قال رئيس التحالف الإسلامي الوطني صالح الموسى ان مؤتمر «ملتقى الاخوة الإسلامية الذي ينظمه التحالف اليوم وغداً في فندق كراون بلازا ويشارك فيه نخبة من الشخصيات الإسلامية من مختلف الاقطار الإسلامية ومن الكويت، ويأتي في خضم الاحداث التي تعيشها المنطقة والعالمان العربي والإسلامي وما نتج عنها من تداعيات انعكست على المسلمين والعرب، مما دعا التحالف لاقامة هذا المؤتمر لتقوية اواصر الأخوة الإسلامية.
واوضح الموسى في تصريح صحافي أن الاختلاف الاجتهادي يعالج بالحوار وبالتعايش لا بالصراخ واعتداد كل جماعة برأيها، فقبول كل فئة باحتمال وقوع بعض الاخطاء في نهجها سعياً للوصول الى الحقيقة هو مفتاح التلاقي والحوار، فالحقيقة واحدة ولنسع جميعاً بكل موضوعية وتجرد للوصول اليها ولننبذ الفكر المتطرف الذي يعتبر ثغرة الاعداء في اختراق الأمة.
وحث رئيس التحالف الإسلامي الوطني العلماء على القيام بدورهم والتصدي للفكر التكفيري لما يشكله من خطورة كبيرة وواضحة على تماسك الأمة.
وبين صالح الموسى أنه يشارك في المؤتمر من مصر الشيخ الدكتور محمود عاشور، احمد حسن البنا، ومن ايران الشيخ محمد مهدي الآصفي والشيخ محسن الآراكي، ومن العراق، السيد عمار الحكيم ومن السعودية الشيخ حسن الصفار، والشيخ الدكتور سعود الهاشمي والشيخ نجيب الحرز والسيد علي الموسى ومن البحرين الشيخ صدر الستري والشيخ حسن سلطان، ومن الكويت الدكتور خالد المذكور والدكتور عادل الفلاح والشيخ عبدالله دشتي والدكتور بدر الناشي والدكتور سالم الناشي والدكتور ساجد العبدلي وخالد هلال المطيري وعبدالمحسن جمال والشيخ محمد العوضي والشيخ حسين المعتوق.
واوضح الموسى أن افتتاح المؤتمر سيكون صباح اليوم وستكون هناك جلسة بعد الظهر في الساعة الرابعة والربع عصراً حول محور الاختلاف الاجتهادي وجلسة مسائية في الساعة الثامنة حول محور الصراع الطائفي وسيستمر المؤتمر ليوم غد وستخصص الفترة الصباحية لحلقات البحث والنقاش حول موضوع المؤتمر على ان تخصص جلسة بعد الظهر حول محور الفكر المتطرف وسيكون الحفل الختامي للمؤتمر في الساعة الثامنة من مساء غد الأحد.
«أزهري» يؤم السنة والشيعة في ملتقى الاخوة الاسلامية الاول
المشاركون دعوا الى الحوار ومواجهة أخطار الطائفية وكبح جماح التطرف
كتب طه امين
http://www.alwatan.com.kw/images/lc9-050501.pc.jpg
اعربت رموز دينية وسياسية تمثل المذهبين السني والشيعي الى جانب تكتلات سياسية بارزة ضرورة وضع حد للصراع الطائفي والاختلاف الاجتهادي والفكر المتطرف باعتبار كل ذلك ثغرة الاعداء في اختراق الامة.
واكدت تلك الرموز المحلية والاقليمية والعربية اهمية مواجهة تلك القضايا التي تعصف بكيان الامة ومعالجتها بشفافية مطلوبة من منطلق الحوار البناء.
جاء ذلك لدى افتتاح الملتقى السنوي الاول للاخوة الاسلامية الذي ينظمه التحالف الوطني الاسلامي الذي تنتهي اعماله مساء اليوم ببيان ختامي يغطي تلك الجوانب التي سبقت الاشارة اليها.
ودعا امين عام التحالف الوطني الاسلامي سماحه الشيخ حسين المعتوق الى تضافر الجهود من اجل مواجهة تآمر قوى الاستكبار العالمي بكافة ما لديه من امكانات ومعالجة نقاط الضعف التي تعتبر المنفذ لذلك التآمر، ولخص المعتوق نقاط الضعف التي تواجه الامة الاسلامية في تمزق المسلمين وتشتتهم وضعف الوعي لدى الكثير من الناس وضعف حالة القيم والاخلاق والاسبتداد السياسي وغياب دور الشعوب وقال المعتوق ان العمل على الوحدة اليوم اشد ضرورة مما مضى لطبيعة التحديات الكبرى التي تعيشها الامة مشيرا ا لى ان عوامل التمزق التي تواجهنا تأتي من قبل السفهاء في كل فئة من هذه الامة وداخل جميع المذاهب الاسلامية وقال ان القوى الكبرى التي يعتبر العمل الأساسي لها الهيمنة على العالم الاسلامي هو افتعال الازمات ومن ثم ادارتها بما يضعف الامة الاسلامية و بما يخدم مصالح الطامعين.
ودعا المعتوق الى مواجه محاولات تشويه الاسلام المتمثل في دعم الفكر المتطرف والتركيز عليه في وسائل الاعلام مشيرا الى ان احد الواجبات الاسلامية هو واد الفتنة ونبذ التفرقة واعطاء الصورة المشرقة والمتوازنه عن الاسلام ودراسة اسس الحوار وآدابه التي قام عليها الاسلام وقال ان اسلم طريق لما نختلف فيه هو الحوار والتقريب بين العلماء والمفكرين والنخبة الواعية ليعمم ذلك على الامة الاسلامية.
ومن جانبه أكد وكيل الازهر الشريف السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية د.محمود عاشور بتلك البادرة من جانب الاخوة في الكويت نحو اهمية الحوار الهادف والبناء والوعي لمخططات الاستكبار العالمي مشيرا الى ان الامة تقف الان على مفترق طرق وتحتاج للتواصل مؤكدا ان أعداء الامة لا يفرقون بين السني والشيعي او مسلم وآخر ودعا د.عاشور الى التلاحم والوقوف يدا واحدة لنؤكدا للعالم ان وحدة الامة هي الغاية والهدف بل هي فريضة..
