JABER
05-03-2005, 06:46 AM
جمال أحمد خاشقجي
قبل عدة أسابيع رشح الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان الزعيم الشيعي آية الله السيستاني لجائزة نوبل ، وذلك لدوره في دعم إجراء أول انتخابات حرة في العراق ووقوفه بحزم ضد الداعين لتأجيلها ، إنني اثني على دعوة فريدمان ، بل أرشحه لأعرق جائزة في بلادي هي جائزة داعية التضامن الإسلامي المغفور له الملك فيصل رحمه الله لخدمة الإسلام ، ومسوغاتي غير مسوغات فريدمان وغيره واعتقد أنها ادعى واهم ، وهي سعيه الحثيث لمنع وقوع حرب أهلية بين الشيعة والسنة في العراق ، وذلك بإلحاحه على اتباعه من العراقيين الشيعة باللجوء إلى الحكمة والصبر على أذى الغلاة المنسوبين للسنة والسلف الذين لم يخفوا يوما نيتهم في الزج بالعراق وأهله في آتون حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر، و لا يخرج منها منتصر ، ورفضه الحاسم الانتصار لهوى النفس والرغبة في الانتقام .
اعلم أن دعوتي هذه ستثير غضب وتعجب كثير من قراء مقالي ، ذلك أننا في حالة استقطاب طائفي بعدما جررنا في غفلة إلى مستنقع كراهية ضد الشيعة بفضل ثقافة غريبة طارئة تسربت إلى إسلامنا السمح ، فتفوح رائحة هذه الكراهية صريحة من وراء أسماء مستعارة في كثير مواقع الحوار العربية على الإنترنت وتحديدا للأسف المحسوبة على الإسلام ، أو تتسرب ضمنا في مقالات وتعليقات في الصحف والفضائيات عندما لا يتورع كاتب أو معلق بقذف جمل من نوع إن الشيعة متحالفون مع الاحتلال وكأن التاريخ يعيد نفسه أو هاهو ابن العلقمي يطل علينا برأسه من جديد .
يجب أن نعترف أن قدرا من التعصب ضد الشيعة قد استقر في نفوسنا وعقولنا ، وخليطا من القصص المتخيلة ونظريات المؤامرة وروايات مزعومة نلوكها ونكررها في مجالسنا وكأن الشيعة قد أتوا من كوكب آخر، وليسوا بمواطنين يجاوروننا الحي أو المدينة . لا بد أن نزيل هذه الستر الحاجبة فيما بيننا ولا اعتقد آن هناك افضل من علماء الدين للقيام بهذه المهمة . لا أحد يدعو إلى إلغاء حالة الاختلاف العقدي بين السنة والشيعة وإنما المطلوب هو إلغاء حالة الاستعداء والتكفير والكراهية ، والتي صنعت من حولنا بيئة مناسبة ترعرعت فيها أشواك الكراهية التي نراها في العراق وتحديدا في أشلاء شباب أحداث اعتقدوا أن تفجير أنفسهم وسط جمع من الشيعة سيكون شفيعا لهم إلى الجنة .
لابد من قوانين تجرم فعل صناع الكراهية حتى بالرأي والقول والفتوى ، فالمجتمعات الصحيحة لا تقوم بتجزئة أطرافها بالتنابذ ، وإنما مجتمع واحد متسامح ، حظ الجميع فيه متساو بقدر ما يبذلون من جهد وعمل .
وطن يستظل الكل بسمائه الواحدة وحكومته الوطنية العادلة . إن هذه المواقع على الإنترنت التي بات لها الباع الأطول في نشر ثقافة الكراهية ضد الشيعة ليست مجهولة الهوية ، وأصحابها معروفون يجب أن يتحملوا مسؤولية فعلهم مثلما يتحملها رئيس تحرير صحيفة مطبوعة ، والمسألة ليست مجرد رأي وفضفضة وإنما أمن وطن ومستقبل أمة ، فلا تحتمل التجاهل واللامبالاة ، ومثلما يجب أن يحاسب الشيعي الذي يمزق وحدة المسلمين بتعرضه لثوابت الأمة يجب أن يحاسب غيره الذي يمزق نفس الأمة .
