المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة الشيعي البارز محمد حسن الأمين "أمل" وحزب الله لا يمثلان كل أبناء الطائفة



لمياء
05-01-2005, 04:43 PM
لبنان كان مرتهنا لسورية والشيعة تعرضوا لضغوط دمشق أكثر من غيرهم

بيروت - من »عمر البردان

اكد رئيس اللقاء الشيعي اللبناني العلامة محمد حسين الامين ان "حزب الله" وحركة "امل" ليسا كل الشيعة, ولفت الى ان الطائفة الشيعية لم تكن كلها مرتبطة بوصاية سورية كل لبنان طوال 30 عاما.
وقال في حديث ل¯"السياسة" ان هذه الطائفة تشبه لبنان في تنوعها وتعدد اتجاهاتها.
ولفت الامين الى لبنان كله كان مرتهنا لسورية, وان الطائفة الشيعية كانت من اكثر الطوائف اللبنانية التي تعرضت لضغوطات سورية اكثر من غيرها. واعتبر ان الايام المقبلة ستكون ساحة نضال من اجل تحقيق السيادة والاستقلال الكاملين.

ودعا "حزب الله" وحركة "امل" الى اجراء مراجعة نقدية لسياستهما الماضية, وسال هل ما زال الاجماع الوطني حول المقاومة قائما, وما هو معنى استمرار رئيس الجمهورية اميل لحود في منصبه بعد الكوارث التي حصلت.
وفيما يلي نص الحوار:
ما اسباب انشاء اللقاء الشيعي اللبناني ولماذا الان بالذات?
كل اشكال الحيوية السياسية تتجلى بصورة واضحة وقوية في هذا المفصل الاساسي من مفاصل الحياة السياسية في لبنان التي تلت استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتداعياته وخروج القوات السورية من لبنان. وهذه احداث بالغة الاهمية على المستوى الوطني المحلي على الاقل.

ومن الطبيعي ان تنجلي بعدها مظاهر كثيرة في المجتمع السياسي وكان ابرزها ما يسمى بانتفاضة الاستقلال لان التظاهرات التي حصلت بهذا الحجم وهذا النوع من التوافق والتداعي الوطني من كل الطوائف والاتجاهات لاعلان استقلال لبنان وسيادته, اي لما يطمح اليه اللبنانيون من ان تبدا مرحلة السلام الحقيقي في لبنان بعد 30 سنة من الحرب الساخنة والباردة في ظل وجود سلطة الوصاية السورية في البلد.
الان بدا ان احد مكونات الاجتماع السياسي اللبناني وهو الطائفة الشيعية غير حاضرة بالصورة التي تتناسب مع حجم هذه الطائفة وفاعليتها ومكوناتها الاساسية وحجم انتمائها الى البنية الوطنية اللبنانية, في الوقت الذي تشكل فيه هذه الطائفة قاعدة اساسية من قواعد التطلع نحو السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية.

وازاء ذلك كان لا بد من اطلاق هذا التعبير القوي عن الانتماء الشيعي الوطني اللبناني الذي لم يتح له ان يعبر عنه من خلال القوى التي تمثل الطائفة من خلال تنظيمي "امل" و"حزب الله" اللذين كانت تربطهما علاقة استثنائية بسلطة الوصاية السورية, فهل يمكن اعتبار الطائفة الشيعية كلها مرتبطة بسلطة الوصاية السورية لان هذين التنظيمين ارتبطا ارتباطا وثيقا بها? بالتاكيد لا, فالطائفة الشيعية تشبه لبنان, انها متنوعة ومتعددة ويوجد فيها اتجاهات متعددة.
وهذا اللقاء ياتي ليعبر عن هذا التنوع والاختلاف الموجود وليعبر كذلك عن دخول الطائفة الشيعية في هذا الحراك الوطني على كل الصعد الذي يحتفي بيوم السيادة والاستقلال اللبناني من جهته, ولكن الذي يسعى في العمق لانجاز ما هو مهم واهم في المستقبل وهو قيام دولة القانون والمؤسسات ونهاية عصر الفساد. وهذا مطلب لبناني عام, لا يمكن ان يكون الشيعة خارج هذا المطلب.

هل يمكن القول ان الطائفة الشيعية كانت مختطفة من قبل تنظيمي "امل" و"حزب الله"?
ان لبنان كله كان مرتهنا لكن اشكال الارتهان او مستوياته كانت متفاوتة, اي ان هناك طوائف مرتهنة اكثر من غيرها, ولكن بالنسبة للطائفة الشيعية كان يراد لها ان تكون موالية لسلطة الوصاية السورية مئة في المئة. ولذلك كان هناك ضغوطات حقيقية على هذه الطائفة بحيث لم يسمح باي تعبيرات مختلفة, فكان احيانا يفرض فرضا التحالف بين "امل" و"حزب الله".
ولكن رغم ذلك الارتهان, فانه تم تسجيل حالات اعتراض عبرت عن نفسها باستمرار وفي الاستحقاقات الرئيسة وتحديدا في الانتخابات النيابية الماضية, اكان في دورات 1992, او 1996 او 2000, فكان هناك حالات اعتراضية, وكنت شخصيا اطلقت صوت الاعتراض اكثر من مرة, ولكن بكل اسف فان سلطة الوصاية والاجهزة الامنية التابعة لها واجهزة الدولة المستمرة لها كانت تمنع من تبلور هذا الاعتراض.