وقال ان العلماء الذين سبقونا كانت لهم وجهات نظر ومذاهب مختلفة ومع ذلك كانوا جميعا يدا واحد ولم يكفر احد الاخر بل صلوا جميعا وراء بعض ودعا د.عاشور الى اهمية الحوار والوحدة موضحا ان هؤلاء الذين يحاربون الاسلام توحدوا وانه اذا كان اهل الباطل كذلك فاولى باهل الخير الذين يربطهم الايمان والدين والعقيدة ان يتحدوا لمواجهة الشر وتناول سماحة عمار الحكيم امين عام مؤسسة شهيد الاسلام الملفات الساخنة التي ينبغي التصدي لها والعمل على معالجتها مثل النظرة الاحادية الجانب من قبل البعض الذين يفسرون الامور كما يريدون ويدعون الثقة في الدين في دعم قضايا التطرف والارهاب وقال الحكيم انه لا ينبغي ان نتغاضى عن الغطاء السياسي لهذه الظاهرة التي تجد الان مناخا يخدم مصالح اقليمية ودولية...
واكد ان هناك من بنى الفكر التطرفي وساعد في نموه لاسباب بعضها طائفية وقال الحكيم انه لا يمكن ان نتجاهل التطرف والارهاف الجاري فالاول يمثل فكرا والاخر ممارسة ودعا الى علاج مثل هذه الامور بالمعالجات المطلوبة بالاعتدال واحترام الرأي الاخر والعمل الجاد لتجريد هذا الخط المتطرف من ادواته السياسية والشريعة والاعلامية واكد الحكيم حاجه الامة إلى خطاب متزن وموقف اوضح في الخطاب السياسي الديني للزعامات المؤثرة.
وعلى صعيد اخر تحدث نائب الامين العام لحزب الامة منصور الخزام الذي قال ان هذا التجمع السني والشيعي يمثل ارهاصات لهذه الامة بعد سنوات من الوصول للقاع ترتب عليها احتلال المقدسات وقال نحن في حزب الامة ندعو الى تعميق مبدأ التعددية والتداول السلمي للسلطة والدعوة للحوار وتعميق مفاهيم الاخوة الحقة وان نتقبل الاختلاف وندعو للحرية والمساواة.
من جانبه قال الشيخ عبدالله دشتي امام جامع الامام المهدي اننا نعيش مصيبتين «مشكلة الكافر ومشكلة المكفر» واعتبر الاخيرة داخلية ينبغي الوقوف عندها والتعامل معها كما دعا لمناقشات مستفيضة بين علماء السنة والشيعة وفق منهج علمي واجتياز هذا الامر.
اما بدر ناشي الامين العام للحركة الدستورية الاسلامية فقد اعرب عن تطلعه الى افاق ارحب من التنسيق بين التيارات السياسية في المستقبل الذي لن يكون في دائرة الترف الفكري فقط اذا اقترن بالرغبة الصادقة والارادة الجادة لدى كافة الاطراف. وقال ناشي ان هذه المبادرة نحو عقد هذا الملتقى لتضيف خطوة جديدة في مسيرة العمل السياسي المشترك وتفتح طريقا اخر الى المزيد من المصارحة توطئة للوصول الى التفاهم والتقارب وحل بعض الاشكاليات التي تراكمت بسبب سوء الفهم الناتج عن ضعف الاتصال وشح الحوار او بسبب الممارسات السلبية التي غدتها بعض الافكار المتطرفة في كلا الجانبين.
وقال ان ما يزيد من اهمية هذا الحوار هو الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة والعالم من احداث متسارعة منذ بدء الحرب ضد الارهاب.
ودعا امين عام الحركة الدستورية الاسلامية الى مواجهة اخطار الطائفية ومحاولة التقارب والتعاون لتفويت اضرارها على المجتمع بالحوار بين المعتدلين وفرص احترام القوانين واسس الدستور الأكاديمي وكبح جماح الافراد والجماعات المنفلتة المتطرفة او التكفيرية المتشددة والدفاع عن جميع الحقوق المشروعة لكل الفئات ومؤسسات المجتمع دون تمييز واقامة التواصل والحوار المذهبي الجاد والتحذير من خطورة منهج التوازانات على حساب مصلحة الوطنية العليا والتركيز على انجاز مشاريع الاصلاح السياسي التي تحد من التقسيم الطائفي مثل تعديل الدوائر الانتخابية وعدم الانشغال عن اولوية برامج الاصلاح بالقضايا الهاشمية. ورفض التدخلات الاجنبية بكل صورها ودعا ناشي الى الاتفاق على قواعد مواجهة اسس واسباب وممارسات التطرف الطائفي وتبادل االزيارات الاجتماعية وتبني مشاريع مشتركة على مستوى القضايا الاخلاقية ومواجهة مشاريع التغريب والفساد الاجتماعي في المجتمع. والعمل على تشكيل كتلة المحافظين كاطار اوسع للعمل المشترك.
اما امين عام تجمع العدالة والسلام عبدالحسين سلطان فقد اكد ان اصل المشاكل التي تحول دون الوحدة هي مشاكل اخلاقية داعيا إلى الاقتداء بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بمنهجه حيث البعد الاخلاقي والمعنوي. ايضا دعا خالد هلال المطيري الامين العام للتحالف الوطني الديموقراطي الى المحافظة على النظام العام وتطبيق القانون وما يتصل بمفاهيم العدالة وحق الاقليات للمساهمة في بناء المجتمع وقال المطيري انه يجب ان ننتبه الى السلوكيات التي تضر بالوحدة الوطنية مثل عدم تطبيق القانون لاسباب فئوية وطائفية وقبلية وطرح افكار تعطي امتيازات لطائفة على حساب الاخرى.
