المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواسطة تدعم السلوك الإجرامي في الكويت



سمير
05-07-2005, 04:16 PM
مواطنون أكدوا لـ القبس :
سلبية وسائل الإعلام وتعاطي بعض أجهزة الأمن أسهما في تفشي الجرائم


كتب علي باجي

انتشرت بشكل لافت في الآونة الاخيرة اعمال العنف والجرائم في مختلف مناطق الكويت وتراوحت الحوادث ما بين قتل واغتصاب واعتداء.
وتشير الاحصائيات الى ان معدلها ثابت نسبيا، لكن طبيعتها متغيرة وتتجه نحو التطرف في ارتكاب الجريمة كما حدث في الجهراء وصباح السالم أخيرا.

«القبس» حاولت سبر هذه الظواهر من خلال تسليط الضوء على ابعادها المختلفة، والتقت بعدد من المواطنين والاكاديميين، حيث عزا معظم المواطنين ازدياد معدل الجريمة والمبالغة في ارتكابها الى قصور الاجهزة الامنية في تطبيق القانون، والى الواسطة التي تحاول مساعدة الجناة، في حين اكد استاذا علم النفس الدكتور عويد المشعان وحسن الموسوي ان مؤسسات الدولة التربوية والامنية والاعلامية يقع على عاتقهما الجزء الاكبر من المسؤولية لان لديها القدرة والامكانات التي تحد من بروز ازدياد ظواهر العنف والجريمة.

وفيما يلي تفاصيل الاستطلاع:


البداية كانت لطلال المطيري الذي اشار الى ان سبب ازدياد وتيرة العنف في محافظة الجهراء هو سلبية رجال الامن وصمتهم، فالدوريات نادرا ما تجوب الطرقات الرئيسية او الفرعية في المناطق السكنية. واكد ان بعض رجال الامن لديهم قناعة بان وزارة الداخلية ستنقلب ضدهم في حال تطبيقهم للقانون، لان المسؤولين الامنيين لا يريدون اثارة المشاكل مع المواطنين، فمعظم من يتم ايقافهم في مراكز الشرطة يُفرَج عنهم عن طريق الواسطة وغالبا ما يكون عضو مجلس امة.

المشكلة متأصلة

مبارك المطيري مستاء جدا من شيوع هذه القناعات لدى رجال الامن، ورأى ان المشكلة متأصلة وحلها يحتاج الى قرارات جريئة اولها سن تشريعات وقوانين تحمي رجال الامن من اي ملاحقات قضائية قد تتخذ ضدهم في حال قيامهم بواجبهم.

واستطرد ان ذلك من شأنه ان يحكم قبضة القانون ويحد من سطوة الواسطة التي تشجع وتدعم مواقف البعض، لافتا إلى أن ذوي النفوذ يتدخلون في امور دقيقة جدا إلى درجة أن البعض منهم لا يشعر بالحرج إن توسط في قضية المخدرات أو الخطف أو الاغتصاب.

هجوم ثلاثي

والتقط الحديث بدر العنزي الذي شن هجوما عنيفا ثلاثي الابعاد بدأ بالاسرة ثم وزارة الداخلية وانتهى بوسائل الاعلام وقال ان الاسرة هي الحاضنة التي تتشكل مفاهيم الناشئة فيها. فالاطفال تتراكم لديهم المعارف حول مجتمعهم من خلال ما يتلقونه من معلومات محيطهم القريب وهو الاسرة (الاب والام والاقارب).

ورأى لزاما على الاسرة الاهتمام بالاطفال ومراقبتهم في سن المراهقة لانهم في هذه المراحل عرضة للتأثر باي منبهات خارجية.

برامج غير مدروسة

وانتقد بدر العنزي (مدرس في وزارة التربية) سياسة وزارة الاعلام واكد انها تعرض برامج تلفزيونية غير مدروسة، وان نصيب الاطفال من خارطة البرامج ضئيل جدا وان وجد فانها برامج غير تعليمية ومعظمها ترفيهي او رسوم متحركة، ودُهش من نوعية البرامج التي تعرض، فهي بعيدة كل البعد عن التربية والتعليم وغرس قيم وثقافات البيئة الكويتية.