ان لبنان يشهد مرحلة تسلم سيادته واستقلاله, بالرغم من الارادة الدولية التي تسيطر الى حد كبير على الوضع اللبناني لكن ليس بالالية التي كان يتم فيها ذلك من خلال الوصاية, السورية على لبنان.
فالان هناك لجنة تحقيق دولية, وكذلك يوجد تعبيرات كثيرة عن الحضور الدولي في لبنان, لكن ذلك لا يمنع ان هذا البلد الذي حالة كحال بقية الدول العربية ان يكون له خصوصيته واستقلاله الداخلي وقراره السياسي الداخلي دون وصاية قسرية او مباشرة من جانب احد.
هل بالامكان التفلت من تبعات 30 سنة من الوصاية السورية? وكيف السبيل برايكم لازالة كل ذيول هذه المدة?

لا شك هناك تداعيات واثار لا يمكن الخلاص بين عشية وضحاها, ولكن قوة الاتجاه نحو السيادة هي اكبر من ان تحول دونها هذه الاثار المتبقية.
هناك قوى يصعب عليها ان تتخيل لبنان خارج هذه الوصاية, خاصة وان هذه القوى كانت تستمد كيانها ومكانتها وفاعليتها وفرض الامر الواقع من هذه الوصاية. والان فان هذه القوى تتثبت بصورة او باخرى, ولكن كما ترى ان هذه القوى تتداعى, كالاجهزة الامنية مثلا التي هي العصب الاساسي للسلطة, والسبب الاساسي هو استقلال البلد بزوال الوصاية السورية المباشرة عنه.

وفي الوقت نفسه فان القوى السياسية التي كانت ترتبط الى هذا الحد بسلطة الوصاية هي ايضا تعيد حساباتها بحسب تقديرنا وملاحظتنا, ليس بالسرعة التي يفرضها هذا التغيير الدراماتيكي في الوضع اللبناني, ولكن بشكل او باخر هناك اعادة نظر بما يعني ان اشكال المراهنة على سلطة الوصاية السورية بدات تتراجع وتضعف دون ان يعني ذلك ان هذه التنظيمات والقوى التي مكنتها سلطة الوصاية من جهة, ومكنها العصب الطائفي الذي رعته سلطة الوصاية من ان ينقسم شبكة من العلاقات يبدو تفكيكها امرا يتطلب نضالا سياسيا, وهذا ما يظهر ان الايام والزمن الاتي سيكون ساحة النضال السياسي من اجل تحقيق الاستقلال والسيادة بصورة تتخلل هذا النسيج الوطني اللبناني كله ولا تكتفي ان تزول هذه الوصاية في رمزيتها او في قواها الامنية والعسكرية.

ولعل اللقاء الشيعي هو احد التعبيرات الوطنية اللبنانية التي تعمل في هذا الاتجاه, وتدرك ان قيامة لبنان المعتدل, دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية وحقوق الانسان وكل ما يفترضه النضال الديمقراطي, ولعل هذا ما يراهن عليه اللقاء اللبناني وعلى القوى المحتفية بعودة السيادة والاستقلال, والتي تواجه عقبات يجب ان ناخذها بعين الاعتبار, مع حرصنا على ان لا نستبدل الوصاية بوصاية, ولا الاحتلال باحتلال, بل ان تتكرس الارادة الوطنية اللبنانية بوصفها العنصر الفاعل في انتاج السلطة من جهة, وفي اقامة اسس الدولة وسيادة القانون اللبناني الذي انتهك, وعلى الاخص في مواجهة ما تولد عن ذلك من عناصر الفساد العظيم الذي استشرى بصورة لم تعد اثاره تصيب فئة واحدة من اللبنانيين, بل كل اللبنانيين باستثناء, فئة قليلة جدا استفادت مباشرة من هذا الفساد.

اين تلتقون مع بقية اطراف المعارضة, واين تختلفون?
هناك قواسم مشتركة عديدة تجمعنا مع اطراف المعارضة الاخرى, خاصة مع عصب الاعتراض المعبر عنه بالمعارضة الوطنية اللبنانية, وتحديدا في ما يتعلق بتحقيق السيادة والاستقلال وجلاء حقيقة استشهاد الرئيس رفيق الحريري, واسقاط الاجهزة الامنية.
وهذا لا يمنع من القول ان في المعارضة رؤى وتصورات واتجاهات ليست متماثلة, بل هي مختلفة وهذا بطبيعة الحال تعبير طبيعي عن الاختلاف الموجود في النسيج الوطني اللبناني وهو اختلاف لا يمكن ان يشكل عاملا سلبيا في حركة النهوض وبناء الوطن ومؤسساته, بل في حالة اعتماد الديمقراطية التي هي تراث لبناني واستعادتها, وان هذا الاختلاف سيكون عنصرا ايجابيا في اطلاق الحيوية السياسية, وتكريس مفهوم الديمقراطية ومعيارها في الحياة السياسية اللبنانية.

