليهم من زمان فلا أحد يستطيع أن يخرج من حزبه وأنا أحزن كثيراً على الأحزاب وعندما أتحدث لا أتحدث عن نفسي ولكن أطلب رفع الحصار الأمني عني وعن غيري من كل القوى السياسية المحاصرة فكل القوى السياسية محاصرة ولكن الفرق الوحيد أن الإخوان لا يخافون من السجن، رجال الأحزاب يخافون.
* كيف ترون الصياغة النهائية لتعديلات المادة 76؟
ـ اللجنة الدستورية والتشريعية قامت بشيء غريب جداً، ناقشت كل الآراء المقدمة إلا آراء الإخوان المسلمين، رغم وجود 15 عضواً لنا في البرلمان قدموا آراء مكتوبة ولم يقم أحد بمناقشتها. وأستغرب كثيراً لهذا الظلم لنا حتى في مجلس الشعب فهذا ليس من قبيل الأمانة، ألا يأخذوا بآراء هذه المجموعة، وأعتقد أن اللجنة التشريعية استطاعت تفريغ المادة 76 من مضمونها وأصبحت أسوأ مما كان عليه الاستفتاء.
* معنى ذلك أنكم لن ترشحوا إخوانياً لرئاسة الجمهورية؟
ـ أعلن أنني شخصياً لن أرشح نفسي لأنني في موقع لا يجوز فيه أن أترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن هناك من الإخوان من يستطيعون أن يقودوا هذه الأمة إلى الحرية والخير والعدل، وحتى الآن لم يعرض ذلك على مؤسسات الإخوان وليس في أجندتنا ولم ندرسه حتى الآن.
* هل تقصد أن منصب المرشد العام أفضل من منصب رئيس الجمهورية؟
ـ ليس أفضل، ولكن مسؤوليته أكبر من مسؤوليات رئيس الجمهورية، فأنا أعين على صلاح هذا البلد. كما أن تنظيم الاخوان عالمي ودولي، وأنا خادم للدين الإسلامي والأمة، ولا شأن لي بالرئاسة، الاخوان لن ترشح اخوانياً الآن أو حتى بالقانون الجديد.
* هل تؤيد الرئيس مبارك؟
ـ هذا أمر آخر ليس لدي رأي أقوله الآن، فهذا شأن كل مؤسسات الاخوان وعندما تجتمع ستقول رأيها في هذا الأمر، ولكن الأمر لم يطرح للدراسة حتى الآن.
* أنتم تحالفتم في أوقات سابقة مع أحزاب المعارضة في خوض الانتخابات، فلماذا لا تقبلون دعوة الرئيس مبارك بالعمل من خلال الأحزاب؟
ـ الجماعة لها لوائحها وقوانينها ومؤسساتها وأصدرت بياناً أكدت فيه تمسك الإخوان بجماعتهم، فنحن هيئة إسلامية دعوية جامعة لها تاريخها السياسي ومن منهج الإخوان المطالبة بحزب سياسي، ولكن الحزب ليس على رأس قائمة الاهتمامات والإخوان لها مجالات واهتمامات ضخمة في غير الحزب السياسي.
* ولكن رغم كلامك هذا تزايدت مطالبة الاخوان بالحصول على حزب سياسي؟
ـ تشكيل حزب سياسي موجود في أجندتنا، ولكن لا يمكن أن نقيم حزباً في ظل لجنة مشكوك في شرعيتها ودستوريتها. وعندما يكون مسموحاً لكل الناس أن تأخذ أحزاباً وقتها سنطالب بتشكيل حزب، ولكن الآن لن نتقدم بتشكيل حزب طالما ظلت لجنة شؤون الأحزاب موجودة في مكانها.
* ماذا لو جرت انتخابات مجلس الشعب المقبلة بنظام القائمة؟
ـ نظام القائمة غير دستوري، إلا إذا كان هناك نظام للمستقلين وهم يعملون من أجل التضييق على الإخوان.
