بهلول
11-05-2015, 07:27 AM
الأربعاء 4 نوفمبر 2015
تزوج في سن 49 ... وحياة ابن جبير الخاصة قبل الزواج وحتى 2009، فقد ظلت محصورة في قصره بفيرجينيا بالقرب من واشنطن دي سي، وهي ليست محل اهتمامنا، رغم انها من الغاز الوزير الذي احدودي ظهره عازباً!
http://i.alalam.ir/news/Image/650x375/2015/11/04/alalam_635822583804865134_25f_4x3.jpg
عادل الجبير
حرمة، هي قرية على اطراف مدينة المجمعة (40 الف نسمة) ولد فيها عادل بن احمد بن جبير وزير خارجية المملكة السعودية، في بيت بجانب ستة اشقاء لا ماء فيه ولا كهرباء سنة 1962.. حيث كانت سعادتهم تتلخص في ركوب الإبل وصيد الضباب والجرابيع التي تكثر في الطريق بين الرياض والمجمعة قريبا من الدرعية وسدير! كان والده أول الامر يعمل في شركة ارامكو، لكن شاءت الاقدار ان ينتقل الابن عادل مع اسرته الى اليمن، البلد الذي اعلن عليه العدوان بعد نحو خمسين سنة ومن واشنطن، في ظهور هوليودي يقلد ظهور جورج بوش الأب والابن ورامسفيلد وديك تشيني، وهم يعلنون الحرب على العراق باموال السعودية وشقيقاتها الخليجيات، في تكرار تراجيدي لنفس العدوان ونفس الأهداف وبنفس المنطق وان اختلفت التهم وتباينت الشخوص.. ثم الى ألمانيا حيث اصبح والده ملحقا ثقافيا فيها، لكن الانعطافة الحقيقية في حياة ابن جبير كانت عندما انتقل الأب الى أميركا للعمل في الملحقية الثقافية بالسفارة السعودية.
وشخصية وزير الخارجية السعودي فيها جانبين: الأول، ظاهري كأي شخص طموح يحاول القفز على واقعه الاجتماعي من خلال الاتصال بمواقع القوة المعنوية والمادية.. وجانب آخر هو الذي يهمنا ويكشف عن حقيقة هذا الوجه الخالي من الرجولة!
حياة ابن جبير تبدأ من "حرمة" لينتهي على بعد 170 كيلومترا منها في الرياض، وان ابتعد ففي العاصمة الدبلوماسية للمملكة الوهابية، اي جدة حيث الأجواء ألطف من نجد التي يكثر فيها اتباع قرن الشيطان!
حياة وزير آل سعود تمر بمحطات كثيرة منها، ارامكو واليمن التي أكمل فيها الابتدائية ثم ألمانيا التي انهى فيها تعليمه حتى الولايات المتحدة التي درس فيها الاقتصاد والعلوم السياسية (جامعة شمال تكساس) والعلاقات الدولية (جامعة جورج تاون) والتي استقر بها مع اسرته والتي رفضت (أمه واشقاؤه وشقيقاته) العودة الى السعودية فيما بعد فاضطر الأب (بعد تقاعده كملحق ثقافي سعودي) أن يعود وحده ويعيد تشكيل اسرة اخرى في الرياض!
وفي اميركا تدرج الرجل في مسؤوليات كانت محصورة بجدران السفارة السعودية بواشنطن وولي نعمته بندر بن سلطان، ومنها نزغ بدفع مشبوه الى دائرة الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز ليكون مترجما له ثم مستشارا ثم مستشارا في الديوان الملكي برتبة وزير حتى تربع على عرش السفارة السعودية في واشنطن واخيرا وزيرا لخارجية السديريين الجدد (محمد بن سلمان ومحمد بن نايف).
تقول الرواية التاريخية التي يمتد عمرها الى 300 سنة والتي لا يعلم أحد مدى صحتها لأن المعرفة في المجتمعات القبلية شفوية ومن اختصاص النسابة والكهنة، أن أحد اجداد الوزير السعودي هرب من حوالي الطائف، قرية او منطقة المضيق قبل 300 سنة، بعد أن قتل شخصا بسبب نزاع على طير، ولجأ الى نجد ليعمل راعي أغنام وإبل عند ابن بصيص رئيس قبيلة مطير، لكنه سرعان ما أثبت جدارته فزوجوه أرملة الشيخ بعد وفاته وأصبح من وجهاء المنطقة..
وعلى ذكر الأرامل نسيت شيئا فيما يتعلق بحياة الوزير ابن جبير وهو أنه تزوج في سن متأخرة (49 عاماً) من أرملة اردنية "صغيرة" كما وصفها سعوديون تدعى فرح الفايز، توفي زوجها في تفجير مركز البليهد بالرياض وأبوها يعمل موظفا في سفارة آل سعود بواشنطن، وهي أم لطفلين وتبنى السفير ـ حينها ـ رعاية طفليها مشكوراً مأجوراً..
