المهدى
05-08-2005, 08:10 AM
تحقيق: محمد حنفي
يبدو أن الحديث عن ضرب الأزواج للزوجات أصبح قديما ومملا، فهذا الفعل الوحشي الذي يقوم به بعض الأزواج يستنكره الجميع.. وما أكثر الأصوات المنددة بالعنف ضد الزوجات. لكن كيف تبدو الصورة من الجانب الآخر؟ إذ إن هناك من الأزواج من يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، قد لا يتصور البعض أن هناك زوجات يقمن بالاعتداء على أزواجهن بالضرب، وقد يستغرب البعض الآخر عندما يعلم أن بعض الأزواج يقبلون بهذه الإهانة، تعالوا نتأمل حكايات الأزواج المضروبين لنعرف السبب الذي يدفع زوجة الى الاعتداء بالضرب على زوجها؟
يقدم المحامي خالد العبد الجليل في إذاعة الكويت برنامجا متميزا بعنوان «مسائل قانونية» وهو برنامج رائع يعيد من خلاله بعض البريق إلى الإذاعة في عصر سطوة الفضائيات، في هذا البرنامج يتلقى العبد الجليل أسبوعيا سيلا من الرسائل التي تحكي الكثير من الحكايات المأساوية والخلافات العجيبة التي تقع بين الزوجات وأزواجهن، إن متابعة حكايات واستشارات برنامج العبد الجليل القانونية يعطينا صورة واضحة عما يحدث وكيف يبدأ الخلاف بسيطا بين الزوجين ثم يكبر مثل كرة الثلج ليصل إلى حافة العنف والضرب، لتصبح الحياة مستحيلة وتنتقل من البيوت إلى مخافر الشرطة وقاعات المحاكم.
ومن بين حكايات البرنامج عن العنف المتبادل بين الأزواج، يتلقى العبد الجليل الكثير من الرسائل من أزواج تعرضوا لضرب مبرح ووحشي على أيدي زوجاتهم. ويبدو أن الإذاعة التي تخفي شخصية الزوج المضروب ـ على عكس الفضائيات ـ تمنح هؤلاء الأزواج الشجاعة والجرأة على البوح والحديث عن هذه التجارب القاسية التي لا يتمنى أي زوج بالطبع أن يمر بها.
يقول العبد الجليل إن حالات ضرب الأزواج التي يتناولها البرنامج وراءها حكايات حقيقية، بعضها حكمت فيه المحكمة وبعضها مازال منظورا أمام القضاء. والكثير من الحالات التي عرضتها في البرنامج صدمت الكثيرين إلى درجة أن البعض تساءل: هل هذه الحالات حقيقية؟ إن ضرب الأزواج بعضهم لبعض أشبه بفيلم من أفلام «الأكشن»، وما نريد أن نقوله من خلال سرد هذه الحكايات التي تصلنا من أصحابها في البرنامج هو أن الأمر خطير وأن العلاقة الزوجية في خطر، ونريد أن نبحث عن إجابة لسؤال مؤسف: ما الذي جعل العلاقة الزوجية التي يفترض أن تكون علاقة حب ورحمة ومودة تتحول إلى علاقة تقوم على الضرب وتبادل اللكمات؟ إن الضحايا ليس هؤلاء الأزواج أو الزوجات ولكن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء الذين يعيشون في بيت تحول إلى حلبة ملاكمة فينشأون مكبلين بالعقد والمشاكل.
«شر البلية ما يضحك»
«شر البلية ما يضحك» هذا القول المأثور، الذي يستشهد به العبد الجليل في برنامجه المثير كثيرا، يعبر عن مدى غرابة حكايات ضرب الزوجات للأزواج. وللبعض العذر عندما لا يتصور أنه يمكن لزوجة أن تضرب زوجها بطفاية السجائر أو تطارده في الشارع لتنال منه بينما يطلق ساقيه للريح كأنه بطل في العدو، خوفا من بطش زوجته المتوحشة. إنها حكايات غريبة لكنها حكايات حقيقية وصدق من قال: إن الحقيقة أغرب من الخيال أحيانا.
