قاسم
05-11-2005, 08:50 AM
منى الصقر: عدم حضور الزوجين وتوكيل محامين يؤجج المشاكل
كتب حزام الشريكة
الطلاق أبغض الحلال، ظاهرة قد تكون اقرب الى الآفة التي تساهم في تدمير المجتمع وتشكل حجر عثرة امام تقدم وتطور الأسرة، ونظرا لخطورة هذه الظاهرة كان لا بد من تسليط الضوء عليها من خلال ادارة الاستشارات الاسرية التي اكدت مديرتها منى الصقر ان لجوء الازواج والزوجات الى الادارة في مرحلة متأخرة من النزاعات يترك آثارا سلبية عميقة يصعب معها الاصلاح وبالتالي تؤدي الى الطلاق المحتم.
وقالت في حوار مع «القبس» ان عدم حضور الزوجين الى الاستشارات الأسرية بإرسال وكيليهما يعرقل ايضا الصلح ويؤجج المشاكل.
ولفتت الى ان للإدارة دورا كبيرا في الحد من عمليات الطلاق من خلال تقديمها المشورة للزوجين وتخفيف حدة التوتر بينهما والقلق لديهما، وتنمية الدافع للاستمرار في الحياة الزوجية، وتعديل اتجاهات وافكار كل منهما تجاه الآخر، اضافة الى تخفيف مشاعر العداء والنفور، وتحقيق التعامل الايجابي بين المطلقين.
واضافت ان عددا كبيرا من المراجعين الذين طلبوا الطلاق تراجعوا عن قراراتهم بعد تقديم الاستشارة والارشاد لهم، حيث بلغت نسبة حالات الصلح 29% من مجموع مراجعي الادارة لعام 2004، اما عن الاسباب الجديدة التي طرأت على انتشار الطلاق فقالت الصقر ان اهمها عدم النضوج وعدم معرفة الحقوق والواجبات وعدم تحمل المسؤولية، بالاضافة الى تدخل الاهل السلبي والامور المادية.
اشارت الى ان حالات طلاق متوسطي العمر تعود الى الادمان والعنف وقلة الحوار وتراكم المشاكل واختلاف المستوى الثقافي والديون.
واشارت الى ان هناك ثباتا في معدل الطلاق في الكويت خلال السنوات السابقة والاختلاف في الارقام يرجع الى نمو المجتمع وزيادة عدد افراده.
واضافت ان المطلقة في المنزل تكون مصدر توتر لأفراد الاسرة مما يؤدي الى خلق المشاكل والخلافات، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
> متى تم تأسيس إدارة الاستشارات الأسرية؟
ـ انشئت ادارة الاستشارات الأسرية ـ وزارة العدل ـ في عام 1996 كقسم، ومن ثم تم رفعه الى مستوى مكتب عام 1998 ومن ثم لادارة بقرار وزاري رقم 286 لسنة 2001 وهي تتبع الوكيل المساعد مباشرة، ويتألف الهيكل التنظيمي للادارة من مديرة الادارة وعدد من الأقسام والشعب:
ـ قسم السكرتارية: يقوم بمتابعة جميع الأعمال الادارية.
ـ قسم الاستقبال والبحث الاجتماعي: يقوم باستقبال المراجعين وتنسيق عملية دخول المراجعين على الباحثين والاستشاريين الاجتماعيين والنفسيين لبحث الحالة ومحاولة «اصلاح ذات البين» ومساعدتهم على انجاز الحلول الودية لمشاكلهم وتحقيق نوع من الاستقرار النفسي والأسري.
ـ قسم البحوث والاعلام: يقوم بإعداد البحوث والدراسات المتعلقة بحالات الطلاق والصلح، تنظيم دورات تدريبية لرفع مستوى الكفاءة الوظيفية للموظفين، تنظيم محاضرات توعوية للجمهور، متابعة صفحة الانترنت الخاصة بالادارة وتنظيم العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل: السوق الخيري، المخيم الربيعي، يوم الأسرة، بالاضافة الى إعداد اصدارات الادارة الاعلامية من بروشورات وكتيبات.
ـ قسم التنسيق والمتابعة: يقوم بالتنسيق بين عمل الادارة في المكتب الرئيسي والافرع التابعة له في مختلف محافظات الكويت (حالياً الاحمدي ومبارك الكبير) وبين عمل الادارة في الفترة الصباحية ومركز اصلاح ذات البين ـ الفترة المسائية.
