فاطمي
10-14-2015, 04:09 PM
إيران تتعامل بواقعية مع وجود معارضة مسلحة مقبولة في سوريا
عبد اللهيان خلال المقابلة مع «السفير» في بروكسل امس (http://assafir.com/Medias/Photos//2015/800x600/38e6472e-0893-49d4-965a-802d90adcc62.jpg)
http://assafir.com/Medias/Photos//2015/550x355/38e6472e-0893-49d4-965a-802d90adcc62.jpg
وسيم ابراهيم (http://assafir.com/ViewAuthor.aspx?AuthorID=4925&ArticleID=450412) 14-10-2015
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-10- (http://assafir.com/TodayEdition.aspx?EditionDate=10/14/2015&Ref=Article)14
(http://assafir.com/article/450086)
زيارة وفد إيراني رفيع المستوى إلى بروكسل، جاء بمثابة إطلاق عملية البحث عن إنشاء مجموعة اتصال دولية وإقليمية حول سوريا. العملية يحاول الأوروبيون لعب دور الوسيط والمسهل فيها، اعتماداً على دورهم في تسهيل مفاوضات مجموعة «3+3» التي نجحت في حل قضية الملف النووي الإيراني الشائكة.
الوفد الإيراني إلى بروكسل ترأسه حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية. اجتمع ثلاث ساعات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، ليقضي ساعات أخرى مع مسؤولين كبار في الخارجية الأوروبية.
بعد لقاءاته في عاصمة الاتحاد الأوروبي، أجرت «السفير» حواراً تطرق لمجمل مستجدات وحيثيات الأزمة والحرب في سوريا، مع تعريج على أوضاع المنطقة وتحديدا العلاقة مع الرياض.
^ الزيارة هي أول اجتماع في سياق تشكيل مجموعة اتصال دولية حول الحل السوري. كيف رأيت نتائج مباحثاتكم في بروكسل، وكيف تنظر لفكرة تشكيل هذه المجموعة؟
} كان اجتماعنا وحوارنا مع السيدة موغيريني بنّاء، وهي قدمت أفكار بناءة وإيجابية جداً. تبادل الآراء بيننا شمل القضايا المتعلقة بالمنطقة ومكافحة الإرهاب، وناقشنا بالتفصيل ما يتعلق بالعملية السياسية في سوريا.
نحن نرى أن الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يلعب دوراً ايجابياً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. سنواصل هذا النوع من الاتصالات والمفاوضات، على المستويين الإقليمي والأوروبي. الموضوع الأساسي لنقاشاتنا كان يتعلق بإيجاد آراء وأفكار متنوعة في ما يتعلق بالحل السياسي. ونعتقد أن هذا التبادل لوجهات النظر مثمر جداً.
^ إذاً، أنتم تؤيدون إنشاء مجموعة الاتصال الدولية. هل ترون أن هذا مفيد وواقعي، أخذاً بالاعتبار أن الهدف الأساسي جمع إيران والسعودية وتركيا على طاولة واحدة؟
} لم نصل بعد إلى نتيجة أنه يمكننا أن نشكل مجموعة دولية رسمية لإيجاد حل في سوريا. السيد (المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان) دي ميستورا قدم خطة اقترح فيها أن تشكّل مجموعة اتصال.
في هذه اللحظة تحاول الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاتصال والحديث مع كل الدول الشريكة المؤثرة واللاعبين. أحد هؤلاء اللاعبين المؤثرين هو الاتحاد الأوروبي، ويمكنني إعادة التأكيد على الدور الخاص الذي يمكن أن تلعبه موغيريني.
^ دي ميستورا قال إذا كان بإمكاننا إيجاد أي مجموعة دولية، تجمع إيران والسعودية معا، فحينها يمكن إيجاد حل للازمة في شهر، لا سنة ولا سنوات، ما رأيك بكلامه هذا؟
} ليست لدينا أية مشكلة في الحديث مع الشركاء السعوديين، وفي مرات عديدة كانت هناك إشارات عديدة من الجانب الإيراني تظهر استعداده للحديث مع السعوديين. إنها مبالغات من هؤلاء الذين يزعمون أنه إذا كانت إيران والسعودية على الطاولة يمكن حل وإنهاء كل شيء في غضون شهر.
