جون
04-30-2005, 11:50 PM
كتب علي باجي
الطالب الجامعي يراوح بين قطبين لا يلتقيان وهما «الطموح واليأس» ويعيش في المنطقة الوسطى حائراً مترددا يبحث عن وسيلة لاختراق هذه المنطقة والاقتراب من تحقيق الطموح والابتعاد عن اليأس.
ان معظم طلبة الجامعة والمعاهد يعيشون هذه الحالة النفسية ويمكن ملاحظتها عليهم بسهولة عندما يقتربون من التخرج، فالابواب معظمها موصدة امامهم وجملة «جيب واسطة تخلص شغلك» هي الجملة التي تلقى على مسامعهم يوميا من الاصدقاء والاقارب ومحيطهم القريب والبعيد.
«القبس» التقت بعدد من طلبة الجامعة ورصدت آراءهم وتطلعاتهم في هذه القضية.
في البداية قال محمد الحسن الطالب في العلوم الادارية انه يأمل ان يواصل دراسته بعد التخرج ويحصل على الماجستير والدكتوراه ثم يعمل بعد ذلك استاذا في الكلية ويعتقد الحسن انه سيحقق حلمه لانه حاصل على معدل عال يساعد في اجتياز القبول عند اعلان الجامعة خطط الابتعاث.
واضاف الحسن انه يرى ان المستقبل الوظيفي في التدريس الجامعي له مميزات مغرية فالراتب الكبير والبدلات التي تضاف اليه كلها تجعل العمل محببا ومغريا في مجال التدريس في الجامعة والكليات.
مميزات مغرية
ويؤيد ناصر العنزي ما ذهب اليه زميله محمد الحسن ويقول ان مميزات وظيفة استاذ الجامعة مغرية ومبالغ فيها احيانا، لكنه يعتقد ان هناك مجالات اوسع واكثر في سوق العمل، فهو يهدف بعد التخرج للانخراط في المؤسسات الاستثمارية الخاصة اذ انها تعطي فرصة للموظف الجديد ان يستثمر افكاره وابداعاته على عكس الوظيفة الحكومية التي تتصف بالجمود والنمطية.
ويضيف العنزي ان المشكلة تكمن في عملية القبول في المؤسسات الاستثمارية فهي لا تنظر للمؤهل بقدر ما تنظر للواسطة التي تساعد من يتقدم للوظيفة، فإذا كانت واسطة من العيار الثقيل يمكن ان يقبل المتقدم بسهولة ويعين في المكان أو الموقع الذي يناسب مؤهلاته، لكن اذا لم تكن لديه واسطة فإن اوراقه ترفض بشكل اوتوماتيكي او انه يعين في مكان هامشي وبراتب ضعيف..!
ضغوط زوجية
بدوره قال احمد الكندري الذي التحق مؤخرا بإحدى الكليات التجارية في مصر انه درس متأخرا كي يرضي زوجته التي تمارس عليه ضغوطا قوية، فهي تقول له ان ازواج صديقاتها يحملون مؤهلات جامعية او دراسات عليا وهو ما زال يحمل دبلوم الدراسات التجارية، وانه يجب ان يطور نفسه وظيفيا.
واعترف الكندري بالقول انه ايضا شعر بدافع داخلي يحثه على الدراسة فزملاؤه في العمل حصلوا على ترقيات ومناصب لأن لديهم مؤهلات جامعية، يصمت الكندري ويقول.. تبي الصراحة في الكويت كل شيء واسطة وانا ادرس بهدف الحصول على منصب والواسطة موجودة لكن ينقصها المؤهل الدراسي، وان شاء الله كلها سنة او اقل واحصل على ليسانس ادارة اعمال.
قبول اضطراري
يعمل موظف استقبال في وزارة الصحة ومقر عمله احد المستوصفات البعيدة عن العاصمة، يقول انه اضطر للقبول بهذه الوظيفة بعد ان اوصدت في وجهه كل الابواب فهو شاب يحمل مؤهلا جامعيا في العلوم الادارية وحاول ان يلتحق بالوزارات التي لديها قطاعات فيها ميزات للموظفين لكن دون جدوى والسبب برأيه بسيط لان ليس لديه واسطة.
عبدالله علي الموظف في وزارة الصحة منذ 1987 حصل على بكالوريوس علوم ادارية قبل 7 اعوام تقريبا وهو على رأس عمله في المستوصف، وبعد حصوله على الشهادة خيل له ان الابواب ستفتح له، لكن سرعان ما تلاشى الامل وانقشعت الغيمة وانكشف له الواقع المرير على حد تعبيره، فأحد كبار المسؤولين قال له «لو أن افلاطون او ارسطو كويتيين فلن يقبلا بوظيفة محترمة ان لم تكن لديهما واسطة».