أما حياة ابن جبير الخاصة قبل الزواج وحتى 2009، فقد ظلت محصورة في قصره بفيرجينيا بالقرب من واشنطن دي سي، وهي ليست محل اهتمامنا، رغم انها من الغاز الوزير الذي احدودي ظهره عازباً!
أما الجانب الآخر في حياة عادل بن جبير (المطرفي) وهو ما يهمنا في هذا المقال، فيبدأ من طموح الرجل ومحاولته الارتقاء بواقعه الأسري في مجتمع طبقي يهيمن عليه أمراء الأسرة الحاكمة وكبار رجال القبائل ورجال الدين الذين عادة ما يكونون ظل الحاكم.. فدخل ابن جبير بذكائه وعقلية حسن استغلال الظروف من نقطة عيب آل سعود والمجتمع السعودي عامة، وهي التعليم مستفيدا من انتمائه المناطقي والقبلي لمنطلق الدعوة الوهابية والسعودية..
تقدم ابن جبير بعد انتقاله الى اميركا ودراسته في جامعة شمال تكساس بطلب الى السفارة السعودية في واشنطن العاصمة كمتعاقد محلي في الفترة التي كان بندر بن سلطان سفيرا فيها، فتم قبوله عام 1986، ولانه يحسن استغلال الفرص وقد يكون مدفوعا ومزكى من قبل جهة اميركية فقد اصبح بفترة وجيزة ظلا للسفير المثير للجدل بندر بن سلطان آل سعود..
علاقة بندر معروفة بأسرة بوش والمحافظين الجدد وباللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، الأمر الذي رشح ابن جبير لأن يتصل بالدوائر الاميركية المشبوهة ويتحول الى عنصر اساسي في تنسيق العلاقات بين المملكة الوهابية ومراكز القرار الاميركية التي يهيمن عليها الصهاينة، بل تطور الامر الى التنسيق المباشر مع منظمة ايباك ومسؤولي الكيان الغاصب للقدس، وفي هذا الصدد تقول صحيفة "جيروزالم بوست" الاسرائيلية: "ان عادل (بن جبير) ظل ـ منذ بداية التسعينيات ـ على اتصال وتنسيق مع الجماعات اليهودية، بما في ذلك منظمة اللوبي الصهيوني الاميركي (ايباك) وسبق ان التقى بـ"يوسي بيلين" حينما كان (الاخير) وزيراً في حكومة العمل الاسرائيلية".
وبغض النظر عن اتهامه من قبل بعض الاوساط السعودية في قضايا مالية، بالتعاون مع صديقه الاميركي "مايكل تبروزلو" مالك شركة "كورفس" للعلاقات العامة، والتي استهلكت عشرات الملايين من أموال البترودولار السعودي في حملات اعلامية لتحسين صورة مملكة الشر في الاوساط الاميركية، اعتبرها كثيرون فاشلة.. فقد أصبح ابن جبير مع الغزو الاميركي للعراق 1990 ـ 1991 (والممول تماما سعوديا وخليجيا) متحدثاً باسم السفارة السعودية في واشنطن، لشرح عمالة المملكة تبرير استجلابها جيوش 30 بلدا ضد العراق الذي كان لحد سنتين مضت على ذلك أهم حليف للسعودية في المنطقة لمواجهة الثورة الاسلامية في ايران..
ولأنه يحسن ويتقن تبرير عمالة نظامه للولايات المتحدة فقد اصبح في عام 1999 مديراً لمكتب الاعلام السعودي في أميركا مع الاحتفاظ بموقعه في السفارة..
أدى تقربه من الملك عبدالله (كان حينها وليا للعهد رغم انه الحاكم الحقيقي للمملكة بسبب مرض الملك فهد وعجزه عن اداء مهامه) الى أن يصبح بتوصية من الاميركان وبندر بن سلطان في عام 2004 مستشارا خاصا لولي العهد في الشؤون الدولية، ومن ثم في 2005 مستشارا في الديوان الملكي برتبة وزير، رغم ميل ابن جبير وتبنيه من قبل الجناح السديري في الاسرة السعودية.
هنا ويعتقد كثيرون ان صعود ابن جبير والرعاية التي حظي بها من قبل الاسرة الحاكمة في السعودية مع وجود كثيرين حتى افضل منه، تقف وراءه جهات واجندة اميركية خارجة عن تقسيمات الاجنحة داخل البيت الحاكم، فهو مفروض لاسباب يعرفها الاميركيون وآل سعود، تصل الى درجة اتهامه بالعمالة.. وفي هذه قد لا نتفق مع هؤلاء لاننا نعتقد ان نظام آل سعود برمته يمثل الوجه الاخر للعمالة والتبعية في منطقتنا بجانب الكيان الصهيوني.