وفي مشهد ديني نادرا ما يتكرر فقد أمّ فضيلته الشيخ د.محمود عاشور وكيل الازهر الشريف سابقا المسلمين من خلفه سنة وشيعة مؤديا صلاة الظهر جماعة لتبدأ بعد ذلك فعاليات الجلسات التي تنتهي اعمالها اليوم ويناقش الملتقى على مدى يومين الصراع الطائفي باعتباره مشروع الاستكبار العالمي لتمزيق الامة واهمية الوعي لمجابهة هذا المخطط ودور الاعلام في تقديمه والتركيز على الاولويات المصيرية لضمان تجنب هذا الصراع الطائفي والتواصل الدائم بين الطوائف الاسلامية باعتباره امرا حيويا لتفويت الفرص على الاعداء ودور المناهج الدراسية في تعميق الصراع والدور الصهيوني ايضا في اثارة النعرات الطائفية كما يبحث الملتقى الاختلاف الاجتهادي الذي يعالج بالحوار لا بالصراع والاقرار بوجوده وخطورة اعتباره ذريعة للفتنة وتجربة التقريب كنموذج لنجاح الحوار ودور المرجعيات في تخفيف حدة الاختلاف والتقريب بين المذاهب الاسلامية والتركيز على المساحات المشتركة واستثمارها الى جانب مناقشة قضية الفكر المتطرف وظاهرة التكفير وتشكيل فريق لاحتواء الازمات الطائفية والحد من تفاقمها ومواجهة الفكر المتطرف بين الافراط والتفريط.
ومن المقرر ان يختتم الملتقى اعماله اليوم باصدار التوصيات.
لمياء
05-01-2005, 04:35 PM
التحالف الوطني نظم ملتقى "الأخوة الإسلامية" السنوي الأول
المعتوق: السفهاء والقوى الكبرى يعملون لترسيخ الطائفية والتطرف لاستمرار تمزق المسلمين والهيمنة على ثرواتهم
كتب - سامح شمس الدين
أقام التحالف الوطني الاسلامي ملتقى الاخوة الاسلامية السنوي الاول بحضور عدد كبير من العلماء ورجال الدين من داخل وخارج الكويت وتستمر اعمال الملتقى على مدار يومين, مقسمة على ثلاث فترات يوميا, وفي افتتاح الملتقى تحدث الشيخ حسين المعتوق عن التحالف الوطني الاسلامي مرحبا بالمشاركين والحضور واشار الى ان الامة الاسلامية بأمس الحاجة لهذه اللقاءات لتوحيد الصفوف ومواجهة الفتن والتصدي للتحديات التاريخية الاستثنائية التي تجعلنا امام مسؤوليات عظيمة جدا ترتبط بصنع مستقبل الامة وتحديد معالم المستقبل.
واضاف اننا نعيش زمن وعي امتنا ونهضتها, ونرى تنامي الصحوة الاسلامية في كل مكان نرى اخواننا في ارض الانبياء عليهم السلام المباركة وبلد المجاهدين الابطال فلسطين الحبيبة يبذلون كل ما في وسعهم للحفاظ على كرامة هذه الامة بشيوخهم وشبابهم ونسائهم واطفالهم وقد سطروا بذلك اروع مشاهد البطولة والتضحية ونرى اخواننا في لبنان الصمود والمقاومة كيف تمكنوا مع قلة العدد والعدة من طرد العدو الصهيوني الغاصب واخرجوه ذليلا خاسئا يجر اذيال الخيبة والمهانة من ارض الجنوب ونرى اخواننا في العراق العزيز وعلى الرغم من التعقيدات التي يمرون بها والتي كان بعضها من تداعيات النظام المجرم بقيادة صدام السفاح الذي ارتكب ابشع الجرائم بحق شعبه, وبعضها بسبب الاحتلال والمؤامرات التي جاءت من خارج العراق لتمزيقه ولتمزيق اوصال الامة الاسلامية برمتها كيف استطاعوا بتلاحمهم وتآزرهم يتجهون بالاتجاه الصحيح للعمل على اخراج الاحتلال واعادة بناء العراق الحر بجميع فئاته.
وتابع هكذا نجد مظاهر الصحوة والوعي عند الشعوب تتنامى بما يبشر بخير بالنسبة لمستقبل هذه الامة.
ومع وجود مظاهر الامل الواسعة التي تجعلنا نعيش روح التفاؤل ومع وجود مظاهر اللطف الالهي بهذ الامة فقبل سنوات ونتيجة بدء عملية التسوية وهرولة بعض الدول نحو الكيان الصهيوني الغاصب اصيب البعض بالاحباط بيد انه في تلك الظروف طرد العدو الصهيوني على ايدي المجاهدين من لبنان وانطلقت المقاومة التي مازالت مستمرة في فلسطين وقامت دول الاستكبار العالمي بالعمل وبحماقة على مايؤدي الى نسف عملية التسوية وترسيخ العداوة والبغضاء للعدو الصهيوني مما جعل الامة تؤمن اكثر واكثر ليس فقط بضرورة المقاومة بل بالعمل الدؤوب على زوال اسرائيل من الوجود.
قوى الاستكباروقال المعتوق: مع كل تلك الأمور التي تجعلنا نستشرف النصر الالهي ونرى بوضوح مستقبل عزة الاسلام ومنعته التي أصبحت حقيقة جلية غير قابلة للانكار, إلا أن امتنا الاسلامية تعيش مواقع ضعف هي المنفذ الاساسي لتآمر الاعداء على المسلمين جميعاً أن يتعاونوا معا لمعالجتها, وفي الواقع لدينا أمران: الأول : تآمر قوى الاستكبار العالمي بكل ما لديه من الامكانات, والثاني: نقاط الضعف التي تعتبر هي المنفذ لذلك التآمر, ونحن بحاجة إلى أن نتحرك على مستوى العمل على حل المشكلة الثانية, وبواسطتها تحل المشكلة الأولى تلقائياً. ويمكننا أن نلخص نقاط الضعف في أربعة أمور: تمزق المسلمين وتشتتهم, ضعف الوعي لدى الكثير من الناس, ضعف حالة القيم والأخلاق.