ولنبدأ بهذه الحكاية الغريبة فعلا، يقولون دائما إن ليلة الدخلة هي ليلة العمر، وإن شهر الزواج الأول هو شهر العسل، لكن الزوج الشاب، بطل هذه الحكاية، لم يكن يتصور أن ليلة العمر ستتحول إلى «ليلة الضرب». وعلى غرار ما يفعله بعض الرجال لزوجاتهم منذ الليلة الأولى قامت هذه الزوجة بـ«ذبح القطة» لزوجها في ليلة الدخلة حيث قامت بضربه «علقة ساخنة للغاية». المذهل أن هذا الزوج تحمل واستمر الزواج بعد هذه «العلقة» عدة سنوات، أثمر ثلاثة أبناء. وظل هذا الزوج يتحمل ضرب الزوجة وإهانتها، لكنه أخيرا قرر اتخاذ القرار الصعب بتطليقها وهي التي تتقمص شخصية «رامبو» ومازالت جملة كان يسمعها منها يوميا تتردد في أذنه «لو فيك خير اطلعلي بالحوش رأس برأس».
وهذه حكاية رجل دخل على المحامي العبد الجليل ورأسه مربوط بالشاش. وتصور العبد الجليل أن الرجل تعرض لحادث سيارة أو «هوشة في الفريج» لكن المفاجأة أنه تعرض للضرب على يد زوجته حيث قذفت رأسه بـ«طابوقة» مما سبب له جرحا كبيرا. وأثناء الحوار صارحه الرجل بأنها المرة الأولى التي يتعرض فيها للضرب بـ«طابوقة» لكنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للاعتداء من زوجته.. ففي الحالات السابقة كان الضرب بوسائل أخرى، ولأن جسد الزوج المسكين لم يعد يتحمل الضرب فقد قرر رفع دعوى طلاق للضرر.
ضرب «عائلي»
وفي حكاية أخرى وقع خلاف بين زوجين مثل أي خلاف يحدث في أي بيت بين رجل وزوجته، لكن النتيجة التي وصل إليها الخلاف نادرا ما تحدث، لقد قررت الزوجة ترك البيت والذهاب إلى بيت أهلها وبعد عدة أيام قرر الزوج الذهاب إلى بيت عائلتها ليصالحها ويعود بها إلى البيت، وهناك ندم الرجل على أنه فكر في هذا الأمر، فقد استقبلته العائلة استقبالا حارا للغاية حيث لقنته «علقة ساخنة»، الغريب أن الزوجة كانت طرفا فاعلا جدا في المعركة حيث وجهت إلى زوجها عدة لكمات وسط حراسة أفراد العائلة، والأغرب أن الزوج على رغم هذه «العلقة الساخنة» مازال متيما بها ويرفض طلاقها بسبب حبه لها إلى درجة أن المحامي العبد الجليل وصف حالته قائلا «صحيح القط لا يحب إلا خناقه».
وهذه حكاية زوج تعاني زوجته من بعض الأمراض التي تمنعه من حقوقه الزوجية فقرر البحث عن زوجة ثانية، وعرفت الزوجة بالأمر وعندما حدثت المواجهة بينهما سرعان ما تطورت إلى مشادة ساخنة فدفعها الرجل بعيدا عنه، فما كان من الزوجة ألا أن أسرعت إلى المطبخ وعادت تحمل سكينا ففر الزوج هاربا خارج البيت فتبعته الزوجة وهي تركض وراءه في الشارع وظل الرجل يجري وهي وراءه ليتجمع الناس ويشاهدون هذا المشهد التلفزيوني لزوج يجري ووراءه زوجته التي تحمل سكينا.
وفي حكاية جديدة قرر أحد الأزواج الزواج بامرأة أخرى لكن زوجته الأولى اكتشفت الأمر لتشعل نيران الغيرة كل خلافات السنين، فما كان منها إلا أن اتصلت بعائلتها للحضور لتحدث مشاجرة بين الزوج وأشقاء الزوجة. لكن الزوج الذي يتمتع بقوة هائلة كان الغالب فما كان من الزوجة إلا أن حملت «زجاجة» وقذفت به رأس زوجها الذي غرق في دمائه ووصل الأمر إلى مخفر الشرطة ومازالت القضية منظورة أمام القضاء.
