المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 40 دولاراً تربح 10 ملايين.. بـ «قوة الصبر»



صاحب اللواء
09-22-2015, 02:13 PM
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2015/09/22/593334_12we2w1e2_main_New.jpg


أيمن نبيل غانم

ليس خيالا أن دولارات قليلة يجري استثمارها في عالم الأسهم قادرة على تحقيق ربح بالملايين، وسيد هذه اللعبة هو المستثمر الأعظم في التاريخ المنظور وارن بافيت، الذي مكن مجموعته الاستثمارية بيركشاير هاثاواي من تحقيق مليارات من استثمارات صغيرة في أسواق الأوراق المالية، فهو يعرف تماما اللحظة المناسبة في الدخول على الأسهم، ويملك قدرة فائقة على الصبر على أسهم شركات يضربها التعثر ويهرب منها الجميع، ولذا يؤكد الخبير باتريك موريس أن القوة التي يتمتع بها بافيت وتحقق له المليارات هى قوة الصبر أكثر من أي شيء آخر.

وارن بافيت نفسه يشير إلى قوة الصبر، ويسوق دليلا قاطعا على أنها تصنع المعجزات، مشيرا إلى أولئك الذين اشتروا أسهما في شركة كوكاكولا الأميركية في العام 1919 ولم تكن بالشهرة التي هي عليها الآن، ولم يفرطوا في أسهمهم رغم الظروف الصعبة بعد الحرب العالمية الأولى، ورغم أزمة الكساد العظيم في العام 1929 والتي استمرت لأربع سنوات ودفعت الكثيرين للفرار من البورصات.

يقول بافيت إن الذين اشتروا أسهما في الشركة بـ 40 دولارا واحتفظوا بها أو ورثتهم من بعدهم فإن قيمتها الآن تبلغ 9.8 ملايين دولار، ويؤكد باتريك موريس أن حسبة بافيت صحيحة ولا يعود هذا الارتفاع الكبير في قيمة الأسهم إلى تضخم استمر لعقود، فبحسبة رياضية للتضخم خلال هذه الفترة فإن الأربعين دولارا تصبح اليوم 540 دولارا، أي أن الأسهم حققت ربحا فعليا صافيا بنحو عشرة ملايين دولار.
هذا مثال عالمي، محليا يمكننا أن نرصد الأرباح التي حققها أولئك الذين حازوا أسهم شركة الاتصالات المتنقلة المعروفة الآن باسم زين في بداية تداولها في البورصة وصبروا عليها ولم يفرطوا في أسهمهم رغم كل التقلبات والمغريات في السوق حتى صفقة بيع الأنشطة الأفريقية التي ضخت عليهم توزيعات نقدية تاريخية، بكم اشتروا وبكم باعوا بعد سنوات؟!،، بالطبع تعرفون ذلك.

اقليميا فإن شركة موبينيل للاتصالات في مصر بيع سهمها في العام 1996 بسعر 10 جنيهات وكان المطلوب دفع أقل من ثلاثة جنيهات فعليا عند الشراء، الذين انتهزوا الفرصة رغم كل المخاوف المتعلقة بقطاع جديد وقتها وصبروا حتى الآن (سبتمبر 2015) يمكنهم بيع السهم بسعر يصل إلى 95 جنيها رغم أزمة البورصة، أما نجيب ساويرس الذي يمتك شيئا ليس بالقليل من حرفية وارين بافيت في اختيار توقيت الدخول إلى الاستثمار والصبر عليه والموعد الملائم للتخارج فقد باع 15 مليون سهما في العام 2012 لشركة أورانج الفرنسية مشمولة بحقوق التصويت والإدارة بسعر أكثر من 202 جنيه للسهم، أي 33?6 دولارا بسعر الصرف وقتها، أي بنحو ستة مليارات جنيه، أي مليار دولار بسعر صرف وقتها، ودعنا نقول عشرة جنيهات لا ثلاثة، فالعشرة في أقل من 16 عاما أصبحت 202 جنيها، لم يكذب إذا المثل القائل من يصبر ينول.

لكن ليس بالصبر وحده يربح الإنسان، مرة أخرى يؤكد وارن بافيت على أهمية اختيار التوقيت المناسب في الدخول على سهم ما، ومن ثم عليك بالصبر، محذرا من فشل نظرية اشتري والسوق آخذ في الارتفاع وبع عندما يتجه إلى الانخفاض، ففي رأيه أن الاستجابة السريعة لتقلبات السوق ليست سوى عشوائية، والأفضل بالطبع ألا تخطط استراتيجيتك على شراء أسهم بأسعار منخفضة ترى أن أمامها فرصة للصعود خلال فترة قصيرة، فالجيد أن تخطط لشراء أسهم رائعة بسعر عادل، بافيت يشير هنا إلى أهمية الصبر على سهم جيد وفرص الربح فيه أكثر من أسهم مضطربة صيد ربحها محفوف بالمخاطر.