* ما هي استعدادات الإخوان للانتخابات المقبلة؟
ـ نحن جماعة مؤسسية وهذا الأمر تناقشه اللجنة السياسية بالجماعة وتدرس كل الجوانب ولكننا ننتظر النظام الانتخابي.
* المرشد السابق مأمون الهضيبي رشح نفسه، هل تنوي الترشيح في انتخابات الشعب المقبلة؟
ـ لا لن أرشح نفسي، فالصحة والسن لا تساعدانني، ولكن لو تم ترشيح أي إخواني من الشباب سيكتسح أي مرشح أمامه.
* الإخوان رشحوا سيدة في الانتخابات الماضية، ما هو موقفكم من ترشيح سيدات للانتخابات المقبلة؟
ـ سيرى الشعب المصري نموذجاً لم يحدث من قبل، خاصة فيما يخص ترشيح السيدات.
* الرئيس مبارك قال إنه لن يسمح بقيام حزب ديني، وأنتم تصرون على الحزب؟
ـ نحن لا نطالب بحزب ديني، ولكن حزب مدني له مرجعية إسلامية.
* ماذا عن الدولة الدينية؟
ـ لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالدول الدينية لكي نطالب بها. ولكن الدول الدينية توجد فقط في العصور الوسطى المسيحية فقط، ولدى الشيعة، ونحن نريد دولة مدنية.
مرشد إخوان مصر قال: «كفاية» لسانها طويل ونعترض على شعاراتها ضد مبارك وابنه
عبده زينة
نفى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر، محمد مهدي عاكف، أن تكون جماعته تهدف لإحداث ثورة شعبية، لأن الأخوان «ليسوا أهل ثورة»، أو إسقاط النظام في مصر من خلال المظاهرات التي أطلقتها الجماعة في معظم المحافظات المصرية خلال الأسابيع الماضية من دون ترتيبات مع أجهزة الأمن المصرية، مما أوقع مصادمات عنيفة أدت إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى إضافة إلى مئات المعتقلين.
وقال عاكف في حوار مع «الشرق الأوسط»، لسنا أهل ثورة ولكن ندعو للحق والسلام، والثورة ليست من مفرداتنا، ولكن نشعر أن هذا هو وقت الخروج إلى الشارع، مشيراً إلى أن الإخوان لا يخشون السجون أو يخافون من الأحزاب الأخرى، وان الجماعة لا تمتلك وحدها القيام بعصيان مدني أو انتفاضة منفردة عن القوى السياسية الأخرى.
وأكد عاكف أنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية القادمة، وقال إن منصب المرشد العام مسؤولياته كبيرة، وان الاخوان مستعدون للدفاع عن الشعب وتقديم الشهداء.
* لماذا المظاهرات الآن، وماذا تقصدون منها؟
ـ إذا لم تكن المظاهرات الآن فمتى تكون. الآن الشعب يعيش احتقاناً شديداً في ظل البطالة والقمع والاضطهاد. وأعتقد أن الوقت مناسب للقيام بذلك. ونحن لم نكن نسعى إلى هذه المواجهة حتى عندما طلب الرئيس مبارك تعديل المادة 76 لكي يكون انتخاب الرئيس انتخاباً مباشراً من بين أكثر من مرشح رحبنا بالأمر، ثم بعد ذلك سارت الأمور على عكس المطلوب بمحاولات البعض تفريغ المادة من مضمونها وجعلها أسوأ مما كانت عليه في الاستفتاء.
والاخوان لم يطالبوا بإجراء الإصلاحات السياسية من الآن، ولكن منذ زمن كبير، منذ أن أعلنت مبادرة الاخوان المسلمين في مارس 2004، ونحن نطالب بالإصلاح ونطالب النظام بضرورة التصالح مع الشعب، وأن الوقت قد آن لتغيير سياسة الانفراد بالتعامل مع الشعب، وقد آن الوقت لكي يخرج الشعب من المأزق الشديد بعد التخلف الذي لحق بالبلاد في كل الميادين.