بعد تولي بندر بن سلطان مهام الاستخبارات ومن ثم الامن الوطني السعودي اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر وغزو افغانستان والعراق، تم تعيين المتصهين السعودي الآخر (تركي الفيصل والذي يحمل في جعبته رئاسة جهاز المخابرات السعودي وسفارة نظام آل سعود في لندن) سفيرا للرياض في واشنطن، لم يبق الاخير في منصبه سوى 15 شهرا، لان العلاقات السعودية ـ الاميركية كانت تمر من خلف باحة السفارة، حيث ظل بندر بن سلطان وعادل بن جبير هما المنسقان الاساسيان لها، مما اثار حفيظة تركي وسخطه الذي وجد نفسه شخصا مهملا.
استقالة تركي الفيصل فتحت المجال لعادل بن جبير ان يتحول الى سفير للسعودية لدى أهم قوة داعمة للنظام السعودي، ويقال ان اقتراح سفارته جاء من الطرف الاميركي بعد التشاور مع بندر الذي كان مشغولا حينها بتدمير العراق وارسال الانتحاريين والسلاح والمتفجرات اليه.. وفي 2006 عين ابن جبير سفيرا للسعودية لدى واشنطن، الخبر الذي اثار دهشة السعوديين وغيرهم، نظرا لان ابن جبير لم يتدرج في اي منصب دبلوماسي ولم يشارك في مفاوضات دولية.. وبينما رآه بعض السذج و"الطيبين" وبالطبع طبل له مرتزقة الاعلام السعودي، بانه تحول "ديمقراطي" وخروج من هيمنة حصر المواقع المهمة بافراد قبيلة آل سعود، كان لسان العارفين يردد "اذا كنت تدري فتلك مصيبة.. وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم"!.
ولان الرجل خالي الوفاض من اية مكرمة وليس له تاريخ معروف، كان لابد أن يجري تسليط الضوء عليه وصناعة "بطل" منه.. وفي ظل انتشار "فوبيا ايران" من قبل أميركا والكيان الصهيوني وعملائهم من العرب على خلفية حرب تموز 2006 وفشل الصهاينة في ضرب المقاومة وايضا فشل مشروع الحرب الاهلية (الطائفية) في العراق 2005ـ 2007، وأزمة النووي الايراني التي اشتدت منذ 2007، دبرت مسرحية سعي ايران لاغتيال ابن جبير وتفجير السفارة السعودية في واشنطن.. وكان بطل هذه المسرحية تاجر مخدرات اميركي من اصول ايرانية بكلفة اجمالية (للعمليتين) تساوي 1.5 مليون دولار، كما ادعت اميركا والسعودية!!
ووفق ما تقدم، فان شخصية عادل بن جبير تدور: بين العمالة لاجهزة المخابرات الاميركية حتى النخاع، والطاعة المطلقة لأولياء نعمته آل سعود الذين انقذوه واسرته من رعي الابل وصيد الضباب ليصبح اول وزير خارجية لهم من خارج الاسرة، والعداء للجمهورية الاسلامية وحزب الله لانهما الشوكة التي في حلق أسياده الاميركيين والسعوديين (بالمناسبة علاقات عادل بن جبير أكثر من جيدة مع آل الحريري في لبنان وهناك همس سابق انه كان ينوي مصاهرتهم من خلال الزواج بآخر أرملاتهم قبل زواجه!).
بعد موت الملك عبدالله وعودة الحكم الى الجناح السديري في الاسرة السعودية، وظهور الجيل الثالث منها، اعتبر وجود سعود الفيصل الغارق في تقليديته ومحافظته عائقا (وكذلك شخصيات جرى تهميشها لاحقا مثل متعب بن عبدالله ومقرن بن عبدالعزيز) أمام التحول في السياسة الخارجية التي اصبحت اكثر صدامية وانفعالا ـ وفق البرنامج والمخطط الاميركي ـ وتدار من قبل شباب لا خبرة لهم في الحكم والعلاقات بين الدول والقوى.. خاصة وان سعود الفيصل واجه في نهاية وزارته التي امتدت لاربعين عاما، فشلا ذريعا ولم يستطع انقاذ السياسة الخارجية السعودية التي بدأت تتهاوى امام صمود محور المقاومة وتغير المعطيات الجيوبولتيكية في الاقليم وتصدع المشروع الغربي في احتواء حركات التحرر والحراك الشعبي الذي كان للسعودية وشقيقاتها الخليجيات دور بارز في الالتفاف عليه وحرف مساره كي لا تصل الثورة الى عروشها.