الاستبداد السياسي وغياب دور الشعوب, وأشار إلى أنه بالنسبة للأمرين الاخيرين, فالحالة الاسلامية تعيش بداية مراحل الصحوة والرجوع إلى الاسلام, والتغيير لا يمكن ان يكون دفعياً, وانما يكون بالتدريج, ونحن على ثقة أن بناء الوعي والعودة لقيم الاسلام لها فرصها الواسعة, إلا أن محض وجود الفرص لا يكفي, بل علينا أن نعمل معاً وأن نضع رؤية شمولية ومتكاملة ونضع برنامجاً واضحاً, وطبعا نحتاج إلى ما يتوافق مع طبيعة المشكلات التي نعاني منها وأن نطرح العمل وفق رؤية واقعية تدرك أن عملية التغيير تحتاج إلى تدريج ومراحل زمنية تتواصل فيها الاجيال, وحينئذ سنعيش الأمل والواقعية دون أن يكون عندنا أدنى ما يدعو للانهزامية والاحباط, وسندرك حينئذ بوضوح اننا اذا قمنا بما علينا أمام الله عز وجل, فيستكفل الله عز وجل بنصرنا وتثبيت أقدامنا مهما تآمر علينا المتآمرون , بل ان مؤامرات أعداء الاسلام حينئذ لن يتمخض منها إلا إلى عزة الاسلام, فقتل الشهيد الصدر والسيد قطب والشهيد الحكيم والشيخ أحمد ياسين والسيد عباس الموسوي والشهيد فتحي الشقاقي وغيرهم لم يزد الأمة إلا قوة واصراراً وعزيمة, وأما المشكلة الأولى وهي التمزق الذي تعيشه الأمة, فقد سعى لتوحيد الأمة عدد كبير من علمائها وقادتها الكبار أمثال السيد البروجردي والشيخ محمود شلتوت والامام الخميني والامام حسن البنا وغيرهم سابقاً وحالياً, ولكن العمل على الوحدة اليوم أشد ضرورة مما مضى لطبيعة التحديات الكبرى التي تعيشها الأمة.
وأكد أن أهم عناصر هذا التمزق هما الطائفية والتطرف, وقال: نرى محاولة العمل على تأصيلهما من قبل طرفين, هما : السفهاء في كل فئة من فئات هذه الأمة وداخل جميع المذاهب الاسلامية, والقوى الكبرى التي يعتبر العمل الأساسي لها من أجل الهيمنة على العالم الاسلامي هو افتعال الازمات, ومن ثم ادارة الازمات بما يضعف الأمة الاسلامية, وبما يخدم مصالح الطامعين, فمن جهة تجد منطق التكفير واستباحة الدماء داخل المسلمين انفسهم, وتجدهم بدل ان يتصدوا لمؤامرات أعداء الاسلام كالعدو الصهيوني الغاصب يتجهون نحن اشعال الفتن داخل الأمة, ومن جهة أخرى نجد لغة الشتائم والكلمات القبيحة في أوساط كل فئة من الفئات ضد الأخرى بشكل ملفت, وهنا نكتفي بالاشارة إلى ما نراه في صفحات الانترنت وغرف البالتوك المليئة بالشتائم والعبارات البذيئة, التي جعلت من الحوار في تلك المواقع سبباً لانتشار العداوة والبغضاء, ان بعض هذه الاساليب الساقطة لا يمكن ان تصدر من شخص متدين ومن انسان لديه أخلاق, بل ممن لديه روح الانسانية, وترى بعض الفضائيات تسعى لايجاد نقاشات مذهبية بحجة أهمية الحوار فقط لتعرض لنا شتائم المسلمين فيما بينهم حتى تتأصل روح الحقد والعداوة, وينشغل الناس بهذه الامور بدلا عن القضايا الكبرى والأساسية.
وأوضح ان هذه المظاهر ليست بمنأى عن أيدي العابثين , وعن تدخل الايدي الخبيثة من قبل القوى الكبرى, ونحن لا نستغرب من أصل تلك المظاهر, فتآمر الاعداء أمر طبيعي ومتوقع, وعدم توقعه أمر في غاية البساطة والسذاجة, ولكن الأمر غير الطبيعي هو عدم تحرك علماء المسلمين المخلصين والواعين على اختلاف مذاهبهم لوأد هذه الفتن والتصدي لها, وقال: نعتقد ان المشروع الأول للاستكبار العالمي هو تشويه الاسلام بواسطة دعم الفكر المتطرف والتركيز عليه في وسائل الاعلام, وفي العمل على تأجيج نار التفرقة داخل الأمة الاسلامية, حتى تنشغل الامة بذلك عن القضايا الاساسية.
واحد الواجبات الاسلامية هي وأد الفتنة ونبذ التفرقة واعطاء الصورة المشرقة والمتوازنة عن الاسلام, وما حضوركم ايها الاخوة في هذا الاجتماع المبارك بوجودكم إلا مظهر من مظاهر الشعور بالمسؤولية وادراك الخطر الذي يتهددنا جميعاً.
وتابع: نحن بحاجة إلى دراسة اسس الحوار وآدابه التي أدب عليها الاسلام اتباعه, ونشرها في اوساط المسلمين, لنجنب امتنا الصراعات والفتن التي لم يكن لها سوى الاثر السيئ والنتائج المؤلمة, ومما لا شك فيه فان في تراثنا الكثير من العبارات التي قد يتحرك منها الحمقى أو المغرضون لخلق الأزمات, فكلمات التكفير كثيرة جدا وصلت إلى حد الافراط, غير ان التراث ليس بالضرورة .
