المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حظوظ انفجار الشارع اللبناني تتعاظم



سمير
05-09-2005, 09:48 AM
الجيش يتأهب ويحرك آلياته شرقا وغربا


لندن - كتب حميد غريافي

»ذروة التأزم« في الشارع المسيحي اللبناني التي كان البطريرك الماروني نصر الله صفير يحاول بكل ما أوتي من نفوذ, منع اللبنانيين من بلوغها, وصلت أول من أمس إلى حدودها القصوى باشتعال أربعة صواعق مرة واحدة مرتبطة ب¯ »قنبلة الاحتقان الجاهزة للانفجار«, دون ان يكون حتى في استطاعة بكركي نفسها أو قادة المعارضة المعتدلين أو الضغوط الدولية »الصديقة«, إطفاؤها من جديد, ما يؤشر الى »أن الأمور مقبلة على الأسوأ« في ما يشبه مخاضا عسيرا تعانيه مرحلة »التغيير المطلوب«, بسبب تمسك بقايا النظام الأمني القمعي الموالي لسورية بمواقعها »حتى الرمق الاخير« لان مصيرها بات واضحا أمام عينيها إذا حدثت الانتقالة الكبرى الى لبنان جديد: لذلك »علي وعلى اعدائي يارب«..

فأول هذه الصواعق الأربعة اشتعل بفعل »الصدمة العنيفة داخل مجلس النواب اللبناني اول من امس, عندما »هرب« رئيسه من استحقاق طرح قوانين الانتخابات المتعددة على البحث والتصويت, خوفا من ان يحصل »قانون القضاء« على الأغلبية, تاركا خلفه »قانون ال¯ 2000« المعروف ب¯ »قانون غازي كنعان« مدير الاستخبارات السورية السابق في لبنان الذي وضعه في ذلك العام على مقاس حلفاء سورية الذين اكتسحوا به مقاعد المجلس, كخيار أوحد إذا شاءت المعارضة إجراء الانتخابات في موعدها الجديد المحدد بعد ثلاثة اسابيع من الاˆن, وإلا وقعت البلاد في »الفراغ« الذي بات منذ أربعة أشهر السيف السوري الوحيد لدمشق المسلط على عنق اعدائها المعارضين, وقشة النجاة الوحيدة المتبقية لحلفائها المنهارين المشتتين من مصيرهم المحتوم.

اما الصاعق الثاني الذي اشعل »الهشيم المسيحي وزاده اتقادا« فكان عودة العماد ميشال عون على »حصان النصر على سورية« الذي ما زالت فيه بقايا ظاهرة للجنوح استنادا الى »دستوره الجديد« الذي اعلنه في »خطبة العودة«, بمطار بيروت, وحدد فيه »طريق لبنان الجديد«, القائم على »التغيير« والقضاء على »الاقطاعية والفساد«, وهي »صفات حميدة« تخيف, بل ترعب, دهاقنة السياسة اللبنانية المترهلين, وتؤلب عليهم »الشعب الثائر« بكل معنى الكلمة, وتفجر في وجوههم كل الالغام التي زرعوها طوال نيف وتسعة وعشرين عاما من الوجود السوري في لبنان في طريق هذا الشعب لمنعه من استعادة »حريته وكرامته واستقلاله«.

.. وكان اشتعال الصاعق الثالث ¯ أول من أمس ¯ بفعل هروب رئيس المجلس النيابي بري ايضا من استحقاق طرح قانون العفو عن زعيم »القوات اللبنانية« سمير جعجع بعدما اكد في الجلسة السابقة ان »90 في المئة من النواب مع اقراره«, ما اوصل خواطر الغضب والقنوط الى أوجها لدى هذه »القوات« التي بدأت قياداتها وعناصرها ب¯ »تحليل لوجستي« حقيقي في الشارع إثر ظهور جماعات منها مرة اخرى بعد اكثر من 12 عاما, باللباس المرقط الميليشياوي الذي لا يلبس عادة إلا في الحروب.. وإثر ورود تقارير أمنية عن »ظهور اسلحة في بعض ايديها«.
.. ثم جاء تفجير مدينة جونيه »عاصمة المسيحيين« في لبنان ليل اليوم السابق لهذه الأحداث الدراماتيكية الثلاثة, ليزيد طين التأزم الشارعي بلة, خصوصا بالنسبة لتوقيته »الساذج« من قبل »بقايا حكم الأجهزة« التي باتت بصمات اصابعها القذرة الدامية اكثر اتضاحا وكبرا من تلك التفجيرات التي بلغت الخمسة خلال الاربعين يوما الاخيرة.