وحاولت بكل ما أستطيع من حوارات وطلبات وأحاديث مع المسؤولين وغير المسؤولين ولكن لا حياة لمن تنادي، ووجدنا أن الطريق مسدود والباب مغلق تماماً، وأخيراً عقدت مؤتمراً صحافياً في مقر الإرشاد وأعلنت فيه اننا سنقوم بمظاهرة صامتة أمام مجلس الشعب لكي نعلن عن رأينا ورأي الشعب في الإصلاح خصوصاً في المادة 76. ولكننا فوجئنا أن هذه الوقفة البسيطة الرمزية صورت وكأنها انقلاب وتحولت منطقة وسط القاهرة إلى ميدان قتال مدجج بالسلاح.
وجاء الاخوان برموزهم، وكان عددهم يقترب من الألف أو الألفين ووجدوا الأمن يمنعهم من الوصول إلى المجلس، فما كان من بعضهم إلا أن ذهب إلى ميدان رمسيس. وكما رأينا قامت مظاهرة في ميدان رمسيس وحضرها أكثر من عشرة آلاف، رغم أن الاخوان كانوا ثلاثمائة فقط وكذلك في ميدان سعد زغلول.
* تقصد بذلك أن مظاهرات رمسيس لم تكن كلها من الإخوان؟
ـ نعم، لم تكن كلها من الإخوان. فالإخوان كانوا ثلاثمائة فقط. ولكن الشعب المقهور والمطحون انضم إليها فأصبحت آلافاً، وكذلك في السيدة زينب وهكذا في ضريح سعد زغلول. والعجيب أنه قبل قيام هذه المظاهرة قبض على 185 إخوانياً من القاهرة والمحافظات وتم أثناء المظاهرة القبض على 28 إخوانياً، ولا أدري لماذا كل ذلك في وقت أعلنت فيه أن هذه المظاهرة سلمية وحضارية واستندت إلى كلام السيد وزير الداخلية في مجلس الشعب بقوله إن المظاهرات السلمية ليست ممنوعة ولكن رجال الأمن أصروا على منعها وأصروا أن مظاهرات الاخوان خط أحمر، ولا يمكن أن يتجاوزه أحد منهم.
قبل إعلاننا عن المظاهرة ذهبنا إلى رجال الأمن وقلنا حددوا لنا مكاناً نقيم فيه مؤتمراً يتحدث فيه الاخوان وغير الاخوان عن رؤيتهم في الإصلاح وحددوا لنا أماكن نقيم فيها مسيرات رمزية للمطالبة بهذا الإصلاح وظللنا ثلاثة أسابيع نطالبهم ولكن تأتينا الاستجابة بأنهم رفضوا رفضاً باتاً الاستجابة لمطالبنا. لم يكن أمامنا إلا أن قررنا أن نخرج في هذه المسيرات الرمزية في القاهرة والأقاليم.
* ألا يعني ذلك اختيار طريق الصدام مع الأمن؟
هذا ليس صداماً، الأمن هم الذين يريدون صداماً. نحن لا نريد الصدام وهو ليس من سياساتنا المقررة. ومن سياساتنا أيضاً ألا نسعى للتصعيد ولكننا نعتبر المظاهرات حقاً لنا، ولكل مصري الحق أن يتظاهر وأن يبدي رأيه بنص المادة 54 من الدستور.
