المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تقول لأبنائك إذا كان في تاريخ بلادك صفحات مرعبة؟



JABER
05-02-2005, 12:36 PM
ألغام تعترض تعليم تاريخ الـحرب العالمية

تنطوي مسألة تعليم تاريخ الحرب العالمية الثانية على ألغام، وهو ما أثبته الخلاف الأخير بين اليابان وجارتيها الصين وكوريا الجنوبية بشأن كتاب مدرسي، مما يطرح مشكلة الاختلاف في مادة التاريخ ما بين الدول المنتصرة والدول المهزومة بعد مرور ستين عاما على الحرب.

ويسعى معهد غورغ ايكرت الالماني في برونسفيك (شمال) المتخصص في الدراسة المقارنة للكتب المدرسية في العالم، لتوضيح هذه المسألة من خلال معرض جوال يقام حاليا في ارفورت (شرق).

ويرى باحثو المعهد الذي انشئ عام 1975، ان المانيا تضطلع بدورها بصفتها الطرف الذي بادر بشن الحرب وارتكب المحرقة، افظع جريمة ضد الانسانية عرفها التاريخ.

التمارين النموذجية

ومن التمارين النموذجية التي يتضمنها كتاب السنة الأخيرة من المرحلة التكميلية في المانيا «كيف يتحتم على أجيال ما بعد الحرب التعامل مع إرث التاريخ؟ ناقشوا المسألة في الصف»، فيما يخصص فصل كامل لمحرقة اليهود.

وقال المؤرخ الالماني راينر ريمنشنايدر «ان يقظة الشعور القومي في المانيا لم تعد ممكنة في مطلق الأحوال بعد 1945، وسرعان ما تم التشديد على الهوية الأوروبية».

الإنزال الحليف

غير ان الأمر استغرق وقتا طويلا قبل ان تعتبر المانيا ان الحلفاء «حرروها»، وهو ما عبر عنه للمرة الأولى الرئيس ريتشارد فون فايساكر امام النواب في بون في الثامن من مايو 1985.

فظلت كلمة «انزال» تترجم حتى الثمانينات في الكتب المدرسية الالمانية بـ«الاجتياح» قبل ان تستخدم بين مزدوجين ليحل محلها عام 1990 «الانزال الحليف».

وفي اليابان، يركز البرنامج الدراسي على «تصوير حياة الشعب الياباني ابان الحرب مستنتجا ان الحرب العالمية الثانية تسببت باضرار جسيمة للبشرية أجمع».

ورأت فيرينا رادكاو غارسيا المشاركة في المعهد ان «هذا ا لبلد الذي سحقته القنبلتان الذريتان على ناغازاكي وهيروشيما، يميل الى طرح نفسه في موقع الضحية وتناسي الجرائم التي ارتكبها»، مستندا في ذلك الى الكتابين المدرسيين الأكثر انتشارا في اليابان، في حين ان كتاب التاريخ الذي اعيد اصداره أخيرا واعتبرت الصين وكوريا الشمالية انه يقلل من أهمية الفظاعات التي ارتكبتها الامبراطورية اليابانية، لا يستخدم سوى في اقل من 1.0% من المدارس.

روسيا والحقبة السوفيتية

وتابعت رادكاو غارسيا «نلاحظ في روسيا استمرارية ما مع كتب الاتحاد السوفيتي، لا سيما من خلال وصف بطولات الجيش السوفيتي».

لكن خلافا للحقبة الشيوعية، فان برامج التاريخ تتحدث عن الضحايا ولو انها قلما تتحدث عن المصائر الفردية مثلما تفعل فرنسا وبريطانيا والمانيا، كما ان المدارس الروسية لا تتوسع في مسألة محرقة اليهود.

وفي المقابل، تشدد روسيا على الوقائع العسكرية فترويها بالتفصيل مقرونة بالخرائط الجغرافية والصور، وهو ما نجده أيضا في دول أخرى من معسكر المنتصرين مثل بريطانيا وفرنسا، انما بقدر أقل.

وأوضح ريمنشنايدر ان الدول «تفضل ان تسرد حربا ربحتها وليس حربا خسرتها»، مما يحمل البريطانيين على التركيز على اسباب هزيمة المانيا واليابان اللتين حققتا قبل ذلك انتصارات عسكرية كبيرة.

من جهتها، تشدد الولايات المتحدة بصورة خاصة على التاريخ الأميركي ولا تتطرق سوى بشكل مقتضب إلى المعاناة التي لم يعرفها هذه البلد، غير ان رادكاو اشارت الى ان بعض الولايات الأميركية فرضت دروسا الزامية حول محرقة اليهود لمعالجة هذه الثغرات.

وتعطي فرنسا الأولوية لمغزى الاحداث على تسلسلها الزمني، وهي تسعى مثل المانيا الى اعداد مواطنين ديموقراطيين جديرين في جمهوريتهما وفي أوروبا.

وهذا الهدف سيسهل وضع كتاب مدرسي فرنسي ـ المالني مشترك سيكون متوافرا عند بداية السنة الدراسية عام 2007 لصف البكالوريا (الثانوية العامة) وسيعالج مسألة الحرب العالمية الثانية.