استقرار الأسرة
> ما أهداف إدارة الاستشارات الأسرية؟ وما أسباب نشأتها؟
ـ تتلخص أهداف ادارة الاستشارات الأسرية ودورها في تقديم الاستشارات الأسرية في المجالات الشرعية والنفسية والاجتماعية والقانونية بهدف المحافظة على كيان الأسرة واستقرارها وذلك عن طريق رفع معدلات الصلح من خلال غرس الوعي ـ بين أطراف العلاقة الزوجية ـ بالتداعيات السلبية التي تترتب على الطلاق وتقديم الاستشارات فيما يتعلق بالطلاق والضوابط والآداب التي حددتها الشريعة الإسلامية، اضافة الى التبصير بمضار الطلاق النفسية والاجتماعية.
كما تسعى الادارة الى مساعدة الطرفين على تحسين ظروفهم الأسرية التي لها علاقة بالخلافات من خلال:
> إبداء المشورة للزوجين فيما يعرض عليهم من مشاكل ومنازعات أسرية.
> تخفيف حدة التوتر والقلق عند الطرفين بمعرفة أسباب الخلاف وتبصيرهما بها وتوعيتهما بما يترتب عليه من آثار سلبية على الأسرة والأبناء.
> تنمية الدافع لدى الطرفين في الرغبة باستمرار الحياة الزوجية ومحاولة التوصل الى حلول مناسبة لتسوية الخلافات.
> تعديل اتجاهات وأفكارومشاعر كل منهما تجاه الطرف الآخر وتخفيف مشاعر العداء والنفور.
> في حالة تعذر الصلح تسعى الإدارة لأن يكون الطلاق ناجحاً وذلك عن طريق تحقيق الرضا النفسي الذاتي والقبول الاجتماعي عند المطلقين.
> تحقيق التعامل الايجابي بين المطلقين.
تراجع عن الطلاق
> ما نسبة من يعيدون النظر في قرارهم بشأن الحصول على الطلاق بعد الحصول على الاستشارة؟
ـ هناك عدد لا بأس به من المراجعين الذين راجعوا الادارة بقصد ايقاع الطلاق، تراجعوا عن هذا القرار بعد تقديم الاستشارة والارشاد لهم، حيث بلغت نسبة حالات الصلح 29% من مجموع مراجعي الادارة لعام 2004، علماً بأن معاملة الطلاق لا تتم إلا بعد المرور على ادارة الاستشارات الأسرية وبحث الحالة لمحاولة الاصلاح بين الزوجين بمعرفة أسباب الخلافات القائمة بينهما ومساعدتهم على حلها وإكسابهم بعض المهارات اللازمة لتلافي المشاكل وكيفية علاجها حال وقوعها مع متابعتهم، الأمر الذي يساهم في علاج هذه المشاكل من جذورها ويضمن عدم تكرارها.
هذا وقد استطاعت الادارة التوصل الى الصلح مع عدد من المراجعين على مر سنوات العمل السابقة. (جدول رقم 2)
الفرص الضائعة
> متى تكون هذه الفرص ضائعة بالنسبة للزوجين؟
تصبح الفرص ضائعة عند لجوء بعض الازواج والزوجات للإدارة في مرحلة متأخرة من المشاكل والنزاعات التي تترك عادة اثارا سلبية عميقة لا يصلح معها تعديل او تغيير، كما ان عدم التزام بعض الزوجات بالحضور في الموعد المحدد لها يؤدي الى تضييع فرصة الصلح والاتفاق مع الزوج، وكذلك الحال عندما يحضر وكيل عن الزوجين او احدهما، وهنا يتعذر على الادارة بحث الحالة مع الوكيل وبالتالي وقوع الطلاق.
الأسباب الطارئة
> ما الاسباب الحالية والجديدة التي طرأت على انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع؟
يتفق عدد من الازواج على بعض الاسباب التي كانت سببا لمراجعتهم الادارة مثل اختلاف الشخصية، عدم التفاهم، ضعف الانسجام، التقصير عن حقوق الزوج وضعف لغة الحوار.
وتعتبر اكثر فئة يكثر فيها الطلاق هي فئة الشباب وذلك للاسباب التالية:
1ـ عدم النضج والوعي.
2ـ عدم معرفة الحقوق والواجبات.
3ـ عدم تحمل المسؤولية.
4ـ تدخل الاهل السلبي وللاسف عدم وجود القدوة والنموذج المثالي للزوج والزوجة لدى بعض الاسر.
5ـ قلة الوعي بتحديد الادوار والقيام بها.