إنها حالة تشبه ¢ العداء للسامية ¢ والتي نجح اليهود حول العالم في محاصرتها بعدما زجت بهم في المحرقة النازية ، بل حتى تجاوزوا الحد في ذلك واستغلوا استعلاءهم ليرهبوا كل من ينتقد فعلهم حتى في احتلالهم لأرض الغير وظلمهم للشعب الفلسطيني
يجب أن نعترف أن هناك ما يمكن وصفه ¢ بحالة عداء للشيعة ¢ تؤدي إلى الكراهية والطرد والإقصاء بل حتى القتل وما خبر تفجير مساجدهم وقتل مصليهم في الباكستان ببعيد ، فردوا على الجريمة بجريمة في حق مواطنيهم السنة هناك ، ثم انتقلت هذه الحالة وبشكل ابشع إلى العراق كان آخرها اختطاف وقتل 50 شيعيا القي بهم على ضفاف دجلة ، ولكن في العراق كان هناك من منع رد الكراهية بكراهية مماثلة ، و الدم بدم مثله ، انه السيستاني، أفلا يستحق إذن تكريما من أهل العقل والحكمة ؟
ألم يلاحظ أحد أن شيعة العراق لا يردون على القتل بمثله رغم أن المتفجرات تملأ العراق ، وتقنية السيارات المفخخة اسهل علينا من صنع طائرات الايرباص العملاقة ، ومسخ العقل صنعتنا يجيدها الشيعي المتعصب مثلما حذق فيها السني المتعصب ، بل إن الشيعي جربها ومارسها وغرق في فتنتها في زمن الحرب العراقية الإيرانية عندما كان آيات الله يباركون الانتحاريين ويعلقون في رقابهم مفاتيح بلاستيكية قالوا لهم إنها دليلهم إلى جنة ونعيم وحور عين ، فمثلما يستطيع الجهادي المتحالف مع البعثي وضع سيارة مفخخة أمام مسجد للشيعة يستطيع الشيعي أن يفعل الأمر نفسه أمام مسجد للسنة في يوم جمعة أراده الله لجمع المؤمنين فجعلوه يوما للقتل والتفريق .
ومثلما يستطيع الأول جز الرقاب فالثاني قادر على أن يجز مزيدا منها ، ولكنهم لو فعلوا لدخلوا جميعا في دائرة دم حمراء قانية لا يخرجون منها أبدا ، فما اكثر الرقاب البريئة والمساجد والمتفجرات، ولكن الشيعي لم يفعل ذلك ، هل لاحظتم هذا يا علماءنا وقادتنا؟ وبالتالي ألا يستحق علماء الشيعة في العراق مبادرة من علماء السنة ترد على حكمتهم بحكمة مماثلة ، وتقول لهم أحسنتم ، نؤيدكم في فعلكم ، ونشجب معكم فعل هؤلاء الذين نسبوا بنفسهم إلى آهل السنة والجماعة والسلف الصالح ظلما وبهتانا .
لو فعلوا ذلك فإنهم ينصرون أولا إخوانهم من سنة العراق الذين اختطفت قضيتهم ، وحرموا من حقهم التاريخي عندما زين لهم اكثر من شيطان أن يقاطعوا الانتخابات فضيعوا فرصتهم الطبيعيةفي أن تكون لهم كلمة في صنع دستور وطنهم من خلال الجمعية الوطنية الحالية ، وان بقي لهم دور فيها فإنهم يحصلون عليه تفضلا وتكرما من إخوانهم الشيعة والأكراد .
ماذا لو قام وفد يضم مفتي المملكة وشيخ الأزهر والشيخ القرضاوي وغيرهم من علماء الأمة بزيارة للسيستاني في بيته المتواضع في النجف فشدوا على يده وباركوا جهده ، ودعوا من هناك إلى وحدة العراقيين واستنكروا الجرائم التي تتم ضد المواطن والشرطي ورجل الدولة العراقي من قبل من لا يستحقون سوى اسمهم الحقيقي ¢ المكفراتية ¢ سيصفعون جمعيهم وقتها أولئك الغلاة في صفنا وصفهم وسيحوزون جميعا جائزة اكبر من نوبل ، إنها جائزة العبودية لرب رحيم غفور ، سيحولوننا جميعا إلى مسلمين وكفى .
