المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجات يضربن أزواجهن بالعصا والطابوق والسكاكين



المهدى
05-08-2005, 08:10 AM
تحقيق: محمد حنفي

يبدو أن الحديث عن ضرب الأزواج للزوجات أصبح قديما ومملا، فهذا الفعل الوحشي الذي يقوم به بعض الأزواج يستنكره الجميع.. وما أكثر الأصوات المنددة بالعنف ضد الزوجات. لكن كيف تبدو الصورة من الجانب الآخر؟ إذ إن هناك من الأزواج من يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، قد لا يتصور البعض أن هناك زوجات يقمن بالاعتداء على أزواجهن بالضرب، وقد يستغرب البعض الآخر عندما يعلم أن بعض الأزواج يقبلون بهذه الإهانة، تعالوا نتأمل حكايات الأزواج المضروبين لنعرف السبب الذي يدفع زوجة الى الاعتداء بالضرب على زوجها؟


يقدم المحامي خالد العبد الجليل في إذاعة الكويت برنامجا متميزا بعنوان «مسائل قانونية» وهو برنامج رائع يعيد من خلاله بعض البريق إلى الإذاعة في عصر سطوة الفضائيات، في هذا البرنامج يتلقى العبد الجليل أسبوعيا سيلا من الرسائل التي تحكي الكثير من الحكايات المأساوية والخلافات العجيبة التي تقع بين الزوجات وأزواجهن، إن متابعة حكايات واستشارات برنامج العبد الجليل القانونية يعطينا صورة واضحة عما يحدث وكيف يبدأ الخلاف بسيطا بين الزوجين ثم يكبر مثل كرة الثلج ليصل إلى حافة العنف والضرب، لتصبح الحياة مستحيلة وتنتقل من البيوت إلى مخافر الشرطة وقاعات المحاكم.

ومن بين حكايات البرنامج عن العنف المتبادل بين الأزواج، يتلقى العبد الجليل الكثير من الرسائل من أزواج تعرضوا لضرب مبرح ووحشي على أيدي زوجاتهم. ويبدو أن الإذاعة التي تخفي شخصية الزوج المضروب ـ على عكس الفضائيات ـ تمنح هؤلاء الأزواج الشجاعة والجرأة على البوح والحديث عن هذه التجارب القاسية التي لا يتمنى أي زوج بالطبع أن يمر بها.

يقول العبد الجليل إن حالات ضرب الأزواج التي يتناولها البرنامج وراءها حكايات حقيقية، بعضها حكمت فيه المحكمة وبعضها مازال منظورا أمام القضاء. والكثير من الحالات التي عرضتها في البرنامج صدمت الكثيرين إلى درجة أن البعض تساءل: هل هذه الحالات حقيقية؟ إن ضرب الأزواج بعضهم لبعض أشبه بفيلم من أفلام «الأكشن»، وما نريد أن نقوله من خلال سرد هذه الحكايات التي تصلنا من أصحابها في البرنامج هو أن الأمر خطير وأن العلاقة الزوجية في خطر، ونريد أن نبحث عن إجابة لسؤال مؤسف: ما الذي جعل العلاقة الزوجية التي يفترض أن تكون علاقة حب ورحمة ومودة تتحول إلى علاقة تقوم على الضرب وتبادل اللكمات؟ إن الضحايا ليس هؤلاء الأزواج أو الزوجات ولكن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء الذين يعيشون في بيت تحول إلى حلبة ملاكمة فينشأون مكبلين بالعقد والمشاكل.


«شر البلية ما يضحك»
«شر البلية ما يضحك» هذا القول المأثور، الذي يستشهد به العبد الجليل في برنامجه المثير كثيرا، يعبر عن مدى غرابة حكايات ضرب الزوجات للأزواج. وللبعض العذر عندما لا يتصور أنه يمكن لزوجة أن تضرب زوجها بطفاية السجائر أو تطارده في الشارع لتنال منه بينما يطلق ساقيه للريح كأنه بطل في العدو، خوفا من بطش زوجته المتوحشة. إنها حكايات غريبة لكنها حكايات حقيقية وصدق من قال: إن الحقيقة أغرب من الخيال أحيانا.

