JABER
05-02-2005, 12:40 PM
أعماله تعرض بنجاح على عدة قنوات عربية وأجنبية
القاهرة ـ محمد القدوسي
عن سامي يوسف، أعدت قناة «المحور» حلقة خاصة من برنامجها «ليلتكم طرب» لتذاع يوم 5 من مايو القادم.
الحلقة تتضمن لقاء مع سامي يوسف، وفقرات من أناشيده ولعل أول ما يلفت النظر هو اختيار القناة برنامجا غنائيا لتناول سامي يوسف المنشد الاسلامي، وهي بهذا الاختيار تتعامل مع «المنشد» أولا، بغض النظر عن انتمائه الاسلامي.
والواقع ان سامي يوسف يجعلنا نفتح ملف الموسيقى الدينية من أوله، هذا الملف الذي جاء النجاح الساحق للمنشد الصاعد بسرعة الصاروخ ليعيد ترتيب أوراقه، ويقلل من أهمية أسئلة كانت تحتل ـ تقليديا ـ مكان الصدارة، مثل: هل الغناء حلال؟ وهل الموسيقى حلال؟ واذا كانت حلالا، فهل كل الآلات سواء.. أم ان بعضها فقط يباح استخدامه؟ وأيها المباح استخدامه؟ الى غير ذلك من أسئلة. جاء سامي يوسف بأناشيده التي يؤديها بانكليزية تخالطها ألفاظ عربية، ويغنيها على مزيج من الايقاعات العربية والغربية والآسيوية، مستعينا بقائمة مفتوحة من الآلات لا تستبعد شيئا منها، جاء سامي يوسف بما حقق من نجاح مدو ليجبر هذه الأسئلة على التراجع وافساح المجال أمام سؤال وحيد: ألم تنجح موسيقى هذا الشاب في تقديم الوجه الحضاري والانساني للاسلام، هذا الوجه الذي شوهه المتطرفون والمتشنجون؟
ثم اننا في عصر «الدعاة الشباب» الذين غيروا صورة الداعية من رجل مسن يرتدي العباءة ويغطي رأسه الى شاب حاسر بالزي الأوروبي، والسؤال: أليس من المنطقي في عصر هؤلاء الدعاة ان تتغير صورة المنشد الاسلامي من سيد النقشبندي الى سامي يوسف الذي يقرر بثقة ان غناءه «وسيلة فعالة لنشر مبادئ الرسالة المحمدية وتشجيع الشباب المسلم أينما كان على الفخر بهويته وديانته»؟
سامي يوسف ولد في لندن ـ 1980 ـ لأبوين ينتميان الى اذربيجان، ورث عن والده الملحن العازف الشاعر حب الموسيقى، وبفضل موهبته ونشأته الموسيقية نجح عام 1998، في الحصول على منحة للدراسة بالأكاديمية الملكية للموسيقى بالعاصمة البريطانية لندن.
وفي صيف 2003، اطلق ألبومه الأول «المعلم» وهو يضم ثماني انشودات، تحمل أولاها ـ وأكثرها نجاحا ـ اسم «المعلم»، وقد جرى تصويرها تلفزيونيا في كليب يعرض بنجاح على عدة قنوات عربية وأجنبية. هذا الألبوم ما زال يحصد النجاحات المتوالية، وأغنياته تقدم في عروض طاف بها سامي يوسف مسارح أميركا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. ومن العالم الاسلامي: ماليزيا، مصر.
وحاليا يستعد المنشد الاسلامي الشاب لإنتاج ألبوم يخاطب به «غير المسلمين» مؤكدا سماحة وعالمية رسالة الاسلام.
ان سامي يوسف ظاهرة تؤكد ان الابداع الحقيقي قادر على اكتساح أغصان الأسئلة الجافة والرؤى المتيبسة، فهو يتواصل مع جانب مهم من ذاكرة الحضارة الاسلامية، من رابعة العدوية المتصوفة التي كانت تعزف على الناي، الى مولانا جلال الدين الرومي الشاعر صاحب «المثنوي» والمتصوف مؤسس الطريقة «المولوية» التي كان اتباعها يؤدون أدوارهم بالانشاد، وقد بقي من تراثهم كثير من الايقاعات والألحان، وأيضا رقصة «التنورة» التي يؤديها الرجال معبرين عن انفصال الأرض عن السماء وخلق الانسان وغير ذلك.
هذه الذاكرة امتدت الى سلسلة من عباقرة الانشاد الديني: سلامة حجازي، أبوالعلا محمد، زكريا أحمد، علي محمود، طه الفشني، الفيومي، سيد النقشبندي، ونلاحظ ان بعض هؤلاء تحول إلى التلحين والغناء خارج نطاق الانشاد الديني، وان سيدة الغناء أم كلثوم، بدأت حياتها بالإنشاد قبل ان تحترف الغناء.
والملحوظة الأهم ان كل واحد من هؤلاء كانت له بصمته الخاصة، لم يكن الأمر مجرد صوت جديد يضاف الى القائمة، بل «وعي» جديد و«رؤية» مختلفة، ولهذا فقد جاء بعد النقشبندي كثيرون مروا مرور الكرام، على الرغم من تمتع بعضهم بصوت جميل، لكنهم ظلوا يدورون في فلك من سبقهم من دون اضافة جديدة ولا قدرة على استيعاب روح العصر.
