ريما
09-22-2015, 06:33 AM
كلمة حق
شيخة الجاسم
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/3cf248b0-d9e7-41f4-8aa5-7200372fb419_author.jpg
نشر في : 22/09/2015
الدكتور أحمد الربعي كان يردد علينا في قاعات الدراسة قصة الصبي الذي يأكل تمرا مع أبيه، وعندما وجد دودة في التمرة قال له الأب: أطفئ النور وكُلها! كان يردد علينا هذه القصة لينبهنا إلى حقيقة أننا نرى الخطأ ولكننا نتعامى عنه خوفا من التغيير أو من المواجهة. اليوم قررت أن أقول كلمة حق وأن أبقي النور مضيئا.
لا تكتمل إنسانية الإنسان من دون العقل. والعقل من دون حرية لا فائدة منه. وحرية التفكير تكمل بحرية التعبير. لذلك عندما يأتي الدستور الكويتي ويكفل حريتي الاعتقاد والتعبير فهو لم يكفلهما عبطا، بل لأن الدولة مسؤولة عن تحقيق إنسانية الإنسان التي لا تكمل من دون هاتين الحريتين.
حرية التعبير تعني أن بعض ما يقوله الناس قد يكون مزعجا لنا، ولكن علينا أن نفهم أن هيبة الأنبياء والرسل والملوك ورؤساء الدول والناس أجمعين لا تهتز بسبب كلمة كتبها أو نطقها شخص ما.
علينا أن ندرك أن المذاهب الدينية والفكرية لا تهزها كلمات المنفعلين. كلمات الإنسان هي مجرد كلمات تعبر عن اعتقاد المتحدث. هي لا تضرنا، إذاً ما الذي يضرنا؟
الضرر يأتينا عندما نحبس الشباب بسبب كلمات كتبوها في تويتر أو قالوها في ندوة حماسية. ملايين الكلمات قيلت ولم تضرنا بشيء، فلماذا الآن نحبس مسلم البراك على خطاب؟ أو نحبس حمد النقي على كلمات طائشة؟ أو غيرهما من الشباب الذين تابعنا قضاياهم بالأشهر السابقة، البعض حبس لأنه أعاد تغريدة!
الضرر هو أن حبس الشباب هو أسوأ طريقة لإدارة المجتمع، وذلك أولا لأنه يبين فشل الحكومة بتحقيق مبادئ أساسية من الدستور الكويتي، ثانيا يبين ربما ضعف الحجة المقابلة والخوف أو عدم القدرة على الرد، وهذا أمر سيئ للدولة. فالوضع يتطلب بناء حكومة قوية قادرة على مقارعة الحجة بالحجة، والرقي بالشعب بتقديم طرح عقلاني يطمح الشاب بتقليده. على الحكومة أن تطرح شخصياتها، قادةً وقدوةً للشباب، لا أندادا لهم.
أخيرا أقول إنه مع ازدياد الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي وتغير القيم المجتمعية كقلة احترام الشباب لكبير السن والمنصب كان لزاما على الدولة أن تستوعب هذا التغير القيمي والمجتمعي بشكل عام، وأن تحتوي الشباب بدل أن تحبسهم أو ترهبهم. فبالنهاية الإنسان هو الثروة الحقيقية للبلد.
وكل عام وأنتم بخير.
د. شيخة الجاسم
Dr.shaikha@gmail.com
http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=1091522&isauthor=1
شيخة الجاسم
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/3cf248b0-d9e7-41f4-8aa5-7200372fb419_author.jpg
نشر في : 22/09/2015
الدكتور أحمد الربعي كان يردد علينا في قاعات الدراسة قصة الصبي الذي يأكل تمرا مع أبيه، وعندما وجد دودة في التمرة قال له الأب: أطفئ النور وكُلها! كان يردد علينا هذه القصة لينبهنا إلى حقيقة أننا نرى الخطأ ولكننا نتعامى عنه خوفا من التغيير أو من المواجهة. اليوم قررت أن أقول كلمة حق وأن أبقي النور مضيئا.
لا تكتمل إنسانية الإنسان من دون العقل. والعقل من دون حرية لا فائدة منه. وحرية التفكير تكمل بحرية التعبير. لذلك عندما يأتي الدستور الكويتي ويكفل حريتي الاعتقاد والتعبير فهو لم يكفلهما عبطا، بل لأن الدولة مسؤولة عن تحقيق إنسانية الإنسان التي لا تكمل من دون هاتين الحريتين.
حرية التعبير تعني أن بعض ما يقوله الناس قد يكون مزعجا لنا، ولكن علينا أن نفهم أن هيبة الأنبياء والرسل والملوك ورؤساء الدول والناس أجمعين لا تهتز بسبب كلمة كتبها أو نطقها شخص ما.
علينا أن ندرك أن المذاهب الدينية والفكرية لا تهزها كلمات المنفعلين. كلمات الإنسان هي مجرد كلمات تعبر عن اعتقاد المتحدث. هي لا تضرنا، إذاً ما الذي يضرنا؟
الضرر يأتينا عندما نحبس الشباب بسبب كلمات كتبوها في تويتر أو قالوها في ندوة حماسية. ملايين الكلمات قيلت ولم تضرنا بشيء، فلماذا الآن نحبس مسلم البراك على خطاب؟ أو نحبس حمد النقي على كلمات طائشة؟ أو غيرهما من الشباب الذين تابعنا قضاياهم بالأشهر السابقة، البعض حبس لأنه أعاد تغريدة!
الضرر هو أن حبس الشباب هو أسوأ طريقة لإدارة المجتمع، وذلك أولا لأنه يبين فشل الحكومة بتحقيق مبادئ أساسية من الدستور الكويتي، ثانيا يبين ربما ضعف الحجة المقابلة والخوف أو عدم القدرة على الرد، وهذا أمر سيئ للدولة. فالوضع يتطلب بناء حكومة قوية قادرة على مقارعة الحجة بالحجة، والرقي بالشعب بتقديم طرح عقلاني يطمح الشاب بتقليده. على الحكومة أن تطرح شخصياتها، قادةً وقدوةً للشباب، لا أندادا لهم.
أخيرا أقول إنه مع ازدياد الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي وتغير القيم المجتمعية كقلة احترام الشباب لكبير السن والمنصب كان لزاما على الدولة أن تستوعب هذا التغير القيمي والمجتمعي بشكل عام، وأن تحتوي الشباب بدل أن تحبسهم أو ترهبهم. فبالنهاية الإنسان هو الثروة الحقيقية للبلد.
وكل عام وأنتم بخير.
د. شيخة الجاسم
Dr.shaikha@gmail.com
http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=1091522&isauthor=1