6ـ الامور المادية التي تبدأ الخلافات عليها منذ بداية عقد القران حيث تكثر الخلافات على ترتيبات الزواج، كما تتطور الخلافات المادية مع مرور الوقت بحيث اصبح الشباب اكثر اعتمادا على راتب الزوجة ومطالبتها بشكل صريح بتحمل جزء من المسؤولية المادية.
اما بالنسبة لمتوسطي العمر فنجد ان الاسباب تختلف نوعا ما حيث يمكن حصرها بالتالي:
العنف، الادمان، قلة الحوار وتراكم المشاكل، التسلط واختلاف المستوى الثقافي والاجتماعي وتراكم الديون، والتزام الرجل بالكثير من الديون مما يسبب الضغط النفسي له ويؤثر في زوجته وابنائه.
> ما احصائىات الطلاق في الكويت؟ وهل هي في تزايد او نقصان؟
ـ نستطيع القول ان هناك ثباتا لمعدل الطلاق في الكويت خلال السنوات السابقة والاختلاف البسيط الموجود في الارقام يرجع الى نمو المجتمع وزيادة عدد افراده. (جدول رقم 1)
خطوات الاصلاح
> هل تقومون بدور الاصلاح بين الازواج قبل اجراء معاملة الطلاق؟ وما الخطوات المتبعة؟
تساهم الجهود المبذولة من ادارة الاستشارات الاسرية في التقليل من حالات الطلاق في المجتمع برفع نسب الصلح، عن طريق بحث الحالات ومحاولة اصلاح ذات البين لمن يعانون من مشاكل اسرية قد تؤدي بهم الى الطلاق، حيث ان طبيعة عمل الادارة هي التعامل مع الازواج قبل وقوع الطلاق اي اثناء فترة الحياة الزوجية من خلال اكسابهم بعض الاساليب الوقائىة التي تقيهم الوقوع بالطلاق بإرشادهم وتدريبهم على سبل التوافق حيث يتمثل الزواج الناجح بالتفاهم والوعي بالادوار والواجبات والحقوق وفي العلاقات القائمة على الحب والاحترام المتبادل.
الا ان هذا لا يعني ان لا خطر من الطلاق على المجتمع، فللطلاق آثار خطيرة على المجتمع الكويتي وعلى اي مجتمع آخر سواء ارتفعت المعدلات فيه او كانت ثابتة، وذلك لما له من اثار سلبية على اطراف العلاقة الزوجية وبشكل خاص الابناء الذين يكون تأثرهم بها كبيرا وعميقا مثل تعرضهم للقلق، الاكتئاب، العدوانية، التأخر الدراسي، وتعاطي المخدرات وغيرها الكثير، اما المطلقون والمطلقات فيعانون من توتر وقلق واحباط والعيش في صراعات نفسية قبل الطلاق وبعده، وكل هذه الاثار تعتبر خطرا على اي مجتمع مما يحتم عليه وعلى مؤسساته مساعدة ابنائه على مواجهة الحياة بعد الطلاق من خلال تقديم الارشاد النفسي والاسري للمطلقين. وتنمية علاقتهما الاجتماعية بأسرتيهما، وتشجيعهما على النجاح في العمل لتعديل مفهومهما عن الذات وهذا ما تسعى الادارة لتحقيقه في حال تعذر الصلح.
بالاضافة لما سبق، فإن الادارة تسعى الى إنشاء قسم الارشاد والتوعية الزواجي الذي يستهدف فئة الشباب المقبل على الزواج والمتزوجين حديثا، كما تعمل الادارة على نشر الثقافة الزواجية والارشاد من خلال حملات التوعية لطلبة الجامعة والثانوية عبر عقد الندوات والمحاضرات ذات العلاقة بالزواج والاستقرار الأسري، بالاضافة الى البرامج التلفزيونية والاذاعية والندوات وتوزيع الاصدارات الاعلامية وتقديم المحاضرات التوعوية للجمهور.
تدخل الأهل
> هل يعتبر تدخل الاهل سببا للطلاق؟
بالطبع يعتبر تدخل الاهل سببا لطلب الطلاق سواء كان هذا التدخل من قبل اهل الزواج او اهل الزوجة، فعادة ما يكون تدخل الاهل سلبيا وذلك لبعدهم عن الموضوعية في التعامل مع المشكلة وحرصهم على تخليص الابن او الابنة من المشكلة فورا دون الاهتمام بالنتائج والاثار المترتبة على هذا الطلاق، فقد راجع الادارة 779 زوجا اشاروا الى ان تدخل اهل الزوجة كان سببا لخلافاته مع زوجته وأدى لمراجعة الادارة طلبا للطلاق، وكما ان 364 زوجة أشارت الى تدخل أهل الزوج كسبب لطلبها الطلاق خلال عام 2004.
