المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاسيس الغضب والتهميش تسيطر على محجبات تركيا



على
05-03-2005, 10:29 AM
لسنوات لم تدخل ميرفت اكتاس أي مدرسة، لما يثيره لديها من أحاسيس مؤلمة منذ اقالتها من وظيفتها كمعلمة بسبب ارتداء الحجاب, وتقول «حتى السير قرب مدرسة الان وسماع صوت الاطفال في ساحة المدرسة يشعرني بالالم, أسأل نفسي لماذا حدث ذلك لي وليس لأحد اخر؟ هل أنا سيئة هكذا»؟

صديقتها توركان باكاجاك، لديها أيضا ذكريات مؤلمة من فترة عملها كمدرسة
للرياضيات, وذكرن «جاء مفتش وطلب أن أتخلى عن الحجاب,,, انه لأمر مقزز, انه مثل أن يطلب أحدهم التعري, انهم يدمرون مكانتك عند الطلبة واحترامهم لك».

خاضت ميرفت وتوركان نزاعا في شأن حظر صارم على الحجاب في المدارس والمنشآت العامة الاخرى, وتركيا دولة علمانية، الا أن غالبية سكانها من المسلمين، حيث غالبية النساء يرتدين الحجاب وأولهن زوجة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذو الجذور الاسلامية، التخفيف من الحظر الا أنه واجه معارضة قوية من جانب الجيش والمؤسسة البيروقراطية، حيث الولاء أقوى ما يكون للقيم العلمانية.

ويقول البعض ان الحظر المفروض على الحجاب في تركيا، أشد من القيود الموجودة في دول اخرى، ويعتبرونه انتهاكا لحرية الافراد في التعبير في بلد يوشك أن يبدأ هذا العام مباحثات الانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.

وقال ايهان بيلغين، رئيس «جماعة مظلومدار» للدفاع عن حقوق الانسان لـ «رويترز»، ان «تركيا لم تحظر ارتداء الحجاب على موظفات الحكومة أو الطالبات في المدارس العامة فقط كما في فرنسا، بل انها تفرض ذلك أيضا في المعاهد الخاصة وفي دورات الحصول على تراخيص القيادة وساحات القضاء بل وفي المستشفيات», وتابع «هذه ليست قضية حقوق أقلية كما في الدول الغربية حيث غالبية السكان غير مسلمين، لكنها مسألة شرعية النظام الديموقراطي في تركيا», وأضاف أن الاحزاب السياسية والانتخابات والبرلمان، جميعها تخاطر بفقدان ما لها من شرعية لان الاحزاب التي تولت السلطة وسبق أن وعدت برفع الحظر على الحجاب، لم يسمح لها بذلك من جانب سلطات خارج البرلمان.
واضاف بيلغين: «من المخجل لتركيا أن تكون زوجة رئيس وزرائها المحجبة موضع قبول البيت الابيض من دون أن يتاح لها ذلك في قصر الرئاسة في بلدها».

وأظهرت وسائل الاعلام التركية في العام الماضي، ايمين، زوجة اردوغان المحجبة، وهي تتناول الشاي مع لورا بوش في البيت الابيض، الا أنها اشارت الى أن ايمين قد لا تستطيع أبدا القيام بالامر نفسه في قصر الرئيس التركي العلماني احمد نجدت سيزار.
ويقول المدافعون عن الحظر على الحجاب، انه أمر مشروع لمواجهة الاصولية الاسلامية التي يعتبرون انها تريد فرض رموز دينية صارمة على المجتمع واقامة دولة تقوم على الافكار الدينية, وهم يشيرون أيضا الى حكم مهم أصدرته المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في العام الماضي، ساند الحظر ورفض دعوى استئناف من طالبة منعت من متابعة دروسها في جامعة اسطنبول بالحجاب، لانه ينتهك اللوائح الرسمية الخاصة بالزي.

ونساء مثل ميرفت وتوركان، يؤكدن أنهن لا يمثلن أي تهديد للنظام العلماني ويقلن انهن لا يتمنين رؤية بلدهن يمضي في طريق دول اسلامية مثل ايران أو السعودية, قالت ميرفت: «فهمهم للاسلام مختلف عنا, اننا ننتمي الى تقاليد دينية مختلفة, تركيا أيضا تتطلع الى الغرب».

وتنتمي ميرفت وتوركان الى جماعة للدفاع عن حقوق المرأة في انقرة, وكثير من الاعضاء عملوا ذات مرة في مدارس دينية تديرها الحكومة لتخريج رجال الدين, وقالت الاثنتان ان ملابسهما كان يتم التسامح معها، لكن بعدما ضغطت المؤسسة العسكرية لاطاحة الحكومة التي يقودها اسلاميون في 1997 أصبح المناخ حتى في المدارس الدينية أكثر قمعا.
وتابعتا أن كون تركيا مقبلة على بدء مباحثات للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي لا يعطى المحجبات كثيرا من الامل في امكانية حدوث أي تحسن، وأشارتا الى تزايد مشاعر العداء للمسلمين في اوروبا بعد 11 سبتمبر 2001 والحظر الجديد على الحجاب في المدارس الثانوية في فرنسا.

ورغم مرور الوقت، تقول النساء انهن مازلن يعانين نفسيا من طردهن من الوظائف التي كن يحببنها, وذكرت احداهن انها صارت انطوائية للغاية بعدما فقدت وظيفتها رغم أنها كانت في السابق اجتماعية جدا, وأشارت اخرى الى أنها صارت عدوانية.

وقالت خديجة غولر، المدرسة السابقة، ان خبراتها جعلت عندها حساسية شديدة لمعاناة الاقليات, وتساءلت «كمواطنة في هذا البلد، هل كان لي أي رد فعل على الاطلاق حيال قمع الاكراد أو اليساريين أو المعارضين الذين كانت الشرطة تسحبهم على الارض أو ساندت حقوق المثليين التي ننكرها عليهم؟ قبلنا كان الاكراد واليساريون والان نحن,,, من التالي»؟