* أنت تتحدث عن أن الاخوان في حالة احتقان والشعب أيضاً.. وهذه رؤيتكم، فلماذا لم يبرم الاخوان المسلمون اتفاقاً مع القوى السياسية الأخرى للعمل الجماعي، لماذا العمل الفردي دائماً؟
ـ ذهبنا إلى كل الأحزاب لكي يعملوا معنا، كنا أول من بادر بذلك، وذهبنا إلى كل الأحزاب بلا استثناء تقريباً، وطالبنا أن نفعل شيئاً جماعياً وشكلنا اللجنة الخماسية، وللأسف بعدما اتفقوا معنا تركونا ذهبوا بمفردهم وتحاوروا مع الحزب الوطني (الحاكم)، شعرت بحزن شديد بعد هذا التصرف الذي صدر من أحزاب المعارضة والتي استقبلناها استقبالا طيبا في البداية، وقبلنا التعاون معهم، ثم بعد ذلك تهربوا من التعاون معنا وتعاونت مع الحزب الوطني الذي استبعد هو الآخر الإخوان المسلمين من الحوار.
وأعلنت وقتها أن أي حوار بدون الإخوان المسلمين يعد حواراً فاشلاً، ولا بد من وجودنا لأننا نمثل ثقلاً سياسياً وشعبياً في الأمة، أي أن أي حوار بدون الإخوان محكوم عليه بالفشل، وأخيراً هم وصلوا إلى النتيجة التي أعلنتها قبل ذلك وفضوا هذا الحوار. وأصبح كل منهم يتهم الآخر، ولكن أنا لا أسمع هذا الكلام وليس لي شأن بهذا وما زلت أعلن في كل وقت أن يدي ممدودة وعقلي مفتوح لأي تعاون مع القوى الأخرى.
* معنى ذلك أن الجماعة ترفض التنسيق مع الأحزاب والقوى الأخرى في الفترة المقبلة؟
ـ الاخوان على استعداد في أي وقت للتعاون مع كل القوى السياسية. بل أعلنت قبل انسحاب الأحزاب من الحوار أننا على استعداد للتعامل مع أي قوة سياسية ومع أي حزب للنهوض بهذه الأمة واستخلاص الحرية لها.
* البعض يتحدث عن أن الجماعة غيرت أهدافها التكتيكية وخرجت إلى الشارع السياسي في مظاهرات حاشدة في المحافظات والمواجهات والمصادمات مع الأمن الذي أدى إلى وفاة أحد أعضائها ورفع شعارات مختلفة ولأول مرة مثل المطالبة بإنشاء حزب سياسي وهذا التحرك جديد على الجماعة؟
ـ لم تغير جماعة الإخوان شيئاً من أهدافها. وهذا جزء من خطط الإخوان وأساليبهم. ونحن نحسب كل شيء بوقته ونرى أن هذا الوقت المناسب لأن نخرج إلى الشارع ولكن بصورة حضارية وسلمية لإعلان رفضنا ونحن بهذا متفقون تماماً مع القانون والدستور وليس هذا استغلال لوقت معين. كما أن هذه ليست مفاجأة لأحد فنحن أعلنا لكل الناس أننا سنقوم بمظاهرات. وكما أعلنا أننا سنتعاون مع كل الشعب وفئاته ومؤسساته وأحزابه للقيام بأي عمل حضاري ونظيف يستعيد حقوق هذه الأمة، وكلامي ليس ضد الدولة على مطلقه، ولكن هناك في الدولة رجالاً صالحين جداً.
كما أن الأخوان ليس لهم علاقة بالصدام . والدليل على ذلك أن مظاهرات جامع الفتح قامت ولم يحدث شيء فيها لأن الأمن لم يتدخل. أما الأماكن التي حدث فيها الصدام جاءت لأن البعض أراد أن تحدث دربكة فيضرب الناس ولو اجتمع الآلاف من الشعب من دون أن يتدخل الأمن فلن يحدث ذلك. ولا تنس أن مائة ألف تظاهروا قبل ذلك في الاستاد ولم يحدث شيء، وأنا أعلم جيداً أن هناك أناساً يريدون أن يتدخل الأمن بغرض كسر شوكة الإخوان ولكي يقولوا إننا هنا ونحن نعلم أن الأمن موجود، وعنده ما يستطيع أن يقهر به البلد كلها ويطحنها.