«الداخلية» سلبية

وعرج العنزي على البعد الثالث وهو وزارة الداخلية، واكد انها سلبية بكل المقاييس في التعامل مع قضايا العنف والجريمة، اذ انها لا تحرك ساكنا عندما تقع حادثة عنف، فرجال الامن يتجاهلون حوادث الشجار في المدارس والمرافق العامة والشوارع، كما انهم يغضون النظر عن استهتار الشباب بقوانين المرور، وراهن على ان بعض المسؤولين في الداخلية هم الذين يتوسطون لمرتكبي حوادث العنف والشجار.

وانتهى قائلا «لو ان القانون طبق على الجميع بصرامة لاختفت هذه الظواهر السلبية وتلاشت الى الابد.

المماطلة في «القانون»

فهد عشوي يرى ايضا ان السبب الرئيسي لحدوث الجرائم والجنح في الكويت هو المماطلة في تطبيق القوانين فالواسطة تفشت في المجتمع واصبحت جزءا من ثقافته، وان المواطنين والوافدين لا يراجعون دائرة حكومية الا والواسطة حاضرة امامهم.

مساس بالأمن

واضاف ان بعض اصدقائه الذين يعملون في سلك الداخلية يروون له قصصا مثيرة، اذ ان الواسطة متفشية إلى درجة ان بعض المتنفذين يتدخل في قضايا تمس الامن الاجتماعي مثل المخدرات والمشروبات وجرائم الخطف والاغتصاب، مشيرا إلى ان بعض الاقاويل تؤكد ان المسعى في مثل هذه الامور غالبا ما ينجح لا سيما اذا كانت القضية جار التحقيق فيها.

إقرار قوانين

وطالب فهد عشوي باقرار قوانين أكثر صرامة وان تسهل اجراءات ضبط الجناة وان يتم تحويلهم بسرعة إلى النيابة العامة حتى يمكن الحد من التدخلات في سير التحقيق في المخافر.

واختتم مناشدا الحكومة بان تفعل الدور التوعوي لوسائل الاعلام حول تربية ومراقبة الاطفال وان تعد لهم برامج اعلامية اسوة بالعالم المتقدم.

الرفاهية سبب

ضحوي الشمري له رأي مخالف حول تفشي الجريمة، وقال ان زيادة الرفاهية التي يشهدها المجتمع بمختلف اطيافه هيأت الظروف الملائمة لحدوث اعمال العنف والجريمة، فالدولة كفلت حق العمل والمسكن والتعليم والصحة للاسرة، وهذا بحد ذاته خلق فراغا لدى ارباب وربات الاسر، فالاب عندما يعود من عمله في فترة الظهيرة يأخذ قسطا من الراحة لمدة 3 ساعات ثم يذهب الى اصدقائه ولا يعود الى المنزل قبل 12 مساء، وخلال فترة غيابه التي تمتد 6 ساعات يقوم السائق بالمهام التي من المفترض ان يقوم بها رب الاسرة. اما الام فالخادمة تقوم بأعباء المنزل نيابة عنها، وتساءل ضحوي اين الدور التربوي للاب والام اذا كانا غائبين عن اولادهما؟.

نتائج مخيفة

وتوقع ضحوي ان وسائل الاعلام لو حصلت على وثائق من سجلات المخافر في مختلف المناطق لخرجت بنتائج وتصورات مروعة ومخيفة، واشار الى ان ما ينشر في الصحف مقارنة بما يحدث ليس الا النزر اليسير.

محسوبيات

واتفق الشمري مع ما قاله فهد عشوي وطلال المطيري عن السلبية التي تتعامل بها اجهزة الامن مع جرائم العنف اذ انها لا تقوم بدورها كما يجب، فالواسطة والمحسوبية تلعبان دورا محوريا في دعم مثل هذه السلوكيات فأي شاب مثلا لديه نية لارتكاب جريمة يضع في حسبانه ان الواسطة جاهزة وستنقذه من المساءلة.


ـــــــــــــــــــــ*

.. وللأكاديميين
رأي: التفكك الأسري.. والمشاكل الاقتصادية
من عوامل ولادة الجريمة


أكد استاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور عويد المشعان ان المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والضغوط النفسية من أهم دوافع الجريمة وأعمال العنف بشكل عام.