الأخت المطلقة
> هل للأخت المطلقة سواء كانت أخت الزوج أو أخت الزوجة اليد في تدمير حياتهما الزوجية؟
ـ من خلال بحث الحالة مع مراجعي الإدارة، ذكر بعض الأزواج ان بعض أخوات الطرف الثاني كن سببا للكثير من مشاكلهم وخلافاتهم، وذلك على السواء ان كانت مطلقة او غير مطلقة، وذلك بسبب اطلاعهن على تفاصيل حياة الزوجين بسبب الشكوى او الرغبة في الحديث والفضفضة او طلب النصح بشكل مباشر او للتدخل في تربية الابناء ورعايتهم، وتكون العاقبة كبيرة في حال تقديم النصائح الخاطئة أحيانا أو التحريض لاستخدام طرق في التعامل غير مقبولة للطرف الآخر، او لرفض الطرف الآخر هذا التدخل بشكل عام.
أغرب حالة
> ما اغرب حالات الطلاق التي كانت الأخت المطلقة هي السبب المباشر بها؟
ـ قبل فترة قصيرة جاءت زوجة صغيرة في السن تطلب الطلاق مع الاصرار على عدم ابلاغ الزوج السبب، وذلك لإلحاح الزوج بمرافقة زوجته لأختيه في كل تحركاتها وتنقلاتها واطلاعهما على أدق تفاصيل حياتهما، وذلك لثقته بأختيه ورغبته باقتداء الزوجة بهما بشكل أزعج الزوجة على الرغم من توضيحها له رغبتها في الاستقلال بحياتهما.
> أسباب تدخل الأخت المطلقة في حياة أخيها أو أختها الزوجية؟
ـ في اعتقادي ان اسباب تدخل المطلقة في حياة غيرها يكون بدافع الغيرة او بسبب وجود دوافع لا شعورية مثل فشلها في حياتها مما يجعلها تعمم التجربة على البقية، فقد لا تكون تقصد ايذاء اختها او زوجة الأخ، فنجدها تقدم النصيحة التي قد تكون غير سليمة.
وفي بعض الاحيان يكون العكس، حيث ان مرور الأخت المطلقة بتجربة طلاق تألمت منها يجعلها تنصح أختها بالاستمرار والتحمل من اجل استمرارية أسرتها لأنها عانت من هذه التجربة.
> توضيح قابلية الأخت أو الأخ المتزوج كلام الأخت المطلقة لتدمير حياتها الزوجية؟
ـ يعتمد هذا الامر على درجة النضج، ففي بعض الحالات التي يكون فيها الشخص غير قادر على اتخاذ قراراته بنفسه، فهو يلجأ لإنسان أمامه ينهل منه كل أمر بإيجابياته وسلبياته، أما إذا كان الشخص ناضجا فهو يستمع الى الكلام ولكنه يوازن بين علاقته بأخته وزوجته.
خدمات أخرى
حول الخدمات الأخرى التي تقدم للزوجين الراغبين في الحصول على الطلاق أو التي تقدم الى المتزوجين حديثاً قالت ان الإدارة تتعاون مع كل الجهات المهتمة بالأسرة وشؤونها من خلال تقديم المحاضرات والندوات المشاركة فيها، وهناك بروتوكولات تعاون بين الإدارة وكل من مكتب الإنماء الاجتماعي، الأمانة العامة للأوقاف التي تقوم مشكورة بدعم مركز اصلاح ذات البين والذي يقوم بتقديم عدد من الخدمات الى الجمهور منها: «متابعة حالات الصلح والطلاق في محاولة لحل المشاكل بشكل جذري وتسوية جميع الامور التي تترتب على الطلاق، ايضا يستقبل المركز الحالات التي لديها مشاكل ويتعذر عليها الحضور للمحكمة خلال الفترة الصباحية، تقديم الاستشارة القانونية الى جانب الاستشارة النفسية والاجتماعية، وكذلك استقبال الحالات المحولة من ادارة التنفيذ لاعدادهم نفسيا لتقبل الاحكام الخاصة بالرؤية والحضانة وتنفيذها بشكل ودي دون اللجوء للقضاء، وايضا يقوم المركز بتوثيق عقود الصلح والنفقات المتفق عليها قبل وبعد الطلاق بالاضافة الى تقديم المحاضرات التوعوية، والعمل على نشر الثقافة الزواجية والارشاد من خلال حملات التوعية والبرامج التلفزيونية والاذاعية والندوات وتوزيع الاصدارات الإعلامية».