أزواج يستحقون
لكن لكي لا نحمل الزوجات وحدهن مسؤولية هذا العنف ضد الأزواج، فإن بعض الأزواج يتحملون المسؤولية ويستأهلون الضرب، فهم يدفعون بتصرفاتهم الحمقاء زوجاتهم دفعا نحو تصرفات عنيفة. ماذا ينتظر زوج من زوجة يجرحها في أنوثتها؟ إن أي زوجة حتى لو كانت لا تملك قدرا من الجمال تحتاج إلى كلمة حب وغزل لا إلى السخرية من شكلها.
فهذا الزوج دأب على مشاهدة القنوات الفضائية خاصة قنوات الموسيقى التي تذيع أغنيات الفيديو كليب، حيث تبدو البنات غاية في الإغراء والإثارة فيشاهد البرتقالة والتفاحة والرمانة، ويعقد مقارنة ظالمة بين بنات الفيديو كليب وبين زوجته التي تقضي معظم وقتها في تربية الأبناء وإعداد الطعام في المطبخ. وفي إحدى الليالي تأثر الزوج بجرعة «الجنس الفضائي» فراح يصف زوجته بأنها «باذنجانة» وهو وصف قاس على أي امرأة. ولم تتحمل الزوجة هذا الوصف، وما أن وجدته نائما حتى دخلت إلى المطبخ وملأت أكبر قدر بالماء ووضعته على النار حتى درجة الغليان ثم ذهبت إلى زوجها النائم وسكبت الماء المغلي عليه عقابا على تغزله بفتيات الفيديو كليب وسخريته من أنوثتها. لقد تشوه وجهه تماما وذهب هو إلى العناية المركزة بينما اتخذت طريقها إلى سجن النساء في انتظار الحكم عليها.
سخر من أنفها فضربته بالعصا
وفي حكاية جديدة لم يكن هذا الزوج معجبا بشيء في زوجته، وقد فعلت كل ما يمكن لكي تنال إعجابه من ريجيم وتغيير لون الشعر بل وإجراء بعض عمليات التجميل لأنفها الذي لم يعجبه لتصغيره وسافرت إلى الخارج لعمل العملية لكن الزوج استغل غيابها وتزوج بأخرى، وعندما اكتشفت الأمر لم تتحمل وذهبت إلى بيتها لتأخذ أغراضها فإذا بالزوج يسخر من أنفها الذي صغرته بناء على طلبه وما زال عليه آثار عملية التجميل لم تتحمل الزوجة وكان جزاء الزوج «علقة ساخنة» بالعصا التي انهالت بها عليه حتى تكسرت على ظهره، وقدم فيها بلاغا ومازالت القضية أمام القضاء.
سهرة مزاج
أطرف الحكايات تلك التي دخل رجل كبير تعدى الستين ووجهه مليء بالكدمات على المحامي العبد الجليل وطلب منه رفع قضية على احدى السيدات. وعندما تعجب المحامي راح الرجل يسرد حكايته بتبجح يحسد عليه. لقد كان يسهر «سهرة مزاج» مع بعض أصدقائه في إحدى الشقق ، واقتحمت زوجة أحد اصدقائه الشقة لتجد زوجها في قمة الانبساط وهو يؤدي وصلة رقص شرقي، فقامت بسحبه من دشداشته وراحت تضربه بقسوة، فما كان من صديقه الشجاع إلا أن قرر أن يدافع عن صديقه.. وهنا تركت الزوجة زوجها غارقا في دمه وأمسكت بهذا الصديق ولقنته «علقة ساخنة» لم ينلها «حرامي في مولود» كما يقول المثل المصري الذي استشهد به العبد الجليل، وأحدثت به عدة إصابات لكن المهم أن النصيحة التي وجهها المحامي خالد العبد الجليل للرجل المصر على رفع قضية ضد زوجة صديقه أن يبحث له عن محام آخر.
