زوربا
02-14-2016, 04:11 PM
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-02-1312%3A48%3A41.707457-20843_227029-555x318.jpg
عبد العزيز رحابي لـ"الخبر" ... أخشى أن تتحول الجزائر إلى باكستان في الساحل"
الجزائر: جلال بوعاتي / 12:45-13 فبراير 2016
يرى عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي ووزير الثقافة والاتصال السابق، أن الجزائر تواجه مخططا خارجيا لإضعافها، متهما المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب. ويؤكد رحابي، في مقابلة مع "الخبر"، على أن نجاح اتفاق السلام والمصالحة في مالي في إرساء الاستقرار فيه، يحتاج إلى التزام فرقاء الأزمة ببنوده وعدم الانصياع للتأثير الخارجي.
ما قراءتك للوضع في مالي على ضوء العمليات الإرهابية الأخيرة؟
المشكل الكبير يكمن في المجتمع الدولي، الذي يعتبر بأن الإرهاب خطر على الأمن والسلم الدوليين، يجب عليه الالتزام ويشارك في مكافحة الإرهاب، ولكن في الحقيقة أن الأزمة في مالي، وبعد سنتين ما تزال تراوح مكانها وإفرازات السنوات الأخيرة، صارت مشكلا ماليا فرنسيا جزائريا.
وما تأثير ذلك على جهود مكافحة الإرهاب؟
قبل أن نتكلم عن محاربة الإرهاب، علينا ملاحظة أن هذا المشهد يعتبر خللا في أي جهد عسكري. علينا الاعتراف بأن المجتمع الدولي هو الذي تخلى عن مالي، أنظر إلى الوضع الراهن في هذا البلد الجار، الذي يعاني منذ عقود من الفقر والضعف المؤسساتي، بالمقابل، نجد أن الجماعات الإرهابية ممولة بعائدات الفدية ومدججة بأسلحة متطورة قادمة من ليبيا.
هناك معطى آخر لا يقل خطورة مما سبق ذكره، وهو تحالف الإرهابيين مع بارونات تهريب المخدرات والسلاح في الساحل، الذي تحول إلى طريق قوافل المخدرات والأسلحة، وهذه العصابات تشكل خطرا ثانيا على الأمن في حدودنا الجنوبية.
ما المطلوب لمواجهة الإرهابيين؟
الإرهاب لم يعد أعمال قتل لأشخاص لا يصلون أو إطلاق اللحية، لقد تغير وأصبحت له صورة جديدة تؤثر في دول بأكملها. ماذا تفعل دولة مثل مالي الغارقة في الفقر وضعيفة مؤسساتيا أمام عصابات تتحكم في شبكات تهريب المخدرات تقدر قيمتها بملايين الدولارات!
هناك في مالي، أو الساحل عموما، للإرهاب أجندة دولية، تهدف فيما تهدف إلى إضعاف الجزائر. العملية الإرهابية الأخيرة حدثت في منطقة كيدال القريبة من حدودنا. لا يوجد أي دولة قادرة على تأمين حدود بطول 1400 كلم بالجنود والعتاد العسكري، مهما كانت الإمكانيات. الجيش المالي ضعيف ومستحيل الاعتماد عليه في تأمين حدوده.
إضافة إلى ما سبق، حالة الاستنزاف وحالة التأهب العسكري المستمر، تضعف الجزائر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة.
هناك عامل ثان، وهو وجود الجزائر بثقلها في المنطقة يجعلها باكستان المنطقة، في إطار أجندة دولية بإمكانياتها الخاصة ودون أي جهد من المجتمع الدولي. هذا الواقع، يجرّنا لوحدنا إلى محاربة الإرهاب الدولي في المنطقة. لا أتمنى لبلدي أن يتحول إلى دركي في منطقة الساحل، وأن تصير محاربة الإرهاب مسؤولية الجزائر بمفردها، في حين هي ضحية له.
ما مسؤولية فرنسا في ما يحدث؟
فرنسا تعتبر الساحل عمقها الاستراتيجي منذ القديم، ولكن التزامها لا يتناسب مع طموحها الكبير، بالإضافة إلى أنها لا تحظى بتأييد الاتحاد الأوروبي. من جهة ثانية، فرنسا المنهكة اقتصاديا لا تتوفر على الإمكانيات التي تسمح لها بمكافحة الإرهاب في مالي، لذا وجدناها تتحرك دبلوماسيا فقط.