* البعض يرى أن ما يجري تصعيداً متعمداً من الجماعة؟
ـ من يقولون هذا هم الذين يريدون التصعيد والذين يتخوفون على مصالحهم. ولكن أصحاب العقل والدين والمنطق كثيرون جاءوا إلى مقر مكتب الإرشاد وهم يؤيدون ما نقوم به، ونحن لا نطالب بشيء لأنفسنا، ونحن لا نطالب بأكثر من الحرية لهذا الشعب.
وإن كانت الحرية ستقتضي هذه التضحيات فنحن لها ولأن الحرية لا يمكن أن تأتي بهذا الوضع إلا بضحايا، ولنكن نحن هؤلاء الضحايا، وقد تم ذلك بالفعل حيث ألقى الأمن القبض على 25000 هم في السجن الآن، وأريد أن أقول إنه لا يوجد في مصر من يستطيع أن يقوم بهذه التضحية إلا الإخوان.
* تحدثتم في المؤتمر الصحافي عن أن المظاهرات مجرد وسيلة وهناك أشياء أخرى مثل العصيان المدني ولم تستبعد الإضراب العام، ما هي محددات استخدام العصيان والإضراب؟
ـ عندي شيء واحد للقيام بذلك هو أن تتفق كل القوى السياسية التي في الساحة على ذلك. فالإخوان لا يستطيعون القيام بالعصيان أو الإضراب وحدهم إنما إذا اتفقت القوى السياسية كلها على هذا الأمر فإنني أوافق عليه وسنكون في مقدمتهم أيضاً.
* ما هي علاقة الإخوان بـ«كفاية»؟
ـ مصر في مرحلة احتقان سياسي. وأنا أشجع أي حركة تعمل من أجل إجراء الإصلاحات السياسية، ولكن أنا في حسابات خاصة بالجماعة وأعترض على شعارات «كفاية» ضد الرئيس مبارك وابنه، وفي «كفاية» كان لسانهم طويلاً وأنا اعترضت اعتراضاً شديداً فلا يجب أن نسب رمز الدولة مهما اختلفنا معه فلا بد أن أحترمه كرمز وليس كفرد، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نهينه وهم جاءوا إلى مقر الإرشاد ووعدوني بوضع نهاية لهذا الأمر.
* هل تسعون إلى ثورة شعبية لإسقاط النظام؟
ـ لسنا أهل ثورة، ونحن ندعو للحق والسلام، والثورة ليست من مفرداتنا واستغرب كثيراً للأحاديث التي تردد ذلك. ولكن من يتحدثون لو فكروا بعقلانية لجاءوا إلى مقرنا ووضعوا أيديهم في يدي لإنقاذ الشعب، لكن للأسف الشديد، كلامي المؤدب والعقلاني والذي يعطي كل ذي حق حقه هو الذي يجعل الآخرين يرددون هذه الأقوال. وقد أعلنت أنني لست مسؤولا عن بقاء النظام أو زواله والله سبحانه وتعالى هو المسؤول وكل الأنظمة إلى زوال ولا يبقى إلا الشعب.
وأقول كشهادة أمام الله إننا لم نقم بالمظاهرات إلا لوجه الله وإزالة الظلم عن الشعب المقهور والذي ليس عنده ما يستطيع أن يبلغ صوته ولكن أنا أستطيع أن أتحدث بالنيابة عنه. فكيف يمكنني ذلك ولا أفعل حتى ولو كان على عنقي وأنا أشعر أن تبليغ صوت الشعب واجب شرعي وواجب وطني، لأن الله يعرفني ويقول إنك تستطيع، ما دمت أستطيع أن أعلن عن ذلك فلماذا لا أفعل؟
* هناك حديث يدور حول أن الجماعة تستغل الأجواء الداخلية والخارجية للضغط على الحكومة من أجل الحصول على مكاسب سياسية، ما حقيقة هذا؟
ـ ليس من عاداتنا الاستقواء بأحد وأن نعتمد على أحد من الخارج ونرفض كل العروض التي تريد أن نستقوي بها. وهذا مبدأ عندنا والنظام الذي يطلق مثل هذه الأحاديث ويستغلون عظيم أخلاقنا وهم يعلمون جيداً أن عقيدتنا تمنعنا أن نضع أيدينا في يد أجنبي للاستقواء على نظام بلدي مهما كان معيباً فأنا من الشعب، فكيف استقوى بقوى خارجية لإذلال نظام بلدي وهذه جريمة كبيرة جداً وجريمة عقيدية قبل أن تكون جريمة سياسية، ولا يمكن أن نفعل ذلك بعد أن تحملنا الكثير من الأنظمة المختلفة على مدار 50 عاماً لم يحدث ذلك أبداً من قبل فأنا تحملت ما لم يستطع أحد أن يتحمله.