ولنبدأ بهذه الحكاية الغريبة فعلا، يقولون دائما إن ليلة الدخلة هي ليلة العمر، وإن شهر الزواج الأول هو شهر العسل، لكن الزوج الشاب، بطل هذه الحكاية، لم يكن يتصور أن ليلة العمر ستتحول إلى «ليلة الضرب». وعلى غرار ما يفعله بعض الرجال لزوجاتهم منذ الليلة الأولى قامت هذه الزوجة بـ«ذبح القطة» لزوجها في ليلة الدخلة حيث قامت بضربه «علقة ساخنة للغاية». المذهل أن هذا الزوج تحمل واستمر الزواج بعد هذه «العلقة» عدة سنوات، أثمر ثلاثة أبناء. وظل هذا الزوج يتحمل ضرب الزوجة وإهانتها، لكنه أخيرا قرر اتخاذ القرار الصعب بتطليقها وهي التي تتقمص شخصية «رامبو» ومازالت جملة كان يسمعها منها يوميا تتردد في أذنه «لو فيك خير اطلعلي بالحوش رأس برأس».

وهذه حكاية رجل دخل على المحامي العبد الجليل ورأسه مربوط بالشاش. وتصور العبد الجليل أن الرجل تعرض لحادث سيارة أو «هوشة في الفريج» لكن المفاجأة أنه تعرض للضرب على يد زوجته حيث قذفت رأسه بـ«طابوقة» مما سبب له جرحا كبيرا. وأثناء الحوار صارحه الرجل بأنها المرة الأولى التي يتعرض فيها للضرب بـ«طابوقة» لكنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للاعتداء من زوجته.. ففي الحالات السابقة كان الضرب بوسائل أخرى، ولأن جسد الزوج المسكين لم يعد يتحمل الضرب فقد قرر رفع دعوى طلاق للضرر.


ضرب «عائلي»
وفي حكاية أخرى وقع خلاف بين زوجين مثل أي خلاف يحدث في أي بيت بين رجل وزوجته، لكن النتيجة التي وصل إليها الخلاف نادرا ما تحدث، لقد قررت الزوجة ترك البيت والذهاب إلى بيت أهلها وبعد عدة أيام قرر الزوج الذهاب إلى بيت عائلتها ليصالحها ويعود بها إلى البيت، وهناك ندم الرجل على أنه فكر في هذا الأمر، فقد استقبلته العائلة استقبالا حارا للغاية حيث لقنته «علقة ساخنة»، الغريب أن الزوجة كانت طرفا فاعلا جدا في المعركة حيث وجهت إلى زوجها عدة لكمات وسط حراسة أفراد العائلة، والأغرب أن الزوج على رغم هذه «العلقة الساخنة» مازال متيما بها ويرفض طلاقها بسبب حبه لها إلى درجة أن المحامي العبد الجليل وصف حالته قائلا «صحيح القط لا يحب إلا خناقه».

وهذه حكاية زوج تعاني زوجته من بعض الأمراض التي تمنعه من حقوقه الزوجية فقرر البحث عن زوجة ثانية، وعرفت الزوجة بالأمر وعندما حدثت المواجهة بينهما سرعان ما تطورت إلى مشادة ساخنة فدفعها الرجل بعيدا عنه، فما كان من الزوجة ألا أن أسرعت إلى المطبخ وعادت تحمل سكينا ففر الزوج هاربا خارج البيت فتبعته الزوجة وهي تركض وراءه في الشارع وظل الرجل يجري وهي وراءه ليتجمع الناس ويشاهدون هذا المشهد التلفزيوني لزوج يجري ووراءه زوجته التي تحمل سكينا.

وفي حكاية جديدة قرر أحد الأزواج الزواج بامرأة أخرى لكن زوجته الأولى اكتشفت الأمر لتشعل نيران الغيرة كل خلافات السنين، فما كان منها إلا أن اتصلت بعائلتها للحضور لتحدث مشاجرة بين الزوج وأشقاء الزوجة. لكن الزوج الذي يتمتع بقوة هائلة كان الغالب فما كان من الزوجة إلا أن حملت «زجاجة» وقذفت به رأس زوجها الذي غرق في دمائه ووصل الأمر إلى مخفر الشرطة ومازالت القضية منظورة أمام القضاء.


