المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركة مقتدى الصدر المتطرفة و أنتشار ظاهرة العنف السياسي في العراق



جمال
05-06-2005, 10:28 AM
الدكتور خليل أبراهيم آل عيسى

كاتب عراقي/ باحث في العلوم النووية

http://www.alhalem.net/images/Khalil%20AL%20ISA.jpg

ورث العراق والمنطقة العربية -الأسلامية المحيطة به و منذ فترة ليست قصيرة أنتشار ظاهرة العنف السياسي وتسارع وتيرته وتنوع أشكاله في أواخر القرن العشرين الى مستويات خطيرة هددت وتهدد بحروب دامية وأستنزاف رهيب مستمر لمقدرات بلدان وشعوب هذه المنطقة الحيووية من العالم .

أن ظاهرة العنف السيلسي في هذه المنطقة قديمة وثقافة متجذرة ولكن تصاعدت وتيرتها في فترة مابعد خروج الأستعمار الغربي منها شكلا وليس منهجا وقد أعتاد على ممارسة الظاهرة قوى سياسية وأجتماعية مختلفة على مستوى النخبة الحاكمة والأخرى المعارضة أو بين القوى السياسية نفسها للتنافس المحموم والوصول الى موقع السلطة المنشود وتحقيق أهدافها السياسية والأجتماعية؟؟؟؟.

شهدت منطقة الشرق الأوسط نوعين من العنف اليساري -العلماني بعد أستقلال هذه البلدان وهذا مماجلب للمنطقة ظاهرة أنقلابات العسكر على السلطة ومماجلبت لشعوب هذه المنطقة جيل من الحكام الدكتاتوريين وبأشكال مختلفة من المسميات السياسية للحكم تراوحت بين الجمهورية والملكية ومعظمها رفعت شعارات تحرير فلسطين بالكفاح المسلح؟؟؟؟؟ وتحقيق الوحدة والأشتراكية والتقدم ؟؟؟؟؟؟؟.

لكن تنامي ظهورالقوى الأسلامية وأنتشار أفكارها بين أغلبية الطبقات الشعبية التي تعرضت تهميشها من الحياة السياسية والمشاركة في أدارة حكم البلاد وهذا ماتمخض ظهور العنف الأصولي والتي لجأت الكثير من الجماعات والقوى والأحزاب الأسلامية أستخدامه لمواجهة سلطة الدولة الدكتاتورية وارغامها على الأستجابة لمطالبها الشعبية وهذا ماحصل في مملكة البحرين و المملكة الأردنية الهاشمية أو لأسقاطها وتأسيس بديل أسلامي عنها وهذا ماحصل فعلا في أيران عام 1979م والسودان.

أمتزج صعود الرصيد الشعبي للقوى الأسلامية في المنطقة العربية-الأسلامية بظهور أزمات أمنية وسياسية وأجتماعية داخل الأوطان مما جعلت سلطة الدولة القائمة تتبادل وتبالغ باستخدام العنف بكافة اشكاله وهذا ماحدث منذ عام 1948م عندما اغتيل رئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي على يد جماعة أخوان المسلمين وأستمر العنف فيما بعد في مصر وتونس والجزائر وأيران ولبنان وسوريا والعراق خصوصا في عهد حكم الدكتاتور الدموي صدام حسين فباتت الحياة العراقيية والعربية-الأسلامية تعيش دورة من العنف لاتكاد تنتهي ليومنا هذا.

أن المصادر الأساسية لأدامة وتصعيد العنف بكافة اشكاله الحكومية والشعبية تتمثل حقا بأبقاء قضية الشعب الفلسطيني على حالها دون اللجوء الى حل أستراتيجي عادل مما تشجع العرب والمسلمين على أستخدام العنف المضاد لمواجهة العنف الصهيوني و كذلك لطبيعية أستبداد الأنظمة السياسية الحاكمة على حساب حرمان القوى السياسية في العمل والتعبير من خلال المؤسسات الشرعية ] مؤسسات المجتمع المدني [ وعندما تطول الحالة ستؤدي الى غلق آفاق التغيير السياسي في البلد ويسود فيه الشعور بالأحباط ومرارة الظلم الأجتماعي وأبتعاد أمكانية المجتمع من التغيير السلمي والأبتعاد عن ممارسة العنف السياسي والذي سيختلط بشكل مباشر مع مفهوم الأرهاب السياسي المدان أنسانيا .