* هناك رغبات أميركية وأوروبية للتحاور مع التيارات الإسلامية المعتدلة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والاخوان على رأس قائمة الحوار...
ـ أعلنت بوضوح جداً أننا نتحاور مع كل الدنيا وتحاورت قبل ذلك مع كل الجماعات الأمنية غير الرسمية سواء بالفضائيات ومراكز الدراسات ومراسلين ومع كل الدنيا، ولكن لا أتحاور مع أي حكومة إلا من خلال وزارة الخارجية المصرية احتراماً لبلدي واحتراماً للمؤسسة الحكومية وقلت لهم إذا كانت أميركا تريد التحاور مع الإخوان فلتأت من خلال وزارة الخارجية، وأنا لا أتحاور من خلف النظام أبداً مهما أكن مظلوماً.
* هناك استشعار أن هذه الأجواء هي نفس الأجواء التي عاشها الاخوان في 1995، وأنت كنت من ضمن الذين تم إلقاء القبض عليهم؟
ـ لا يمكن أن يحدث وإلا ترتكب الدولة خطأ فادحاً، بل إنني أطلب من الدولة أن تراجع نفسها في محاكمات 1995 و1996، وأريد أن أقول إن الجو تغير كثيراً والوقت غير الوقت ولكن نحن مستعدون لأي شيء حتى لو كانت محاكمات عسكرية فنحن لا نخاف شيئاً فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ما دمنا مخلصين إخلاصاً كاملاً لله.
* أحزاب المعارضة ترى أن الإخوان بتصعيدهم الأخير تسببوا في إفساد الحياة السياسية وفقد الهامش الذي حصلوا عليه بالعمل السياسي مؤخرا...
ـ ليس عندها هامش لكي تخاف عليه، والهامش مغلق عليهم من زمان فلا أحد يستطيع أن يخرج من حزبه وأنا أحزن كثيراً على الأحزاب وعندما أتحدث لا أتحدث عن نفسي ولكن أطلب رفع الحصار الأمني عني وعن غيري من كل القوى السياسية المحاصرة فكل القوى السياسية محاصرة ولكن الفرق الوحيد أن الإخوان لا يخافون من السجن، رجال الأحزاب يخافون.
* كيف ترون الصياغة النهائية لتعديلات المادة 76؟
ـ اللجنة الدستورية والتشريعية قامت بشيء غريب جداً، ناقشت كل الآراء المقدمة إلا آراء الإخوان المسلمين، رغم وجود 15 عضواً لنا في البرلمان قدموا آراء مكتوبة ولم يقم أحد بمناقشتها. وأستغرب كثيراً لهذا الظلم لنا حتى في مجلس الشعب فهذا ليس من قبيل الأمانة، ألا يأخذوا بآراء هذه المجموعة، وأعتقد أن اللجنة التشريعية استطاعت تفريغ المادة 76 من مضمونها وأصبحت أسوأ مما كان عليه الاستفتاء.