وحيال هذين »الشحن والحشد« النفسيين والشعبيين في الشارع المسيحي, »تطايرت« أمس الأحد من لبنان تقارير ديبلوماسية غربية وعربية الى مختلف العواصم تحذر من »امكانية حدوث انفجار أمني واسع في بيروت يمتد الى مناطق اخرى, في أي وقت من الاˆن حتى موعد الانتخابات النيابية في التاسع والعشرين من هذا الشهر«, ومن »استمرار اصابع الاستخبارات السورية وعملائها في لبنان في العمل السري الخطير لضرب الامن اللبناني تأكيدا لما كان زعماء سورية وعلى رأسهم بشار الأسد يشيعون علنا من ان انسحابهم من لبنان سيؤدي حتما الى عودة الحرب بين اللبنانيين«.

وكشف تقرير ديبلوماسي بريطاني مساء أول من امس وارد من بيروت الى لندن, النقاب عن ان »الجيش اللبناني تلقى اوامر من رئاسة الجمهورية بالتأهب لمواجهة اي احتمال لنشر الفوضى في البلاد, وان فرقا عدة من بعض الألوية المقربة من العماد اميل لحود وقائد جيشه العماد ميشال سليمان, باتت جاهزة للانتشار في مناطق مختلفة مسيحية وشيعية ودرزية, وخصوصا في قلب العاصمة التي تعتقد السلطات انها قد تكون نقطة التفجير بين تلك المناطق«.
ولاحظ تقرير استخباري ألماني »

وجود مناقلات حصلت خلال الايام الخمسة الماضية داخل قطاعات من الجيش اللبناني تعطي انطباعا بحدوث تحول خطير داخل المؤسسة العسكرية لصالح بعض أجنحة المعارضة القوية, حيث تسلم عشرات الضباط من الرتب العليا والمتوسطة الذين كانوا متأففين باستمرار من السيطرة السورية على الأمن في لبنان, ويعارضون تدخل الاجهزة الامنية والعسكرية لصالح فئة معينة من الشعب حليفة لسورية, مواقع حساسة في بعض مفاصل الجبل اللبناني امتدادا منه الى منحدرات البقاع الشرقية باتجاه سهل البقاع الواقع تحت هيمنة حزب الله وحركة »أمل« الشيعيين, وصولا الى مداخل منطقة الشوف, عقر دار وليد جنبلاط الزعيم الدرزي« الذي طالب في جلسة مجلس النواب اول من امس, لا »بإقالة اميل لحود« فحسب, بل ب¯ »محاكمته«.

وقد تكون معلومات هذا التقرير الاستخباري الألماني الواردة من بيروت ليل السبت الفائت, مبنية على اقوال مصادر عسكرية ونيابية لبنانية شجعت لحود وقيادة جيشه على »نقل بندقيتيهما« بهذه السرعة الماراثونية من كتف الى اˆخر بعدما ظهرت نوايا حزب الله وحركة »أمل« والحزب التقدمي الاشتراكي و تيار المستقبل علنا في الجلسة النيابية الاخيرة حيث طالبت كلها باستقالة لحود علنا وسرا تحت ذريعة »استهانته بكرامة المجلس وبمحاولته شقه وتحميله مسؤولية انفجار الانتخابات المتوقع.

وذكر التقرير الألماني انه »لأول مرة منذ سنوات عدة , تظهر تحركات عسكرية لبنانية مؤللة (بالدبابات) وبمدافع الميدان تخرج من مخازنها باتجاهات ثلاثة: نحو البقاع والشوف والجنوب دون ان يعرف بعد ما إذا كان السوريون على إطلاع مسبق على ذلك«.