يبدو أن الحديث عن ضرب الأزواج للزوجات أصبح قديما ومملا، فهذا الفعل الوحشي الذي يقوم به بعض الأزواج يستنكره الجميع.. وما أكثر الأصوات المنددة بالعنف ضد الزوجات. لكن كيف تبدو الصورة من الجانب الآخر؟ إذ إن هناك من الأزواج من يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، قد لا يتصور البعض أن هناك زوجات يقمن بالاعتداء على أزواجهن بالضرب، وقد يستغرب البعض الآخر عندما يعلم أن بعض الأزواج يقبلون بهذه الإهانة، تعالوا نتأمل حكايات الأزواج المضروبين لنعرف السبب الذي يدفع زوجة الى الاعتداء بالضرب على زوجها؟
يقدم المحامي خالد العبد الجليل في إذاعة الكويت برنامجا متميزا بعنوان «مسائل قانونية» وهو برنامج رائع يعيد من خلاله بعض البريق إلى الإذاعة في عصر سطوة الفضائيات، في هذا البرنامج يتلقى العبد الجليل أسبوعيا سيلا من الرسائل التي تحكي الكثير من الحكايات المأساوية والخلافات العجيبة التي تقع بين الزوجات وأزواجهن، إن متابعة حكايات واستشارات برنامج العبد الجليل القانونية يعطينا صورة واضحة عما يحدث وكيف يبدأ الخلاف بسيطا بين الزوجين ثم يكبر مثل كرة الثلج ليصل إلى حافة العنف والضرب، لتصبح الحياة مستحيلة وتنتقل من البيوت إلى مخافر الشرطة وقاعات المحاكم.
ومن بين حكايات البرنامج عن العنف المتبادل بين الأزواج، يتلقى العبد الجليل الكثير من الرسائل من أزواج تعرضوا لضرب مبرح ووحشي على أيدي زوجاتهم. ويبدو أن الإذاعة التي تخفي شخصية الزوج المضروب ـ على عكس الفضائيات ـ تمنح هؤلاء الأزواج الشجاعة والجرأة على البوح والحديث عن هذه التجارب القاسية التي لا يتمنى أي زوج بالطبع أن يمر بها.
يقول العبد الجليل إن حالات ضرب الأزواج التي يتناولها البرنامج وراءها حكايات حقيقية، بعضها حكمت فيه المحكمة وبعضها مازال منظورا أمام القضاء. والكثير من الحالات التي عرضتها في البرنامج صدمت الكثيرين إلى درجة أن البعض تساءل: هل هذه الحالات حقيقية؟ إن ضرب الأزواج بعضهم لبعض أشبه بفيلم من أفلام «الأكشن»، وما نريد أن نقوله من خلال سرد هذه الحكايات التي تصلنا من أصحابها في البرنامج هو أن الأمر خطير وأن العلاقة الزوجية في خطر، ونريد أن نبحث عن إجابة لسؤال مؤسف: ما الذي جعل العلاقة الزوجية التي يفترض أن تكون علاقة حب ورحمة ومودة تتحول إلى علاقة تقوم على الضرب وتبادل اللكمات؟ إن الضحايا ليس هؤلاء الأزواج أو الزوجات ولكن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء الذين يعيشون في بيت تحول إلى حلبة ملاكمة فينشأون مكبلين بالعقد والمشاكل.
«شر البلية ما يضحك»
«شر البلية ما يضحك» هذا القول المأثور، الذي يستشهد به العبد الجليل في برنامجه المثير كثيرا، يعبر عن مدى غرابة حكايات ضرب الزوجات للأزواج. وللبعض العذر عندما لا يتصور أنه يمكن لزوجة أن تضرب زوجها بطفاية السجائر أو تطارده في الشارع لتنال منه بينما يطلق ساقيه للريح كأنه بطل في العدو، خوفا من بطش زوجته المتوحشة. إنها حكايات غريبة لكنها حكايات حقيقية وصدق من قال: إن الحقيقة أغرب من الخيال أحيانا.