إنها مبالغة، لأن هناك الكثير من التعقيدات في القضايا الإقليمية، وهناك عدد كبير من اللاعبين الإقليميين والدوليين منخرطون في المسألة. لكن نعتقد أن المحادثات والنقاشات يمكنها أن تحدث بين طهران والرياض، وهذا يمكنه أن يكون فعالاً جداً.
نحن نرحب بفكرة القيام بمحادثات ثنائية مع السعودية، لكن في الوقت الراهن يمتنع الطرف السعودي عن الدخول في أي حوار، وهذا في الحقيقة إشارة استفهام كبيرة للجانب الإيراني حول لماذا تتجنب الديبلوماسية السعودية أي نوع من الحوار. ربما الحكم الجديد في السعودية هو جزء من الإجابة، لقد فضلوا اللجوء إلى القوة بدلا من الحوار، وهذا النوع من اللجوء إلى القوة نراه بعد انقضاء ستة أشهر في اليمن حيث لم يحصلوا على أي نتيجة على الإطلاق.
^ ما الذي يمكن أن يغيّر هذا التوجه السعودي كما وصفتموه؟
} هذا النوع من القرار يتطلب الإرادة من القادة السعوديين. نحن متفائلون بالنسبة للمستقبل. أرادوا أم لا فهم جيراننا، وليس هناك أي بدائل عن الحوار. يمكن للحوار والتعاون بين طهران والرياض المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل في منطقتنا. نحن نتفهّم الظروف التي يجد السعوديون أنفسهم فيها.
^ لكن السعودية الآن تقول العكس. الحوار نعم، لكن حول ماذا؟ برأيهم الشعب السوري يريد القيادة الحالية أن ترحل، يقولون إن إيران بصراحة تتمسك بدور الرئيس السوري بشار الأسد على رأس الحكم، وهذا هو سبب المشاكل وعدم الحوار، فما رأيكم أنتم؟
} في رأيي، المسائل والقضايا في سوريا ليست متصلة لا بالسعودية ولا بإيران، وهو أمر يتطلب فقط حلاً من قبل الشعب السوري بنفسه. كل اللاعبين المؤثرين في المسألة السورية ينبغي أن يقوموا بجهود متضافرة، بحيث يمكن تحضير الشروط لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حتى يصل السوريون إلى صناديق الاقتراع ليقرروا مستقبلهم. لا السعودية ولا أي بلد آخر لديه الحق في أن يقرر حول مستقبل رئيس هذا البلد أن يبقى أو يذهب.
^ هل تشيرون هنا إلى الفكرة التي تحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانية إجراء انتخابات نيابية كخطوة ممكنة للانتقال السياسي، أم تقصدون انتخابات رئاسية؟
} أقصد بشكل أساسي الإصلاحات السياسية في سوريا، وداخل إطار الإصلاحات يمكن لكلا العمليتين الانتخابيتين أن تجريا:
انتخابات برلمانية وانتخابات الرئاسية. لكن كل هذا يجب أن يتم بناء على الدستور السوري الموافق عليه من قبل الشعب السوري، وهناك إمكانية أن السيد بشار الأسد سيكون مرشحاً في الانتخابات المستقبلية أو التالية. في رأيي، لا ينبغي علينا أن نمنع السيد بشار الأسد من أن يكون مرشحا. يجب علينا جميعا أن نبذل كل جهودنا لنحاول تحضير وتسهيل الأجواء لإقامة انتخابات حرة ونزيهة. إذا لم يرغب الشعب السوري في التصويت لبشار الأسد فلن يصوتوا له، ولن يكون هناك بديل أمامه سوى أن يغادر. لذا فالمعايير بالنسبة لنا هي تصويت الشعب، لكن يجب أن يكون تصويتا حقيقياً.