(ہ) كاتب ومستشار صحفي سعودي
Jamal@khashoggi.com
قبل عدة أسابيع رشح الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان الزعيم الشيعي آية الله السيستاني لجائزة نوبل ، وذلك لدوره في دعم إجراء أول انتخابات حرة في العراق ووقوفه بحزم ضد الداعين لتأجيلها ، إنني اثني على دعوة فريدمان ، بل أرشحه لأعرق جائزة في بلادي هي جائزة داعية التضامن الإسلامي المغفور له الملك فيصل رحمه الله لخدمة الإسلام ، ومسوغاتي غير مسوغات فريدمان وغيره واعتقد أنها ادعى واهم ، وهي سعيه الحثيث لمنع وقوع حرب أهلية بين الشيعة والسنة في العراق ، وذلك بإلحاحه على اتباعه من العراقيين الشيعة باللجوء إلى الحكمة والصبر على أذى الغلاة المنسوبين للسنة والسلف الذين لم يخفوا يوما نيتهم في الزج بالعراق وأهله في آتون حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر، و لا يخرج منها منتصر ، ورفضه الحاسم الانتصار لهوى النفس والرغبة في الانتقام .
اعلم أن دعوتي هذه ستثير غضب وتعجب كثير من قراء مقالي ، ذلك أننا في حالة استقطاب طائفي بعدما جررنا في غفلة إلى مستنقع كراهية ضد الشيعة بفضل ثقافة غريبة طارئة تسربت إلى إسلامنا السمح ، فتفوح رائحة هذه الكراهية صريحة من وراء أسماء مستعارة في كثير مواقع الحوار العربية على الإنترنت وتحديدا للأسف المحسوبة على الإسلام ، أو تتسرب ضمنا في مقالات وتعليقات في الصحف والفضائيات عندما لا يتورع كاتب أو معلق بقذف جمل من نوع إن الشيعة متحالفون مع الاحتلال وكأن التاريخ يعيد نفسه أو هاهو ابن العلقمي يطل علينا برأسه من جديد .
يجب أن نعترف أن قدرا من التعصب ضد الشيعة قد استقر في نفوسنا وعقولنا ، وخليطا من القصص المتخيلة ونظريات المؤامرة وروايات مزعومة نلوكها ونكررها في مجالسنا وكأن الشيعة قد أتوا من كوكب آخر، وليسوا بمواطنين يجاوروننا الحي أو المدينة . لا بد أن نزيل هذه الستر الحاجبة فيما بيننا ولا اعتقد آن هناك افضل من علماء الدين للقيام بهذه المهمة . لا أحد يدعو إلى إلغاء حالة الاختلاف العقدي بين السنة والشيعة وإنما المطلوب هو إلغاء حالة الاستعداء والتكفير والكراهية ، والتي صنعت من حولنا بيئة مناسبة ترعرعت فيها أشواك الكراهية التي نراها في العراق وتحديدا في أشلاء شباب أحداث اعتقدوا أن تفجير أنفسهم وسط جمع من الشيعة سيكون شفيعا لهم إلى الجنة .
لابد من قوانين تجرم فعل صناع الكراهية حتى بالرأي والقول والفتوى ، فالمجتمعات الصحيحة لا تقوم بتجزئة أطرافها بالتنابذ ، وإنما مجتمع واحد متسامح ، حظ الجميع فيه متساو بقدر ما يبذلون من جهد وعمل .
وطن يستظل الكل بسمائه الواحدة وحكومته الوطنية العادلة . إن هذه المواقع على الإنترنت التي بات لها الباع الأطول في نشر ثقافة الكراهية ضد الشيعة ليست مجهولة الهوية ، وأصحابها معروفون يجب أن يتحملوا مسؤولية فعلهم مثلما يتحملها رئيس تحرير صحيفة مطبوعة ، والمسألة ليست مجرد رأي وفضفضة وإنما أمن وطن ومستقبل أمة ، فلا تحتمل التجاهل واللامبالاة ، ومثلما يجب أن يحاسب الشيعي الذي يمزق وحدة المسلمين بتعرضه لثوابت الأمة يجب أن يحاسب غيره الذي يمزق نفس الأمة .
