أمير الدهاء
11-29-2015, 12:28 AM
علي أحمد البغلي - القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/344e8a4e-7e09-4f0d-98f3-519b44feabdc_author.jpg
نشر في : 29/11/2015
أسعار برميل النفط، التي تنشرها القبس وغيرها لنا يومياً على صدر صفحتها الأولى، تكاد تلامس الـ30 دولاراً.. لكن بيروقراطيي حكومتنا الرشيدة ومعظم وزرائها ما زالوا نايمين في العسل، يعيشون في أيام وليالي برميل البترول، الذي اقترب لحاجز الـ150 دولاراً؟!
وإلا هل يُعقل أن ترسل وزارة الصحة كتاباً مطوّلاً للجنة المناقصات المركزية لتعطيها الضوء الأخضر للتعاقد على موضوع، لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا حاجة ملحة، ولكنه سيكلف ميزانية الدولة المنهكة ما يجاوز 1200 مليون جنيه إسترليني؟!
والموضوع الذي سيكلف هذا المبلغ الخرافي، والذي تحرص وزارة الصحة على حصولها على استثناء ناجز للتعاقد عليه، لخصه سعادة وكيل وزارة الصحة في خطاب مرسل للجنة المناقصات المركزية في «التعاقد مع شركة بريطانية لتطوير وربط نظام المعلومات والتقنية الخاصة بالبرامج الطبية في التخصصات المختلفة، وعمل ربط برنامج العلاج في الخارج بين المكاتب الصحية في الخارج التابعة لوزارة الصحة (باريس، لندن، واشنطن، فرانكفورت) والمستشفيات والمراكز الطبية المعالجة وإدارة العلاج بالخارج، لمتابعة الحالات المبتعثة للعلاج في الخارج على مدار الساعة».
وقد مدح الوكيل في رسالته الشركة الفريدة من نوعها في هذا المجال.. وأن ذلك العقد ذا القيمة الخرافية ما هو إلا انطلاق لبروتوكول التعاون، الذي تم توقيعه مع الحكومة البريطانية.
* * *
ونحن وغيرنا يرد على السيد الوكيل ووزارته العتيدة، ألم تسمعوا بالتراسل عن طريق الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي المجانية، التي ستغنيكم عن ذلك النظام الشافط للأموال العامة من دون مردود؟! وهل تودّون إعلامنا بأنكم تواصلون الليل بالنهار لمتابعة المرضى المبتعثين في الخارج؟ وأغلبية أو كثير من أولئك المرضى من غير المحتاجين، تم إرسالهم للخارج بالواسطة وحب الخشوم والرشى السياسية للنواب وغيرهم من المتنفذين؟!
وماذا يعمل الملحقون الصحيون في الخارج وموظفوهم المحليون، إذا هم لا يقومون بإرسال تقارير المرضى، لكم الذين ابتعثتموهم لحاجتهم للعلاج، أو لقوة ونفوذ واسطتهم؟!
* * *
تكفينا بلاوي العلاج في الخارج، ما اقترفته أيدي وتصرفات المرافقين لمرضاكم، وآخرهم ذلك الشخص الذي «مسح الأرض» بموظفي سفارتنا في إحدى الدول الأوروبية من دون رادع من ضمير أو أخلاق أو تربية؟!
يكفينا مصروفات العلاج في الخارج، التي يتوقع أن تتعدى هذه السنة لوزارة الصحة فقط 350 مليون دينار، وقد كانت قبل 4 سنوات لا تتجاوز 100 مليون دينار، ويتوقع أن تكسر في عهدكم الزاهر حاجز الـ500 مليون، ناهيك عن العلاج في الخارج لوزارة النفط وشركاتها ووزارتي الدفاع والداخلية ومجلس الوزراء وغيرها، التي ستجاوز حاجز الـ1200 مليون دينار؟!
لتأتي يا حضرة الوكيل وبأوامر من الوزير لتضيف الى هذه المصاريف، وغالبيتها غير المبررة، مصروفاً باهظاً وغير ذي جدوى قولاً واحداً؟! وقد بشرنا معالي الوزير مؤخراً بموافقة لجنة المناقصات على مشروعه الفذ؟
* * *
نحن نعلم أن معظم من في مجلس الأمة لن يفتح فمه إزاء ذلك العبث بالمال العام، لذلك نناشد سمو رئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء وضع حد لما تعتبره النهب المبرمج للمال العام، ولو كانت الحال ميسورة أيام ارتفاع برميل النفط، لكان بالإمكان غض النظر عن ذلك، ولكن في ظل تدني سعر برميل النفط وتصريحات وزير المالية بفرض رسوم على السلع والخدمات، فبرنامجكم أو تعاقدكم مع الشركة البريطانية لتلك الخدمة «اللي كلش مالها لزوم»، كمن يطلب من الحافي (اللي هو حكومتنا) نعالاً؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com
http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=1112170&isauthor=1
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/344e8a4e-7e09-4f0d-98f3-519b44feabdc_author.jpg
نشر في : 29/11/2015
أسعار برميل النفط، التي تنشرها القبس وغيرها لنا يومياً على صدر صفحتها الأولى، تكاد تلامس الـ30 دولاراً.. لكن بيروقراطيي حكومتنا الرشيدة ومعظم وزرائها ما زالوا نايمين في العسل، يعيشون في أيام وليالي برميل البترول، الذي اقترب لحاجز الـ150 دولاراً؟!
