المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة بسيطة إلى تيار السيد مقتدى الصدر



مجاهدون
04-29-2005, 06:26 PM
كتابات - رامي رضوان

من الأمور المرغوبة والتي يطمح لها كل عراقي مخلص هو أن يرى العراق بلداً واحداً موحّداً شريطة أن يكون كل أبناء الوطن و في أي جزء منه تقع عليهم نفس

الواجبات و يتمتعون بنفس الحقوق. و المؤسف أننا في واقع الحال نرى العراق بلداً يعيش حالياً في فوضى و في دوامة من العنف لم يسبق له أن عاشها من قبل، بل أن وحدة العراق أصبحت في محل شك كبير. فمن المسؤول عن هذه الحال في الوقت الراهن والسابق؟ لا يختلجني الشك –كما لا يختلج معظم العراقيين والآخرين المهتمين بشؤون العراق- أن البقايا الصدامية بالتحالف مع التيار السلفي الوهابي هي المسؤولة اساساً عن هذا الوضع المتردي الذي يعيشه الوطن. وأستطيع أن أجزم و يتفق معي جميع المحللين الموضوعيين أن هؤلاء الصداميين و حلفاءهم التكفيريين ما كان لهم أن يتمكنوا من القيام بهذه العمليات الإجرامية التي توجه بمعظمها نحو

المواطن البريء وأمكنة العبادة خصوصاً للمسلمين الشيعة و المواطنين المسيحيين ورجال الشرطة الذين يريدون تطبيق قوانين الحياة المدنية وغيرهم من الأبرياء ،

أقول ما كان لهؤلاء أن يقوموا بهذه العمليات لولا مساندة البعض و تشجيعهم و توفير الملجأ و المأكل و السلاح لهم. فمن هو هذا البعض الذي يسهل لهؤلاء المجرمين القيام بهذه العمليات الخسيسة؟ الجواب المؤسف أن معظم هؤلاء الذين يوفرون للمجرمين هذه الإمكانيات هم من سكان م يسمى ب" المثلث السني". بل أن ما يسمى بهيئة علماء المسلمين السنية أصبحت هي الناطق الرسمي بلسان هؤلاء و قد تضطر في بعض الأحيان على إطلاق اسم :"المقاومة الشريفة" على الذين تساندهم

محاولة بذلك- دون أن تنجح في هذه المحاولة- إبعاد نفسها عن الأعمال الخسيسة التي يقوم بها الكثيرون الذين يطلقون على تنظيماتهم لقب المقاومة. وفي حقيقة

الأمر فإن هذه الهيئة التي تتلبس الآن بلبوس الدين وأمثالها كانت هي السند للحكم الطائفي الذي جثم على صدر العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في

عام 1921 تحت إشراف الإنجليز و حتى سقوط الصنم في نيسان 2003. و مما إشتهر عن الملك فيصل الأول أنه قال من باب الإنتقاد لحكومة العهد الملكي:" إن حكومتنا هي حكومة عربية سنية موصلية"! وهذه التشكيلة الطائفية الأنانية الجشعة هي المسؤولة أساساً عن تخلخل الوحدة الوطنية العراقية وهي المسؤولة عن "كفر" معظم الأكراد وحتى الكثيرين من الشيعة بما يسمونه هم "الوحدة الوطنية" ليجعلوا منها كلمة حق أُريد بها باطل و ليستمروا في هيمنتهم على البلاد و حرمان الطوائف و

القوميات الأخرى من حقوقها.

و باختصار شديد أريد ان أوجه الأسئلة التالية إلى المسؤولين في تيار السيد مقتدى الصدر الذين يدعون إلى شيء جميل اسمه الوحدة الوطنية و الوقوف صفاً واحداً ضد المحتل:

1- من هي هذه "المقاومة الشريفة" التي تتكلم عنها الهيئة ؟ نحن نعرف أن من يقوم بأعمال العنف هم الصداميون الذي لا يعلنون عن تنظيمهم مباشرة و لكن المتداول

عنهم أنهم ينتمون إلى ما يسمى ب" جيش محمد" وغيره، و كذلك التنظيمات السلفية التي تعلن عن نفسها ب" القاعدة في العراق" و " جيش أنصار السنة" و "كتائب خالد

بن الوليد" إلخ. فتحتَ أي اسم تعلن "المقاومة الشريفة" عن نفسها؟ وإذا لم تعلن عن نفسها فما هو برنامجها؟ وماذا أصدرت من أدبيات لتضم كافة العراقيين الشرفاء

إلى هذه "المقاومة الشريفة" حتى تكون مقاومة وطنية بحق؟ إن جيش المهدي- والحق يُقال- هو التنظيم الوحيد الذي أعلن عن نفسه و قيادته وأهدافه جهاراً. و كذلك

فإن تنظيم القاعدة قد أعلن هو بصراحة عن أهدافه التكفيرية التي تريد أن تطهر العراق من الشيعة الكفرة و "حلفائهم" الأمريكان! أما المقاومة الشريفة فلم نسمع لحد الآن عن أهدافها، فلم الخجل من ذلك؟



