لمياء
01-16-2016, 11:57 AM
January 15 2016
تحت عنوان ( على الخليج تجفيف منابع التطرف ) نشرت جريدة الشروق مقالا لاحد اهم كتابها والمسئولين فيها الصحفي عماد الدين حسين وجه فيه الاتهام للسعودية والحركة الوهابية بانها حاضنة التنظيمات الارهابية مثل داعش
وجاء في المقال : هناك تربة خصبة تساعد تنظيم داعش على الاستمرار، بل النمو والازدهار فى المنطقة، ومن دون تجفيف هذه التربة، فلن يتم القضاء على هذا التنظيم الإرهابى مهما كان عنف الضربات الأمنية والعسكرية التى يتعرض لها من الخليج والعراق شرقا إلى ليبيا وتونس والجزائر شرقا.
بوضوح شديد ومن دون لف ودوران فإن بعض هذه التربة الخصبة موجود فى منطقة الخليج، خصوصا السعودية.
أصوات كثيرة تتحدث الآن فى عواصم غربية متعددة عن إمكانية تفكيك المنطقة وأصوات فى السعودية، تخشى أن يتحول هذا الكابوس إلى حقيقة. وبالتالى سواء صحت هذه الاحتمالات ام لا، فإن السلطات السعودية مطالبة بإعادة قراءة المشهد العام فى بلادها والمنطقة لتقطع الطريق على أولئك الذين يريدون تفتيت المنطقة إلى كانتونات ودويلات طائفية صغيرة.
وسواء كان تنظيم «داعش» نبتا طبيعيا بسبب ظروف الجهل والتخلف والاستبداد والفقر فى المنطقة، أو كان بمساعدة من أجهزة استخبارات دولية، أو حتى مزيجا من هذا وذاك، فإنه صار الأداة التى تسرع بعملية تفتيت المنطقة عبر الشعارات والأفكار المريضة التى يرفعها.
كثيرون يربطون بين داعش وأمثاله من التنظيمات المتطرفة، وبين الفكر الوهابى الحاكم والمسيطر والمهمين فى السعودية ومناطق أخرى فى الخليج.
المسئولون فى المملكة ينفون تماما أى علاقة بين هذا الفكر الوهابى وبين الإرهاب، ويقولون انهم صاروا الأكثر تضررا من عملياته.
لكن القراءة الموضوعية تقول إن هناك بعض العلاقة الموجودة بالفعل.وحتى إذا افترضنا أنها ليست موجودة، فالواقع يقول إن هذا الفكر المتطرف انقلب وصار يستهدف السعودية وسياساتها ومؤسساتها مزايدا حتى على الفكر الوهابى الذى يراه البعض شديد التطرف.
السلطات السعودية مطالبة بشن حرب لا هوادة فيها ضد هذا الفكر المتطرف الذى ينتج داعش وأمثالها، وليس فقط ضد بعض الأشخاص الذين يعتنقونه.
بعض رجال الدين فى الخليج ينتقدون داعش علنا، لكن يؤمنون بالكثير من أفكارها سرا، وهؤلاء هم الأبناء الشرعيون للعلاقة التقليدية بين آل سعود والفكر الوهابى.
هذا الفكر المتطرف صار يمثل خطرا حقيقيا على النظام فى السعودية، والجديد أن المتغيرات فى المنطقة صارت تلعب دورا مهما فى مساعدة داعش.
الولايات المتحدة تبتعد عن المنطقة، بل وتقترب إلى حد كبير من إيران، بعد الاتفاق الشهير بشأن الملف النووى. وطهران تتمدد فى العراق وسوريا، بل وتجرأت على دعم الحوثيين على الانقلاب على الشرعية فى اليمن. وأسعار البترول تتهاوى بشكل غير مسبوق. والأهم أن دوائر غربية كثيرة لم تعد تخفى حديثها عن ضرورة إعادة رسم خريطة المنطقة بعد مائة عام تقريبا على اتفاقيات سايكس بيكو، لكن بشرط جديد هو اعتماد الهويات الطائفية الضيقة بديلا للهويات القومية أو حتى القطرية.
خلافا لتوقعات كثيرين ورغم الخلاف الجذرى بين إيران وداعش وسائر المنظمات المتطرفة، فإنها تستفيد من هذه التنظيمات بصورة غير مسبوقة، لأنها تقوم بتهديد ومحاربة بلدان الخليج بل والعمل على تفكيكها.
الحل الجوهرى للقضاء على داعش هو القضاء على الأسباب التى تساعد فى دعمه. لابد أن يكون هناك بديلا جذابا وملهما للشباب فى السعودية والخليج وكل المنطقة، حتى لا يجدوا داعش أمامهم فقط.
لابد من إنهاء الصيغة التقليدية القائمة على احتكار الحقيقة، ووجود صيغة تعددية بشكل ما، ليس مهما أن تكون صناديق انتخابية فورية. المهم أن يكون هناك شعور بالرضا بين غالبية الناس. لابد من وجود حد أدنى من المساواة، والقضاء على مسببات الظلم.
تلك هى الصيغة الوحيدة التى ستجعل السعودية وكل الخليج يواجه جميع التحديات خصوصا الرغبة الإيرانية فى التوسع والهيمنة المعتمدة أيضا على الطائفية لتحقيق أهداف وطموحات قومية.