وإلا هل يُعقل أن ترسل وزارة الصحة كتاباً مطوّلاً للجنة المناقصات المركزية لتعطيها الضوء الأخضر للتعاقد على موضوع، لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا حاجة ملحة، ولكنه سيكلف ميزانية الدولة المنهكة ما يجاوز 1200 مليون جنيه إسترليني؟!
والموضوع الذي سيكلف هذا المبلغ الخرافي، والذي تحرص وزارة الصحة على حصولها على استثناء ناجز للتعاقد عليه، لخصه سعادة وكيل وزارة الصحة في خطاب مرسل للجنة المناقصات المركزية في «التعاقد مع شركة بريطانية لتطوير وربط نظام المعلومات والتقنية الخاصة بالبرامج الطبية في التخصصات المختلفة، وعمل ربط برنامج العلاج في الخارج بين المكاتب الصحية في الخارج التابعة لوزارة الصحة (باريس، لندن، واشنطن، فرانكفورت) والمستشفيات والمراكز الطبية المعالجة وإدارة العلاج بالخارج، لمتابعة الحالات المبتعثة للعلاج في الخارج على مدار الساعة».
وقد مدح الوكيل في رسالته الشركة الفريدة من نوعها في هذا المجال.. وأن ذلك العقد ذا القيمة الخرافية ما هو إلا انطلاق لبروتوكول التعاون، الذي تم توقيعه مع الحكومة البريطانية.
* * *
ونحن وغيرنا يرد على السيد الوكيل ووزارته العتيدة، ألم تسمعوا بالتراسل عن طريق الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي المجانية، التي ستغنيكم عن ذلك النظام الشافط للأموال العامة من دون مردود؟! وهل تودّون إعلامنا بأنكم تواصلون الليل بالنهار لمتابعة المرضى المبتعثين في الخارج؟ وأغلبية أو كثير من أولئك المرضى من غير المحتاجين، تم إرسالهم للخارج بالواسطة وحب الخشوم والرشى السياسية للنواب وغيرهم من المتنفذين؟!
وماذا يعمل الملحقون الصحيون في الخارج وموظفوهم المحليون، إذا هم لا يقومون بإرسال تقارير المرضى، لكم الذين ابتعثتموهم لحاجتهم للعلاج، أو لقوة ونفوذ واسطتهم؟!
* * *
تكفينا بلاوي العلاج في الخارج، ما اقترفته أيدي وتصرفات المرافقين لمرضاكم، وآخرهم ذلك الشخص الذي «مسح الأرض» بموظفي سفارتنا في إحدى الدول الأوروبية من دون رادع من ضمير أو أخلاق أو تربية؟!
يكفينا مصروفات العلاج في الخارج، التي يتوقع أن تتعدى هذه السنة لوزارة الصحة فقط 350 مليون دينار، وقد كانت قبل 4 سنوات لا تتجاوز 100 مليون دينار، ويتوقع أن تكسر في عهدكم الزاهر حاجز الـ500 مليون، ناهيك عن العلاج في الخارج لوزارة النفط وشركاتها ووزارتي الدفاع والداخلية ومجلس الوزراء وغيرها، التي ستجاوز حاجز الـ1200 مليون دينار؟!
لتأتي يا حضرة الوكيل وبأوامر من الوزير لتضيف الى هذه المصاريف، وغالبيتها غير المبررة، مصروفاً باهظاً وغير ذي جدوى قولاً واحداً؟! وقد بشرنا معالي الوزير مؤخراً بموافقة لجنة المناقصات على مشروعه الفذ؟
* * *
نحن نعلم أن معظم من في مجلس الأمة لن يفتح فمه إزاء ذلك العبث بالمال العام، لذلك نناشد سمو رئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء وضع حد لما تعتبره النهب المبرمج للمال العام، ولو كانت الحال ميسورة أيام ارتفاع برميل النفط، لكان بالإمكان غض النظر عن ذلك، ولكن في ظل تدني سعر برميل النفط وتصريحات وزير المالية بفرض رسوم على السلع والخدمات، فبرنامجكم أو تعاقدكم مع الشركة البريطانية لتلك الخدمة «اللي كلش مالها لزوم»، كمن يطلب من الحافي (اللي هو حكومتنا) نعالاً؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com
http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=1112170&isauthor=1