ولنبدأ بهذه الحكاية الغريبة فعلا، يقولون دائما إن ليلة الدخلة هي ليلة العمر، وإن شهر الزواج الأول هو شهر العسل، لكن الزوج الشاب، بطل هذه الحكاية، لم يكن يتصور أن ليلة العمر ستتحول إلى «ليلة الضرب». وعلى غرار ما يفعله بعض الرجال لزوجاتهم منذ الليلة الأولى قامت هذه الزوجة بـ«ذبح القطة» لزوجها في ليلة الدخلة حيث قامت بضربه «علقة ساخنة للغاية». المذهل أن هذا الزوج تحمل واستمر الزواج بعد هذه «العلقة» عدة سنوات، أثمر ثلاثة أبناء. وظل هذا الزوج يتحمل ضرب الزوجة وإهانتها، لكنه أخيرا قرر اتخاذ القرار الصعب بتطليقها وهي التي تتقمص شخصية «رامبو» ومازالت جملة كان يسمعها منها يوميا تتردد في أذنه «لو فيك خير اطلعلي بالحوش رأس برأس».
وهذه حكاية رجل دخل على المحامي العبد الجليل ورأسه مربوط بالشاش. وتصور العبد الجليل أن الرجل تعرض لحادث سيارة أو «هوشة في الفريج» لكن المفاجأة أنه تعرض للضرب على يد زوجته حيث قذفت رأسه بـ«طابوقة» مما سبب له جرحا كبيرا. وأثناء الحوار صارحه الرجل بأنها المرة الأولى التي يتعرض فيها للضرب بـ«طابوقة» لكنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للاعتداء من زوجته.. ففي الحالات السابقة كان الضرب بوسائل أخرى، ولأن جسد الزوج المسكين لم يعد يتحمل الضرب فقد قرر رفع دعوى طلاق للضرر.
ضرب «عائلي»
وفي حكاية أخرى وقع خلاف بين زوجين مثل أي خلاف يحدث في أي بيت بين رجل وزوجته، لكن النتيجة التي وصل إليها الخلاف نادرا ما تحدث، لقد قررت الزوجة ترك البيت والذهاب إلى بيت أهلها وبعد عدة أيام قرر الزوج الذهاب إلى بيت عائلتها ليصالحها ويعود بها إلى البيت، وهناك ندم الرجل على أنه فكر في هذا الأمر، فقد استقبلته العائلة استقبالا حارا للغاية حيث لقنته «علقة ساخنة»، الغريب أن الزوجة كانت طرفا فاعلا جدا في المعركة حيث وجهت إلى زوجها عدة لكمات وسط حراسة أفراد العائلة، والأغرب أن الزوج على رغم هذه «العلقة الساخنة» مازال متيما بها ويرفض طلاقها بسبب حبه لها إلى درجة أن المحامي العبد الجليل وصف حالته قائلا «صحيح القط لا يحب إلا خناقه».
وهذه حكاية زوج تعاني زوجته من بعض الأمراض التي تمنعه من حقوقه الزوجية فقرر البحث عن زوجة ثانية، وعرفت الزوجة بالأمر وعندما حدثت المواجهة بينهما سرعان ما تطورت إلى مشادة ساخنة فدفعها الرجل بعيدا عنه، فما كان من الزوجة ألا أن أسرعت إلى المطبخ وعادت تحمل سكينا ففر الزوج هاربا خارج البيت فتبعته الزوجة وهي تركض وراءه في الشارع وظل الرجل يجري وهي وراءه ليتجمع الناس ويشاهدون هذا المشهد التلفزيوني لزوج يجري ووراءه زوجته التي تحمل سكينا.
وفي حكاية جديدة قرر أحد الأزواج الزواج بامرأة أخرى لكن زوجته الأولى اكتشفت الأمر لتشعل نيران الغيرة كل خلافات السنين، فما كان منها إلا أن اتصلت بعائلتها للحضور لتحدث مشاجرة بين الزوج وأشقاء الزوجة. لكن الزوج الذي يتمتع بقوة هائلة كان الغالب فما كان من الزوجة إلا أن حملت «زجاجة» وقذفت به رأس زوجها الذي غرق في دمائه ووصل الأمر إلى مخفر الشرطة ومازالت القضية منظورة أمام القضاء.