^ سأقدر إجابتكم المباشرة، رحبتم قبل قدومكم بمبادرة دي مستورا، لكن طالبتم في الوقت ذاته بوجوب أن تكون أي خطة سلام أكثر فعالية وشمولاً، بناء لمعايير ذكرتها الآن. لكن هناك إطار متفق عليه دولياً للعملية الانتقالية هو «جنيف 1»، وأحد المآخذ على إيران أنها لا تقف وتقول صراحة: هذا الإطار نقبل به. لماذا لم تفعلوا ذلك حتى الآن؟
} بيان جنيف يتضمن نقاطاً إيجابية وفي الوقت ذاته يتضمن نقاطاً صعبة أيضا. دي ميستورا يحاول تحضير خطته بناء على بيان جنيف، لديه اتصالاته الخاصة مع مسؤولين سوريين وكذلك بمجموعات المعارضة، وأحد النقاط التي ذكرت في بيان جنيف هي الحوار الذي يمكن أن يحدث بين الحكومة ومجموعات المعارضة، ونحن نعتقد أن هذه أساسات جيدة، ولكن عندما نتكلم عن المعارضة، فهي من وجهة نظرنا تلك المعارضة السياسية التي تؤمن بإيجاد حل سياسي، أما تلك المجموعات المسلحة التي تتعامل وتتعاون مع المجموعات الإرهابية فهم ليسوا مؤهلين بما يكفي للدخول في عملية سياسية.
إذا، كل المجموعات السياسية والمعارضة التي لا تريد التعاون مع المجوعات الإرهابية مرحب بها للقدوم والانضمام إلى العملية وتقاسم السلطة. لكن مهما كانت الخطوات التي سنتخذها فمن المهم جداً الأخذ بالاعتبار رأي الشعب السوري.
^ هناك تقارير متكاثرة عن أن الدور الإيراني أخذ بعداً آخر الآن. هناك أحاديث تتردد عن إرسال قوات إيرانية إلى سوريا، هل هذا التحرك يحصل فعلا الآن؟
} إيران ليس لديها أي جنود مقاتلين في سوريا، لكن لدينا مستشارين عسكريين واختصاصهم هو توفير المشورة حول مكافحة الإرهاب، وتم إرسالهم إلى هناك بناء على طلب أرسلته الحكومة السورية، وأجندتهم هي القتال ضد الإرهاب وليس أي مجموعة معارضة لبشار الأسد، لأننا نحترم المجموعات المعارضة للحكومة السورية، لأن لديهم الحق في الدخول إلى الحياة السياسية للبلاد وأيضا في تقاسم السلطة في المستقبل.
^ فقط لتجنب الالتباس، هل تقصد المعارضة المسلحة أيضا؟
} نوع المعارضة السياسية المسلحة التي لا تريد قتل الشعب السوري ولا تتعاون مع المجموعات الإرهابية، فهم أيضا واقع ويجب أن يتم الاعتراف بهم كواقع. لكن ما نشير إليه في سوريا هو أن كل المجموعات المسلحة تنجذب إلى «داعش» مثل المغناطيس.
^ حول التدخل الروسي المباشر، يقول الأوروبيون الآن إنه يغير قواعد اللعبة، كما أن روسيا الآن ضمن تحالف جديد مع نقطة تنسيق في بغداد مع إيران والعراق وسوريا. هل ترون أن موسكو فعلا غيرت قواعد اللعبة، وهل يحقق التحالف الجديد نتائج كنتم تأملونها؟
} النشاطات الروسية تجري داخل سوريا، وهدفها الأساسي هو استهداف «جبهة النصرة» وأيضا «داعش». إيران تدعم أفعال روسيا لمكافحة الإرهاب، ونحن نعتبر أن هذه النشاطات الروسية تضعف الإرهابيين.
لكن حول غرفة المراقبة العملياتية في العراق، بالمشاركة مع دول أجنبية، فهذا أمر لا أملك الكثير من المعلومات حوله. ولكن حقيقة أن إيران والعراق وروسيا وسوريا تسير في اتجاه قتال الإرهاب، فهذا أمر إيجابي. ولكن قرار الرئيس الروسي بوتين في القتال ضد الإرهاب، هو في رأيي قرار شجاع اتخذه.
وأود أن انتهز هذه الفرصة لأتحدث عن انتقاداتي للسياسة الأميركية تجاه سوريا. حتى اليوم لم يقم الأميركيون بأي شي فعال في مكافحة الإرهاب في سوريا.