أزواج يستحقون
لكن لكي لا نحمل الزوجات وحدهن مسؤولية هذا العنف ضد الأزواج، فإن بعض الأزواج يتحملون المسؤولية ويستأهلون الضرب، فهم يدفعون بتصرفاتهم الحمقاء زوجاتهم دفعا نحو تصرفات عنيفة. ماذا ينتظر زوج من زوجة يجرحها في أنوثتها؟ إن أي زوجة حتى لو كانت لا تملك قدرا من الجمال تحتاج إلى كلمة حب وغزل لا إلى السخرية من شكلها.

فهذا الزوج دأب على مشاهدة القنوات الفضائية خاصة قنوات الموسيقى التي تذيع أغنيات الفيديو كليب، حيث تبدو البنات غاية في الإغراء والإثارة فيشاهد البرتقالة والتفاحة والرمانة، ويعقد مقارنة ظالمة بين بنات الفيديو كليب وبين زوجته التي تقضي معظم وقتها في تربية الأبناء وإعداد الطعام في المطبخ. وفي إحدى الليالي تأثر الزوج بجرعة «الجنس الفضائي» فراح يصف زوجته بأنها «باذنجانة» وهو وصف قاس على أي امرأة. ولم تتحمل الزوجة هذا الوصف، وما أن وجدته نائما حتى دخلت إلى المطبخ وملأت أكبر قدر بالماء ووضعته على النار حتى درجة الغليان ثم ذهبت إلى زوجها النائم وسكبت الماء المغلي عليه عقابا على تغزله بفتيات الفيديو كليب وسخريته من أنوثتها. لقد تشوه وجهه تماما وذهب هو إلى العناية المركزة بينما اتخذت طريقها إلى سجن النساء في انتظار الحكم عليها.


سخر من أنفها فضربته بالعصا
وفي حكاية جديدة لم يكن هذا الزوج معجبا بشيء في زوجته، وقد فعلت كل ما يمكن لكي تنال إعجابه من ريجيم وتغيير لون الشعر بل وإجراء بعض عمليات التجميل لأنفها الذي لم يعجبه لتصغيره وسافرت إلى الخارج لعمل العملية لكن الزوج استغل غيابها وتزوج بأخرى، وعندما اكتشفت الأمر لم تتحمل وذهبت إلى بيتها لتأخذ أغراضها فإذا بالزوج يسخر من أنفها الذي صغرته بناء على طلبه وما زال عليه آثار عملية التجميل لم تتحمل الزوجة وكان جزاء الزوج «علقة ساخنة» بالعصا التي انهالت بها عليه حتى تكسرت على ظهره، وقدم فيها بلاغا ومازالت القضية أمام القضاء.


سهرة مزاج

أطرف الحكايات تلك التي دخل رجل كبير تعدى الستين ووجهه مليء بالكدمات على المحامي العبد الجليل وطلب منه رفع قضية على احدى السيدات. وعندما تعجب المحامي راح الرجل يسرد حكايته بتبجح يحسد عليه. لقد كان يسهر «سهرة مزاج» مع بعض أصدقائه في إحدى الشقق ، واقتحمت زوجة أحد اصدقائه الشقة لتجد زوجها في قمة الانبساط وهو يؤدي وصلة رقص شرقي، فقامت بسحبه من دشداشته وراحت تضربه بقسوة، فما كان من صديقه الشجاع إلا أن قرر أن يدافع عن صديقه.. وهنا تركت الزوجة زوجها غارقا في دمه وأمسكت بهذا الصديق ولقنته «علقة ساخنة» لم ينلها «حرامي في مولود» كما يقول المثل المصري الذي استشهد به العبد الجليل، وأحدثت به عدة إصابات لكن المهم أن النصيحة التي وجهها المحامي خالد العبد الجليل للرجل المصر على رفع قضية ضد زوجة صديقه أن يبحث له عن محام آخر.