على أثر حرب الجهاد في أفغانستان لتحريره من الأتحاد السوفيتي ظهر تيار وهابي سلفي يتخذ من العنف اللامحدود أو الأرهاب المسلح لقتل الأبرياء كأسلوب حركي لمواجهة معضلات السياسية التي يواجهها الشعوب الأسلامية مع أنظمتها السياسية والأطماع الدول الصناعية ودخل أسم الساحة الأعلاميية العالمية من الأبواب الواسعة على أثر أعتداءات متلاحقة بقيادة أسامة }بن لادن أبدأت من تفجيرات نيروبي عام وأنتهاءا بكارثة يوم 11 أيلول الأسود عام 2001م الىضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك وسقط مايقارب ثلاثة آلاف ضحية بريئة ومن بينهم أكثر من سبعة مائة مسلم أمريكي وكان الساحر أبن لادن بن أبيه يتوقع أفلاس أمريكا سياسيا وأقتصاديا وأستسلامها لأكثر من مليار مسلم في العالم.

وكان العنف المضاد الذي لجأت أليه أمريكا أكثر فعالية فأطاحت بحكومة طالبان في أفغنستان وحكومة الدكتاتور صدام حسين وهي الآن على وشك تنظيف العراق من بقايا أوثان الأرهاب الوهابي السلفي والدكتاتورية الصدامية في العراق.

لقد كان عراق الدكتاتور صدام حسين نموذجا صارخا على أزمة شرعية لدولته و سلطته القمعية والتي ساهمت بشكل مباشر ومتعمد على نشر ثقافة العنف والعنف المضاد وبل الأستئصال لمن يعارض الراي وشجع رأس النظام المتخلف محاربة القيم والأخلاق العربية -الأسلامية الأصيلة ومعايير السلوكيية الأصيلة والمتفق عليها في المجتمع العراقي من الغيرة على وحدة الوطن والدين والنخوة ومحبة الناس والتسامح والطيبة العراقيية والتي أوصلت المجتمع العراقي الى الأنهاك والبلاد الى التدمير والأنهيار الشامل للممتلكات والعقول.

لقد مر على عراقنا عام واحد على التحرير من براثن حكم أولاد العوجة الدموي ورجعت الى نفوس وعقول العراقيين نفحات الأمل والتشبث بمستقبل حافلا بالأزدهار والوئام الوطني وخصوصا عندما سقط صنم العار صدام حسين في يوم الأغر 9 نيسان 2003م وفرحت وأبتهجت الأيتام وأرامل شهداء العراق الراقدين في المقابر الجماعية ينتظرون الأحياء من أبناء شعبهم الأخذ بثأرهم من عصابة صدام حسين مئات الآلاف القتلة المحترفين الذين لايزالون طلقاء ينشرون القتل والفساد والفوضى تحت شعار الموت المزيف بما تسمى بالمقاومة ضد الأحتلال والعراق اليوم بفضل أخواننا في مجلس الحكم الموقرون على أبواب أستلام السلطات والسيادة من قوات التحالف بتأريخ 30 حزيران 2004م وهذا مما يتطلب من جميع أبناء العراق الغيارى رص الصفوف والوقوف لجانب مجلس الحكم الموقر والتعاون معه من أجل أنتشال بلدنا من الفوضى الأمنية وتنظيفه من الأرهابيين العرب أتباع أبن لادن والجماعات الأسلامية العربيية التي حللت قتل العراقيين بأسم مقاتلة أمريكا .

هناك مصلحة لجميع أبناء الشعب العراقي في أنشاء نظام ديمقراطي حقيقي ليكون غطاء شرعي وطني يسمح للشعب العراقي بكافة مكوناته الأجتماعية والسياسية المشاركة في الحكم ونذكر الحركات الأسلامية الشيعية-السنية العراقيية أن الديمقراطية تعطي لها مكاسب بأشكالها المختلفة وتحمي مصالح الدين الأسلامي أكثر مما لو أتيح لها الظروف أنشاء دولة أسلامية في الظروف الدوليية الحالية ولذا نشير بأصبع السؤال هذا الى سماحة مقتدى الصدر الناشئ السياسي الجديد القليل الخبرة ولن يكون معروفا نضاليا حركيا قبل سقوط نظام صدام البائد.