هل تعثر اتفاق الجزائر للسلام في مالي؟
أولا الاتفاق لم يتعثر، لكن لكي ينجح وتجني مالي وكل المنطقة ثماره، يجب على جميع الأطراف الالتزام ببنوده، وهذا الأمر غير ممكن في الظرف الحالي، وذلك بسبب ارتباط فرقاء الأزمة بأجندة خارجية. نجاح الاتفاق في الميدان، يحتاج كذلك إلى إصلاحات سياسية وإقليمية واقتصادية، ودولة مالي لا تتوفر على الإمكانيات التي تسمح لها بتحقيق ذلك. هذه العوامل، التي تضعف الدولة المالية، بالمقابل تقوي الإرهابيين وعصابات التهريب والمتواطئين معها.
لا تنس أن السلاح الليبي المتواجد في الساحل يزيد الأزمة في مالي اشتعالا، فضلا عن أن مناطقه الشمالية صارت معبرا للسلاح والمخدرات. علينا ألا نتجاهل ضعف الحضور الجزائري في الميدان. كما لا تنس أن الجزائر أدارت ظهرها لإفريقيا، إلى أن جاء رمطان لعمامرة إلى وزارة الخارجية، حيث استطاع بفضل علاقاته الممتازة مع قادة الدول الإفريقية من إعادة توجيه البوصلة ناحية العمق الإفريقي، الذي هو مصدر قوتنا. تصوروا، في مالي لا يوجد أي مركز ثقافي جزائري، ولا تعاون بين البلدين في مجالات تقوي الثقة بينهما وبين شعبيهما، مثل تكوين الأئمة وإرساء تواجد طبي وإنساني في المناطق التي تعاني مشاكل اجتماعية وصحية.
في ظل ما سبق، إلى أين يسير الوضع في مالي؟
الجماعات الإرهابية تخضع لأجندة لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب، وإنما تستهدف بشكل واضح وأساسي إضعاف الجزائر من خلال الإبقاء على التوتر في الجوار الجنوبي. وعلينا الانتباه جيدا لهذه المخططات.
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/100383/%D8%A3%D8%AE%D8%B4%D9%89-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84/#sthash.adcDeDrw.dpuf
عبد العزيز رحابي لـ"الخبر" ... أخشى أن تتحول الجزائر إلى باكستان في الساحل"
الجزائر: جلال بوعاتي / 12:45-13 فبراير 2016
يرى عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي ووزير الثقافة والاتصال السابق، أن الجزائر تواجه مخططا خارجيا لإضعافها، متهما المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب. ويؤكد رحابي، في مقابلة مع "الخبر"، على أن نجاح اتفاق السلام والمصالحة في مالي في إرساء الاستقرار فيه، يحتاج إلى التزام فرقاء الأزمة ببنوده وعدم الانصياع للتأثير الخارجي.
ما قراءتك للوضع في مالي على ضوء العمليات الإرهابية الأخيرة؟
المشكل الكبير يكمن في المجتمع الدولي، الذي يعتبر بأن الإرهاب خطر على الأمن والسلم الدوليين، يجب عليه الالتزام ويشارك في مكافحة الإرهاب، ولكن في الحقيقة أن الأزمة في مالي، وبعد سنتين ما تزال تراوح مكانها وإفرازات السنوات الأخيرة، صارت مشكلا ماليا فرنسيا جزائريا.
وما تأثير ذلك على جهود مكافحة الإرهاب؟
قبل أن نتكلم عن محاربة الإرهاب، علينا ملاحظة أن هذا المشهد يعتبر خللا في أي جهد عسكري. علينا الاعتراف بأن المجتمع الدولي هو الذي تخلى عن مالي، أنظر إلى الوضع الراهن في هذا البلد الجار، الذي يعاني منذ عقود من الفقر والضعف المؤسساتي، بالمقابل، نجد أن الجماعات الإرهابية ممولة بعائدات الفدية ومدججة بأسلحة متطورة قادمة من ليبيا.
هناك معطى آخر لا يقل خطورة مما سبق ذكره، وهو تحالف الإرهابيين مع بارونات تهريب المخدرات والسلاح في الساحل، الذي تحول إلى طريق قوافل المخدرات والأسلحة، وهذه العصابات تشكل خطرا ثانيا على الأمن في حدودنا الجنوبية.