انشاء اللقاء ازعج اطرافا في الطائفة الشيعية التي كانت تريد احتكار الصوت الشيعي. كيف يمكنكم مواجهة ذلك?
في الحقيقة ان شاء اللقاء الشيعي اللبناني لم يزعج اطرافا في الطائفة الشيعية بل ازعج تيارات وقوى وتعبيرات سياسية كثيرة كانت تريد للاوضاع كما هي عليه لانها كانت ترى في الوضعية السابقة افضل الصور التي تريدها.
فالتغيير الذي حصل جراء عوامل عديدة, ومنها العامل الدولي, وباخرى مفاجئة كاستشهاد الرئيس رفيق الحريري هزت هذا السائد المستقر المتلبس في الساحة السياسية, واحدثت خوفا في فكرة المتغيرات.

ولا اعتقد ان مهمة اللقاء الشيعي اللبناني ستكون الاصطفاف في مواجهة وضعية طائفية فحسب, بل انه سيذهب بعيدا في التحالف الوطني, وسيدع فكرة التربص والصراع مع القوى الاقرب بهذا السياق الوطني الذي سوف يتجاوز هذه الصورة, من صور الانكفاء على الذات, وتجديد حركة التاريخ, والتغيير الطبيعي, ومنها في الطائفة الشيعية.
وفي رأيي ان الطائفة الشيعية يوجد فيها الان تعبيرات سياسية, ويوجد فيها قاعدة متنوعة, وهي اكثر الطوائف في تكوينها استجابة لعوامل التحرك والتطور والتغيير, وهي ارض خصبة للاستجابة لفعل التحول, والتي بامكانها ان تستند الى مشروع استيلاد دولة العدالة والقانون والمؤسسات.

الا ترى انه من الضروري ان يجري كل من "امل" و"حزب الله" مراجعة نقدية لسياستهما بعد الانسحاب السوري, والى اين يسيران برأيك?
ليس بامكان احد الا ان يراهن على مثل هذه المراجعات, وانني اراهن على ان ثمة مراجعات حقيقية في هذا المجال, وارجو ان يكون التقدم القوي لمسيرة النهوض الوطني عاملا مساعدا لانضاج اعادة النظر هذه للالتحاق فعلا بحركة النهضة واستعادة عناصر الوطن والدولة والمؤسسات بما يخدم جميع اللبنانيين خارج مفهوم المحاصصة والاقتسامات الذي كان سيد الموقف حتى تاريخ 14 فبراير 2005.

كيف تنظر الى مستقبل المقاومة?
المقاومة انجاز وطني لبناني وليس شيعيا وان كان للشيعة شرف التصدر في هذا المجال, الا انها انجاز وطني. وفي رأيي ان مستقبل المقاومة كما كان ماضيها وكما كانت انجازاتها تنمو في ظل احتضان وطني لبناني فان كل امر من امورها بما فيه موضوع السلاح يجب ان يخضع للقرار الوطني اللبناني الذي يقيم فعلا ما اذا كانت هذه المقاومة يجب ان تتوقف لان هناك اسبابا لتوقفها.

انني لست مع التشهير بالمقاومة, ولكنني مع ان نجد النصاب الوطني الذي يفرض التعامل مع المقاومة, اي ان هذه المقاومة كانت قائمة باجماع وطني لبناني, ولكن بعد التحرير هل ما زال هذا الاجماع الوطني قائما, وهل تستطيع المقاومة ان تستمر بدون شبه اجماع وطني لبناني.

واعتقد ان هذه المسائل يجب ان تكون موضوعا اساسيا من موضوعات الحوار الوطني.
هل تتوقع ان تؤسس نتائج الانتخابات النيابية لمرحلة جديدة في تاريخ لبنان?
اعتقد ان هناك مرحلة جديدة في تاريخ لبنان بعد الانتخابات النيابية, ولكنني اعتقد ان اهمية الانتخابات انها ستاتي بقوى المعارضة كاغلبية, ولكن سيبقى بكل اسف هذا التعبير الطائفي عن هذه القوى اكثر من التعبير الوطني في البرلمان.
هل تتوقع ان تطلب المعارضة في حال فوزها في الانتخابات باستقالة رئيس الجمهورية اميل لحود?

هذا وارد. وانا اسال هنا ما معنى رئيس الجمهورية, بعد كل الذي جرى, وبعد مجيء برلمان معارض, والكل يعي بان التمديد لرئيس الجمهورية كان سببا لهذه الكوارث.