* معنى ذلك أنكم لن ترشحوا إخوانياً لرئاسة الجمهورية؟
ـ أعلن أنني شخصياً لن أرشح نفسي لأنني في موقع لا يجوز فيه أن أترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن هناك من الإخوان من يستطيعون أن يقودوا هذه الأمة إلى الحرية والخير والعدل، وحتى الآن لم يعرض ذلك على مؤسسات الإخوان وليس في أجندتنا ولم ندرسه حتى الآن.
* هل تقصد أن منصب المرشد العام أفضل من منصب رئيس الجمهورية؟
ـ ليس أفضل، ولكن مسؤوليته أكبر من مسؤوليات رئيس الجمهورية، فأنا أعين على صلاح هذا البلد. كما أن تنظيم الاخوان عالمي ودولي، وأنا خادم للدين الإسلامي والأمة، ولا شأن لي بالرئاسة، الاخوان لن ترشح اخوانياً الآن أو حتى بالقانون الجديد.
* هل تؤيد الرئيس مبارك؟
ـ هذا أمر آخر ليس لدي رأي أقوله الآن، فهذا شأن كل مؤسسات الاخوان وعندما تجتمع ستقول رأيها في هذا الأمر، ولكن الأمر لم يطرح للدراسة حتى الآن.
* أنتم تحالفتم في أوقات سابقة مع أحزاب المعارضة في خوض الانتخابات، فلماذا لا تقبلون دعوة الرئيس مبارك بالعمل من خلال الأحزاب؟
ـ الجماعة لها لوائحها وقوانينها ومؤسساتها وأصدرت بياناً أكدت فيه تمسك الإخوان بجماعتهم، فنحن هيئة إسلامية دعوية جامعة لها تاريخها السياسي ومن منهج الإخوان المطالبة بحزب سياسي، ولكن الحزب ليس على رأس قائمة الاهتمامات والإخوان لها مجالات واهتمامات ضخمة في غير الحزب السياسي.
* ولكن رغم كلامك هذا تزايدت مطالبة الاخوان بالحصول على حزب سياسي؟
ـ تشكيل حزب سياسي موجود في أجندتنا، ولكن لا يمكن أن نقيم حزباً في ظل لجنة مشكوك في شرعيتها ودستوريتها. وعندما يكون مسموحاً لكل الناس أن تأخذ أحزاباً وقتها سنطالب بتشكيل حزب، ولكن الآن لن نتقدم بتشكيل حزب طالما ظلت لجنة شؤون الأحزاب موجودة في مكانها.
* ماذا لو جرت انتخابات مجلس الشعب المقبلة بنظام القائمة؟
ـ نظام القائمة غير دستوري، إلا إذا كان هناك نظام للمستقلين وهم يعملون من أجل التضييق على الإخوان.
* ما هي استعدادات الإخوان للانتخابات المقبلة؟
ـ نحن جماعة مؤسسية وهذا الأمر تناقشه اللجنة السياسية بالجماعة وتدرس كل الجوانب ولكننا ننتظر النظام الانتخابي.
* المرشد السابق مأمون الهضيبي رشح نفسه، هل تنوي الترشيح في انتخابات الشعب المقبلة؟
ـ لا لن أرشح نفسي، فالصحة والسن لا تساعدانني، ولكن لو تم ترشيح أي إخواني من الشباب سيكتسح أي مرشح أمامه.
* الإخوان رشحوا سيدة في الانتخابات الماضية، ما هو موقفكم من ترشيح سيدات للانتخابات المقبلة؟
ـ سيرى الشعب المصري نموذجاً لم يحدث من قبل، خاصة فيما يخص ترشيح السيدات.
* الرئيس مبارك قال إنه لن يسمح بقيام حزب ديني، وأنتم تصرون على الحزب؟
ـ نحن لا نطالب بحزب ديني، ولكن حزب مدني له مرجعية إسلامية.
* ماذا عن الدولة الدينية؟
ـ لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالدول الدينية لكي نطالب بها. ولكن الدول الدينية توجد فقط في العصور الوسطى المسيحية فقط، ولدى الشيعة، ونحن نريد دولة مدنية.