"شبشبة" السياسة الخارجية السعودية وتغيير وجوه يناصورات الحكم السابقة (رغم ان بعض المواقع بقيت بيد تلك الديناصورات!) والمجيء بشباب الجيل الثالث من الاسرة الحاكمة، كان يصطدم بتولي شخصيات من الاسرة الحاكمة لمنصب وزير الخارجية، بما للموقع من اضواء اعلامية وانتشار واتصال بمختلف الشخصيات العالمية والسياسية، وبالتالي مثل هذا الموقع اذا اعطي لشخص من الاسرة سيشكل خطرا على مستقبل "الجنرال الصغير" الذي يؤسس لمصادرة الحكم واقصاء عمومته وابنائهم، والذي اصبح الحاكم الفعلي للسعودية مع مجئ ابيه الى سدة الحكم..
وعلى هذا كان اختيار ابن جبير في فبراير ـ شباط 2015 وزيرا للخارجية لضمان تبعيته للجنرال الصغير.. فما ابن جبير في القاموس السعودي الا ابن راعي ابل، لحم اكتافه واسرته من مكرمات آل سعود!
هذه التبعية التي تجلت في مهمة اعلان الحرب على اليمن (وبالمناسبة العدوان على اليمن مشروع محمد بن سلمان الخاص والمركزي والذي اريد منه وفق حسابات ال سعود الخاطئة، صناعة ايزنهاور سعودي!) ومن العاصمة الاميركية.. في ايحاء بالغ بتبعية الفريق الحاكم بالرياض ـ المطلقة ـ لواشنطن واللوبي الصهيوني..
علما ان قرار تدمير البلدان العربية المناهضة للهيمنة الصهيونية هو قرار اميركي ـ صهيوني بغض النظر عن مبرراته وحتى الانظمة التي تحكم تلك البلدان.. وما على اتباع واشنطن في المنطقة من انظمة خليجية وملكيات اسرية ودكتاتوريات عسكرية، وادواتهم الارهابية وجميع الباحثين في مكبات النفايات الاميركية والصهيونية، الا تنفيذه والتطبيل له واعتباره مشروعا عربيا في مواجهة "التمدد" الفارسي و"التدخل" الايراني و"التبشير" الشيعي!
في حين هناك دول اخرى قد لا نتفق معها ـ بالضرورة ـ مثل باكستان وتركيا وحتى مصر، احترمت نفسها وشعوبها وتاريخها ولم تنساق خلف النزق السعودي.
نعود الى عادل بن جبير الذي يراه البعض مجرد "انغماسي" اميركي في منظومة الحكم السعودي، رغم انغماسية العديد منهم ـ آل سعود ـ في العمالة الى الاميركيين والصهاينة، وبساطة ابتزازهم نظرا "للهفوات الاخلاقية!" التي يقدمون عليها في نوادي الغرب وملاهيه، وصراعاتهم على السلطة وكيفية تقسيم عوائد النفط التي هي ملك أهل الارض التي تستخرج منها.. هذا الرجل الذي
يصف "دشاديش" قومه بـ"الشراشف البيضاء" لأصدقائه الاميركيين، حسب "واشنطن بوست"، من اولى مهامه التنسيق مع الكيان الصهيوني والتطبيع الكامل معه سياسيا بعد انجاز التنسيقات الامنية، حيث اصبح الحديث عن علاقات بين الجانبين الاسرائيلي والسعودي يجري في العلن وامام عدسات الصحفيين، من احتضانات تركي الفيصل الى مصافحة انور عشقي والى تصريحات نتنياهو نفسه بوجود علاقات وتنسيق على خلفية ما يعتبرونه الخطر الايراني وتداعيات الاتفاق حول النووي بين ايران والغرب..
وابن جبير المطرفي هذا هو من نظم سنة 2004 رحلة لصهاينة الكونغرس الاميركي الى
السعودية "لتحسين صورة" القيادة السعودية بعد "زلة لسان" للملك عبدالله قال فيها ان الصهيونية تقف وراء 95% من الهجمات المسلحة في السعودية!
في حين الزيارة كانت لها اهداف اخرى هي التطبيع الاعلامي مع الصهاينة على اختلاف جنسياتهم.
عادل بن جبير، كما هو نظامه يشكل "خلية أزمة" في عمر النظام السعودي المحافظ، أما ان تنتهي او تستمر.. واستمرارها يعني نهاية كل النظام بالتأكيد، فالبقاء في السياسة للاصلح الذي يستطيع التكيف مع محيطه او بناء محيط لنفسه يستطيع الاستمرار معه، وهو ما عجزت السعودية عن فعله في عهد السديريين الجدد.. الأمر الذي أثار حفيظة الاجنحة الاخرى داخل البيت السعودي، فالسياسات التي يقودها "الجنرال الصغير" ستنهي نفوذ آل سعود الاقليمي وقد تنهي حكمهم المعلق بالقشة الاميركية نهائيا!
