المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنرال فلن: ندعم 1200 فصيل في سورية وليس لدينا فكرة واضحة عما يحصل هناك



بسطرمه
03-06-2016, 07:31 AM
هل يكره العالم العربي الولايات المتحدة ام سياستها الشرق اوسطية؟

تقارير خاصة - السبت، 5 مارس 2016

http://www.alraimedia.com/f/CMS/Attachments/2016/3/4/508897_240212_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS1063x797-_RD728x545-.jpg

دمار وشوارع مهجورة في سورية

| كتب - ايليا ج. مغناير |


وقعنا بالخطأ نفسه في سورية... مثلما حدث في افغانستان

صدّام وصل السلطة في العراق على متن قطار «سي آي إي»

قال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، بعد تدمير تنظيم «القاعدة» لبرجي التجارة العالمية في نيويورك في سبتمبر العام 2001، «انهم يكرهوننا لاننا نمثل الحرية والديموقراطية»... لكنه لم يذكر الحقيقة وراء كره عدد كبير من شعوب الشرق الاوسط للسياسة الأميركية - وليس للحرية والديموقراطية اللتين يتمناهما كل مواطن على الكرة الارضية - والتي تسببت بقتل مئات الآلاف من المدنيين وتميّزت بالمواقف المزدوجة من «حقوق الانسان»، وتفضيل المصالح على القيم والتدخل لقلب الأنظمة واستبدالها بأخرى والتسبب بنهوض منظمات ارهابية تضرب عشرات الالاف في الشرق الاوسط والمئات فقط في الولايات المتحدة واوروبا.

مدير وكالة الامن والدفاع الاميركي السابق الجنرال مايكل فلن، كشف ان «الولايات المتحدة تدعم اكثر من 1200 فصيل في سورية، وليس لدينا فكرة واضحة ماذا يحصل هناك... انها حديقة حيوانات كبيرة داخل قفص مفتوح. لقد ابلغتُ الرئيس (باراك اوباما) بحقيقة الوضع هناك، وكيف يتطور الوضع في العراق، واذا لم تعجبه هذه الحقيقة فهذا ليس من شأني».

من ناحيته، يطالب روبرت كنيدي في مجلة بوليتيكو، «بضرورة البحث عن الاسباب وراء ظهور تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ليس من خلال الأعمال الارهابية بل وراء التاريخ الذي يحمل التدخل الاميركي في الشرق الاوسط ومسألة المصالح النفطية».

ويقول: «عندما اعلن السيناتور جون كيندي العام 1957 انه يحق للعرب بالحكم الذاتي ووضع حداً للتدخل الاميركي الامبريالي في شؤونهم، اثار عاصفة داخل البيت الابيض خصوصاً بعد فشل محاولة الانقلاب التي قادتها وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي اي اي) في سورية. ففي خمسينات القرن الماضي، قاد الرئيس الاميركي دوايت أيزنهاور ومعه وزير الخارجية جون دولز واخاه مدير وكالة الاستخبارات آلن دولز، محاولات انقلاب ودعم لجهاديين في الشرق الاوسط للحد من نفوذ روسيا هناك، فأرسلت الاستخبارات الأميركية كيم روزفلت وروكي ستون ومعهما الملايين من الدولارات، لقلب نظام شكري القوتلي المنتخب من الشعب لانه تردّد في التوقيع على خط النفط الذي كان من المفترض ان يمر في سورية، ودعم حسني الزعيم فقط ليتسنى له التوقيع على الخط النفطي، وكذلك فعل ضباط الاستخبارات الأميركية في ايران عندما انتُخب ديموقراطياً، محمد مصدقي وحضّروا عملية الانقلاب ضده بعد اكتشافه مخطط الانقلاب الذي كانت تعدّ له الاستخبارات البريطانية مع شركة النفط BP».

ويتابع كنيدي: «وصل ستون ومعه 3 ملايين دولار لتسليح الاخوان المسلمين في سورية ولخلق اضطرابات في كل من العراق والاردن ولبنان، الا ان مال الاستخبارات الأميركية فشل حينها برشوة الضباط البعثيين والقي القبض عليه، واعترف علناً بدوره بقلب انظمة ديموقراطية في سورية وايران وطُرد من سورية بعدما أُطلق سراحه، فما كان من اميركا الا ان دفعت تركيا لتهديد سورية وحشدت 50000 جندي على الحدود السورية ودعمت انشاء جمعية سورية الحرة (مثل الجيش الحر اليوم) وسلحت الاخوان ودفعتهم لاغتيال مسؤولين سوريين ودعمت انقلاباً ثانياً في سورية، لم ينجح».