يحكي عن الواقع الذي انزل على الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم, ففي التراث ما يتطابق مع الاسلام الاصيل. وفيه ما كان نتيجة للاحتقان الذي تولد من الازمات التي مرت بها الامة عبر التاريخ, ونحن في حاجة هنا الى ان نقف بمسؤولية امام الخلافات, والا نجعل الخلافات الفكرية دليلاً لادامة الفتن, وانما علينا ان نسير على درب قادة علماء المسلمين الذين نادوا بنبذ الخلافات كالامام المجاهد الشيخ حسن البنا الذي اسس لقاعدة لنعمل معا فيما نشترك فيه, وليعذر بعضنا البعض الآخر فيما نختلف فيه. وان اسلم طريق لما نختلف فيه ان الحوار والتقريب بين العلماء والمفكرين والنخب الواعية, ليعمم ذلك على الامة الاسلامية, نحن في حاجة الى ان نفهم بعضنا بشكل مباشر, وان نستثمر تجربة التقريب التي لها تاريخها الطويل في عالمنا الاسلامي في القاهرة وفي ايران حيث انشئ مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية, ونحن في الكويت تجسدت عندنا الوحدة الاسلامية والوطنية بأروع صورها عند الاحتلال الصدامي الغاشم لبلدنا الحبيب, كما ان الشعب الكويتي تاريخياً عرف بالتواصل والترابط بين ابنائه على اختلاف توجهاتهم.
العدو لا يفرق
بدوره اكد محمود عاشور عضو مجمع البحوث الاسلامية اننا في حاجة الى مثل هذه المبادرة كتلك التي قام بها التحالف الوطني الاسلامي لأن الاسلام والأمة الاسلامية مستهدفة وبحاجة الى التعاضد لأن العداء ضد الاسلام لا يفرق بين السنة والشيعة وطالب الشيخ عاشور المسلمين بالوقوف كقلب رجل واحد, ليظهروا للاعداء مواقف الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم واله امام قوى البغي والظلم ليؤكدوا ان وحدة الأمة هي الغاية والهدف والحوار يدعونا ان نكون اخوة متحابين لذا يجب ان نجسد الاخوة الاسلامية في حياتنا وان نجتمع على الحق كما يجتمع أهل الباطل.
الإعلام الكويتي
ثم تحدث الامين العام لمؤسسة شهيد المحراب في العراق السيد عمار الحكيم قائلا: نرفع اليوم في ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم وآله شعارات المحبة بكل صدق بين اوساط امتنا ونخبها ونحن نتطلع للابرياء وهم يستهدفون بأبشع الصور ووفق دوافع طائفية عن خط تكفيري يرفع شعار الجهاد والمقاومة, مشددا على ضرورة تناول الملفات بشيء من الوضوح والمكاشفة, لان الداء لم يعد منحصراً بطائفة او جماعة دون اخرى, بل شمل المسلمين, واستهدف الاسلام رسالة التطرف الديني التي لابد ان ننظر اليها بواقعية حيث يعتقد هؤلاء المتطرفون ان الاسلام منحصر بهم وما يرونه ويؤمنون به هو الصحيح والبقية خارجون عن الملة.
وقال الحكيم: لابد ان نواجه التطرف بجميع أشكاله ولا يمكن هنا ان نتجاهل الخطاب الشرعي, وان نحد من الفتاوى التكفيرية التي تنطلق من عالمنا الاسلامي والعربي والتي تدعم العمليات الاجرامية, كما لا ننسى الغطاء السياسي في بعض الدول الاقليمية والدولية, مضيفا انه لا يمكن ايضا ان نصل الى تفهم شامل للتطرف الا بعد دراسة للخط الاعلامي لهذه الظاهرة, وهنا نشيد بالاعلام الكويتي الذي له دور واضح فيما يجري اليوم في العراق من عمليات ارهابية.
واشار الى ان ثمة علاقة بين التطرف والارهاب حيث ان الاول عبارة عن فكر والثاني عن ممارسة عملية لذلك الفكر. لافتا الى ان المعالجات المطلوبة لمثل هذه الظواهر الشاذة هي التركيز على الفكر الاسلامي الاصيل والاعتدال والتعايش والحوار وتعرية الاغطية السياسية وترسيخ قيم والشرعية للتطرف بمواقف جادة من الزعامات الدينية والسياسية والاجتماعية وان نجتمع يدا بيد لخلق مناخات لا تسمح للارهاب بأن يأخذ دوره في عالمنا, بعد ان اصبحت الفتنة الطائفية والتطرف مصدري قلق عند المسلمين مطالباً بخطاب متزن وموقف واضح, دينياً وسياسياً يتناسب مع الجهد المشترك من كل الانتماءات والى نظرة منصفة وواقعية لتفهم طبيعة الافرازات السياسية موضحاً في ختام حديثه ان هناك فرقاً بين الطائفية واحترام خصوصيات الآخرين وطقوسهم الخاصة.
تم تحدث نائب الامين العام لحزب الامة منصوري الخزام قائلاً: ان الامة الاسلامية تواجه ارهاصات لنهضتها على مدى الف عام او اقل, ونحن بانحدار حتى وصلنا الى القاع باحتلال مقدساتنا وتداعت علينا الامم ونحن لسنا بقليل.
وتحدث د. بدر الناشي الامين العام للحركة الدستورية الاسلامية حيث شكر اعضاء التحالف الوطني الاسلامي نيابة عن اعضاء المكتب السياسي في الحركة الدستورية الاسلامية واكد الناشي حرص الحركة الشديد على التجاوب مع مثل هذه الدعوات المباركة تأكيداً منها على أهمية اللقاء والتحاور بل والتطلع الى آفاق ارحب من التنسيق بين تياراتنا السياسية في المستقبل الذي لن يكون في دائرة الترف الفكري.
وأكد د. الناشي ان مبادرة عقد هذا الملتقى وطرح موضوع الاخوة الاسلامية لتضيف خطوة جديدة في مسيرة عملنا السياسي المشترك وتفتح طريقا آخر الى المزيد من المصارحة توطئة للوصول الى التفاهم والتقارب وحل بعض الاشكاليات التي تراكمت بسبب سوء الفهم الناتج من ضعف الاتصال وشح الحوار او بسبب الممارسات السلبية التي غذتها بعض الافكار المتطرفة في كلا الجانبين, ومما يزيد من اهمية هذا اللقاء الظروف الاستثنائية التي تمر بها منطقتنا بل والعالم اجمع من أحداث متسارعة منذ بدء الحرب ضد الارهاب وسقوط النظام الصدامي الغاشم وتزايد محاولات فرض الهيمنة الغربية وتصاعد العمليات التخريبية الاجرامية وتنامي حدة التوتر الطائفي.