المهدى
05-09-2005, 04:19 PM
الأزواج المضروبون بين جرح الكرامة ونار مؤخر الصداق

تحقيق: محمد حنفي

في الجزء الأول من هذا التحقيق الذي نشر أمس تعرضنا لبعض حكايات ضرب الزوجات لأزواجهن.. وفي الجزء الثاني اليوم نحاول الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها هذه الظاهرة: ما الأسباب التي تجعل بعض الزوجات يضربن أزواجهن؟هل السبب هو ضعف شخصية الزوج أم عدوانية الزوجة؟ وكيف يتعامل القانون مع ضرب الزوجات لأزواجهن؟ وما السبب الذي يجعل بعض الأزواج يطلقون زوجاتهم بدافع الكرامة بينما يضع بعض الأزواج كرامتهم جانبا ويتوجهون إلى القضاء للحصول على الطلاق؟


بعد أن تحولت الحياة الزوجية إلى جحيم بين زوجين، قررت الزوجة طلب الطلاق.. لكن العناد استبد بالزوج ورفض الطلاق. وذات يوم اشتد النقاش فهم الزوج بالخروج من البيت. فأسرعت الزوجة إلى المطبخ وعادت وفي يدها سكين لتقذف به الزوج الذي كان قد وصل إلى باب البيت. ومن حسن حظه أن السكين أصاب يده فقط وكانت قطرات الدم التي نزفتها يده إعلانا بأن الحياة الزوجية قد انتهت وبالفعل وقع الطلاق بين الزوجين .

أما هذا الزوج تعيس الحظ فقد ساقته الأقدار إلى الارتباط بزوجة تلعب الكاراتيه، لكنه لم يكن يتصور أنه سيكون ضحية لها ذات يوم، وقد كان كل ذنبه أنه طالبها بحقوقه الشرعية، فرفضت، فتصور المسكين أنه يمكن أن يأخذ حقه الشرعي بالقوة. ويبدو أنه تناسى إمكانات زوجته التي قامت بتلقينه «علقة ساخنة» وكانت الأولى والأخيرة حيث رفع قضية طلاق، وكسبها. لكن المفاجأة أن الزوج حصل على حكم بفسخ عقد الزواج ليس بسبب الضرب ـ فقد خجل أن يذكر الواقعة ـ ولكن بسبب منعه من حقوقه الشرعية .

وهذا الرجل، الذي يبلغ من العمر 60 عاما وقرر الزواج من فتاة صغيرة علها تعيد إليه شبابه.. لم يخطر على باله أن هذه الفتاة الجميلة المفعمة بالأنوثة «ستعشيه كل يوم بعلقة ساخنة» حيث اكتشف بعد الزواج أن زوجته وحش كاسر وليس أنثى، الغريب أن هذا الرجل وضع كرامته جانبا وقرر رفع قضية طلاق لكي تسقط كل حقوق الزوجة. وأمام القاضي راح الرجل يحكي وقائع الضرب الذي تعرض له على يد زوجته الشابة الجميلة لكنه فوجئ بالقاضي يبادره قائلا: «لماذا تشكو.. طلقها يا أخي ألست رجلا» وبالفعل شعر الرجل بالخجل وطلقها.

وفي حالة مشابهة كان «الهوز» هو وسيلة التفاهم بين الزوجة الشابة القوية والزوج الذي يقترب من السبعين.. فعند نشوب أي مشادة كان «الهوز» هو سيد الحديث حيث تحمله الزوجة الشابة وتهوي به على جسد زوجها المسن .


القانون والضرب
سألت المحامية مريم قبازرد عن عدد الذين توجهوا إليها من الرجال لرفع قضية طلاق ضد زوجاتهم بسبب الضرب، وبعد أن استغرقت في التفكير أجابت:

خلال 11 عاما لم تمر علي قضية في هذا الموضوع سوى مرة واحدة حيث كان الزوج وزوجته من الشباب صغار السن، فالزوج لم يتعد 20 عاما والزوجة لم يتعد عمرها 17 سنة فقط. ويبدو أنهما في هذه السن المبكرة لم يستطيعا استيعاب مفهوم العلاقة الزوجية، وكانا يدخلان في خلافات ومشاجرات تطورت إلى الضرب المتبادل. وذات مرة تعرض الزوج في احدى هذه المشاجرات إلى الضرب من زوجته حيث وجهت إليه عدة لكمات قرر رفع قضية طلاق وانتهى الزواج بسرعة.

