JABER
05-03-2005, 06:49 AM
عبد الله خلف
عرفنا الشعب العراقي من خلال أدبائه ومفكريه وعامته، لا يصغي لاي تحرك طائفي.. نسيجه الاسري متداخل في الانساب ويكره المتعصبين رغم كوارث التاريخ التي عصفت بالعراق منذ ان سقطت بغداد بغزو هولاكو في عهد المستعصم بالله 0سنة 656 هـ 1258 م) و آخر خلفاء الدولة العباسية لم يشهد العراق حاكما عربيا يقود زمامه، 750 سنة والعراق يحكمه العثمانيون الاتراك قرابة اربعة قرون وكان النزاع بينهم وبين الصفويين سجالاً، وخضع العراق لحكم المماليك زهاء نصف قرن وآخر حاكم مملوكي هو داود باشا...
في العهود العثمانية التركية التي قاربت اربعة قرون كانت سياستهم تعتمد على الخريطة الطائفية حتى هجر الكثير بلادهم امام الاضطهاد العثماني فنزح الكثير منهم الى ايران وجنوب لبنان والى دول الخليج العربي.. ثم جاء الانجليز منذ سنة1914 فطبقوا سياسة الخريطة الطائفية السابقة فمكنوا الاقلية وابعدوا الاكثرية عن سياسة حكم البلاد...
بعد الحرب العالمية الاولى تقاسم الانجليز والفرنسيون تركة الدولة العثمانية وكان العراق من نصيب الانجليز لتتسع رقعة الدولة التي لا تغيب عنها الشمس من استراليا الى الهند الكبرى والخليج وايران والعراق الى فلسطين ومصر...
تحول العراق في زمن الانجليز الى دولة واحدة وانتهى ذلك التقسيم المتمثل بالولايات المتفرقة وبقي ذلك الارث الطائفي التركي قائماً ثم أتى الانجليز بحاكم للعراق من الخارج وهو الملك فيصل بن حسين في اغسطس ..1921 ثم فرح العراق والعرب قاطبة بعد ان قامت ثورة 1958 التي انهت الهيمنة الانجليزية وقضت على فراغ ايزنهاور وحلف بغداد الذي تصدى لتحطيمه الرئيس عبد الناصر واعلامه المؤثر واراد قطار الثورة ان يشق طريقه مستقلا بعيدا عن القوى المتنافسة التي تمد نفوذها على الشرق الاوسط...
ارادت الثورة ان تستقل بادارة شؤونها النفطية بعيداً عن السيطرة الانجليزية والامريكية فوضعت الثورة قانون النفط رقم 80 ،وهو يقارب التأميم، متجنباً التأميم الكلي الذي قام به مصدق في ايران ومكن خصومه منه.
واعطى هذا القانون لفرنسا امتيازا خاصا فثارت ثائرة الانجليز والامريكان حتى وجدنا من ينسف ذلك القانون رقم ..80 هكذا جاء انقلاب «8» شباط فبراير بقطار امريكي كما صرح بذلك علي صالح السعدي زعيم الحزب ونائب رئيس الوزراء الذي قال مقولته السياسية الشهيرة مفتخراً (لقد جئنا الى السلطة بقطار امريكي)...
ومحرك آلية القطار هو صدام حسين الذي كان على اتصال بالسفارة الامريكية في القاهرة ثم بيروت وجاء البعث الجديد وعرضت الخريطة الطائفية على قادته فقبلها عبد السلام عارف حامل لواء الطائفية في الحزب، وعرضت عليه فكرة الصدام مع ايران لخلق انفجار طائفي في العراق والمنطقة فاشترط ان تكون هناك معادلة طائفية متوازنة بحيث يرتفع عدد الطائفة السنية ليعادل عدد الطائفة الشيعية وكيف يتأتى ذلك في تغيير الخريطة السكانية الثابتة فاقترح عليه ان يجلب عائلات استيطانية ترتبط بالارض بحجة الاصلاح الزراعي واحياء الارض واقتضت خطة الخريطة الطائفية ان يجلب من مصر ما يقارب اربعة ملايين بكامل اسرهم وكذلك من المغرب مليونين..
عندها تكتمل الخريطة الطائفية ولا مانع من اشعال الانفجار الطائفي الكبير..
ذهب عبد السلام عارف بدافع زحف صدام نحو كرسي الحكم.. وجاء عبد الرحمن عارف الرجل الورع المتدين، ومن يتغلغل الايمان في قلبه ينبذ الطائفية ويكرهها، فاستمر جلب العائلات المصرية والمغربية لزراعة العراق، علما بأن العراق يعج بأهله منذ آلاف السنين، ولم تكن هذه الخريطة الطائفية من قناعة عبد الرحمن عارف ولكن ذلك هو امتداد لعهد اخيه... ذهب عبد الرحمن بعد ان جبروا خاطره في عزاء اخيه بجعله رئيسا ثم جاء البكر..