الاصوات الطائفية
وبين امين عام الحركة الدستورية ان مجتمعنا شهد في السنوات الاخيرة نمواً ملحوظاً في بعض المظاهر الطائفية المستجدة والغريبة على المجتمع الكويتي وصاحب هذا النمو بروز اصوات متطرفة في كلا الجانبين تغذي بذور الفتنة والتوتر الطائفي في المجتمع, وواكب ذلك تهاوناً واضحاً في التصدي لمثل هذه المظاهر من القوى السياسية والاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب, وواكب ذلك ايضا انتهازية من بعض الاطراف باستثمار تأجيج العواطف الطائفية او باستخدام اسلوب التوازنات بهدف اضعاف القوى الشعبية الفاعلة وتفكيكها.
ولعله من الواضح ان التيار الاسلامي المعتدل وقاعدته المحافظة السني منه والشيعي هو اكثر المتضررين من اثار التوتر الطائفي الذي غالباً يكون بأيد مدسوسة لها اهداف مشبوهة ويرجع ذلك الى المواقف المبدئية لهذا التيار وخصوصاً على مستوى مواجهته الحاسمة للفساد السياسي والمالي ورفضه المطلق للظلم الاجتماعي على المستوى المحلي او تصديه الواضح للتغريب والهيمنة الغربية والغطرسة الصهيونية على المستوى الخارجي ولذلك فان المسؤولية الكبرى في مواجهة اخطار الطائفية والتطرف ومحاولة التقارب والتعاون لتفويت اضرارها على المجتمع تقع على عاتق التيار الاسلامي المعتدل والمحافظ واننا نرى ان الآلية السياسية للتعامل مع مسألة التوتر الطائفي وتحقيق ارضية مناسبة للاخوة الاسلامية تكون من خلال الحوار بين المعتدلين من التيارين حول ركائز مبدئية من اهمها: فرض احترام القوانين وأسس الدستور الكويتي, كبح جماح الافراد والجماعات المنفلتة المتطرفة او التكفيرية المتشددة, الدفاع عن جميع الحقوق المشروعة لكل الفئات ومؤسسات المجتمع دون تمييز, اقامة التواصل والحوار المذهبي الجاد, التحذير من خطورة منهج التوازنات على حساب المصلحة الوطنية العليا, التركيز على انجاز مشاريع الاصلاح السياسي التي تحد من التقسيم الطائفي »
مثل تعديل الدوائر الانتخابية« وعدم الانشغال عن اولوية برامج الاصلاح بالقضايا الهامشية, رفض التدخلات الاجنبية بكل صورها والحذر من محاولات زرع الفتنة الطائفية لتحقيق اهداف خارجية, والاتفاق على قواعد مواجهة أسس واسباب وممارسات التطرف الطائفي, تبادل الزيارات الاجتماعية والقيام بأنشطة اجتماعية مشتركة, تبني مشاريع مشتركة على مستوى القضايا الاخلاقية ومواجهة مشاريع التغريب والفساد الاجتماعي في المجتمع, العمل على تشكيل كتلة المحافظين كاطار اوسع للعمل المشترك.
وتحدث كل من الشيخ عبدالله دشتي والامين العام لتجمع التنمية والعدالة عبدالحسين السلطان عن ضرورة الوحدة الاسلامية واخلاقيات الوحدة وضرورة التنازل والقبول بالتنوع وختم الملتقى فقرة الفترة الصباحية لليوم الأول بكلمة لخالد هلال المطيري عن الوحدة الوطنية وضروراتها.
Osama
05-02-2005, 12:46 AM
كلام نظري جميل لا يتفق مع سيرة هذا الحزب الذي فرق بين الشيعة ولا يزال الجميع يكنون له العداء بسبب مواقفه الإنعزالبة والبعيدة عن الهموم الشيعية
عبدالحليم
05-02-2005, 03:32 AM
نعم كلام جميل جدا .. وحسب معلوماتي ان هناك انشقاقات وخلافات كبيرة في هذا
الحزب .. ويبدو ان هناك تيار الاصلاح والاعتدال وتيار الحرس القديم ..
ضمن الجلسات المسائية لليوم الأول لملتقى الأخوة الإسلامية
سيف الإسلام: الخميني والبنا نجمان لامعان في سماء الوحدة نجحا في طمأنة المتخوفين
كتب - سامح شمس الدين
واصل ملتقى الأخوة الإسلامية الذي يقيمه التحالف الوطني الإسلامي بمشاركة جمع من ممثلي الحركات السياسية الكويتية والشخصيات العلمائية فعالياته للفترة المسائية لليوم الأول , حيث ناقشت الجلسة الاولى التي أدارها د. علي بومجداد محور الاختلاف الاجتهادي حيث قال في البداية الشيخ د. محمود عاشور إن الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم أذن لأصحابه ان يجتهدوا بعد وفاته حيث كانوا يعملون فكرهم اذا عجزوا عن ايجاد النص او اختلفوا في تفسيره, واكد عاشور قائلا ان اصل المذاهب واحد, مبينا في الوقت ذاته ان الاختلاف قل بين الشيعة والسنة من خلال فكرة التقريب بينهم , ونوه عاشور الى ان قاعدة الاجرين للمجتهد اذا أصاب واجر اذا أخطأ تدفع باتجاه الاجتهاد, واقترح عاشور في نهاية حديثه اجراء دراسات مقارنة بين المذاهب السنية والجعفرية والزيدية والظاهرية.
تعريف الاجتهاد
وأشار آية الله الشيخ محسن الآراكي الى أن الاجتهاد في الحكم من وظيفة القاضي أو الحاكم الشرعي او امام المسلمين مبينا ان مشكلات المسلمين لاتحل الا بعد تحديد ولي الأمة, واكد الأراكي ان ماينسب الى الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد هو اجتهاد في الموضوع وهذا الاجتهاد ليس مشكلة المسلمين حاليا , مشددا على ان المشكلة تكمن في الاجتهاد في الحكم الشرعي واصفا اياها بكبوة القضية الشرعية, واستطرد الآراكي في حديثه حول الاجتهاد في الحكم مبينا تقسيمه الى نوعين وهما الحكم الفقهي والقضية الشرعية, وتقدم الآراكي بعدة اقتراحات من ضمنها توحيد تعريف الاجتهاد.