وللأسف فأى تأخير فى الإصلاحات سوف يضطر المنطقة إلى دفع أثمان مضاعفة له مستقبلا
تحت عنوان ( على الخليج تجفيف منابع التطرف ) نشرت جريدة الشروق مقالا لاحد اهم كتابها والمسئولين فيها الصحفي عماد الدين حسين وجه فيه الاتهام للسعودية والحركة الوهابية بانها حاضنة التنظيمات الارهابية مثل داعش
وجاء في المقال : هناك تربة خصبة تساعد تنظيم داعش على الاستمرار، بل النمو والازدهار فى المنطقة، ومن دون تجفيف هذه التربة، فلن يتم القضاء على هذا التنظيم الإرهابى مهما كان عنف الضربات الأمنية والعسكرية التى يتعرض لها من الخليج والعراق شرقا إلى ليبيا وتونس والجزائر شرقا.
بوضوح شديد ومن دون لف ودوران فإن بعض هذه التربة الخصبة موجود فى منطقة الخليج، خصوصا السعودية.
أصوات كثيرة تتحدث الآن فى عواصم غربية متعددة عن إمكانية تفكيك المنطقة وأصوات فى السعودية، تخشى أن يتحول هذا الكابوس إلى حقيقة. وبالتالى سواء صحت هذه الاحتمالات ام لا، فإن السلطات السعودية مطالبة بإعادة قراءة المشهد العام فى بلادها والمنطقة لتقطع الطريق على أولئك الذين يريدون تفتيت المنطقة إلى كانتونات ودويلات طائفية صغيرة.
وسواء كان تنظيم «داعش» نبتا طبيعيا بسبب ظروف الجهل والتخلف والاستبداد والفقر فى المنطقة، أو كان بمساعدة من أجهزة استخبارات دولية، أو حتى مزيجا من هذا وذاك، فإنه صار الأداة التى تسرع بعملية تفتيت المنطقة عبر الشعارات والأفكار المريضة التى يرفعها.
كثيرون يربطون بين داعش وأمثاله من التنظيمات المتطرفة، وبين الفكر الوهابى الحاكم والمسيطر والمهمين فى السعودية ومناطق أخرى فى الخليج.
المسئولون فى المملكة ينفون تماما أى علاقة بين هذا الفكر الوهابى وبين الإرهاب، ويقولون انهم صاروا الأكثر تضررا من عملياته.
لكن القراءة الموضوعية تقول إن هناك بعض العلاقة الموجودة بالفعل.وحتى إذا افترضنا أنها ليست موجودة، فالواقع يقول إن هذا الفكر المتطرف انقلب وصار يستهدف السعودية وسياساتها ومؤسساتها مزايدا حتى على الفكر الوهابى الذى يراه البعض شديد التطرف.
السلطات السعودية مطالبة بشن حرب لا هوادة فيها ضد هذا الفكر المتطرف الذى ينتج داعش وأمثالها، وليس فقط ضد بعض الأشخاص الذين يعتنقونه.
بعض رجال الدين فى الخليج ينتقدون داعش علنا، لكن يؤمنون بالكثير من أفكارها سرا، وهؤلاء هم الأبناء الشرعيون للعلاقة التقليدية بين آل سعود والفكر الوهابى.
هذا الفكر المتطرف صار يمثل خطرا حقيقيا على النظام فى السعودية، والجديد أن المتغيرات فى المنطقة صارت تلعب دورا مهما فى مساعدة داعش.
الولايات المتحدة تبتعد عن المنطقة، بل وتقترب إلى حد كبير من إيران، بعد الاتفاق الشهير بشأن الملف النووى. وطهران تتمدد فى العراق وسوريا، بل وتجرأت على دعم الحوثيين على الانقلاب على الشرعية فى اليمن. وأسعار البترول تتهاوى بشكل غير مسبوق. والأهم أن دوائر غربية كثيرة لم تعد تخفى حديثها عن ضرورة إعادة رسم خريطة المنطقة بعد مائة عام تقريبا على اتفاقيات سايكس بيكو، لكن بشرط جديد هو اعتماد الهويات الطائفية الضيقة بديلا للهويات القومية أو حتى القطرية.
خلافا لتوقعات كثيرين ورغم الخلاف الجذرى بين إيران وداعش وسائر المنظمات المتطرفة، فإنها تستفيد من هذه التنظيمات بصورة غير مسبوقة، لأنها تقوم بتهديد ومحاربة بلدان الخليج بل والعمل على تفكيكها.
الحل الجوهرى للقضاء على داعش هو القضاء على الأسباب التى تساعد فى دعمه. لابد أن يكون هناك بديلا جذابا وملهما للشباب فى السعودية والخليج وكل المنطقة، حتى لا يجدوا داعش أمامهم فقط.
لابد من إنهاء الصيغة التقليدية القائمة على احتكار الحقيقة، ووجود صيغة تعددية بشكل ما، ليس مهما أن تكون صناديق انتخابية فورية. المهم أن يكون هناك شعور بالرضا بين غالبية الناس. لابد من وجود حد أدنى من المساواة، والقضاء على مسببات الظلم.
تلك هى الصيغة الوحيدة التى ستجعل السعودية وكل الخليج يواجه جميع التحديات خصوصا الرغبة الإيرانية فى التوسع والهيمنة المعتمدة أيضا على الطائفية لتحقيق أهداف وطموحات قومية.
وللأسف فأى تأخير فى الإصلاحات سوف يضطر المنطقة إلى دفع أثمان مضاعفة له مستقبلا