وعرضت عليه خريطة الانفجار الطائفي بصدامه مع ايران فرفض لكونه رجلاً عسكريا وابن المؤسسة العسكرية العتيدة.. وتقدم صدام ولبس الزي العسكري ليكون على رأس المؤسسة العسكرية وغير قادتها، وقبل بالانفجار الكبير.. وقامت الحرب الكبرى لتأخذ زمن الحربين العالميتين معاً، فاخذت تحصد الانفس من البلدين وتحطم اكبر مؤسستين عسكريتين في الشرق الاوسط، عندها قام الرئيس ريجان في حملته الانتخابية سنة 1980 ليوجه الاتهام الى الرئيس كارتر ويقول له في تاريخ 22/9/1980 انت الذي اقمت الحرب العراقية الايرانية بتشجيع صدام حسين لاشعال هذه الحرب..
وانتهت الحرب واهتزت صورة صدام حسين وزادت كراهيته في العراق وحجب الاعلام العالمي والعربي الصور البشعة لانتهاكات صدام واستعماله الاسلحة الكيماوية التي عصفت بالشعب الكردي واسلحة كيماوية اخرى القيت في مدينة كربلاء بتاريخ 10/3/1991 كل هذه الانتهاكات بالاضافة الى حرب الابادة ودفن الاحياء من الشعب وقذفهم في الحفر، وقتل المعارضين ودفنهم في مقابر جماعية.. وما قام به نزار الخزرجي من توجيه الضربات الصاروخية الكيماوية الى عملية التهجير وتسفير عشرات الآلاف الى ايران وتركهم في العراء ليعبروا الجبال الوعرة سيراً على الاقدام، عندها اتفق الاعلام الغربي والعالمي على حجب الصور ومنع الانباء اللانسانية من الظهور، واستطاعت المخططات الدخيلة ان تزرع الخارطة الطائفية في العراق..
نعم اهتزت صورة صدام في الحرب الايرانية ولكنه سقط فعلياً بعد غزوه للكويت ولكن الخريطة الطائفية امتدت لتشمل الكويت ودول الخليج ولا يجتثها من العراق والمنطقة الا العلم والثقافة والوعي والاعلام الهادف.
عرفنا الشعب العراقي من خلال أدبائه ومفكريه وعامته، لا يصغي لاي تحرك طائفي.. نسيجه الاسري متداخل في الانساب ويكره المتعصبين رغم كوارث التاريخ التي عصفت بالعراق منذ ان سقطت بغداد بغزو هولاكو في عهد المستعصم بالله 0سنة 656 هـ 1258 م) و آخر خلفاء الدولة العباسية لم يشهد العراق حاكما عربيا يقود زمامه، 750 سنة والعراق يحكمه العثمانيون الاتراك قرابة اربعة قرون وكان النزاع بينهم وبين الصفويين سجالاً، وخضع العراق لحكم المماليك زهاء نصف قرن وآخر حاكم مملوكي هو داود باشا...
في العهود العثمانية التركية التي قاربت اربعة قرون كانت سياستهم تعتمد على الخريطة الطائفية حتى هجر الكثير بلادهم امام الاضطهاد العثماني فنزح الكثير منهم الى ايران وجنوب لبنان والى دول الخليج العربي.. ثم جاء الانجليز منذ سنة1914 فطبقوا سياسة الخريطة الطائفية السابقة فمكنوا الاقلية وابعدوا الاكثرية عن سياسة حكم البلاد...
بعد الحرب العالمية الاولى تقاسم الانجليز والفرنسيون تركة الدولة العثمانية وكان العراق من نصيب الانجليز لتتسع رقعة الدولة التي لا تغيب عنها الشمس من استراليا الى الهند الكبرى والخليج وايران والعراق الى فلسطين ومصر...
تحول العراق في زمن الانجليز الى دولة واحدة وانتهى ذلك التقسيم المتمثل بالولايات المتفرقة وبقي ذلك الارث الطائفي التركي قائماً ثم أتى الانجليز بحاكم للعراق من الخارج وهو الملك فيصل بن حسين في اغسطس ..1921 ثم فرح العراق والعرب قاطبة بعد ان قامت ثورة 1958 التي انهت الهيمنة الانجليزية وقضت على فراغ ايزنهاور وحلف بغداد الذي تصدى لتحطيمه الرئيس عبد الناصر واعلامه المؤثر واراد قطار الثورة ان يشق طريقه مستقلا بعيدا عن القوى المتنافسة التي تمد نفوذها على الشرق الاوسط...