كتب حزام الشريكة
الطلاق أبغض الحلال، ظاهرة قد تكون اقرب الى الآفة التي تساهم في تدمير المجتمع وتشكل حجر عثرة امام تقدم وتطور الأسرة، ونظرا لخطورة هذه الظاهرة كان لا بد من تسليط الضوء عليها من خلال ادارة الاستشارات الاسرية التي اكدت مديرتها منى الصقر ان لجوء الازواج والزوجات الى الادارة في مرحلة متأخرة من النزاعات يترك آثارا سلبية عميقة يصعب معها الاصلاح وبالتالي تؤدي الى الطلاق المحتم.
وقالت في حوار مع «القبس» ان عدم حضور الزوجين الى الاستشارات الأسرية بإرسال وكيليهما يعرقل ايضا الصلح ويؤجج المشاكل.
ولفتت الى ان للإدارة دورا كبيرا في الحد من عمليات الطلاق من خلال تقديمها المشورة للزوجين وتخفيف حدة التوتر بينهما والقلق لديهما، وتنمية الدافع للاستمرار في الحياة الزوجية، وتعديل اتجاهات وافكار كل منهما تجاه الآخر، اضافة الى تخفيف مشاعر العداء والنفور، وتحقيق التعامل الايجابي بين المطلقين.
واضافت ان عددا كبيرا من المراجعين الذين طلبوا الطلاق تراجعوا عن قراراتهم بعد تقديم الاستشارة والارشاد لهم، حيث بلغت نسبة حالات الصلح 29% من مجموع مراجعي الادارة لعام 2004، اما عن الاسباب الجديدة التي طرأت على انتشار الطلاق فقالت الصقر ان اهمها عدم النضوج وعدم معرفة الحقوق والواجبات وعدم تحمل المسؤولية، بالاضافة الى تدخل الاهل السلبي والامور المادية.
اشارت الى ان حالات طلاق متوسطي العمر تعود الى الادمان والعنف وقلة الحوار وتراكم المشاكل واختلاف المستوى الثقافي والديون.
واشارت الى ان هناك ثباتا في معدل الطلاق في الكويت خلال السنوات السابقة والاختلاف في الارقام يرجع الى نمو المجتمع وزيادة عدد افراده.
واضافت ان المطلقة في المنزل تكون مصدر توتر لأفراد الاسرة مما يؤدي الى خلق المشاكل والخلافات، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
> متى تم تأسيس إدارة الاستشارات الأسرية؟
ـ انشئت ادارة الاستشارات الأسرية ـ وزارة العدل ـ في عام 1996 كقسم، ومن ثم تم رفعه الى مستوى مكتب عام 1998 ومن ثم لادارة بقرار وزاري رقم 286 لسنة 2001 وهي تتبع الوكيل المساعد مباشرة، ويتألف الهيكل التنظيمي للادارة من مديرة الادارة وعدد من الأقسام والشعب:
ـ قسم السكرتارية: يقوم بمتابعة جميع الأعمال الادارية.
ـ قسم الاستقبال والبحث الاجتماعي: يقوم باستقبال المراجعين وتنسيق عملية دخول المراجعين على الباحثين والاستشاريين الاجتماعيين والنفسيين لبحث الحالة ومحاولة «اصلاح ذات البين» ومساعدتهم على انجاز الحلول الودية لمشاكلهم وتحقيق نوع من الاستقرار النفسي والأسري.
ـ قسم البحوث والاعلام: يقوم بإعداد البحوث والدراسات المتعلقة بحالات الطلاق والصلح، تنظيم دورات تدريبية لرفع مستوى الكفاءة الوظيفية للموظفين، تنظيم محاضرات توعوية للجمهور، متابعة صفحة الانترنت الخاصة بالادارة وتنظيم العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل: السوق الخيري، المخيم الربيعي، يوم الأسرة، بالاضافة الى إعداد اصدارات الادارة الاعلامية من بروشورات وكتيبات.
ـ قسم التنسيق والمتابعة: يقوم بالتنسيق بين عمل الادارة في المكتب الرئيسي والافرع التابعة له في مختلف محافظات الكويت (حالياً الاحمدي ومبارك الكبير) وبين عمل الادارة في الفترة الصباحية ومركز اصلاح ذات البين ـ الفترة المسائية.