واضاف المشعان في تصريح لـ«القبس» ان الفرد اذا مر بضائقة مالية او أعسر عن سداد التزام معين ووجد ان معظم الابواب مغلقة في وجهه لا يجد مفرا من ارتكاب جريمة للحصول على المبلغ المطلوب، وان بعض الافراد في هذا المأزق المادي الصعب لا يفرقون بين الصح والخطأ وانما يضعون نصب اعينهم تحقيق الهدف بغض النظر عن الوسيلة.

التفكك الأسري

اما الدافع الآخر للجريمة ـ والحديث للمشعان ـ وهو يسقطه على الواقع الاجتماعي في الكويت هو الدافع الاجتماعي والمتمثل بالطلاق والتفكك الاسري، فعندما يطلق الزوج زوجته اول من يدفع ثمن هذه الخطوة هم الابناء، إذ تبدأ عندهم مرحلة التشرذم والتشتت بين الأم والأب، وهنا تقل الرقابة الاسرية على سلوك الابناء، حيث يصبح هؤلاء عجينة يمكن تشكيلها بسهولة، وللاسف فإن اول من يتلقفهم رفاق السوء.

واضاف ان معظم مرتكبي حوادث العنف والجرائم من المراهقين والشباب هم الذين يعانون من مشاكل اسرية عند الصغر، وان معظمهم إما يتيم أو مشتت بين والدين مطلقين.

وتحدث المشعان عن الدافع النفسي للجريمة، وقال «ان الضغوط التي يتعرض لها الافراد في العمل والبيت او في تعاملهم اليومي، واحتكاكهم المستمر مع الناس تدفعهم باتجاه العنف في التعامل، والحياة مليئة بالشواهد.

جريمة الجهراء

وعلق في نهاية حديثه على ما حدث اخيرا في محافظة الجهراء عندما قام أب بتسميم ابنائه بان هذه حادثة فردية ولا تعكس حقيقة البيئة التي وقعت فيها الجريمة، مضيفا ان عائلة المتهم من العوائل المحترمة في الجهراء، وانه من الخطأ اطلاق احكام مسبقة، اذ لم يقل القضاء كلمته بعد ولم تفصل الجهات الامنية بعد في القضية.

واكد انه لم يمض اسبوع على هذه الحادثة حتى وقعت اخرى في منطقة صباح السالم عندما اقدم شاب على حرق امه، وآخر قتل في ضاحية عبدالله السالم رميا بالرصاص، وشاب قتل عن طريق الخطأ في الصليبية.

حوادث فردية

وأشار إلى ان الكويت ليست بمعزل عن العالم المليء بحوادث القتل والجريمة المنظمة وان ما يحدث هنا في الكويت على رغم فظاعة الجرائم اخيرا الا اننا نستطيع القول انها حوادث فردية لم ترق بعد إلى مستوى الظواهر العامة.

من جهته قال استاذ علم النفس بكلية الدراسات الاساسية الدكتور حسن الموسوي ان اعمال العنف والجرائم يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار، والا ينظر اليها على انها اعمال فردية ولا تعكس الواقع الاجتماعي في الكويت.

تشكيل لجنة

واقترح الموسوي تشكيل لجنة من عدة جهات حكومية يكون اعضاؤها اصحاب تخصصات معينة مثل القانونيين والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وتعمل هذه اللجنة على وضع آلية معينة لبحث ودراسة الجريمة في الكويت اسوة بالدول المتقدمة، لان انتشار وسائل الاتصال والتطور التكنولوجي الهائل كانت له ردة فعل وآثار سلبية على المراهقين، لا سيما إذا استخدمت بشكل سلبي اذ ينفتح الشباب على ثقافات اخرى، وعوالم تختلف جذريا عن مجتمعنا البسيط.