بقلم: علاء الرضائي
تزوج في سن 49 ... وحياة ابن جبير الخاصة قبل الزواج وحتى 2009، فقد ظلت محصورة في قصره بفيرجينيا بالقرب من واشنطن دي سي، وهي ليست محل اهتمامنا، رغم انها من الغاز الوزير الذي احدودي ظهره عازباً!
http://i.alalam.ir/news/Image/650x375/2015/11/04/alalam_635822583804865134_25f_4x3.jpg
عادل الجبير
حرمة، هي قرية على اطراف مدينة المجمعة (40 الف نسمة) ولد فيها عادل بن احمد بن جبير وزير خارجية المملكة السعودية، في بيت بجانب ستة اشقاء لا ماء فيه ولا كهرباء سنة 1962.. حيث كانت سعادتهم تتلخص في ركوب الإبل وصيد الضباب والجرابيع التي تكثر في الطريق بين الرياض والمجمعة قريبا من الدرعية وسدير! كان والده أول الامر يعمل في شركة ارامكو، لكن شاءت الاقدار ان ينتقل الابن عادل مع اسرته الى اليمن، البلد الذي اعلن عليه العدوان بعد نحو خمسين سنة ومن واشنطن، في ظهور هوليودي يقلد ظهور جورج بوش الأب والابن ورامسفيلد وديك تشيني، وهم يعلنون الحرب على العراق باموال السعودية وشقيقاتها الخليجيات، في تكرار تراجيدي لنفس العدوان ونفس الأهداف وبنفس المنطق وان اختلفت التهم وتباينت الشخوص.. ثم الى ألمانيا حيث اصبح والده ملحقا ثقافيا فيها، لكن الانعطافة الحقيقية في حياة ابن جبير كانت عندما انتقل الأب الى أميركا للعمل في الملحقية الثقافية بالسفارة السعودية.
وشخصية وزير الخارجية السعودي فيها جانبين: الأول، ظاهري كأي شخص طموح يحاول القفز على واقعه الاجتماعي من خلال الاتصال بمواقع القوة المعنوية والمادية.. وجانب آخر هو الذي يهمنا ويكشف عن حقيقة هذا الوجه الخالي من الرجولة!
حياة ابن جبير تبدأ من "حرمة" لينتهي على بعد 170 كيلومترا منها في الرياض، وان ابتعد ففي العاصمة الدبلوماسية للمملكة الوهابية، اي جدة حيث الأجواء ألطف من نجد التي يكثر فيها اتباع قرن الشيطان!
حياة وزير آل سعود تمر بمحطات كثيرة منها، ارامكو واليمن التي أكمل فيها الابتدائية ثم ألمانيا التي انهى فيها تعليمه حتى الولايات المتحدة التي درس فيها الاقتصاد والعلوم السياسية (جامعة شمال تكساس) والعلاقات الدولية (جامعة جورج تاون) والتي استقر بها مع اسرته والتي رفضت (أمه واشقاؤه وشقيقاته) العودة الى السعودية فيما بعد فاضطر الأب (بعد تقاعده كملحق ثقافي سعودي) أن يعود وحده ويعيد تشكيل اسرة اخرى في الرياض!
وفي اميركا تدرج الرجل في مسؤوليات كانت محصورة بجدران السفارة السعودية بواشنطن وولي نعمته بندر بن سلطان، ومنها نزغ بدفع مشبوه الى دائرة الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز ليكون مترجما له ثم مستشارا ثم مستشارا في الديوان الملكي برتبة وزير حتى تربع على عرش السفارة السعودية في واشنطن واخيرا وزيرا لخارجية السديريين الجدد (محمد بن سلمان ومحمد بن نايف).
تقول الرواية التاريخية التي يمتد عمرها الى 300 سنة والتي لا يعلم أحد مدى صحتها لأن المعرفة في المجتمعات القبلية شفوية ومن اختصاص النسابة والكهنة، أن أحد اجداد الوزير السعودي هرب من حوالي الطائف، قرية او منطقة المضيق قبل 300 سنة، بعد أن قتل شخصا بسبب نزاع على طير، ولجأ الى نجد ليعمل راعي أغنام وإبل عند ابن بصيص رئيس قبيلة مطير، لكنه سرعان ما أثبت جدارته فزوجوه أرملة الشيخ بعد وفاته وأصبح من وجهاء المنطقة..
وعلى ذكر الأرامل نسيت شيئا فيما يتعلق بحياة الوزير ابن جبير وهو أنه تزوج في سن متأخرة (49 عاماً) من أرملة اردنية "صغيرة" كما وصفها سعوديون تدعى فرح الفايز، توفي زوجها في تفجير مركز البليهد بالرياض وأبوها يعمل موظفا في سفارة آل سعود بواشنطن، وهي أم لطفلين وتبنى السفير ـ حينها ـ رعاية طفليها مشكوراً مأجوراً..