^ لكن لم تجب على نقطتي. الآن أنتم في تحالف جديد، هل تستشعرون فعاليته، الرئيس بوتين تحدث عن مهمة مدتها أربعة أشهر، فهل تعتقد أنه إطار زمني ممكن؟
} العمليات تقوم بها روسيا وهم ينسقون مع الجيش السوري، وإذا طلبوا أي نوع من المساعدة من إيران لجعل هذه العمليات أكثر فعالية، إن مستشارينا العسكريين المختصين في مكافحة الإرهاب سيوفرون بالتأكيد دورهم الاستشاري.
^ لبنان الآن يضع يده على قلبه، وآخرون يتحدثون عن أزمات موزعة في الإقليم تنتظر حلول بعضها. فهل يجب على لبنان انتظار حلول تلك الأزمات، وفي نفس الوقت انتظار من يعيشون أزمة اليمن حل أزمات أخرى؟ إلى أي حد هذه الأزمات متصلة؟
} المشاكل والتطورات التي تحدث في المنطقة مترابطة مع بعضها، وموجات الإرهاب في منطقتنا أيضا مرتبطة ببعضها، والسياسة الخاطئة للقوى الدولية جعلت الإرهاب يتكاثر في المنطقة وفي العراق وسوريا بشكل أقوى. والوجود العسكري للسعودية في البحرين سبب عدم استقرار في البلاد، وفي حالة اليمن والهجوم واستهداف اليمنيين الأبرياء، فهذا سبب تنامي هذه الظاهرة. من غير الممكن فصل الإرهاب في سوريا أو العراق، لكن في اليمن وبسبب الحرب المحتدمة يمكننا أن نلاحظ نمو الإرهاب في هذا البلد.
^ وماذا بالنسبة لأزمة لبنان السياسية، هل عليها الانتظار أيضا؟
} نحن ندعم إكمال الإصلاحات السياسية في لبنان، وانتخاب الرئيس في هذا البلد جزء آخر لاستكمال هذه الإصلاحات السياسية. لكن الواقع أن ما يحدث في المنطقة لديه تأثيراته الخاصة على القضايا المتعلقة بلبنان، حتى اليوم نرى بعض المجموعات تحاول تحويل أزمة النفايات إلى أزمة أكبر ودولية.
http://assafir.com/Article/1/450412
عبد اللهيان خلال المقابلة مع «السفير» في بروكسل امس (http://assafir.com/Medias/Photos//2015/800x600/38e6472e-0893-49d4-965a-802d90adcc62.jpg)
http://assafir.com/Medias/Photos//2015/550x355/38e6472e-0893-49d4-965a-802d90adcc62.jpg
وسيم ابراهيم (http://assafir.com/ViewAuthor.aspx?AuthorID=4925&ArticleID=450412) 14-10-2015
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-10- (http://assafir.com/TodayEdition.aspx?EditionDate=10/14/2015&Ref=Article)14
(http://assafir.com/article/450086)
زيارة وفد إيراني رفيع المستوى إلى بروكسل، جاء بمثابة إطلاق عملية البحث عن إنشاء مجموعة اتصال دولية وإقليمية حول سوريا. العملية يحاول الأوروبيون لعب دور الوسيط والمسهل فيها، اعتماداً على دورهم في تسهيل مفاوضات مجموعة «3+3» التي نجحت في حل قضية الملف النووي الإيراني الشائكة.
الوفد الإيراني إلى بروكسل ترأسه حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية. اجتمع ثلاث ساعات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، ليقضي ساعات أخرى مع مسؤولين كبار في الخارجية الأوروبية.
بعد لقاءاته في عاصمة الاتحاد الأوروبي، أجرت «السفير» حواراً تطرق لمجمل مستجدات وحيثيات الأزمة والحرب في سوريا، مع تعريج على أوضاع المنطقة وتحديدا العلاقة مع الرياض.
^ الزيارة هي أول اجتماع في سياق تشكيل مجموعة اتصال دولية حول الحل السوري. كيف رأيت نتائج مباحثاتكم في بروكسل، وكيف تنظر لفكرة تشكيل هذه المجموعة؟
} كان اجتماعنا وحوارنا مع السيدة موغيريني بنّاء، وهي قدمت أفكار بناءة وإيجابية جداً. تبادل الآراء بيننا شمل القضايا المتعلقة بالمنطقة ومكافحة الإرهاب، وناقشنا بالتفصيل ما يتعلق بالعملية السياسية في سوريا.
