المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتحار ضابط استخبارات أميركي يسلط الضوء على التوتر الذي يتملك متعقبي عناصر «القاعدة»



سمير
05-04-2005, 07:41 AM
واشنطن: غريغ كريكوريان

في يوم غائم قبل عامين، استيقظ براد دوسيت مبكراً بعد ليلة اخرى لم ينم خلالها بشكل جيد. كان دوسيت، وهو مسؤول في مجال مكافحة الارهاب في مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف.بي.آي) قد توجه للفراش في ساعة متأخرة بعد يوم عمل طويل. غير انه استيقظ من نومه بعد عدة مكالمات هاتفية من عناصر المكتب العاملين في المواقع.

اول مكالمة تلقاها كانت في الرابعة والنصف صباحا واستغرقت وقتا طويلا لدرجة ان زوجته سوزان اخذت غطاءها وانتقلت الى غرفة اخرى لاستكمال نومها في بيتهما الواقع في العاصمة واشنطن. وبعد حوالي ساعة سمعت سوزان براد في حديث هاتفي آخر. كان زوجها، الذي يتسم عادة بالهدوء، يصيح في الهاتف، لكنها لم تتمكن من معرفة السبب. كان الوقت قد اقترب من الفجر، ودأب دوسيت في نشاطه التقليدي كل صباح. اعداد القهوة لزوجته وإعداد بضعة شرائح من الخبز المحمص لنفسه، وكي سرواله. وأعد زجاجتين من مشروب الصودا لشربها خلال الرحلة الى مكتبه.

في العادة تكون الخطوة التالية هي الاستحمام. لكن زوجته لم تسمح صوته، وبدلا من ذلك سمعت صوت ارتطام شيء بالارض اعتقدته مصباحاً. نادت «براد، براد ..». لم تسمع اجابة فهرعت الى غرفة نومهما، وهناك عثرت على دوسيت ملقى على الارض، وبقعة دم خلف اذنه اليمني. كان قد أطلق النار من مسدسه على نفسه. عندها، اسرعت الى الهاتف حتى تتصل بالاسعاف إلا ان الخط كان مقطوعا، وتبين ان براد كان قد قطع الاسلاك.

وقرر طبيب التشريح ان وفاة دوسيت في 29 ابريل (نيسان) 2003 كان انتحارا، غير ان الذين يعرفونه قالوا ان ضغط العمل في مجال مكافحة الارهاب هو الذي دفعه للانتحار. وتقول سوزان العنصر السابق في مكتب المباحث الفيدرالي، ان العمل في المكتب هو «عمل 100 في المائة. ارهاق رهيب وقلق وعدم قدرة على النوم وعدم قدرة على مغادرة واشنطن». وقال جو ويليامز، المرشد الديني في مكتب المباحث: «الكثير من الناس، ينسون انشغالات مكاتبهم بمجرد ان يصلوا الى منازلهم، لكن موظفي الاستخبارات الفيدراليين العاملين في مكافحة الإرهاب، لا يستطيعون القيام بذلك. انهم يبقون دائماً في حالة تفكير: هل فعلاً غطيت كل شيء اليوم؟».

قضى دوسيت نحو 20 سنة من العمل في مكتب المباحث، وعند وفاته كان رئيسا لوحدة خاصة في مكتب (اف. بي. آي) قامت بالتحقيق فيه اشتبه فيه بالتجسس من قبل إيران و«حزب الله» اللبناني ومجموعات شيعية أخرى.

ورفض مكتب (اف. بي. آي) التعليق على ما إذا كان لانتحار دوسيت علاقة بعمله. واكتفى المسؤولون في المكتب بالقول انه ليست هناك أية إحصائيات عن التوتر الذي يسببه العمل وسط موظفي الاستخبارات المختصين في مكافحة الإرهاب.