أما حياة ابن جبير الخاصة قبل الزواج وحتى 2009، فقد ظلت محصورة في قصره بفيرجينيا بالقرب من واشنطن دي سي، وهي ليست محل اهتمامنا، رغم انها من الغاز الوزير الذي احدودي ظهره عازباً!
أما الجانب الآخر في حياة عادل بن جبير (المطرفي) وهو ما يهمنا في هذا المقال، فيبدأ من طموح الرجل ومحاولته الارتقاء بواقعه الأسري في مجتمع طبقي يهيمن عليه أمراء الأسرة الحاكمة وكبار رجال القبائل ورجال الدين الذين عادة ما يكونون ظل الحاكم.. فدخل ابن جبير بذكائه وعقلية حسن استغلال الظروف من نقطة عيب آل سعود والمجتمع السعودي عامة، وهي التعليم مستفيدا من انتمائه المناطقي والقبلي لمنطلق الدعوة الوهابية والسعودية..
تقدم ابن جبير بعد انتقاله الى اميركا ودراسته في جامعة شمال تكساس بطلب الى السفارة السعودية في واشنطن العاصمة كمتعاقد محلي في الفترة التي كان بندر بن سلطان سفيرا فيها، فتم قبوله عام 1986، ولانه يحسن استغلال الفرص وقد يكون مدفوعا ومزكى من قبل جهة اميركية فقد اصبح بفترة وجيزة ظلا للسفير المثير للجدل بندر بن سلطان آل سعود..
علاقة بندر معروفة بأسرة بوش والمحافظين الجدد وباللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، الأمر الذي رشح ابن جبير لأن يتصل بالدوائر الاميركية المشبوهة ويتحول الى عنصر اساسي في تنسيق العلاقات بين المملكة الوهابية ومراكز القرار الاميركية التي يهيمن عليها الصهاينة، بل تطور الامر الى التنسيق المباشر مع منظمة ايباك ومسؤولي الكيان الغاصب للقدس، وفي هذا الصدد تقول صحيفة "جيروزالم بوست" الاسرائيلية: "ان عادل (بن جبير) ظل ـ منذ بداية التسعينيات ـ على اتصال وتنسيق مع الجماعات اليهودية، بما في ذلك منظمة اللوبي الصهيوني الاميركي (ايباك) وسبق ان التقى بـ"يوسي بيلين" حينما كان (الاخير) وزيراً في حكومة العمل الاسرائيلية".
وبغض النظر عن اتهامه من قبل بعض الاوساط السعودية في قضايا مالية، بالتعاون مع صديقه الاميركي "مايكل تبروزلو" مالك شركة "كورفس" للعلاقات العامة، والتي استهلكت عشرات الملايين من أموال البترودولار السعودي في حملات اعلامية لتحسين صورة مملكة الشر في الاوساط الاميركية، اعتبرها كثيرون فاشلة.. فقد أصبح ابن جبير مع الغزو الاميركي للعراق 1990 ـ 1991 (والممول تماما سعوديا وخليجيا) متحدثاً باسم السفارة السعودية في واشنطن، لشرح عمالة المملكة تبرير استجلابها جيوش 30 بلدا ضد العراق الذي كان لحد سنتين مضت على ذلك أهم حليف للسعودية في المنطقة لمواجهة الثورة الاسلامية في ايران..
ولأنه يحسن ويتقن تبرير عمالة نظامه للولايات المتحدة فقد اصبح في عام 1999 مديراً لمكتب الاعلام السعودي في أميركا مع الاحتفاظ بموقعه في السفارة..
أدى تقربه من الملك عبدالله (كان حينها وليا للعهد رغم انه الحاكم الحقيقي للمملكة بسبب مرض الملك فهد وعجزه عن اداء مهامه) الى أن يصبح بتوصية من الاميركان وبندر بن سلطان في عام 2004 مستشارا خاصا لولي العهد في الشؤون الدولية، ومن ثم في 2005 مستشارا في الديوان الملكي برتبة وزير، رغم ميل ابن جبير وتبنيه من قبل الجناح السديري في الاسرة السعودية.
هنا ويعتقد كثيرون ان صعود ابن جبير والرعاية التي حظي بها من قبل الاسرة الحاكمة في السعودية مع وجود كثيرين حتى افضل منه، تقف وراءه جهات واجندة اميركية خارجة عن تقسيمات الاجنحة داخل البيت الحاكم، فهو مفروض لاسباب يعرفها الاميركيون وآل سعود، تصل الى درجة اتهامه بالعمالة.. وفي هذه قد لا نتفق مع هؤلاء لاننا نعتقد ان نظام آل سعود برمته يمثل الوجه الاخر للعمالة والتبعية في منطقتنا بجانب الكيان الصهيوني.