نحن نرى أن الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يلعب دوراً ايجابياً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. سنواصل هذا النوع من الاتصالات والمفاوضات، على المستويين الإقليمي والأوروبي. الموضوع الأساسي لنقاشاتنا كان يتعلق بإيجاد آراء وأفكار متنوعة في ما يتعلق بالحل السياسي. ونعتقد أن هذا التبادل لوجهات النظر مثمر جداً.
^ إذاً، أنتم تؤيدون إنشاء مجموعة الاتصال الدولية. هل ترون أن هذا مفيد وواقعي، أخذاً بالاعتبار أن الهدف الأساسي جمع إيران والسعودية وتركيا على طاولة واحدة؟
} لم نصل بعد إلى نتيجة أنه يمكننا أن نشكل مجموعة دولية رسمية لإيجاد حل في سوريا. السيد (المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان) دي ميستورا قدم خطة اقترح فيها أن تشكّل مجموعة اتصال.
في هذه اللحظة تحاول الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاتصال والحديث مع كل الدول الشريكة المؤثرة واللاعبين. أحد هؤلاء اللاعبين المؤثرين هو الاتحاد الأوروبي، ويمكنني إعادة التأكيد على الدور الخاص الذي يمكن أن تلعبه موغيريني.
^ دي ميستورا قال إذا كان بإمكاننا إيجاد أي مجموعة دولية، تجمع إيران والسعودية معا، فحينها يمكن إيجاد حل للازمة في شهر، لا سنة ولا سنوات، ما رأيك بكلامه هذا؟
} ليست لدينا أية مشكلة في الحديث مع الشركاء السعوديين، وفي مرات عديدة كانت هناك إشارات عديدة من الجانب الإيراني تظهر استعداده للحديث مع السعوديين. إنها مبالغات من هؤلاء الذين يزعمون أنه إذا كانت إيران والسعودية على الطاولة يمكن حل وإنهاء كل شيء في غضون شهر.
إنها مبالغة، لأن هناك الكثير من التعقيدات في القضايا الإقليمية، وهناك عدد كبير من اللاعبين الإقليميين والدوليين منخرطون في المسألة. لكن نعتقد أن المحادثات والنقاشات يمكنها أن تحدث بين طهران والرياض، وهذا يمكنه أن يكون فعالاً جداً.
نحن نرحب بفكرة القيام بمحادثات ثنائية مع السعودية، لكن في الوقت الراهن يمتنع الطرف السعودي عن الدخول في أي حوار، وهذا في الحقيقة إشارة استفهام كبيرة للجانب الإيراني حول لماذا تتجنب الديبلوماسية السعودية أي نوع من الحوار. ربما الحكم الجديد في السعودية هو جزء من الإجابة، لقد فضلوا اللجوء إلى القوة بدلا من الحوار، وهذا النوع من اللجوء إلى القوة نراه بعد انقضاء ستة أشهر في اليمن حيث لم يحصلوا على أي نتيجة على الإطلاق.
^ ما الذي يمكن أن يغيّر هذا التوجه السعودي كما وصفتموه؟
} هذا النوع من القرار يتطلب الإرادة من القادة السعوديين. نحن متفائلون بالنسبة للمستقبل. أرادوا أم لا فهم جيراننا، وليس هناك أي بدائل عن الحوار. يمكن للحوار والتعاون بين طهران والرياض المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل في منطقتنا. نحن نتفهّم الظروف التي يجد السعوديون أنفسهم فيها.
^ لكن السعودية الآن تقول العكس. الحوار نعم، لكن حول ماذا؟ برأيهم الشعب السوري يريد القيادة الحالية أن ترحل، يقولون إن إيران بصراحة تتمسك بدور الرئيس السوري بشار الأسد على رأس الحكم، وهذا هو سبب المشاكل وعدم الحوار، فما رأيكم أنتم؟
} في رأيي، المسائل والقضايا في سوريا ليست متصلة لا بالسعودية ولا بإيران، وهو أمر يتطلب فقط حلاً من قبل الشعب السوري بنفسه. كل اللاعبين المؤثرين في المسألة السورية ينبغي أن يقوموا بجهود متضافرة، بحيث يمكن تحضير الشروط لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حتى يصل السوريون إلى صناديق الاقتراع ليقرروا مستقبلهم. لا السعودية ولا أي بلد آخر لديه الحق في أن يقرر حول مستقبل رئيس هذا البلد أن يبقى أو يذهب.
