المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحزاب البريطانية الفكاهية



مجاهدون
05-03-2005, 09:25 AM
يغيب عن انتخابات بعد غد في بريطانيا ديفيد ساتش، الذي كان وجهاً من وجوه المشهد السياسي لسنوات عدة قبل انتحاره في 1999.

غير ان «حزب الوحش المجنون الهاذي»، الذي اسسه الراحل في 1983، سيحضر على عادته. فقد رشح العشرات ممن سينافسون مرشحي العمال والمحافظين.. في دوائر شتى. والارجح ان مرشحيه الفكاهيين بامتياز، الذين يظهرون عادة على المنابر وقت الاعلان عن النتائج بثيابهم الملونة الغرائبية، التي تشبه ثياب مهرجي السيرك، سيتكفلون بإبقاء ذكرى «اللورد ساتش» أكبر مؤسسي هذا النوع من أحزاب الاحتجاج الساخرة في بريطانيا، خلال العقود القليلة الماضية. والرجل الذي منح نفسه لقب اللورد من دون استشارة الجهات المختصة، مثله مثل كثير من مواطنيه الذين دأبوا على اقامة احزاب فكاهية، بقصد جذب الانتباه العام حيناً والاحتجاج على المؤسسة السياسية الرسمية احياناً.

وكان «اللورد ساتش» قد ولد في عام 1940 ونال قسطاً من الشهرة اوائل الستينات كمطرب يؤدي اغاني البوب. وفي 1963 رشح نفسه للمرة الاولى في انتخابات برلمانية استثنائية، ممثلاً لحزب اقامه وقتها باسم «حزب المراهقين الوطني». والطريف ان القضية التي ناضل الحزب في سبيلها، كانت على قدر من الجدية، إذ اعلن ان هدفه الاساسي هو مساعدة الشباب ممن بلغوا سن الـ21 عاماً على نيل حق بالادلاء باصواتهم في الانتخابات. وعاد الى الواجهة مجدداً حين شارك في الانتخابات العامة في عام 1966 قبل ان يعتكف بعيداً عن السياسة لبضع سنوات. ولما عاد، كان قد شكل حزباً جديداً اطلق عليه اسم حانة زارها في اسبانيا، بيد ان حظ الحزب في انتخابات عامي 1970 و1974 لم يكن اقوى من سابقه.

وخلافاً للحزبين السابقين، حظي «حزب الوحش المجنون الهاذي»، الذي اسسه «اللورد» في 1983 باستقطاب واهتمام اعلامي واسع وتأييد اكبر. ولئن كان الفضل في بعض هذا الاهتمام يعود الى ثياب «اللورد» الفاقعة بالوانها الخضراء والحمراء... وقبعته الفكاهية الكبيرة، فالارجح ان شعاره الموفق قد ساهم مساهمة لا بأس بها في تسليط الضوء عليه. وفي هذا الشعار الذي جاء مخالفاً لكل ما اتسمت به المؤسسة البريطانية الحاكمة في ظل زعامة مارغريت ثاتشر، خاطب «اللورد ساتش» الناخب قائلاً: «صوت للجنون، ففي ذلك كل الحكمة كما تعلم». ونجح الحزب الفكاهي في عام 1991 بنيل اصوات في انتخابات استثنائية بدائرة بوتل التابعة لمدينة ليفربول، فاق عددها تلك التي حظي بها مرشح «حزب الديمقراطيين الاشتراكيين»، الذي عُلقت عليه آمال كبيرة بتحقيق اختراق انتخابي مهم.