استقرار الأسرة
> ما أهداف إدارة الاستشارات الأسرية؟ وما أسباب نشأتها؟
ـ تتلخص أهداف ادارة الاستشارات الأسرية ودورها في تقديم الاستشارات الأسرية في المجالات الشرعية والنفسية والاجتماعية والقانونية بهدف المحافظة على كيان الأسرة واستقرارها وذلك عن طريق رفع معدلات الصلح من خلال غرس الوعي ـ بين أطراف العلاقة الزوجية ـ بالتداعيات السلبية التي تترتب على الطلاق وتقديم الاستشارات فيما يتعلق بالطلاق والضوابط والآداب التي حددتها الشريعة الإسلامية، اضافة الى التبصير بمضار الطلاق النفسية والاجتماعية.
كما تسعى الادارة الى مساعدة الطرفين على تحسين ظروفهم الأسرية التي لها علاقة بالخلافات من خلال:
> إبداء المشورة للزوجين فيما يعرض عليهم من مشاكل ومنازعات أسرية.
> تخفيف حدة التوتر والقلق عند الطرفين بمعرفة أسباب الخلاف وتبصيرهما بها وتوعيتهما بما يترتب عليه من آثار سلبية على الأسرة والأبناء.
> تنمية الدافع لدى الطرفين في الرغبة باستمرار الحياة الزوجية ومحاولة التوصل الى حلول مناسبة لتسوية الخلافات.
> تعديل اتجاهات وأفكارومشاعر كل منهما تجاه الطرف الآخر وتخفيف مشاعر العداء والنفور.
> في حالة تعذر الصلح تسعى الإدارة لأن يكون الطلاق ناجحاً وذلك عن طريق تحقيق الرضا النفسي الذاتي والقبول الاجتماعي عند المطلقين.
> تحقيق التعامل الايجابي بين المطلقين.
تراجع عن الطلاق
> ما نسبة من يعيدون النظر في قرارهم بشأن الحصول على الطلاق بعد الحصول على الاستشارة؟
ـ هناك عدد لا بأس به من المراجعين الذين راجعوا الادارة بقصد ايقاع الطلاق، تراجعوا عن هذا القرار بعد تقديم الاستشارة والارشاد لهم، حيث بلغت نسبة حالات الصلح 29% من مجموع مراجعي الادارة لعام 2004، علماً بأن معاملة الطلاق لا تتم إلا بعد المرور على ادارة الاستشارات الأسرية وبحث الحالة لمحاولة الاصلاح بين الزوجين بمعرفة أسباب الخلافات القائمة بينهما ومساعدتهم على حلها وإكسابهم بعض المهارات اللازمة لتلافي المشاكل وكيفية علاجها حال وقوعها مع متابعتهم، الأمر الذي يساهم في علاج هذه المشاكل من جذورها ويضمن عدم تكرارها.
هذا وقد استطاعت الادارة التوصل الى الصلح مع عدد من المراجعين على مر سنوات العمل السابقة. (جدول رقم 2)
الفرص الضائعة
> متى تكون هذه الفرص ضائعة بالنسبة للزوجين؟
تصبح الفرص ضائعة عند لجوء بعض الازواج والزوجات للإدارة في مرحلة متأخرة من المشاكل والنزاعات التي تترك عادة اثارا سلبية عميقة لا يصلح معها تعديل او تغيير، كما ان عدم التزام بعض الزوجات بالحضور في الموعد المحدد لها يؤدي الى تضييع فرصة الصلح والاتفاق مع الزوج، وكذلك الحال عندما يحضر وكيل عن الزوجين او احدهما، وهنا يتعذر على الادارة بحث الحالة مع الوكيل وبالتالي وقوع الطلاق.
الأسباب الطارئة
> ما الاسباب الحالية والجديدة التي طرأت على انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع؟
يتفق عدد من الازواج على بعض الاسباب التي كانت سببا لمراجعتهم الادارة مثل اختلاف الشخصية، عدم التفاهم، ضعف الانسجام، التقصير عن حقوق الزوج وضعف لغة الحوار.
وتعتبر اكثر فئة يكثر فيها الطلاق هي فئة الشباب وذلك للاسباب التالية:
1ـ عدم النضج والوعي.
2ـ عدم معرفة الحقوق والواجبات.
3ـ عدم تحمل المسؤولية.
4ـ تدخل الاهل السلبي وللاسف عدم وجود القدوة والنموذج المثالي للزوج والزوجة لدى بعض الاسر.
5ـ قلة الوعي بتحديد الادوار والقيام بها.
6ـ الامور المادية التي تبدأ الخلافات عليها منذ بداية عقد القران حيث تكثر الخلافات على ترتيبات الزواج، كما تتطور الخلافات المادية مع مرور الوقت بحيث اصبح الشباب اكثر اعتمادا على راتب الزوجة ومطالبتها بشكل صريح بتحمل جزء من المسؤولية المادية.