^ هل تشيرون هنا إلى الفكرة التي تحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانية إجراء انتخابات نيابية كخطوة ممكنة للانتقال السياسي، أم تقصدون انتخابات رئاسية؟
} أقصد بشكل أساسي الإصلاحات السياسية في سوريا، وداخل إطار الإصلاحات يمكن لكلا العمليتين الانتخابيتين أن تجريا:
انتخابات برلمانية وانتخابات الرئاسية. لكن كل هذا يجب أن يتم بناء على الدستور السوري الموافق عليه من قبل الشعب السوري، وهناك إمكانية أن السيد بشار الأسد سيكون مرشحاً في الانتخابات المستقبلية أو التالية. في رأيي، لا ينبغي علينا أن نمنع السيد بشار الأسد من أن يكون مرشحا. يجب علينا جميعا أن نبذل كل جهودنا لنحاول تحضير وتسهيل الأجواء لإقامة انتخابات حرة ونزيهة. إذا لم يرغب الشعب السوري في التصويت لبشار الأسد فلن يصوتوا له، ولن يكون هناك بديل أمامه سوى أن يغادر. لذا فالمعايير بالنسبة لنا هي تصويت الشعب، لكن يجب أن يكون تصويتا حقيقياً.
^ سأقدر إجابتكم المباشرة، رحبتم قبل قدومكم بمبادرة دي مستورا، لكن طالبتم في الوقت ذاته بوجوب أن تكون أي خطة سلام أكثر فعالية وشمولاً، بناء لمعايير ذكرتها الآن. لكن هناك إطار متفق عليه دولياً للعملية الانتقالية هو «جنيف 1»، وأحد المآخذ على إيران أنها لا تقف وتقول صراحة: هذا الإطار نقبل به. لماذا لم تفعلوا ذلك حتى الآن؟
} بيان جنيف يتضمن نقاطاً إيجابية وفي الوقت ذاته يتضمن نقاطاً صعبة أيضا. دي ميستورا يحاول تحضير خطته بناء على بيان جنيف، لديه اتصالاته الخاصة مع مسؤولين سوريين وكذلك بمجموعات المعارضة، وأحد النقاط التي ذكرت في بيان جنيف هي الحوار الذي يمكن أن يحدث بين الحكومة ومجموعات المعارضة، ونحن نعتقد أن هذه أساسات جيدة، ولكن عندما نتكلم عن المعارضة، فهي من وجهة نظرنا تلك المعارضة السياسية التي تؤمن بإيجاد حل سياسي، أما تلك المجموعات المسلحة التي تتعامل وتتعاون مع المجموعات الإرهابية فهم ليسوا مؤهلين بما يكفي للدخول في عملية سياسية.
إذا، كل المجموعات السياسية والمعارضة التي لا تريد التعاون مع المجوعات الإرهابية مرحب بها للقدوم والانضمام إلى العملية وتقاسم السلطة. لكن مهما كانت الخطوات التي سنتخذها فمن المهم جداً الأخذ بالاعتبار رأي الشعب السوري.
^ هناك تقارير متكاثرة عن أن الدور الإيراني أخذ بعداً آخر الآن. هناك أحاديث تتردد عن إرسال قوات إيرانية إلى سوريا، هل هذا التحرك يحصل فعلا الآن؟
} إيران ليس لديها أي جنود مقاتلين في سوريا، لكن لدينا مستشارين عسكريين واختصاصهم هو توفير المشورة حول مكافحة الإرهاب، وتم إرسالهم إلى هناك بناء على طلب أرسلته الحكومة السورية، وأجندتهم هي القتال ضد الإرهاب وليس أي مجموعة معارضة لبشار الأسد، لأننا نحترم المجموعات المعارضة للحكومة السورية، لأن لديهم الحق في الدخول إلى الحياة السياسية للبلاد وأيضا في تقاسم السلطة في المستقبل.
