المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله يلوم اللي يلومكم ...... عزيزة المفرج



جمال
05-07-2005, 09:23 AM
عزيزة المفرج - الوطن


اجمل ما في تلك الحفلة كان منظر الرجال حين اطلت على المحتفلين نانسي عجرم، اقصد حفلة التكريم التي اقامتها مجلة نيوزويك بالتعاون مع دار «الوطن» في قاعة الراية يوم الاحد الموافق 1 مايو، وجوه الرجال في تلك الحفلة تقرأ عليها مختلف التعابير ويبدو ان نانسي لاحظت ذلك أو ربما سمعت من احدهم كلمة ما لذلك قالت لهم قبل ان تغني «انتو رجال ما بتستحو».

عبدالله الرويشد كان قد مهد لذلك الحال الذي سيكون عليه الحنافيش حين غنى لا تلومونه، بعض اولئك الرجال وجد في كأس الماء منقذا له يطفئ به نشفان ريقه الذي تسببت به حالة سخونة حادة اجتاحت كيانه ويمكن ان نطلق عليها انفلونزا نانسي، اشمعنى الدجاج عندهم انفلونزا! احدهم كان يهز رأسه لا تدري ان كان طربا أو ربما على الغثا الذي ينتظره في البيت وربما كان يترحم على الست الوالدة التي دبسته بابنة خالته التي تشبه زكية زكريا التي خلفت له دستة عيال يشبهونها تماما، كان هناك مجموعة شماحيط في القاعة يرتدين ملابس سوداء، طويلات جدا، نحيلات جدا جدا، تبدو الواحدة منهن كأنها عود مصاص فوقه رأس.

نانسي سحبت البساط من تحت اقدامهن وتستاهل فقد بدت كالعروسة باربي، تلك الفتيات هن مجموعة عصلاوات، مصعويات أو معصعصات كما يقول الاخوة في مصر ولو كان وزني مثلهن لوضعت امامي مدور مجبوس دجاج أو مطبق زبيدي مع ما تيسر من مرفقات من دقوس ومرق ومعبوج وسلطة ولما قمت من الطعام حتى تمتلئ الثلاث، ثلث الماء وثلث الهواء والثلث الباقي الذي هو، كما علمونا في المدرسة، للطعام، تلك الشماحيط منظرهن يدل على مجاعة ولا المجاعة في افريقيا، علقت احداهن عليهن قائلة «يبدو انهن لا يفطرن الا في رمضان ووقفة عرفات والست البيض ويصمن باقي السنة»، المهم نعود لنانسي وللرجال الذين كان يا عيني منظرهم يقطع القلب ويحتاجون لقوات تدخل سريع.

احدهم نزع نظارته وفركها جيدا بالفوطة حتى تتضح لديه الرؤية اكثر وربما فكر بأن يعمل لعينيه عملية ليزك حتى لا يقف ضعف النظر عائقا بينه وبين مشاهدة الحلوات، نانسي كانت تلمع من بعيد والسبب فستانها وألماساتها وقبل كل هذا لون ذراعيها وساقيها، خليط بين الابيض والوردي، بمعنى آخر قشطة وفوقها قليل من صلصة الفراولة، لا بد ان مقارنة تمت بين لون ساقيها وبين لون ساقي زوجة ما فعلت النون وما يعلمون ومع ذلك لم تنفع وسائل اللصق والخلع والدهج والدهن في ان تجعل منظرها احلى ولذلك اخذ ذلك الزوج يتلمظ، ويمسح لعابه الذي اخذ يسيل داعيا داخل قلبه بمصيبة تخلصه من أم العيال وفرج يأتي له بنانسي ان مكن أو بواحدة تشبهها على الاقل لكي يجدد فيها شبابه.

سرح قليلا معها محدثا نفسه «يكفي اسمها الذي تقفز منه الموسيقى قفزا»، غطس في الخيال قليلا وتراءى له انه يدلعها وهي تتمخطر امامه «نوسة، نسنوسة، نوستي، تعالي» انتبه الى انه راح لبعيد فعاد سريعا لواقعه واخذ يصفق مع المصفقين، مع غناء نانسي ودلعها على المسرح تسابق الشباب والرجال في التقاط الصور لها بالموبايل وها هي فرصة تاريخية لهم لثبتوا انهم في يوم ما، في مكان ما، حضروا حفلة لنانسي التي شنفت آذانهم بأغانيها الحلوة، ومتعت عيونهم بجمالها الفاتن، وجعلتهم ينسون واقعهم مرا كان أم حلوا ساعة من الزمن، احدى الحاضرات اقترحت القيام بسرقة المحافظ من جيوب الرجال في الحفلة، ومؤكدا ان احدهم سوف لن يشعر بما حدث له حتى تخرج نانسي من المكان، هي كانت تمزح بالطبع ولكنها تريد ان تدلل على عمق الاستغراق الذي كان فيه الحضور.