وهنا سألت قبازرد: لماذا يرفع بعض الأزواج ممن يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم قضايا طلاق؟ وكيف يثبت الزوج المضروب واقعة الضرب؟ فأجابت قائلة:

بالطبع قلة من الرجال هم من يقومون برفع قضايا بسبب الضرب، لأن التصور المنطقي او رد الفعل التلقائي من أي رجل يتعرض للضرب من زوجته أن يطلقها فورا، لأن كرامته قد جرحت وربما يحدث هذا كثيرا من دون أن نسمع عنه. لكن بعض الرجال يلجأون إلى القضاء من أجل التنصل من مؤخر الصداق لكن معظم الحالات يمكن أن يحكم فيها بالطلاق للضرر لكنها في الوقت نفسه لا تسقط الحقوق المادية للزوجة.

كما إن إثبات حالة الضرب من قبل الزوج المضروب غير سهلة، فهي تتطلب تقارير طبية وشهودا من الخدم مثلا، كما لا يمكن أن نستبعد أن بعض الأزواج يمكن أن يدّعوا كذبا أنهم تعرضوا للضرب على أيدي زوجاتهم من اجل الحصول على حكم بالطلاق يخلصهم من الحقوق المالية للزوجة المطلقة.


القانون لا يفرّق
وحسب المحامي عبد الله التركيت فإن القانون لم ينص على نص محدد يحمي الزوج من الضرب على يد زوجته، حيث يقول:

القانون تعامل مع الزوجين بتساو، حيث تكلم في باب الطلاق بأن أيا من الزوجين إذا تضرر من بقاء العلاقة الزوجية يرفع أمره إلى القضاء، وهنا لا يتكلم القانون عن الزوجة التي يضربها زوجها فقط وإنما الزوج الذي تضربه زوجته أيضا، ولكن بعض الأزواج يمتنعون عن رفع قضايا طلاق ويقومون بإنهاء العلاقة الزوجية بهدوء بسبب الخجل وإحساس الزوج المضروب بأن كرامته قد جرحت وان الحديث عن واقعة الضرب على يد زوجته في قاعات المحاكم قد تشكل له فضيحة، بينما نجد أن الزوجات أكثر استفادة من القانون في هذا الموضوع فالكثير من حالات الطلاق المنظورة أمام القضاء سببها ضرب الأزواج لزوجاتهم وليس العكس.


من السبب.. الزوج أم الزوجة؟
الاستشاري الاجتماعي عدنان الشطي يرى أن العنف المتبادل بين الزوجين يشير إلى خلل يعتري العلاقة الزوجية ويواصل قائلا:

ـ ضرب الزوج لزوجته أو ضرب الزوجة للزوج يعطي مؤشرا خطيرا على أن الحياة الزوجية بينهما وصلت إلى طريق مسدود والعنف من قبل الأزواج ضد الزوجات هو المألوف والمتعارف عليه في المجتمعات العربية، بما يحمله الرجل من أفكار الرجولة وصورة «سي السيد» التي يعشقها بعض الرجال. وتمتلئ وسائل الإعلام بحكايات وقضايا كثيرة عن العنف ضد الزوجات، لكن ضرب الزوجات للأزواج هو الاستثناء وهو غير المألوف في مجتمعاتنا، ويبدو أن التغييرات الاجتماعية التي تمر بها هذه المجتمعات زادت من جرعات العنف بين الأزواج. وقد يكون الزوج نفسه هو سبب لجوء الزوجة إلى العنف ضده فبعض الأزواج يتعاملون بقسوة ووحشية مع الزوجات، ويتولد لدى بعض الزوجات رغبة دفينة في الانتقام ويكون رد الفعل هو رد العنف بعنف مماثل.. فأي شخص سيتعرض إلى اعتداء سيحاول الرد بالطبع.

وقد يكون وراء هذا السلوك العنيف من الزوجة ضعف يعتري شخصية الزوج خاصة لو كانت الزوجة هي التي تتحمل المسؤولية المعنوية والمادية في البيت. ويبدو الأمر هنا كما لو كانت هذه الزوجة تقمصت دور الرجل.. وفي حالة وجود هذا الضعف من الزوج مع شخصية استبدادية للزوجة فإن العنف يصبح منطقيا من الطرف الأقوى وهو الزوجة ضد الطرف الأضعف وهو الزوج.