إنها حالة تشبه ¢ العداء للسامية ¢ والتي نجح اليهود حول العالم في محاصرتها بعدما زجت بهم في المحرقة النازية ، بل حتى تجاوزوا الحد في ذلك واستغلوا استعلاءهم ليرهبوا كل من ينتقد فعلهم حتى في احتلالهم لأرض الغير وظلمهم للشعب الفلسطيني
يجب أن نعترف أن هناك ما يمكن وصفه ¢ بحالة عداء للشيعة ¢ تؤدي إلى الكراهية والطرد والإقصاء بل حتى القتل وما خبر تفجير مساجدهم وقتل مصليهم في الباكستان ببعيد ، فردوا على الجريمة بجريمة في حق مواطنيهم السنة هناك ، ثم انتقلت هذه الحالة وبشكل ابشع إلى العراق كان آخرها اختطاف وقتل 50 شيعيا القي بهم على ضفاف دجلة ، ولكن في العراق كان هناك من منع رد الكراهية بكراهية مماثلة ، و الدم بدم مثله ، انه السيستاني، أفلا يستحق إذن تكريما من أهل العقل والحكمة ؟
ألم يلاحظ أحد أن شيعة العراق لا يردون على القتل بمثله رغم أن المتفجرات تملأ العراق ، وتقنية السيارات المفخخة اسهل علينا من صنع طائرات الايرباص العملاقة ، ومسخ العقل صنعتنا يجيدها الشيعي المتعصب مثلما حذق فيها السني المتعصب ، بل إن الشيعي جربها ومارسها وغرق في فتنتها في زمن الحرب العراقية الإيرانية عندما كان آيات الله يباركون الانتحاريين ويعلقون في رقابهم مفاتيح بلاستيكية قالوا لهم إنها دليلهم إلى جنة ونعيم وحور عين ، فمثلما يستطيع الجهادي المتحالف مع البعثي وضع سيارة مفخخة أمام مسجد للشيعة يستطيع الشيعي أن يفعل الأمر نفسه أمام مسجد للسنة في يوم جمعة أراده الله لجمع المؤمنين فجعلوه يوما للقتل والتفريق .
ومثلما يستطيع الأول جز الرقاب فالثاني قادر على أن يجز مزيدا منها ، ولكنهم لو فعلوا لدخلوا جميعا في دائرة دم حمراء قانية لا يخرجون منها أبدا ، فما اكثر الرقاب البريئة والمساجد والمتفجرات، ولكن الشيعي لم يفعل ذلك ، هل لاحظتم هذا يا علماءنا وقادتنا؟ وبالتالي ألا يستحق علماء الشيعة في العراق مبادرة من علماء السنة ترد على حكمتهم بحكمة مماثلة ، وتقول لهم أحسنتم ، نؤيدكم في فعلكم ، ونشجب معكم فعل هؤلاء الذين نسبوا بنفسهم إلى آهل السنة والجماعة والسلف الصالح ظلما وبهتانا .
لو فعلوا ذلك فإنهم ينصرون أولا إخوانهم من سنة العراق الذين اختطفت قضيتهم ، وحرموا من حقهم التاريخي عندما زين لهم اكثر من شيطان أن يقاطعوا الانتخابات فضيعوا فرصتهم الطبيعيةفي أن تكون لهم كلمة في صنع دستور وطنهم من خلال الجمعية الوطنية الحالية ، وان بقي لهم دور فيها فإنهم يحصلون عليه تفضلا وتكرما من إخوانهم الشيعة والأكراد .
ماذا لو قام وفد يضم مفتي المملكة وشيخ الأزهر والشيخ القرضاوي وغيرهم من علماء الأمة بزيارة للسيستاني في بيته المتواضع في النجف فشدوا على يده وباركوا جهده ، ودعوا من هناك إلى وحدة العراقيين واستنكروا الجرائم التي تتم ضد المواطن والشرطي ورجل الدولة العراقي من قبل من لا يستحقون سوى اسمهم الحقيقي ¢ المكفراتية ¢ سيصفعون جمعيهم وقتها أولئك الغلاة في صفنا وصفهم وسيحوزون جميعا جائزة اكبر من نوبل ، إنها جائزة العبودية لرب رحيم غفور ، سيحولوننا جميعا إلى مسلمين وكفى .
(ہ) كاتب ومستشار صحفي سعودي
Jamal@khashoggi.com