أزواج يستحقون
لكن لكي لا نحمل الزوجات وحدهن مسؤولية هذا العنف ضد الأزواج، فإن بعض الأزواج يتحملون المسؤولية ويستأهلون الضرب، فهم يدفعون بتصرفاتهم الحمقاء زوجاتهم دفعا نحو تصرفات عنيفة. ماذا ينتظر زوج من زوجة يجرحها في أنوثتها؟ إن أي زوجة حتى لو كانت لا تملك قدرا من الجمال تحتاج إلى كلمة حب وغزل لا إلى السخرية من شكلها.
فهذا الزوج دأب على مشاهدة القنوات الفضائية خاصة قنوات الموسيقى التي تذيع أغنيات الفيديو كليب، حيث تبدو البنات غاية في الإغراء والإثارة فيشاهد البرتقالة والتفاحة والرمانة، ويعقد مقارنة ظالمة بين بنات الفيديو كليب وبين زوجته التي تقضي معظم وقتها في تربية الأبناء وإعداد الطعام في المطبخ. وفي إحدى الليالي تأثر الزوج بجرعة «الجنس الفضائي» فراح يصف زوجته بأنها «باذنجانة» وهو وصف قاس على أي امرأة. ولم تتحمل الزوجة هذا الوصف، وما أن وجدته نائما حتى دخلت إلى المطبخ وملأت أكبر قدر بالماء ووضعته على النار حتى درجة الغليان ثم ذهبت إلى زوجها النائم وسكبت الماء المغلي عليه عقابا على تغزله بفتيات الفيديو كليب وسخريته من أنوثتها. لقد تشوه وجهه تماما وذهب هو إلى العناية المركزة بينما اتخذت طريقها إلى سجن النساء في انتظار الحكم عليها.
سخر من أنفها فضربته بالعصا
وفي حكاية جديدة لم يكن هذا الزوج معجبا بشيء في زوجته، وقد فعلت كل ما يمكن لكي تنال إعجابه من ريجيم وتغيير لون الشعر بل وإجراء بعض عمليات التجميل لأنفها الذي لم يعجبه لتصغيره وسافرت إلى الخارج لعمل العملية لكن الزوج استغل غيابها وتزوج بأخرى، وعندما اكتشفت الأمر لم تتحمل وذهبت إلى بيتها لتأخذ أغراضها فإذا بالزوج يسخر من أنفها الذي صغرته بناء على طلبه وما زال عليه آثار عملية التجميل لم تتحمل الزوجة وكان جزاء الزوج «علقة ساخنة» بالعصا التي انهالت بها عليه حتى تكسرت على ظهره، وقدم فيها بلاغا ومازالت القضية أمام القضاء.
سهرة مزاج
أطرف الحكايات تلك التي دخل رجل كبير تعدى الستين ووجهه مليء بالكدمات على المحامي العبد الجليل وطلب منه رفع قضية على احدى السيدات. وعندما تعجب المحامي راح الرجل يسرد حكايته بتبجح يحسد عليه. لقد كان يسهر «سهرة مزاج» مع بعض أصدقائه في إحدى الشقق ، واقتحمت زوجة أحد اصدقائه الشقة لتجد زوجها في قمة الانبساط وهو يؤدي وصلة رقص شرقي، فقامت بسحبه من دشداشته وراحت تضربه بقسوة، فما كان من صديقه الشجاع إلا أن قرر أن يدافع عن صديقه.. وهنا تركت الزوجة زوجها غارقا في دمه وأمسكت بهذا الصديق ولقنته «علقة ساخنة» لم ينلها «حرامي في مولود» كما يقول المثل المصري الذي استشهد به العبد الجليل، وأحدثت به عدة إصابات لكن المهم أن النصيحة التي وجهها المحامي خالد العبد الجليل للرجل المصر على رفع قضية ضد زوجة صديقه أن يبحث له عن محام آخر.