أن شخصية سماحة مقتدى الصدر ليس لها تأريخ نهضوي أيدلوجي جهادي معروف لدى العراقيين ضد دكتاتورية صدام كنهضة عمه مفجر الثورة الأسلامية في العراق الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ]طاب ثراه[ ووالده الشهيد السيد محمد صادق الصدر ]قدس سره [ المعروف بعلمه وورعه ونهضته المشهودة ولكن ظهور حركةمقتدى الصدر المفاجئ تحت مسميات غير مقبولة منها يدعي ويشرف على حوزة علمية جديدة وأطلق عليها ] بالحوزة الناطقة[ ؟؟؟ وأن أبناء الطائفة الشيعية لايعرفون غير الحوزة العلمية الشريفة العملاقة في النجف الأشرف التي تضم كبار المراجع العظام كآية الله العظمى السيد علي السيستاني ]دام ظله الشريف [ والمرجع الكبير آية الله السيد محمد سعيد الحكيم ] دام ظله الشريف [ والشيخ محمد مهدي الآصفي والنجفي وغيرهم ولذا يعزوا بمرشد حركته الى الشيخ آية الله كاظم الحائري في أيران ولذا فمقتدى الصدر هو شخصيا على مستوى العلوم الأسلامية والورع لن يصل الى درجة العالم المجتهد ولذا فهو لن يستوجب تقليده ولايزال طالب علم في مرحلة بحث خارج وهنا يكون موقفه الشرعي عندما يظهر تنافسا وتصادما ضد أتباع السيد علي السيستاني هناك أشكال شرعي على مستوى الأنضباط الديني.

وأما على مستوى المنافسة الحركية السياسية ضد حركة المجلس الأعلى للثورة الأسلامية بقيادة الشهيد السعيد السيد آية الله محمد باقر الحكيم ]قدس سره الشريف [ العلم الأسلامي والرمز العراقي الوطني الشامخ الذي قدم حياته من أجل القضية العراقيية وهذه حقا منافسة غير عادلة فالمجلس الأعلى هي حركة جهادية قدمت قوافل الآلاف الشهداء بقيادة قارب العشرون من عائلة آل الحكيم ] طاب ثراهم [ معظمهم علماء مجتهدين وأعلام وهذه الحركة السياسية الوطنية لاتزال تعيش في صفحات مشرقة من مقارعة الدكتاتورية الصدامية وتميزت قيادات المجلس الأعلى بكثير من التعقل والحكمة والصبر من أجل دفع القضية العراقيية الى صدارة الملفات الدوليية وساعدت العراقيين في مجالات كثيرة ولها جماهيرية واسعة داخل أوساط العشائر العراقيية الشيعية -السنية

وعلى خلاف ذلك مع حركة مقتدى الصدر التي تدور حولها الشبهات والتهم العراقيية فهي حركة طالبانية ظلامية مفتعلة طارئة في الحدث العراقي لن نعرف لحد الآن برنامجها السياسي وطبيعة أتباعها وغرابة ممارساتها الغير معروفة في المجتمع العراقي وتشبه كثيرا لمنظمات أسلامية كحزب الله في لبنان وحماس والحرس الثوري الأيراني ولانستطيع أبعاد بصمات الرعاية والدعم الأيراني حيث ألتقى مقتدى الصدر في أيران الشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة النظام وتريد أيران أقحام حركة مقتدى في الشأن العراقي الآن قبل فوات الأوان وينجح العراقييون تحقيق خطوات ميدانية تؤدي الى أحلال الأمن والأستقرار في العراق والسماح لأبنائه الشروع ببناء بلدهم وأشعال مصابيح الديمقراطية التي غابت شمسها منذ فترة طويلة جدا.

أعلن مقتدى الصدر يوم الجمعة المصادف 2/4/2004م من مسجد الكوفة تصريحات غريبة عجيبة ليس لها علاقة بالأجندة السياسية العراقيية لامن قريب ولا من بعيد ويقول كالأتي:::

-أعتبر مقتدى الصدر هجمات أبن لادن في 11 أيلول 2001م على برجي التجارة العالمية في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية وأعتبر هذه العملية الأرهابية بأنها معجزة من الله؟؟؟؟؟

-أعلن دعمه لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وأن حركته ستكون اليد الضاربة لهذه الحركات وسيرد العراقييون بطريقة ترضي الله ؟؟؟؟

أن طبيعة وشكل المراسيم العرض لأتباع مقتدى الصدر في مدينة الصدر بالسيوف والسكاكين وهي ما تشبه كثيرا تنظيميا لمراسيم عرض الجماهيري لحزب الله في لبنان وحماس وفدائي صدام حسين أبان نظامه البائد وهي تثير الكثير من السخرية والأستغراب لسذاجة التفكير والعقلية التي يتمتعوا بها في محاولتهم للهيمنة على الشارع العراقي والنفوذ الى مؤسسات المجتمع المدني وفرض الشعارات الدينيية للجامعات العراقيية وهذا مما أدى الى أغتيال عميد كلية العلوم في بغداد وهي جريمة بربرية لن تغتفر وهؤلاء يوهمون أنفسهم والعراقيين أن من قام بتغيير صدام حسين هذه الشعارات والتحدى الفقاعي وأطلاق بالونات العروبة والأسلام وفلسطين لأعادة الغناء على الأسطوانات المشروخة التي قززنا العار صدام حسين منها وليس الفرق والأسطول الأمريكي -البريطاني بأرادة وعزم عالمي لأحلال شمس الديمقراطية والحرية في بلد حضارات بابل وسومر والكلدانية والآشورية والأسلام في وقت كان مقتدى الصدر هاربا مذعورا من أخلاب الأمن والمخابرات النظام الصدامي البائد.