^ فقط لتجنب الالتباس، هل تقصد المعارضة المسلحة أيضا؟
} نوع المعارضة السياسية المسلحة التي لا تريد قتل الشعب السوري ولا تتعاون مع المجموعات الإرهابية، فهم أيضا واقع ويجب أن يتم الاعتراف بهم كواقع. لكن ما نشير إليه في سوريا هو أن كل المجموعات المسلحة تنجذب إلى «داعش» مثل المغناطيس.
^ حول التدخل الروسي المباشر، يقول الأوروبيون الآن إنه يغير قواعد اللعبة، كما أن روسيا الآن ضمن تحالف جديد مع نقطة تنسيق في بغداد مع إيران والعراق وسوريا. هل ترون أن موسكو فعلا غيرت قواعد اللعبة، وهل يحقق التحالف الجديد نتائج كنتم تأملونها؟
} النشاطات الروسية تجري داخل سوريا، وهدفها الأساسي هو استهداف «جبهة النصرة» وأيضا «داعش». إيران تدعم أفعال روسيا لمكافحة الإرهاب، ونحن نعتبر أن هذه النشاطات الروسية تضعف الإرهابيين.
لكن حول غرفة المراقبة العملياتية في العراق، بالمشاركة مع دول أجنبية، فهذا أمر لا أملك الكثير من المعلومات حوله. ولكن حقيقة أن إيران والعراق وروسيا وسوريا تسير في اتجاه قتال الإرهاب، فهذا أمر إيجابي. ولكن قرار الرئيس الروسي بوتين في القتال ضد الإرهاب، هو في رأيي قرار شجاع اتخذه.
وأود أن انتهز هذه الفرصة لأتحدث عن انتقاداتي للسياسة الأميركية تجاه سوريا. حتى اليوم لم يقم الأميركيون بأي شي فعال في مكافحة الإرهاب في سوريا.
^ لكن لم تجب على نقطتي. الآن أنتم في تحالف جديد، هل تستشعرون فعاليته، الرئيس بوتين تحدث عن مهمة مدتها أربعة أشهر، فهل تعتقد أنه إطار زمني ممكن؟
} العمليات تقوم بها روسيا وهم ينسقون مع الجيش السوري، وإذا طلبوا أي نوع من المساعدة من إيران لجعل هذه العمليات أكثر فعالية، إن مستشارينا العسكريين المختصين في مكافحة الإرهاب سيوفرون بالتأكيد دورهم الاستشاري.
^ لبنان الآن يضع يده على قلبه، وآخرون يتحدثون عن أزمات موزعة في الإقليم تنتظر حلول بعضها. فهل يجب على لبنان انتظار حلول تلك الأزمات، وفي نفس الوقت انتظار من يعيشون أزمة اليمن حل أزمات أخرى؟ إلى أي حد هذه الأزمات متصلة؟
} المشاكل والتطورات التي تحدث في المنطقة مترابطة مع بعضها، وموجات الإرهاب في منطقتنا أيضا مرتبطة ببعضها، والسياسة الخاطئة للقوى الدولية جعلت الإرهاب يتكاثر في المنطقة وفي العراق وسوريا بشكل أقوى. والوجود العسكري للسعودية في البحرين سبب عدم استقرار في البلاد، وفي حالة اليمن والهجوم واستهداف اليمنيين الأبرياء، فهذا سبب تنامي هذه الظاهرة. من غير الممكن فصل الإرهاب في سوريا أو العراق، لكن في اليمن وبسبب الحرب المحتدمة يمكننا أن نلاحظ نمو الإرهاب في هذا البلد.
^ وماذا بالنسبة لأزمة لبنان السياسية، هل عليها الانتظار أيضا؟
} نحن ندعم إكمال الإصلاحات السياسية في لبنان، وانتخاب الرئيس في هذا البلد جزء آخر لاستكمال هذه الإصلاحات السياسية. لكن الواقع أن ما يحدث في المنطقة لديه تأثيراته الخاصة على القضايا المتعلقة بلبنان، حتى اليوم نرى بعض المجموعات تحاول تحويل أزمة النفايات إلى أزمة أكبر ودولية.
http://assafir.com/Article/1/450412