بعد تولي بندر بن سلطان مهام الاستخبارات ومن ثم الامن الوطني السعودي اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر وغزو افغانستان والعراق، تم تعيين المتصهين السعودي الآخر (تركي الفيصل والذي يحمل في جعبته رئاسة جهاز المخابرات السعودي وسفارة نظام آل سعود في لندن) سفيرا للرياض في واشنطن، لم يبق الاخير في منصبه سوى 15 شهرا، لان العلاقات السعودية ـ الاميركية كانت تمر من خلف باحة السفارة، حيث ظل بندر بن سلطان وعادل بن جبير هما المنسقان الاساسيان لها، مما اثار حفيظة تركي وسخطه الذي وجد نفسه شخصا مهملا.
استقالة تركي الفيصل فتحت المجال لعادل بن جبير ان يتحول الى سفير للسعودية لدى أهم قوة داعمة للنظام السعودي، ويقال ان اقتراح سفارته جاء من الطرف الاميركي بعد التشاور مع بندر الذي كان مشغولا حينها بتدمير العراق وارسال الانتحاريين والسلاح والمتفجرات اليه.. وفي 2006 عين ابن جبير سفيرا للسعودية لدى واشنطن، الخبر الذي اثار دهشة السعوديين وغيرهم، نظرا لان ابن جبير لم يتدرج في اي منصب دبلوماسي ولم يشارك في مفاوضات دولية.. وبينما رآه بعض السذج و"الطيبين" وبالطبع طبل له مرتزقة الاعلام السعودي، بانه تحول "ديمقراطي" وخروج من هيمنة حصر المواقع المهمة بافراد قبيلة آل سعود، كان لسان العارفين يردد "اذا كنت تدري فتلك مصيبة.. وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم"!.
ولان الرجل خالي الوفاض من اية مكرمة وليس له تاريخ معروف، كان لابد أن يجري تسليط الضوء عليه وصناعة "بطل" منه.. وفي ظل انتشار "فوبيا ايران" من قبل أميركا والكيان الصهيوني وعملائهم من العرب على خلفية حرب تموز 2006 وفشل الصهاينة في ضرب المقاومة وايضا فشل مشروع الحرب الاهلية (الطائفية) في العراق 2005ـ 2007، وأزمة النووي الايراني التي اشتدت منذ 2007، دبرت مسرحية سعي ايران لاغتيال ابن جبير وتفجير السفارة السعودية في واشنطن.. وكان بطل هذه المسرحية تاجر مخدرات اميركي من اصول ايرانية بكلفة اجمالية (للعمليتين) تساوي 1.5 مليون دولار، كما ادعت اميركا والسعودية!!
ووفق ما تقدم، فان شخصية عادل بن جبير تدور: بين العمالة لاجهزة المخابرات الاميركية حتى النخاع، والطاعة المطلقة لأولياء نعمته آل سعود الذين انقذوه واسرته من رعي الابل وصيد الضباب ليصبح اول وزير خارجية لهم من خارج الاسرة، والعداء للجمهورية الاسلامية وحزب الله لانهما الشوكة التي في حلق أسياده الاميركيين والسعوديين (بالمناسبة علاقات عادل بن جبير أكثر من جيدة مع آل الحريري في لبنان وهناك همس سابق انه كان ينوي مصاهرتهم من خلال الزواج بآخر أرملاتهم قبل زواجه!).
بعد موت الملك عبدالله وعودة الحكم الى الجناح السديري في الاسرة السعودية، وظهور الجيل الثالث منها، اعتبر وجود سعود الفيصل الغارق في تقليديته ومحافظته عائقا (وكذلك شخصيات جرى تهميشها لاحقا مثل متعب بن عبدالله ومقرن بن عبدالعزيز) أمام التحول في السياسة الخارجية التي اصبحت اكثر صدامية وانفعالا ـ وفق البرنامج والمخطط الاميركي ـ وتدار من قبل شباب لا خبرة لهم في الحكم والعلاقات بين الدول والقوى.. خاصة وان سعود الفيصل واجه في نهاية وزارته التي امتدت لاربعين عاما، فشلا ذريعا ولم يستطع انقاذ السياسة الخارجية السعودية التي بدأت تتهاوى امام صمود محور المقاومة وتغير المعطيات الجيوبولتيكية في الاقليم وتصدع المشروع الغربي في احتواء حركات التحرر والحراك الشعبي الذي كان للسعودية وشقيقاتها الخليجيات دور بارز في الالتفاف عليه وحرف مساره كي لا تصل الثورة الى عروشها.