أن ظاهرة مقتدى الصدر المتنامية بدأت تأخذ منحى وأنعطاف سياسي أكثر جدية وخطورة من قبل ومما تثير الكثير من علامات أستفهام حول شخص وحركة مقتدى الصدر الذي يهدف حقا الى أثارة الفوضى والفتن الصفراء وأشعال حرب أهلية داخل العراق.

أن تصريحاته تحمل الكثير من الرسائل السياسية المبطنة بتهديد أستراتيجي على مستقبل الأستقرار الأمني في العراق وأهمها أنه حان الوقت لمقتدى الصدر الدخول بقوة الى الهيمنة على القرار السياسي العراقي بالقوة وذلك سيكون أمتداد لعمليات ماتسمى بالمقاومة المحصورة في المناطق المحسوبة على النظام البائد حيث أستلم الأوامر من أيران وأعداء الديمقراطية بأنه سيكون الورقة الأيرانية-السورية في العراق على غرار حركة حزب الله اللبناني في وقت لقد فشلت المقاومة المزعومة فشلا أستراتيجيا مذعورا لأجبار وأرباك مخططات الأمريكان لأنجاح أستراتيجيتهم بتحويل العراق الى عراق ديمقراطي حر وها هي تفي بوعودها التي قطعت على نفسها لتسليم السلطات الى العراقيين وهذا ما أثار جنون وهستيرية عناصر المقاومة في فلوجة ومؤيديهم بأرتكابهم جريمة شنيعة تجاوزت حدود البربرية بحرق الأمريكان الأربعة والتمثيل بجثثهم وهذا آخر ممارساتهم الأفلاسية.

لذا نهيب بمجلس الحكم وقوات التحالف أن يقومون بأعتقال مقتدى الصدر ومحاكمته وذلك لأعطائه أوامر التحريض على الفوضى والعصيان المدني والتحريض وهناك لاتزال أتهامات

كثيرة تدور حول دوره وتحريض أتباعه الذين أرتكبوا جريمة قتل حجة الأسلام السيد مجيد الخوئي ]طاب ثراه [ داخل ضريح الأمام علي أبن أبي طالب ]ع[

أن مقتدى الصدر لازال لن يعترف بشرعية مجلس الحكم الموقر ولا بحوزة النجف الأشرف برعاية آية الله العظمى السيد علي السيستاني ]حفظهاالله[ ويتناحر ويشاكس ضد حركة المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ولن يعترف بالدستور المؤقت لأدارة الدولة ولذا فهو لن يعترف بالدولة العراقيية الوليدة ونتسائل عن دوافع وأهداف التوقيت لمواجهة الأمريكان وقوات التحالف في وقت تفي بكل دقة وعودها السياسية لتنفيذ الأجندة المتفق عليها مع اعضاء مجلس الحكم الموقرون ودون تاخير في ملف تسليم السلطات وملف الديون العراقيية والمساعدات السخية تقارب 20 مليار دولار وغيرها تدخل في سياق أحلال نظام ديمقراطي حقيقي يلبي تطلعات الشعب العراقي المغلوب على أمره .

ولذا لايمكننا الأستنتاج ألا أن حركة مقتدى الصدر تشكل بأختصار مفيد عنصر أضطراب وبؤرة خطيرة تهدد بأنتشار ظاهرة العنف والعنف المضاد والفتن والفوضى والتحضير الى اشعال الحرب الأهلية المنتظرة في عراق تصرعه المحن من كافة الأتجاهات وسيكون المستفيد الأول من ممارسات مقتدى الصدر العدوانية العبثية هذه حقا هي بقايا فلول النظام الصدامي الفاريين من عدالة الشعب العراقي وما أكثرهم هؤلاء المنخرطين من فدائي صدام والمخابرات العراقيية وآلاف الخريجين للحملة الأيمانية التي أطلقها المجرم عدي صدام حسين والبعثفاشيين تحت عباءة مقتدى الصدر وأيضا الدول المجاورة المستفيدة والمحرضة لهذه الحركة الطالبانية المتطرفة أيران وسوريا وهؤلاء جميعا يلتقون في معاداة التوجه الديمقراطي جديد النشأ والذي يتطلع أليه الشعب العراقي المظلوم بكل أمل وأنتظار .