محاولات ونتائج
ويضيف عبدالله انه حاول وحاول وحاول لكن دون جدوى وان محاولاته اسفرت عن النتائج التالية: مقاطعة معظم نواب دائرته حيث فشلوا في التوسط له بأحدى الهيئات المستقلة.
أُحبط وحقد على الاسلوب الذي تدار به المؤسسات العامة في الدولة.
تأكد له ان الظلم هو ديدن وثقافة بعض المسؤولين وان الموضوعية غائبة عن التقييم وان فكرة بناء الدولة مجرد كلام وسلعة منتهية الصلاحية.
ايوب يوسف طالب في كلية الاداب قسم الاعلام حاصل على مجموع ممتاز يأمل بان يكمل دراسته بعد التخرج فهو كزميله محمد الحسن يهدف الى الوظيفة المرموقة اجتماعيا وماديا ويظن ان الابواب ستفتح له اذا ما استمر على نهجه فهو يحرص دائما على التفوق وتبوؤ المراكز المتقدمة في القسم.
شرطان أساسيان
ايوب يخشى ان يواجه العقبات التي يسمعها من سلفه فالقصص والمواقف التي تروى له كثيرة ومتعددة وأبرزها ان الابتعاث للدراسة في الخارج عن طريق الجامعة يحتاج الى شرطين اساسيين الأول وأهمه الواسطة، وثاني شرط هو المجموع والمعدل العالي، ويكشف ان الشرط الثاني لا يمثل عقبة بالنسبة له فمعدله عال ويقترب من الامتياز، لكن المشكلة تتمثل في الشرط الآخر وهو الواسطة.
واستدرك أيوب وقال: ان اساتذه قسم الاعلام موضوعيون في اختيارهم للمتقدمين، وان معايير الكفاءة تؤخذ بعين الاعتبار، لكن المشكلة ان الغربلة أو الفلترة قد تواجه الطلبة في ادارة الجامعة.
وبدوره، يقول حسين علي ان جامعة الكويت كبقية مؤسسات الدولة تعشش فيها الواسطة والمحسوبية والعلاقات النفعية المتبادلة بين بعض الأساتذة والطلبة، ويضيف ان الطالب ان لم يكن محسوباً على هذا الاستاذ او ذاك المسؤول فإن درجته التي سيحصل عليها نهاية الفصل الدراسي محسومة سلفاً وهي غالبا B- أو C+.
واضاف حسين علي قائلا ان هذا الامر لا ينسحب على كل الاساتذة، لكن هناك البعض منهم الذين تحكمهم هذه المعايير، وتساءل كيف نحقق اهدافنا في ظل هكذا اجواء؟
تخطيط سليم
مهدي العازمي لم يكشف النقاب عن تطلعاته واكتفى بالقول انه يتمنى الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي وان تكون هناك استراتيجية متميزة ومدروسة، بحيث يستطيع الطالب الخاص ان يستوعب المواد الدراسية بسلاسة.
وانتهى الى ان التخطيط السليم خلال سنوات الدراسة يمكنه ان يبني عليه المستقبل الصحيح.
إدارة الجامعة
فهد السعيدي اجاب عن سؤال لـ«القبس» حول هدفه بعد استكمال دراسته الجامعية وقال انه يتمنى ان يواصل دراسته حتى يحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة.
واكد السعيدي الذي يدرس الهندسة الكهربائية بجامعة الكويت انه يجتهد ويثابر من اجل بلوغه هذا الهدف، لكنه كبقية زملائه تمنى ان لا تكون الواسطة عائقا امامه.
طموحي
فهد العجمي اوجز طموحه بعد التخرج في الجامعة ببيت شعري حيث قال:
طموحي بأن اسمو إلى المجد شامخاً
ولو كان دون المجد فقد حياتي
هاي.. هاي
ها.. ها.. ها.. هاي هاي قهقهات اطلقها «م.غ» الذي يعمل في وزارة المواصلات وحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وقال «يا أخي ما فيه معايير للتوظيف او التعيين، زملائي الآن في وزارة الخارجية وبعضهم مبتعث في قنصليات دولة الكويت في الخارج».
واضاف «م.غ» الذي رفض ذكر اسمه واكتفى بالحروف الاولى حيث يعتقد انه اذا ذكر اسمه سيظن زملاؤه في الدراسة انه حاقد عليهم او انه حاسد لهم على وضعهم الوظيفي المميز.
واردف يقول ان الكويت جزء من العالم الثالث المتخلف القائم على الواسطة والمحسوبية والنفعية.