كما ذكر الآراكي أن كل قضية يجوز فيها الاجتهاد يجوز فيها الاختلاف وانها لاتخرج الباحث من الإسلام وهو خلاف لا يمكن تفاديه غالبا مشددا ان هذا الخلاف لا يجرح الأساسين المتمثلين في الشهادتين ولوازمهما, وقال الآراكي ان القضايا الضرورية لاتحتاج الى دليل وهي من ضروريات الدين مبينا ان كل قضية تحتاج الى اثباتها لدليل فهي تحتمل الخطأ والصواب نظراً لكون الدليل يستند الى مقدمات الخطأ والصواب.
تنقية الثقافة
وفي نهاية الجلسة أشار الشيخ نجيب الحرز الى ان صناع القرار يجب ان يسيطروا على المسيرة الشعبية وفي حال اصابة المجتمع بالخلل فيجب على المجتهدين اصلاح الخلل, وبين الحرز ان التقارب بين المذاهب ليس معقدا قائلا ان : اغفال الجانب التاريخي ليس صحيحاً داعيا الى الاستفادة من التاريخ الذي هو ملك الجميع , ويرى الحرز ان الانماط الدينية الضيقة وثقافة التسطيح والتقديس هي أهم اسباب التخلف منوها إلى ان الثقافة الاسلامية من ثقافة التقديس, وتمنى الحرز أن يتعلم الناس آلية النقد واكتساب الجرأة والشجاعة بنقد الذات والتاريخ,وقام بعض الحضور بالتعقيب في نهاية الجلسة.
الصراع الطائفي
وقام د. ساجد العبدلي بادارة الجلسة الثانية والتي كانت حول محور الصراع الطائفي, واستهل الحديث في الجلسة احمد سيف الإسلام البنا الذي اوضح في بداية حديثه ان الإمام الخميني فاجأ المتخوفين من الثورة الإسلامية الإيرانية ومد لهم يده ودعاهم الى توحيد الصفوف وتجنب الاختلافات, أما الامام حسن البنا فقد وضع برنامج الاخوان المسلمين مستندا على سبعة بنود, كان البند السادس بعنوان »أعتقد واتعهد« حيث اعتقد بأن المسلمين أمة واحدة وان يتعهد ببذل جهده في ازالة الفوارق والاختلافات بين الطوائف والفرق وشدد البنا على ان الإسلام يقوم على مبدأ العالمية وليس القومية كما أقرها القرآن الكريم في الآية الكريمة »إنما المؤمنون أخوة« والحديث النبوي »المسلم أخو المسلم«, مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة توافر النية المخلصة وهذا ماساعد على انشاء دار التقريب بين المذاهب التي اسسها الشيخ القمي, ودعا في نهاية حديثه الى اشاعة روح الاخوة بجميع الوسائل مثل التعليم والتعارف وتأسيس قنوات فضائية اسلامية ووكالة أنباء تنقل الاخبار بوجهة نظر إسلامية.
الطائفية أداة بيد الاستعمار
وتناول أمين عام حزب الأمة د. حاكم المطيري محور الصراع الطائفي مقرا بخطورتها حيث أصبحت اداة فاعلة بيد الاستعمار لتفريق العالم الاسلامي مبديا اسفه لنجاح هذه الأداة و تورط الطوائف بها, واكد د. المطيري ان الاستعمار نجح في تأجيج النار الطائفية متناولا على سبيل المثال قيام بعض القنوات الفضائية بتناول موضوع الخلاف بين الشيعة والسنة بأسلوب مكشوف قبيل حرب العراق لتأجيج المشاعر الجاهلية.
وبين د. المطيري ان الطوائف ظهرت كعادة اجتماعية طبيعية مستدركا انها تعتبر حالة مرضية لذا وقع الخلاف الا انها كانت امة واحدة سياسيا وذات مساجد وقضاء واحد, وعن مواجهة الطائفية ومعالجتها قال د. المطيري ان الحل الوحيد هو العودة الى القرآن ذلك كتاب المتقين ومخرج الناس من الظلمات الى النور مشيرا الى أن ما اتفق عليه المسلمون أكثر مما اختلفوا عليه مشددا على أن الإيمان لا يجتمع مع التشرذم.
فرق تسد
ووصف عضو مجلس الامة السابق د. عبد المحسن جمال العلاقة بين المسلمين ب¯ »الاخوة« وقال انه وصف قصد فيه انهم قد يختلفون ويتنافسون ولكن يظل الرباط بينهم قويا, مشيرا الى ان الاسلام وضع مقياسا للتعامل مع الغير, واكد د. جمال ان الاستكبار العالمي يدرك ان الدائرة الايمانية لن تخترق إلا بأسلوب »فرق تسد« والذي يستعمله حاليا مبينا ان الاستعمار خلق فوارق وهمية كما يقوم بالتفريق بين الحكومات ومحاربتها باسم الديمقراطية إلا انه فوجئ بان الشعوب انتخبت الاسلام, ودعا الى دعوة المسلمين بمواجهة انفسهم ثم مواجهة الواقع وبالتالي مواجهة الاستكبار الذي اصبح لحمة واحدة بينما يقوم بمفاوضة الدول العربية الإسلامية دولة دولة, وشدد في نهاية حديثه على وجوب حصر وتطويق الخلاف داخل الدائرة الايمانية بين المسلمين وليس خارجها, وقد قام مدير الجلسة د. ساجد العبدلي بفتح باب المناقشة والتعقيب.
من جانب آخر اكد رئيس التحالف الاسلامي الوطني الحاج صالح الموسى ان التحالف كتجمع سياسي وتيار فعال في الساحة يهمه حصول تلاق مع التجمعات الاسلامية المختلفة لتدارس افضل السبل للتقارب فيما بين المذاهب الاسلامية محليا وخارجيا وعليه, تم التفكير في اقامة مؤتمر تحت شعار »ملتقى الأخوة الاسلامية« حيث تمت دعوة مجموعة من الرجال الافاضل من اغلب الاقطار الاسلامية التي استطعنا الوصول اليها.