الجنس والجريمة

ورأى ان الجنس هو الدافع الاساسي لمعظم الجرائم التي نشهدها، وان معظمها تركز في الخطف والاغتصاب والتلصص والمعاكسات وغيرها، واشار الى ان الدور التوعوي لوسائل الاعلام يجب ان يفعل عن طريق بث المبادئ والقيم الايجابية عن تراثنا وعاداتنا وان الدافع النفسي وراء هذه الجرائم يجب ان يوجه التوجيه السليم.

مبالغة الصحف

وانتهى الى ان بعض الصحف لم تكن موفقة في معالجتها للجرائم، لا سيما ذات الطابع الاسري، حيث تبالغ في نشر الاخبار والقصص وتخرج عن المسؤولية الاجتماعية للوسيلة الاعلامية، كما انها تخلق بذلك صورة قاتمة واحباطا عن البيئة التي تقع فيها حوادث العنف والجرائم.


ـــــــــــــــــــــ*

ما يحصل في العالم أغرب من الـخيال

قال بندر الظفيري ان الجرائم في السابق كانت ترتكب بالطريقة والاسلوب أنفسهما. اما قتل او اعتداء، اما الآن فقد تنوعت واختلفت وظهرت بأنماط اخرى من الجرائم وهي تعتبر غريبة، وعزا برأيه ظهور مثل هذا النوع من الجرائم واعمال العنف الى زيادة عدد السكان، بالاضافة الى الاعداد المهولة من الوافدين.

واستطرد ان بعض دول العالم التي تفوق الكويت عددا يحدث فيها ما هو أفظع واغرب وان وسائل الاعلام تطالعنا يوميا بقـصص وحكايات اغرب من الخيال.

ـــــــــــــــــــــ*

الفراغ يدفع إلى الـجريمة


محمد الهاجري لديه رأي مختلف قليلا عما قاله مواطنوه، حيث اكد ان دافع الجرائم هو الفراغ القاتل، اذ ان الشباب يعانون من اوقات فراغ طويلة، فمن الواحدة بعد الظهر حتى الثانية عشرة مساء لا يجد الشاب ما يملأ به فراغه، خاصة إذا لم تكن لديه اي هوايات.

وتوقع الهاجري ان ما يحدث في بعض الدول الاوروبية من انتحار بسبب الفراغ ينسحب على الكويت لكن المعالجة هنا تختلف.


ـــــــــــــــــــــ*

للإعلام المقروء دور كبير

أكد الدكتور عويد المشعان ان وسائل الاعلام خاصة المقروءة لديها القدرة والامكانات التي تستطيع من خلالها الوصول الى معظم شرائح المجتمع.

واضاف ان اعداد برامج اعلامية ذات طابع اسري وتربوي من قبل المتخصصين في الصحف اليومية من شأنه ان يزيد من درجة الوعي التربوي لدى ارباب الاسر لان الاسرة هي النواة الاولى التي يخرج منها الطفل بمفاهيم وقيم معينة وعليه يجب ان تلاحظ وتراقب اطفالها وتغرس فيهم القيم فيما يصح وما لا يصح.


ـــــــــــــــــــــ*

العيب

في تطبيق القانون

قال الدوسري (موظف في بلدية الكويت) ان العيب ليس في القانون، ولكن في تطبيقه، حيث يتراخى بعض المسؤولين الامنيين عن القيام بمسؤولياتهم خوفا من اثارة غضب النواب والمتنفذين.

واضاف ان العديد من القضايا التي تم حفظها سويت بشكل ودي، وذلك بفعل الواسطة، اذ يضغط المتنفذون على المسؤولين الامنيين الذين بدورهم يضغطون على المتخاصمين بعدم اللجوء الى القضاء او النيابة، وان مثل هذه السلوكيات ـ والحديث للدوسري ـ يخلق اصرارا وقناعة لدى الجاني بأن يعود إلى ارتكاب ما فعله.


ـــــــــــــــــــــ*

العاصمة وحولي الأعلى في الجنايات والجنح


تشير الارقام التي نشرتها المجموعة الاحصائية السنوية التي تصدرها وزارة التخطيط الى ان عدد الجنايات والجنح مرتفع في محافظتي العاصمة وحولي ثم تليهما محافظة الفروانية، وبعد ذلك محافظة الجهراء والاحمدي. اما محافظة مبارك الكبير فهي في ذيل القائمة.