لكن يمكن لشخصية الزوج القوية أن تكون سببا في أن تسلك الزوجة هذا التصرف العنيف أيضا، فبعض الأزواج يعتبرون أن قوة الشخصية تعني معاملة الزوجة بجفاء، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء بالألفاظ الجارحة أو بالضرب وهو ما يولد لدى الزوجة شعورا بالمرارة تنتهز معه أقرب فرصة لإيذائه، ويمكن أن يصبح العنف ضد الزوج بسبب فارق السن فعندما يكون الزوج كبيرا في السن بينما تكون الزوجة صغيرة يكون هذا الزواج غير متكافئ خاصة في السن وهو ما يعتبر بيئة مثالية للعنف وهو ما نشاهده من تعدّي بعض الزوجات صغيرات السن بالضرب وتوجيه الإهانة إلى أزواجهن الكبار في السن .


علاقة بديلة
ويرى الشطي أن الزوجة التي ترتكب هذا العنف وتقوم بضرب زوجها تعاني من خلل نفسي وحالة مرضية وتحتاج بالطبع إلى علاج نفسي ويضيف قائلا:

وعلاج الزوجة التي تضرب زوجها يجب أن يمر بثلاث مراحل، الأولى نتعرف فيها على سبب المشكلة التي تعانيها الزوجة أو السبب الذي يجعلها تسلك هذا الفعل العنيف ضد الزوج، فقد تكون النشأة القاسية والعنيفة التي صنعت منها شخصية عدوانية وراء ذلك، وقد تكون كراهية الزوجة لزوجها بسبب الخيانة مثلا وراء ذلك العنف. والمرحلة الثانية نحاول من خلالها تخفيف الانفعال الذاتي للزوجة لكي تتحكم في سلوكها العنيف. أما المرحلة الثالثة فهي العلاقة البديلة أي نحاول أن نغير مسار العلاقة الزوجية من الشد والجذب والشجار والضرب إلى علاقة تقوم على التفاهم والحوار والحب فتبادل الكلمة الطيبة بين الزوجين له تأثير كبير في إضفاء السعادة والتفاهم على الحياة الزوجية.

في مصر جمعية «المضروبين في الأرض»

إذا كانت المرأة لا تحتاج إلى مزيد من الجمعيات للدفاع عنها ضد عنف الرجال حيث أصبح هذا الدفاع هاجسا عالميا فيبدو أن الرجال هم الذين في حاجة إلى جمعيات تحميهم من بطش الزوجات.

ومن هنا طرح البعض في مصر فكرة إنشاء جمعية لحماية الأزواج خاصة بعد تزايد حالات اعتداء الزوجات بالضرب على أزواجهن فقد ظهر في مصر خلال العامين السابقين رقمان مخيفان يتعلقان بنسبة الأزواج المضروبين من زوجاتهم.

الرقم الأول يقول إن نسبة الأزواج الذين يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم 38% حسب المركز القومي للبحوث الاجتماعية بناء على دراسة شملت أقسام الشرطة والمستشفيات والمحاكم، بينما تقول دراسة أخرى أن الرقم هو 20% فقط من الأزواج .

ليس غريبا إذن أن يتقدم مجموعة من الأزواج بفكرة إنشاء جمعية تحمل اسم «المستضعفين في الأرض» لحماية الأزواج من عنف الزوجات ولمساعدة الزوجين على تلافي العقبات والمشاكل الأسرية بالحوار بدلا من الضرب واللجوء إلى العنف.

.. وفي الأردن الزوجات يؤيدن ضرب الأزواج

في دراسة سابقة للمجلس الوطني الأردني لشؤون الأسرة اتضح أن 87% من الزوجات الأردنيات يؤيدن ضرب الزوج لزوجته، خاصة عند مخالفة الزوجة لأوامره، أو بسبب غيابها عن المنزل، أو عندما تقوم بحرق الطعام، أو عندما تدخل نقاشا حادا مع زوجها. وأظهر المسح أن 83% من الزوجات يؤيدن حق الرجل في ضرب زوجته، في حال قامت بخيانته.

عبدالحليم
05-22-2005, 03:39 AM
خالد العبدالجليل لديه برنامج بالاذاعة .. بصراحة احس انه يمثل ويريد عمل اثارة وحبكة لقصصه

وهذا لا يعني ان كلها غير صحيحه ..