ارادت الثورة ان تستقل بادارة شؤونها النفطية بعيداً عن السيطرة الانجليزية والامريكية فوضعت الثورة قانون النفط رقم 80 ،وهو يقارب التأميم، متجنباً التأميم الكلي الذي قام به مصدق في ايران ومكن خصومه منه.
واعطى هذا القانون لفرنسا امتيازا خاصا فثارت ثائرة الانجليز والامريكان حتى وجدنا من ينسف ذلك القانون رقم ..80 هكذا جاء انقلاب «8» شباط فبراير بقطار امريكي كما صرح بذلك علي صالح السعدي زعيم الحزب ونائب رئيس الوزراء الذي قال مقولته السياسية الشهيرة مفتخراً (لقد جئنا الى السلطة بقطار امريكي)...
ومحرك آلية القطار هو صدام حسين الذي كان على اتصال بالسفارة الامريكية في القاهرة ثم بيروت وجاء البعث الجديد وعرضت الخريطة الطائفية على قادته فقبلها عبد السلام عارف حامل لواء الطائفية في الحزب، وعرضت عليه فكرة الصدام مع ايران لخلق انفجار طائفي في العراق والمنطقة فاشترط ان تكون هناك معادلة طائفية متوازنة بحيث يرتفع عدد الطائفة السنية ليعادل عدد الطائفة الشيعية وكيف يتأتى ذلك في تغيير الخريطة السكانية الثابتة فاقترح عليه ان يجلب عائلات استيطانية ترتبط بالارض بحجة الاصلاح الزراعي واحياء الارض واقتضت خطة الخريطة الطائفية ان يجلب من مصر ما يقارب اربعة ملايين بكامل اسرهم وكذلك من المغرب مليونين..
عندها تكتمل الخريطة الطائفية ولا مانع من اشعال الانفجار الطائفي الكبير..
ذهب عبد السلام عارف بدافع زحف صدام نحو كرسي الحكم.. وجاء عبد الرحمن عارف الرجل الورع المتدين، ومن يتغلغل الايمان في قلبه ينبذ الطائفية ويكرهها، فاستمر جلب العائلات المصرية والمغربية لزراعة العراق، علما بأن العراق يعج بأهله منذ آلاف السنين، ولم تكن هذه الخريطة الطائفية من قناعة عبد الرحمن عارف ولكن ذلك هو امتداد لعهد اخيه... ذهب عبد الرحمن بعد ان جبروا خاطره في عزاء اخيه بجعله رئيسا ثم جاء البكر..
وعرضت عليه خريطة الانفجار الطائفي بصدامه مع ايران فرفض لكونه رجلاً عسكريا وابن المؤسسة العسكرية العتيدة.. وتقدم صدام ولبس الزي العسكري ليكون على رأس المؤسسة العسكرية وغير قادتها، وقبل بالانفجار الكبير.. وقامت الحرب الكبرى لتأخذ زمن الحربين العالميتين معاً، فاخذت تحصد الانفس من البلدين وتحطم اكبر مؤسستين عسكريتين في الشرق الاوسط، عندها قام الرئيس ريجان في حملته الانتخابية سنة 1980 ليوجه الاتهام الى الرئيس كارتر ويقول له في تاريخ 22/9/1980 انت الذي اقمت الحرب العراقية الايرانية بتشجيع صدام حسين لاشعال هذه الحرب..
وانتهت الحرب واهتزت صورة صدام حسين وزادت كراهيته في العراق وحجب الاعلام العالمي والعربي الصور البشعة لانتهاكات صدام واستعماله الاسلحة الكيماوية التي عصفت بالشعب الكردي واسلحة كيماوية اخرى القيت في مدينة كربلاء بتاريخ 10/3/1991 كل هذه الانتهاكات بالاضافة الى حرب الابادة ودفن الاحياء من الشعب وقذفهم في الحفر، وقتل المعارضين ودفنهم في مقابر جماعية.. وما قام به نزار الخزرجي من توجيه الضربات الصاروخية الكيماوية الى عملية التهجير وتسفير عشرات الآلاف الى ايران وتركهم في العراء ليعبروا الجبال الوعرة سيراً على الاقدام، عندها اتفق الاعلام الغربي والعالمي على حجب الصور ومنع الانباء اللانسانية من الظهور، واستطاعت المخططات الدخيلة ان تزرع الخارطة الطائفية في العراق..
نعم اهتزت صورة صدام في الحرب الايرانية ولكنه سقط فعلياً بعد غزوه للكويت ولكن الخريطة الطائفية امتدت لتشمل الكويت ودول الخليج ولا يجتثها من العراق والمنطقة الا العلم والثقافة والوعي والاعلام الهادف.