الطالب الجامعي يراوح بين قطبين لا يلتقيان وهما «الطموح واليأس» ويعيش في المنطقة الوسطى حائراً مترددا يبحث عن وسيلة لاختراق هذه المنطقة والاقتراب من تحقيق الطموح والابتعاد عن اليأس.
ان معظم طلبة الجامعة والمعاهد يعيشون هذه الحالة النفسية ويمكن ملاحظتها عليهم بسهولة عندما يقتربون من التخرج، فالابواب معظمها موصدة امامهم وجملة «جيب واسطة تخلص شغلك» هي الجملة التي تلقى على مسامعهم يوميا من الاصدقاء والاقارب ومحيطهم القريب والبعيد.
«القبس» التقت بعدد من طلبة الجامعة ورصدت آراءهم وتطلعاتهم في هذه القضية.
في البداية قال محمد الحسن الطالب في العلوم الادارية انه يأمل ان يواصل دراسته بعد التخرج ويحصل على الماجستير والدكتوراه ثم يعمل بعد ذلك استاذا في الكلية ويعتقد الحسن انه سيحقق حلمه لانه حاصل على معدل عال يساعد في اجتياز القبول عند اعلان الجامعة خطط الابتعاث.
واضاف الحسن انه يرى ان المستقبل الوظيفي في التدريس الجامعي له مميزات مغرية فالراتب الكبير والبدلات التي تضاف اليه كلها تجعل العمل محببا ومغريا في مجال التدريس في الجامعة والكليات.
مميزات مغرية
ويؤيد ناصر العنزي ما ذهب اليه زميله محمد الحسن ويقول ان مميزات وظيفة استاذ الجامعة مغرية ومبالغ فيها احيانا، لكنه يعتقد ان هناك مجالات اوسع واكثر في سوق العمل، فهو يهدف بعد التخرج للانخراط في المؤسسات الاستثمارية الخاصة اذ انها تعطي فرصة للموظف الجديد ان يستثمر افكاره وابداعاته على عكس الوظيفة الحكومية التي تتصف بالجمود والنمطية.
ويضيف العنزي ان المشكلة تكمن في عملية القبول في المؤسسات الاستثمارية فهي لا تنظر للمؤهل بقدر ما تنظر للواسطة التي تساعد من يتقدم للوظيفة، فإذا كانت واسطة من العيار الثقيل يمكن ان يقبل المتقدم بسهولة ويعين في المكان أو الموقع الذي يناسب مؤهلاته، لكن اذا لم تكن لديه واسطة فإن اوراقه ترفض بشكل اوتوماتيكي او انه يعين في مكان هامشي وبراتب ضعيف..!
ضغوط زوجية
بدوره قال احمد الكندري الذي التحق مؤخرا بإحدى الكليات التجارية في مصر انه درس متأخرا كي يرضي زوجته التي تمارس عليه ضغوطا قوية، فهي تقول له ان ازواج صديقاتها يحملون مؤهلات جامعية او دراسات عليا وهو ما زال يحمل دبلوم الدراسات التجارية، وانه يجب ان يطور نفسه وظيفيا.
واعترف الكندري بالقول انه ايضا شعر بدافع داخلي يحثه على الدراسة فزملاؤه في العمل حصلوا على ترقيات ومناصب لأن لديهم مؤهلات جامعية، يصمت الكندري ويقول.. تبي الصراحة في الكويت كل شيء واسطة وانا ادرس بهدف الحصول على منصب والواسطة موجودة لكن ينقصها المؤهل الدراسي، وان شاء الله كلها سنة او اقل واحصل على ليسانس ادارة اعمال.
قبول اضطراري
يعمل موظف استقبال في وزارة الصحة ومقر عمله احد المستوصفات البعيدة عن العاصمة، يقول انه اضطر للقبول بهذه الوظيفة بعد ان اوصدت في وجهه كل الابواب فهو شاب يحمل مؤهلا جامعيا في العلوم الادارية وحاول ان يلتحق بالوزارات التي لديها قطاعات فيها ميزات للموظفين لكن دون جدوى والسبب برأيه بسيط لان ليس لديه واسطة.
عبدالله علي الموظف في وزارة الصحة منذ 1987 حصل على بكالوريوس علوم ادارية قبل 7 اعوام تقريبا وهو على رأس عمله في المستوصف، وبعد حصوله على الشهادة خيل له ان الابواب ستفتح له، لكن سرعان ما تلاشى الامل وانقشعت الغيمة وانكشف له الواقع المرير على حد تعبيره، فأحد كبار المسؤولين قال له «لو أن افلاطون او ارسطو كويتيين فلن يقبلا بوظيفة محترمة ان لم تكن لديهما واسطة».