ما المطلوب لمواجهة الإرهابيين؟
الإرهاب لم يعد أعمال قتل لأشخاص لا يصلون أو إطلاق اللحية، لقد تغير وأصبحت له صورة جديدة تؤثر في دول بأكملها. ماذا تفعل دولة مثل مالي الغارقة في الفقر وضعيفة مؤسساتيا أمام عصابات تتحكم في شبكات تهريب المخدرات تقدر قيمتها بملايين الدولارات!
هناك في مالي، أو الساحل عموما، للإرهاب أجندة دولية، تهدف فيما تهدف إلى إضعاف الجزائر. العملية الإرهابية الأخيرة حدثت في منطقة كيدال القريبة من حدودنا. لا يوجد أي دولة قادرة على تأمين حدود بطول 1400 كلم بالجنود والعتاد العسكري، مهما كانت الإمكانيات. الجيش المالي ضعيف ومستحيل الاعتماد عليه في تأمين حدوده.
إضافة إلى ما سبق، حالة الاستنزاف وحالة التأهب العسكري المستمر، تضعف الجزائر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة.
هناك عامل ثان، وهو وجود الجزائر بثقلها في المنطقة يجعلها باكستان المنطقة، في إطار أجندة دولية بإمكانياتها الخاصة ودون أي جهد من المجتمع الدولي. هذا الواقع، يجرّنا لوحدنا إلى محاربة الإرهاب الدولي في المنطقة. لا أتمنى لبلدي أن يتحول إلى دركي في منطقة الساحل، وأن تصير محاربة الإرهاب مسؤولية الجزائر بمفردها، في حين هي ضحية له.
ما مسؤولية فرنسا في ما يحدث؟
فرنسا تعتبر الساحل عمقها الاستراتيجي منذ القديم، ولكن التزامها لا يتناسب مع طموحها الكبير، بالإضافة إلى أنها لا تحظى بتأييد الاتحاد الأوروبي. من جهة ثانية، فرنسا المنهكة اقتصاديا لا تتوفر على الإمكانيات التي تسمح لها بمكافحة الإرهاب في مالي، لذا وجدناها تتحرك دبلوماسيا فقط.
هل تعثر اتفاق الجزائر للسلام في مالي؟
أولا الاتفاق لم يتعثر، لكن لكي ينجح وتجني مالي وكل المنطقة ثماره، يجب على جميع الأطراف الالتزام ببنوده، وهذا الأمر غير ممكن في الظرف الحالي، وذلك بسبب ارتباط فرقاء الأزمة بأجندة خارجية. نجاح الاتفاق في الميدان، يحتاج كذلك إلى إصلاحات سياسية وإقليمية واقتصادية، ودولة مالي لا تتوفر على الإمكانيات التي تسمح لها بتحقيق ذلك. هذه العوامل، التي تضعف الدولة المالية، بالمقابل تقوي الإرهابيين وعصابات التهريب والمتواطئين معها.
لا تنس أن السلاح الليبي المتواجد في الساحل يزيد الأزمة في مالي اشتعالا، فضلا عن أن مناطقه الشمالية صارت معبرا للسلاح والمخدرات. علينا ألا نتجاهل ضعف الحضور الجزائري في الميدان. كما لا تنس أن الجزائر أدارت ظهرها لإفريقيا، إلى أن جاء رمطان لعمامرة إلى وزارة الخارجية، حيث استطاع بفضل علاقاته الممتازة مع قادة الدول الإفريقية من إعادة توجيه البوصلة ناحية العمق الإفريقي، الذي هو مصدر قوتنا. تصوروا، في مالي لا يوجد أي مركز ثقافي جزائري، ولا تعاون بين البلدين في مجالات تقوي الثقة بينهما وبين شعبيهما، مثل تكوين الأئمة وإرساء تواجد طبي وإنساني في المناطق التي تعاني مشاكل اجتماعية وصحية.
في ظل ما سبق، إلى أين يسير الوضع في مالي؟
الجماعات الإرهابية تخضع لأجندة لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب، وإنما تستهدف بشكل واضح وأساسي إضعاف الجزائر من خلال الإبقاء على التوتر في الجوار الجنوبي. وعلينا الانتباه جيدا لهذه المخططات.
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/100383/%D8%A3%D8%AE%D8%B4%D9%89-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84/#sthash.adcDeDrw.dpuf