"شبشبة" السياسة الخارجية السعودية وتغيير وجوه يناصورات الحكم السابقة (رغم ان بعض المواقع بقيت بيد تلك الديناصورات!) والمجيء بشباب الجيل الثالث من الاسرة الحاكمة، كان يصطدم بتولي شخصيات من الاسرة الحاكمة لمنصب وزير الخارجية، بما للموقع من اضواء اعلامية وانتشار واتصال بمختلف الشخصيات العالمية والسياسية، وبالتالي مثل هذا الموقع اذا اعطي لشخص من الاسرة سيشكل خطرا على مستقبل "الجنرال الصغير" الذي يؤسس لمصادرة الحكم واقصاء عمومته وابنائهم، والذي اصبح الحاكم الفعلي للسعودية مع مجئ ابيه الى سدة الحكم..
وعلى هذا كان اختيار ابن جبير في فبراير ـ شباط 2015 وزيرا للخارجية لضمان تبعيته للجنرال الصغير.. فما ابن جبير في القاموس السعودي الا ابن راعي ابل، لحم اكتافه واسرته من مكرمات آل سعود!
هذه التبعية التي تجلت في مهمة اعلان الحرب على اليمن (وبالمناسبة العدوان على اليمن مشروع محمد بن سلمان الخاص والمركزي والذي اريد منه وفق حسابات ال سعود الخاطئة، صناعة ايزنهاور سعودي!) ومن العاصمة الاميركية.. في ايحاء بالغ بتبعية الفريق الحاكم بالرياض ـ المطلقة ـ لواشنطن واللوبي الصهيوني..
علما ان قرار تدمير البلدان العربية المناهضة للهيمنة الصهيونية هو قرار اميركي ـ صهيوني بغض النظر عن مبرراته وحتى الانظمة التي تحكم تلك البلدان.. وما على اتباع واشنطن في المنطقة من انظمة خليجية وملكيات اسرية ودكتاتوريات عسكرية، وادواتهم الارهابية وجميع الباحثين في مكبات النفايات الاميركية والصهيونية، الا تنفيذه والتطبيل له واعتباره مشروعا عربيا في مواجهة "التمدد" الفارسي و"التدخل" الايراني و"التبشير" الشيعي!
في حين هناك دول اخرى قد لا نتفق معها ـ بالضرورة ـ مثل باكستان وتركيا وحتى مصر، احترمت نفسها وشعوبها وتاريخها ولم تنساق خلف النزق السعودي.
نعود الى عادل بن جبير الذي يراه البعض مجرد "انغماسي" اميركي في منظومة الحكم السعودي، رغم انغماسية العديد منهم ـ آل سعود ـ في العمالة الى الاميركيين والصهاينة، وبساطة ابتزازهم نظرا "للهفوات الاخلاقية!" التي يقدمون عليها في نوادي الغرب وملاهيه، وصراعاتهم على السلطة وكيفية تقسيم عوائد النفط التي هي ملك أهل الارض التي تستخرج منها.. هذا الرجل الذي
يصف "دشاديش" قومه بـ"الشراشف البيضاء" لأصدقائه الاميركيين، حسب "واشنطن بوست"، من اولى مهامه التنسيق مع الكيان الصهيوني والتطبيع الكامل معه سياسيا بعد انجاز التنسيقات الامنية، حيث اصبح الحديث عن علاقات بين الجانبين الاسرائيلي والسعودي يجري في العلن وامام عدسات الصحفيين، من احتضانات تركي الفيصل الى مصافحة انور عشقي والى تصريحات نتنياهو نفسه بوجود علاقات وتنسيق على خلفية ما يعتبرونه الخطر الايراني وتداعيات الاتفاق حول النووي بين ايران والغرب..
وابن جبير المطرفي هذا هو من نظم سنة 2004 رحلة لصهاينة الكونغرس الاميركي الى
السعودية "لتحسين صورة" القيادة السعودية بعد "زلة لسان" للملك عبدالله قال فيها ان الصهيونية تقف وراء 95% من الهجمات المسلحة في السعودية!
في حين الزيارة كانت لها اهداف اخرى هي التطبيع الاعلامي مع الصهاينة على اختلاف جنسياتهم.
عادل بن جبير، كما هو نظامه يشكل "خلية أزمة" في عمر النظام السعودي المحافظ، أما ان تنتهي او تستمر.. واستمرارها يعني نهاية كل النظام بالتأكيد، فالبقاء في السياسة للاصلح الذي يستطيع التكيف مع محيطه او بناء محيط لنفسه يستطيع الاستمرار معه، وهو ما عجزت السعودية عن فعله في عهد السديريين الجدد.. الأمر الذي أثار حفيظة الاجنحة الاخرى داخل البيت السعودي، فالسياسات التي يقودها "الجنرال الصغير" ستنهي نفوذ آل سعود الاقليمي وقد تنهي حكمهم المعلق بالقشة الاميركية نهائيا!
بقلم: علاء الرضائي