محاولات ونتائج
ويضيف عبدالله انه حاول وحاول وحاول لكن دون جدوى وان محاولاته اسفرت عن النتائج التالية: مقاطعة معظم نواب دائرته حيث فشلوا في التوسط له بأحدى الهيئات المستقلة.
أُحبط وحقد على الاسلوب الذي تدار به المؤسسات العامة في الدولة.
تأكد له ان الظلم هو ديدن وثقافة بعض المسؤولين وان الموضوعية غائبة عن التقييم وان فكرة بناء الدولة مجرد كلام وسلعة منتهية الصلاحية.
ايوب يوسف طالب في كلية الاداب قسم الاعلام حاصل على مجموع ممتاز يأمل بان يكمل دراسته بعد التخرج فهو كزميله محمد الحسن يهدف الى الوظيفة المرموقة اجتماعيا وماديا ويظن ان الابواب ستفتح له اذا ما استمر على نهجه فهو يحرص دائما على التفوق وتبوؤ المراكز المتقدمة في القسم.
شرطان أساسيان
ايوب يخشى ان يواجه العقبات التي يسمعها من سلفه فالقصص والمواقف التي تروى له كثيرة ومتعددة وأبرزها ان الابتعاث للدراسة في الخارج عن طريق الجامعة يحتاج الى شرطين اساسيين الأول وأهمه الواسطة، وثاني شرط هو المجموع والمعدل العالي، ويكشف ان الشرط الثاني لا يمثل عقبة بالنسبة له فمعدله عال ويقترب من الامتياز، لكن المشكلة تتمثل في الشرط الآخر وهو الواسطة.
واستدرك أيوب وقال: ان اساتذه قسم الاعلام موضوعيون في اختيارهم للمتقدمين، وان معايير الكفاءة تؤخذ بعين الاعتبار، لكن المشكلة ان الغربلة أو الفلترة قد تواجه الطلبة في ادارة الجامعة.
وبدوره، يقول حسين علي ان جامعة الكويت كبقية مؤسسات الدولة تعشش فيها الواسطة والمحسوبية والعلاقات النفعية المتبادلة بين بعض الأساتذة والطلبة، ويضيف ان الطالب ان لم يكن محسوباً على هذا الاستاذ او ذاك المسؤول فإن درجته التي سيحصل عليها نهاية الفصل الدراسي محسومة سلفاً وهي غالبا B- أو C+.
واضاف حسين علي قائلا ان هذا الامر لا ينسحب على كل الاساتذة، لكن هناك البعض منهم الذين تحكمهم هذه المعايير، وتساءل كيف نحقق اهدافنا في ظل هكذا اجواء؟
تخطيط سليم
مهدي العازمي لم يكشف النقاب عن تطلعاته واكتفى بالقول انه يتمنى الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي وان تكون هناك استراتيجية متميزة ومدروسة، بحيث يستطيع الطالب الخاص ان يستوعب المواد الدراسية بسلاسة.
وانتهى الى ان التخطيط السليم خلال سنوات الدراسة يمكنه ان يبني عليه المستقبل الصحيح.
إدارة الجامعة
فهد السعيدي اجاب عن سؤال لـ«القبس» حول هدفه بعد استكمال دراسته الجامعية وقال انه يتمنى ان يواصل دراسته حتى يحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة.
واكد السعيدي الذي يدرس الهندسة الكهربائية بجامعة الكويت انه يجتهد ويثابر من اجل بلوغه هذا الهدف، لكنه كبقية زملائه تمنى ان لا تكون الواسطة عائقا امامه.
طموحي
فهد العجمي اوجز طموحه بعد التخرج في الجامعة ببيت شعري حيث قال:
طموحي بأن اسمو إلى المجد شامخاً
ولو كان دون المجد فقد حياتي
هاي.. هاي
ها.. ها.. ها.. هاي هاي قهقهات اطلقها «م.غ» الذي يعمل في وزارة المواصلات وحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وقال «يا أخي ما فيه معايير للتوظيف او التعيين، زملائي الآن في وزارة الخارجية وبعضهم مبتعث في قنصليات دولة الكويت في الخارج».
واضاف «م.غ» الذي رفض ذكر اسمه واكتفى بالحروف الاولى حيث يعتقد انه اذا ذكر اسمه سيظن زملاؤه في الدراسة انه حاقد عليهم او انه حاسد لهم على وضعهم الوظيفي المميز.
واردف يقول ان الكويت جزء من العالم الثالث المتخلف القائم على الواسطة والمحسوبية والنفعية.