ويكمل: «بعد فشل سي اي اي في سورية، قامت مجموعة من الضباط العراقيين بقلب النظام العراقي الموالي للاستخبارات الأميركية التابع لنوري السعيد وفضحت علاقته امام الملأ، فما كان من اميركا الا ان عملت جهدها لقلب النظام العراقي ودعم وصول حزب البعث الى السلطة برئاسة صدام حسين ومعه علي صالح السعدي، الذي قال، وصلنا الى السلطة على متن قطار سي آي إيه، وسلّمتهم قائمة بالاسماء المطلوب التخلص منها لدعم حكمه على العراق، ودربت جيشه ووحداته الخاصة وارسلت له الاسلحة الحديثة والبيولوجية ودعمت حربه على ايران وسلمت صدام حسين الالاف من الاسلحة المضادة للدروع والطيارات التي استخدمت لاحقاً ضد الاميركي نفسه».

الا ان الحرب في سورية لم تبدأ العام 2011 بل عندما أعطت سورية حق تصدير الغاز لايران وليس لدولة اخرى كانت تريد ايصال غازها عن طريق سورية الى تركيا ومنه الى السوق الاوروبية التي تستلم 70 في المئة من الغاز الروسي. ويقول كنيدي: «رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطر حلف شمال الاطلسي لمحاصرة الاقتصاد الروسي بدعم خط الغاز البديل الذي يمرّ عبر سورية لاستبدال الخط الروسي الحالي».

ومنذ اللحظة التي أُشعلت الشرارة الاولى في سورية في 2011، بدأ الدعم المالي والعسكري يتدفق الى سورية من دون حدود، لكن خطط المجاهدين التابعين لتنظيم «القاعدة» وحلفائه كانت خارج الحسبان في الاشهر الاولى، فتقدم هؤلاء لإعطاء الدفع اللازم لإسقاط بشار الاسد لكن ضمن أهداف مختلفة حتى اعترف تقرير لوكالة الدفاع والامن الاميركي بان «المجاهدين من القاعدة وحلفائهم هم في الصف الاول باحتلال المناطق التي فقد النظام السيطرة عليها وان الحرب في سورية اصبحت طائفية وان احتمال احتلال شمال شرقي سورية وغرب العراق من القاعدة، قوي جداً».

«لقد وقعنا في الخطأ نفسه في سورية مثلما وقعنا في افغانستان. في اللحظة التي خرجت منها روسيا من افغانستان، بدأ اصدقاؤنا بتحطيم الآثار، وسبي النساء واطلاق النار علينا»، قال تيم كليمنت رئيس لجنة مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي اي) ومكافحة الارهاب من 2004 الى 2008.

وعندما بدأ تنظيم «داعش» بقطع الرؤوس ووضع الانفجارات وارسال الانتحاريين الى الغرب، بدأت الادارة الأميركية بالتنصل من دورها في العراق وسورية او على الاقل بدأت بنقد «حلفائها» في الشرق الاوسط، كما قال نائب الرئيس جو بايدن، عندما اعلن ان تركيا وبعض الدول الاخرى «مصممة على ازاحة الاسد من السلطة وحتى لم تأبه بإشعال حرب طائفية وارسال مئات الملايين من الدولارات والأسلحة الى سورية لمحاربة الأسد».

فقبْل إحتلال أفغانستان والدعم العسكري للمجاهدين والتسهيلات التي أمرت الولايات المتحدة حلفاءها وعلى رأسهم باكستان بتقديم العون لهؤلاء لمحاربة روسيا، لم يكن هناك تنظيم «القاعدة».

وفي العراق، قبل 2003، عام اسقاط الولايات المتحدة، صدام حسين، لم يكن هناك فرع لـ «القاعدة» الذي تحول الى «القاعدة في بلاد الرافدين».

وفي 2011 لم يكن هناك «داعش» ولا «القاعدة في بلاد الشام»، ولم يكن لـ «داعش» الخبرة اللازمة لو لم يصرف حاكم العراق الاول السفير بول بريمر، مئات الآلاف من الجنود والضباط العراقيين والذين التحقوا بـ «داعش» وقدموا الخبرات والعديد اللازم.

نعم، «داعش» و«القاعدة» يقتلان العرب والمسلمين بأعداد هائلة، ويخلفان الدمار في البيوت والمحافظات التي كان يقطنها السنّة المسلمون، بينما حصدت الأعمال الإرهابية في أوروبا وأميركا منذ 2002 الى 2016 المئات فقط من المدنيين، فهل هي الديموقراطية والحرية التي يرفضها الشرق الأوسط أو يحسد أميركا عليها أم سياستها التي تجلب الدمار الى هذه البقعة الملتهبة من العالم؟

http://www.alraimedia.com/ar/article/special-reports/2016/03/05/662420/nr/syria