اما بالنسبة لمتوسطي العمر فنجد ان الاسباب تختلف نوعا ما حيث يمكن حصرها بالتالي:
العنف، الادمان، قلة الحوار وتراكم المشاكل، التسلط واختلاف المستوى الثقافي والاجتماعي وتراكم الديون، والتزام الرجل بالكثير من الديون مما يسبب الضغط النفسي له ويؤثر في زوجته وابنائه.
> ما احصائىات الطلاق في الكويت؟ وهل هي في تزايد او نقصان؟
ـ نستطيع القول ان هناك ثباتا لمعدل الطلاق في الكويت خلال السنوات السابقة والاختلاف البسيط الموجود في الارقام يرجع الى نمو المجتمع وزيادة عدد افراده. (جدول رقم 1)
خطوات الاصلاح
> هل تقومون بدور الاصلاح بين الازواج قبل اجراء معاملة الطلاق؟ وما الخطوات المتبعة؟
تساهم الجهود المبذولة من ادارة الاستشارات الاسرية في التقليل من حالات الطلاق في المجتمع برفع نسب الصلح، عن طريق بحث الحالات ومحاولة اصلاح ذات البين لمن يعانون من مشاكل اسرية قد تؤدي بهم الى الطلاق، حيث ان طبيعة عمل الادارة هي التعامل مع الازواج قبل وقوع الطلاق اي اثناء فترة الحياة الزوجية من خلال اكسابهم بعض الاساليب الوقائىة التي تقيهم الوقوع بالطلاق بإرشادهم وتدريبهم على سبل التوافق حيث يتمثل الزواج الناجح بالتفاهم والوعي بالادوار والواجبات والحقوق وفي العلاقات القائمة على الحب والاحترام المتبادل.
الا ان هذا لا يعني ان لا خطر من الطلاق على المجتمع، فللطلاق آثار خطيرة على المجتمع الكويتي وعلى اي مجتمع آخر سواء ارتفعت المعدلات فيه او كانت ثابتة، وذلك لما له من اثار سلبية على اطراف العلاقة الزوجية وبشكل خاص الابناء الذين يكون تأثرهم بها كبيرا وعميقا مثل تعرضهم للقلق، الاكتئاب، العدوانية، التأخر الدراسي، وتعاطي المخدرات وغيرها الكثير، اما المطلقون والمطلقات فيعانون من توتر وقلق واحباط والعيش في صراعات نفسية قبل الطلاق وبعده، وكل هذه الاثار تعتبر خطرا على اي مجتمع مما يحتم عليه وعلى مؤسساته مساعدة ابنائه على مواجهة الحياة بعد الطلاق من خلال تقديم الارشاد النفسي والاسري للمطلقين. وتنمية علاقتهما الاجتماعية بأسرتيهما، وتشجيعهما على النجاح في العمل لتعديل مفهومهما عن الذات وهذا ما تسعى الادارة لتحقيقه في حال تعذر الصلح.
بالاضافة لما سبق، فإن الادارة تسعى الى إنشاء قسم الارشاد والتوعية الزواجي الذي يستهدف فئة الشباب المقبل على الزواج والمتزوجين حديثا، كما تعمل الادارة على نشر الثقافة الزواجية والارشاد من خلال حملات التوعية لطلبة الجامعة والثانوية عبر عقد الندوات والمحاضرات ذات العلاقة بالزواج والاستقرار الأسري، بالاضافة الى البرامج التلفزيونية والاذاعية والندوات وتوزيع الاصدارات الاعلامية وتقديم المحاضرات التوعوية للجمهور.
تدخل الأهل
> هل يعتبر تدخل الاهل سببا للطلاق؟
بالطبع يعتبر تدخل الاهل سببا لطلب الطلاق سواء كان هذا التدخل من قبل اهل الزواج او اهل الزوجة، فعادة ما يكون تدخل الاهل سلبيا وذلك لبعدهم عن الموضوعية في التعامل مع المشكلة وحرصهم على تخليص الابن او الابنة من المشكلة فورا دون الاهتمام بالنتائج والاثار المترتبة على هذا الطلاق، فقد راجع الادارة 779 زوجا اشاروا الى ان تدخل اهل الزوجة كان سببا لخلافاته مع زوجته وأدى لمراجعة الادارة طلبا للطلاق، وكما ان 364 زوجة أشارت الى تدخل أهل الزوج كسبب لطلبها الطلاق خلال عام 2004.