وشدد الموسى على ان التحالف يهمه الا يكون المؤتمر مجرد كلمات تلقى بل نسعى لان تكون هناك لجنة متابعة لتحقيق اكبر استفاده من التوصيات والنتائج, وختم الموسى حديثه بالتأكيد على ان التحالف الإسلامي الوطني يسعى من خلال هذا النشاط وغيره لرفع المستوى السياسي والاجتماعي للمواطنين حيث سيساهم هذا المؤتمر في تحقيق الهدف المنشود.
الملتقى نقلة نوعية
كما أكد رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى د.علي بومجداد أن الملتقى يعتبر نقلة نوعية في أنشطة التحالف الاسلامي الوطني وأضاف ان الضيوف سعداء حيث دعوا لاستمرار وتطوير مثل هذه الانشطة, وتمنى د. بومجداد أن يخرج المشاركون ببيان ختامي يتفق عليه الجميع وان تكون هناك لجنة مشتركة لمتابعة الأزمات الطائفية تكون مهمتها الأساسية تطويق الخلافات والعمل على إيجاد حلول لها من قبل علماء المسلمين, وختم تصريحه بالتأكيد على ان المؤتمر يمثل خطوة جيدة للتقريب بين المذاهب الإسامية وإزالة النعرات الطائفية والعصبية البغيضة.
من هو الحرس القديم ومن هم الإصلاحيون ياترى ؟
خديجة
05-02-2005, 10:24 PM
الندوات التي تتحدث عن الوسطية والوحدة ومكافحة التكفير أصبحت موضة منتشرة هذه الأيام بينما يعلم الجميع إن من يقيم هذه الندوات هم من يكفر الآخرين ويفرق بين الناس ويحث على الكراهية والعنف .
هم يحاولون إستغفال الناس معتقدين إن ذاكرة الناس ضعيفة أو أن الناس سوف تنسى أو يمكن الضحك عليها .
كويتى
05-02-2005, 11:56 PM
جماعة الجمعية بحاجة إلى أكثر من إقامة ندوة أو القاء محاضرات لا تقنع أحدا بصدق الطرح ، خاصة إنهم خارج السلطة البرلمانية ويسهل عليهم القول المعسول حتى يكتسبوا الساحة التى لفظتهم بشكل مذهل فى الانتخابات البرلمانية السابقة فلم يفز من مرشحيهم ولا حتى شخصا واحدا .
مرتاح
05-09-2005, 09:32 PM
والعمل الصالح يرفعه"
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حينما يريد الناس أن يتعاونوا على البر والتقوى، إذا حسنت النوايا فإن ذلك سيتحقق وبصورة إيجابية ومبهرة في آن واحد·
هذا ما حدث في المؤتمر السنوي الأول الذي عقده التحالف الإسلامي الوطني على أرض الكويت وجمع فيه بالإضافة الى التيارات السياسية المحلية شخصيات عربية وإسلامية لها دورها السياسي والديني على مستوى العالمين العربي والإسلامي·
الرسالة التي استطاع التحالف الإسلامي الوطني أن يرسلها للعالم أجمع أن الموضوع الطائفي موضوع طارئ على أمتنا وأن هناك من يغذي العصبية والطائفية، أما القادة الصادقون والرموز الإسلامية الواعية فإنها تتجاوز هذه العقبات لتنطلق مخاطبة رجال الأمة ونساءها بخطاب إسلامي ووطني صادق، وهو أن الأمة تتعاون فيما بينها من دون حواجز مصطنعة لذلك كان التواجد له رمزيته الكبيرة حين تجتمع شخصيات مثل السيد عمار عبدالعزيز الحكيم من النجف الأشرف والشيخ محمود عاشور وأحمد سيف الإسلام البنا من الأزهر ومن مصر وآية الله الشيخ محسن الآراكي وآية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي من قم المقدسة وعلماء دين من السعودية والبحرين والكويت· حين تجتمع هذه الشخصيات تحت شعار الإخوة الإسلامية فتنشد الجماهير الغفيرة لحضور هذا الملتقى الذي جسد الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية بأسمى معانيها·· فإن ذلك يعني الكثير في هذه الظروف التي يحاول البعض إشعال نار الفتنة الطائفية في العراق الشقيق، ويحاول زرع الفتن والخلافات بين أبناء المجتمع الواحد·
أثبت هذا الملتقى نجاح أهدافه بمن شارك فيه من الشخصيات المحلية والخارجية وبمن التف حوله من مواطنين ومقيمين لبوا نداء الواجب وتجاوبوا مع الصالح العام بعيدا عن البهرجة الإعلامية ومتخطين المخاوف الجانبية ومتجنبين الحسابات المغلوطة ليحيوا في الأمة أملا بقدرتها على إفساد مخططات الأعداء من زرع الفتن أو وضع العراقيل أمام نهضتها·
الملتقى كان صورة للوئام الطائفي بحضور شخصيات من الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة ومن الأزهر الشريف·· وتبين بالفعل أن التحالف الإسلامي الوطني اجتاز مع ضيوفه المسافة الضيقة للخلاف المذهبي والذي تبين أنه إن كان خلافا أصلا فإنه لا يفسد للود والمحبة قضية·
فتحية للإخوة القائمين على المؤتمر وتحية إكبار وإعزاز للسادة العلماء الذين ساهموا بحضورهم وكلماتهم بإنجاح المؤتمر، وكلمة حب من القلب الى القلوب الوطنية المؤمنة التي احتضنت هذه المبادرة وعملت على إنجاحها بحضورها ومداخلاتها·
وتحية للرجال والنساء الذين أعطونا صورة مشرفة لأبناء الأمة في تلاحمهم وتوادهم·· وصدق الله سبحانه حين يقول "من كان يريد العزة فلله العزة جميعا، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" فاطر 10
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir