المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ويسلي كلارك: أميركا في حالة حرب عالمية رابعة مع ثلاث حركات في الشرق الأوسط



على
05-02-2005, 07:31 AM
مدير "سي اي ايه" السابق حذر من خطر "البعث" وحزب الله والمتطرفين السنة

يعمل جيمس ويسلي الان مستشارا في شركةSAIC التي ترتبط بعقود كبيرة مع وزارة الدفاع الاميركية »البنتاغون« داخل وخارج الولايات المتحدة, وهو ايضا رئيس منظمة »فريدوم هاوس« بواشنطن التي تهتم بقضايا حقوق الانسان في مختلف انحاء العالم. سابقا عمل مديرا لوكالة الاستخبارات الاميركية »سي اي ايه« في الفترة من 1993 الى1995 في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون, وقبل ذلك عمل لفترة طويلة في وزارة الدفاع, وهو يعمل ايضا مستشارا للعديد من المراكز البحثية والمنظمات غير الحكومية ذات التوجهات المتشددة فيما يخص قضايا السياسات الخارجية والامن القومي.

ولقيت رؤية جيمس ويسلي عن "الحرب العالمية الرابعة رواجا كبيرا عندما ذكر ان مواجهة الولايات المتحدة مع الاسلام الراديكالي بعد حوادث 11 سبتمبر, وما تبعها من حروب في افغانستان والعراق هي صورة صريحة "للحرب العالمية الرابعة" التي قد تطول لسنوات عديدة. ويعتبر ويسلي في نظر الكثيرين في الولايات المتحدة احد مهندسي مشروع الحرب على العراق, وما زال يعتقد بضرورة الانتصار على الارهاب الدولي الذي يتخذ الان من العراق مقرا رئيسيا له. وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته نشرة »تقرير واشنطن« التي تصدر عن الخارجية الاميركية:

خلال فترة عملك رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية, ماذا كان التحدي الاكبر المتعلق بطبيعة العمل على راس اقوى جهاز استخبارات في العالم?

العمل الاكثر صعوبة كان جعل »سي اي ايه« تركز على التهديدات في عالم ما بعد الحرب الباردة. وكما قلت من قبل في عدة مناسبات, عندما بدات هذا العمل كان الوضع مثل من كان يتصارع لمدة اكثر من 50 سنة مع تنين (الاتحاد السوفياتي), ثم بعد القضاء عليه وجدنا انفسنا في الغابة مع الكثير من الثعابين السامة. وهذه الثعابين السامة اكثر ضراوة من التنين و اكثر صعوبة للامساك بها, والثعابين هذه هي الجماعات الارهابية اليوم, هذا بالاضافة الى من يريد انتشار الاسلحة النووية, واسلحة الدمار الشامل. شبكات الجرائم المنظمة الدولية, والدول المارقة مثل كوريا الشمالية والعراق سابقا مثلت بدورها ايضا تهديدا كبيرا. وواجهت »سي اي ايه« صعوبات كبيرة في اقناع حتى الكونغرس الاميركي بحجم هذه التهديدات, فعلى سبيل المثال, رفضت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ تخصيص اموال اضافية كانت لازمة لتعيين المزيد ممن يعلمون ويترجمون اللغة العربية. لقد عقد الكونغرس 195 جلسة في عام 1993, وانا تقابلت 205 مرة مع اعضاء الكونغرس, مرة يوميا على الاقل, و80% من وقتي كان لمعالجة اثار نقص الموارد المالية المخصصة لوكالة الاستخبارات المركزية »سي اي ايه« وهذا كان التحدي الاكبر في هذه الفترة.

في نظرك ما هي اهم اهداف وكالة الاستخبارات الاميركية في مجال مكافحة الارهاب?
عمليات اختراق الارهابيين هي الاصعب والاهم لمعرفة ما يخططون له, سواء تم ذلك عن طريق الاستخبارات الاميركية, او عن طريق عمل مشترك مع استخبارات دول صديقة. الا ان هناك بعض القوانين الاميركية تجعل هذا الموضوع صعب جدا.

في عام 1993 وعلى سبيل المثال, بعد محاولة تفجير برج التجارة العالمي في مدينة نيويورك, كانت معظم الوثائق والادلة عن رمزي يوسف (المتهم الاساسي في القضية) وغيره موجودة باللغة العربية, كذلك كان الحال مع مؤامرة الشيخ الضرير "عمر عبد الرحمن" الهادفة الى تدمير نفقي لنكولن و هولند (الذين يربطان مدينة نيويورك بولاية نيوجيرسي), وتفجير مبنى الامم المتحدة. بعد ذلك اغتال رجل اسمه "نصير" الحاخام مائير كاهانا, وكانت هناك الكثير من المعلومات عنه....ولكنها كلها بالعربية! وقد جمعت في صناديق كثيرة رغم انها كانت تحتوي على الكثير من الاسماء والعناوين المهمة. وكان من الممكن ان تكون مفيدة للغاية, لكنها كانت في احد مكاتب هيئة المباحث الفيدرالية »اف بي اي« في مدينة نيويورك لعدة سنوات مهملة وبدون ان يتم ترجمتها. ولم تحتاجها مكاتب ال»اف بي اي« لهذه القضية, ولم يحتاجها المدعي العام. وكان من غير القانوني ان تشارك ال»اف بي اي« هذه الوثائق مع اي جهة, ولم يكن هذا خطاهم, لكنه القانون الذي يمنع الاطلاع على مثل هذه الوثائق الا لاقناع هيئة محلفين مختصة بالقضية, و هذا خطا في الاجراءات القانونية.

وانصب هذا في مصلحة تنظيمات الارهاب الدولي, وكان من الممكن ان تستغل لاحباط مخططاتهم في هذا الوقت. حتى الحكومة كان ممنوع عليها الاطلاع على هذه الوثائق!! (ولم نعلم بمحتويات هذه الصناديق الا السنة الماضية).

ما اهم مهام اجهزة الاستخبارات الاميركية في عالم ما بعد 11 سبتمبر?
اقول ان الولايات المتحدة في حالة حرب مع ثلاث حركات مستبدة في الشرق الاوسط: البعثيون... وطبيعة حكمهم التي تقوم على غرار النماذج الفاشية و النازية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي. والاسلاميون الشيعة المتطرفون الذين يحظون بدعم نظام الحكم في طهران, و ادوات تنفيذ سياساتهم المتمثلة في جماعات مثل تنظيم حزب الله اللبناني, واخيرا الاسلاميون المتطرفون من الجانب السني مثل تنظيم القاعدة والايدولوجيا التي تستمد منها شرعيتها. وهذه الحركات الثلاث, العلمانية كالعبثيين والدينية كالاسلاميين اعلنت الحرب على الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

الولايات المتحدة من جانبها لم تدرك انها في حالة حرب, او لم تشأ ان تدرك حقيقة ما يواجهها (كونها في حالة حرب معلنة ضدها من قبل هذه الحركات الثلاثة) حتى كانت احداث 11 سبتمبر. وانا لا اسمي هذه الحرب حربا على الارهاب, بل اسميها "حرب القرن الواحد والعشرين الطويلة", هذا لاني اعتقد ان هذه الحرب ستستمر لعقود طويلة, وهذه هي حقيقة هذا الصراع الجديد.

هناك بالطبع مشكلات خطيرة تواجهها الولايات المتحدة, فمثلا كيف يمكن ان نجعل كوريا الشمالية لا تبيع مواد خطيرة او اسلحة دمار شامل للجماعات الارهابية. كذلك هناك الخطر الستراتيجي المتمثل في الصين, واحتمالات تعرض الصين لازمات داخلية خطيرة في المرحلة الانتقالية الحالية التي تمر بها, وما يمكن ان يؤدي اليه هذا من ازمة بطالة قد تؤدي الي توترات اجتماعية داخلية. وكما فعلت كل الديكتاتوريات في التاريخ, قد تلجأ القيادة الصينية في هذه الحالة الى خلق ازمة خارجية لكي تعبئ المواطنين الصينيين خلف قيادتهم, وفي هذه الحالة, تايوان ستكون محل اختيار القيادة الصينية. وبما ان تايوان مازالت تقع تحت مظلة الحماية العسكرية الاميركية, فان احتمالات نشوب نزاع عسكري صيني اميركي واردة بشدة.
واظهرت بعض الوثائق الصينية "ورقة بيضاء صدرت في شهر ديسمبر الماضي عداء كبيرا للولايات المتحدة, واشار بعضها الى ان الصين يجب ان تستعد لسيناريو مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.

وهكذا فهذه الحركات المتسلطة في الشرق الاوسط و كوريا الشمالية والصين والى حدا ما التطورات المتعلقة بفنزويلا ومساعدتها لارهابيين و تجار مخدرات في كولومبيا المجاورة و محاولاتها هز استقرار منطقة اميركا الوسطى واميركا الجنوبية- قد تكون مصدرا لتوتر شديد مستقبلا.