الأخت المطلقة
> هل للأخت المطلقة سواء كانت أخت الزوج أو أخت الزوجة اليد في تدمير حياتهما الزوجية؟
ـ من خلال بحث الحالة مع مراجعي الإدارة، ذكر بعض الأزواج ان بعض أخوات الطرف الثاني كن سببا للكثير من مشاكلهم وخلافاتهم، وذلك على السواء ان كانت مطلقة او غير مطلقة، وذلك بسبب اطلاعهن على تفاصيل حياة الزوجين بسبب الشكوى او الرغبة في الحديث والفضفضة او طلب النصح بشكل مباشر او للتدخل في تربية الابناء ورعايتهم، وتكون العاقبة كبيرة في حال تقديم النصائح الخاطئة أحيانا أو التحريض لاستخدام طرق في التعامل غير مقبولة للطرف الآخر، او لرفض الطرف الآخر هذا التدخل بشكل عام.
أغرب حالة
> ما اغرب حالات الطلاق التي كانت الأخت المطلقة هي السبب المباشر بها؟
ـ قبل فترة قصيرة جاءت زوجة صغيرة في السن تطلب الطلاق مع الاصرار على عدم ابلاغ الزوج السبب، وذلك لإلحاح الزوج بمرافقة زوجته لأختيه في كل تحركاتها وتنقلاتها واطلاعهما على أدق تفاصيل حياتهما، وذلك لثقته بأختيه ورغبته باقتداء الزوجة بهما بشكل أزعج الزوجة على الرغم من توضيحها له رغبتها في الاستقلال بحياتهما.
> أسباب تدخل الأخت المطلقة في حياة أخيها أو أختها الزوجية؟
ـ في اعتقادي ان اسباب تدخل المطلقة في حياة غيرها يكون بدافع الغيرة او بسبب وجود دوافع لا شعورية مثل فشلها في حياتها مما يجعلها تعمم التجربة على البقية، فقد لا تكون تقصد ايذاء اختها او زوجة الأخ، فنجدها تقدم النصيحة التي قد تكون غير سليمة.
وفي بعض الاحيان يكون العكس، حيث ان مرور الأخت المطلقة بتجربة طلاق تألمت منها يجعلها تنصح أختها بالاستمرار والتحمل من اجل استمرارية أسرتها لأنها عانت من هذه التجربة.
> توضيح قابلية الأخت أو الأخ المتزوج كلام الأخت المطلقة لتدمير حياتها الزوجية؟
ـ يعتمد هذا الامر على درجة النضج، ففي بعض الحالات التي يكون فيها الشخص غير قادر على اتخاذ قراراته بنفسه، فهو يلجأ لإنسان أمامه ينهل منه كل أمر بإيجابياته وسلبياته، أما إذا كان الشخص ناضجا فهو يستمع الى الكلام ولكنه يوازن بين علاقته بأخته وزوجته.
خدمات أخرى
حول الخدمات الأخرى التي تقدم للزوجين الراغبين في الحصول على الطلاق أو التي تقدم الى المتزوجين حديثاً قالت ان الإدارة تتعاون مع كل الجهات المهتمة بالأسرة وشؤونها من خلال تقديم المحاضرات والندوات المشاركة فيها، وهناك بروتوكولات تعاون بين الإدارة وكل من مكتب الإنماء الاجتماعي، الأمانة العامة للأوقاف التي تقوم مشكورة بدعم مركز اصلاح ذات البين والذي يقوم بتقديم عدد من الخدمات الى الجمهور منها: «متابعة حالات الصلح والطلاق في محاولة لحل المشاكل بشكل جذري وتسوية جميع الامور التي تترتب على الطلاق، ايضا يستقبل المركز الحالات التي لديها مشاكل ويتعذر عليها الحضور للمحكمة خلال الفترة الصباحية، تقديم الاستشارة القانونية الى جانب الاستشارة النفسية والاجتماعية، وكذلك استقبال الحالات المحولة من ادارة التنفيذ لاعدادهم نفسيا لتقبل الاحكام الخاصة بالرؤية والحضانة وتنفيذها بشكل ودي دون اللجوء للقضاء، وايضا يقوم المركز بتوثيق عقود الصلح والنفقات المتفق عليها قبل وبعد الطلاق بالاضافة الى تقديم المحاضرات التوعوية، والعمل على نشر الثقافة الزواجية والارشاد من خلال حملات التوعية والبرامج التلفزيونية والاذاعية والندوات وتوزيع الاصدارات الإعلامية».