تلك الروح التي استوعبها سامي اليوسف المنشد القادم من أوروبا الى العالم الاسلامي!
القاهرة ـ محمد القدوسي
عن سامي يوسف، أعدت قناة «المحور» حلقة خاصة من برنامجها «ليلتكم طرب» لتذاع يوم 5 من مايو القادم.
الحلقة تتضمن لقاء مع سامي يوسف، وفقرات من أناشيده ولعل أول ما يلفت النظر هو اختيار القناة برنامجا غنائيا لتناول سامي يوسف المنشد الاسلامي، وهي بهذا الاختيار تتعامل مع «المنشد» أولا، بغض النظر عن انتمائه الاسلامي.
والواقع ان سامي يوسف يجعلنا نفتح ملف الموسيقى الدينية من أوله، هذا الملف الذي جاء النجاح الساحق للمنشد الصاعد بسرعة الصاروخ ليعيد ترتيب أوراقه، ويقلل من أهمية أسئلة كانت تحتل ـ تقليديا ـ مكان الصدارة، مثل: هل الغناء حلال؟ وهل الموسيقى حلال؟ واذا كانت حلالا، فهل كل الآلات سواء.. أم ان بعضها فقط يباح استخدامه؟ وأيها المباح استخدامه؟ الى غير ذلك من أسئلة. جاء سامي يوسف بأناشيده التي يؤديها بانكليزية تخالطها ألفاظ عربية، ويغنيها على مزيج من الايقاعات العربية والغربية والآسيوية، مستعينا بقائمة مفتوحة من الآلات لا تستبعد شيئا منها، جاء سامي يوسف بما حقق من نجاح مدو ليجبر هذه الأسئلة على التراجع وافساح المجال أمام سؤال وحيد: ألم تنجح موسيقى هذا الشاب في تقديم الوجه الحضاري والانساني للاسلام، هذا الوجه الذي شوهه المتطرفون والمتشنجون؟
ثم اننا في عصر «الدعاة الشباب» الذين غيروا صورة الداعية من رجل مسن يرتدي العباءة ويغطي رأسه الى شاب حاسر بالزي الأوروبي، والسؤال: أليس من المنطقي في عصر هؤلاء الدعاة ان تتغير صورة المنشد الاسلامي من سيد النقشبندي الى سامي يوسف الذي يقرر بثقة ان غناءه «وسيلة فعالة لنشر مبادئ الرسالة المحمدية وتشجيع الشباب المسلم أينما كان على الفخر بهويته وديانته»؟
سامي يوسف ولد في لندن ـ 1980 ـ لأبوين ينتميان الى اذربيجان، ورث عن والده الملحن العازف الشاعر حب الموسيقى، وبفضل موهبته ونشأته الموسيقية نجح عام 1998، في الحصول على منحة للدراسة بالأكاديمية الملكية للموسيقى بالعاصمة البريطانية لندن.
وفي صيف 2003، اطلق ألبومه الأول «المعلم» وهو يضم ثماني انشودات، تحمل أولاها ـ وأكثرها نجاحا ـ اسم «المعلم»، وقد جرى تصويرها تلفزيونيا في كليب يعرض بنجاح على عدة قنوات عربية وأجنبية. هذا الألبوم ما زال يحصد النجاحات المتوالية، وأغنياته تقدم في عروض طاف بها سامي يوسف مسارح أميركا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. ومن العالم الاسلامي: ماليزيا، مصر.
وحاليا يستعد المنشد الاسلامي الشاب لإنتاج ألبوم يخاطب به «غير المسلمين» مؤكدا سماحة وعالمية رسالة الاسلام.
ان سامي يوسف ظاهرة تؤكد ان الابداع الحقيقي قادر على اكتساح أغصان الأسئلة الجافة والرؤى المتيبسة، فهو يتواصل مع جانب مهم من ذاكرة الحضارة الاسلامية، من رابعة العدوية المتصوفة التي كانت تعزف على الناي، الى مولانا جلال الدين الرومي الشاعر صاحب «المثنوي» والمتصوف مؤسس الطريقة «المولوية» التي كان اتباعها يؤدون أدوارهم بالانشاد، وقد بقي من تراثهم كثير من الايقاعات والألحان، وأيضا رقصة «التنورة» التي يؤديها الرجال معبرين عن انفصال الأرض عن السماء وخلق الانسان وغير ذلك.
هذه الذاكرة امتدت الى سلسلة من عباقرة الانشاد الديني: سلامة حجازي، أبوالعلا محمد، زكريا أحمد، علي محمود، طه الفشني، الفيومي، سيد النقشبندي، ونلاحظ ان بعض هؤلاء تحول إلى التلحين والغناء خارج نطاق الانشاد الديني، وان سيدة الغناء أم كلثوم، بدأت حياتها بالإنشاد قبل ان تحترف الغناء.
والملحوظة الأهم ان كل واحد من هؤلاء كانت له بصمته الخاصة، لم يكن الأمر مجرد صوت جديد يضاف الى القائمة، بل «وعي» جديد و«رؤية» مختلفة، ولهذا فقد جاء بعد النقشبندي كثيرون مروا مرور الكرام، على الرغم من تمتع بعضهم بصوت جميل، لكنهم ظلوا يدورون في فلك من سبقهم من دون اضافة جديدة ولا قدرة على استيعاب روح العصر.
تلك الروح التي استوعبها سامي اليوسف المنشد القادم من أوروبا الى العالم الاسلامي!