2- أريد أن أعرف شيئاً عن تأريخ أعضاء "هيئة العلماء المسلمين".إنها تدعي الآن أنها تؤيد تيار الصدر رغم كونه من الشيعة! نحن نعرف أنها لم تكن موجودة في عهد صدام وما قبله وأنها تكونت بعد عدة شهور من سقوط النظام الصدامي، فما هو تأريخ أعضائها في الحفاظ على الوحدة الوطنية و إسناد الحركات الإسلامية؟ هل قام أعضاؤها بالإحتجاج- ولو همساً أو سراً- على النظام الصدامي عندما أعدم الشهيد العظيم محمد باقر الصدر؟ هل قام أعضاؤها بالإحتجاج بأي طريقة عندما اغتال

النظام السيد محمد صادق الصدر؟ و لا نريد أن نسأل عن مواقف أعضاء هذه الهيئة عن قمع النظام بصورة وحشية لكل التنظيمات الإسلامية خصوصاً الشيعية منها. فإذا كان الجواب بالنفي -وهو بالتأكيد كذلك- فكيف يمكن أن نصدق أنها الآن تؤيد بإخلاص حركة كحركة جيش المهدي التي تطمح إلى إخراج المحتل من العراق؟



3- ألم يسمع أنصار السيد مقتدى الصدر بأن هذه الهيئة تعقد اجتماعات سرية و علنية مع سلطات الإحتلال الأمريكي و تعلن في كل مرة أنها لا تريد سوى جدولة

الإنسحاب الأمريكي؟ و الهدف معروف. فهذه الهيئة تعرف أن السلاح الأقوى لا يزال في يد التنظيمات الصدامية و حلفائها السلفيين و هي مطمئنة إلى أنه في غياب

القوات الأمريكية فإن بقايا نظام صدام تستطيع القضاء على كافة التنظيمات الأخرى و بضمنها جيش المهدي. و لا مانع لديهم أبداً من تكرار مرحلة المقابر الجماعية.

و للعلم فإن الأمريكان يجتمعون سراً مع أعضاء المقاومة الصدامية الذين لا يبدون ممانعتهم من إعطاء الأمريكان كل ما يطلبون وحتى القبول بوجود قواعد أمريكية

دائمية في العراق شريطة السماح لهذه العناصر باستلام مقاليد السلطة من جديد!!

4- ما هو موقف أعضاء الهيئة من الحقائق التاريخية التالية التي تعتبر مثالاً صارخاً عن مظاهر حكم طائفي لا يعبأ ابداً بالوحدة الوطنية أو الإسلامية:

- ما هي نسبة ضباط الجيش من الطائفة السنية؟

- ما هي نسبة المدراء العامين في جهاز الدولة من الطائفة السنية؟

- ما هي نسبة المدراء العامين و كبار المنتسبين في الأجهزة الأمنية من الطائفة السنية؟

- ما هي نسبة المحافظين من من الطائفة السنية؟

- ما هي نسبة السفراء من الطائفة السنية؟

- ما هي نسبة المقاولين الكبار الذين ينفذون مشاريع الدولة من الطائفة السنية؟

- بل ما هي نسبة طلاب البعثات الذين ترسلهم الدولة للدراسات العليا من الطائفة

السنية؟

- والسؤال الأخير وليس الآخر الذي يوجه إلى من يحسن الظن بهذه الهيئة وأدعياء الوحدة الوطنية من الطائفة السنية و الذين لا يزال رئيس هيئته يطلق على السفاح

لقب "الرئيس صدام حسين"! : هل تستطيعون أن تقارنوا بين الحالة العمرانية بين أغنى مناطق العراق بالثروة النفطية في المناطق الشيعية وبين غيرهما من المناطق السنية التي ليس فيها ما في المناطق الجنوبية من الثروة الهائلة"

-هل نستطيع مقارنة الموصل بالبصرة؟

-هل نستطيع مقارنة تكريت بالناصرية؟

- هل نستطيع مقارنة الرمادي بالعمارة أو الكوت أو الديوانية؟

- بل هل يمكن مقارن الفلوجة ( قبل خرابها) وهي قضاء بأي من عواصم المحافظات

الجنوبية؟

- وأخيراً فكم عدد القتلى الذين أعدمهم صدام في المحافظات "البيضاء" التي ينتمي لها أعضاء "هيئة العلماء المسلمين" مقارنة مع المدفونين في المناطق الشيعية أو الكردية؟

فماذا فعلتم لإصلاح هذا الحال و رفع الظلم عمن تدعون الآن الدفاع عنهم و عن الوطن؟ الواقع أنكم لا تستطيعون الفرار من واقعكم الطائفي بل وحتى عن إنتمائكم الصدامي، فمن تخادعون؟



فإذا كان التاريخ لا يحدثنا عن موقف واحد مشرف وقفه أعضاء هذه الهيئة ضد الظلم الذي تعرض له باقي العراقيين و الشيعة و ألأكراد خصوصاً بل أن معظمهم كان من ركائز السلطة الصدامية الظالمة و اشترك في الحملة الطائفية المقيتة التي أطلقوا عليها اسم" الحملة الإيمانية" التي كانت إيذاناً بتشجيع دخول الحركة الوهابية

للعراق نكاية بالشيعة و تفتيتاً للوحدة الوطنية، فكيف يمكن أن نصدق الآن أن التحالف مع هكذا مجموعة هو في صالح جميع العراقيين و ضد المحتل ؟



أرجو من كل من يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة خصوصاً من التيار الصدري أن يتلطف بالجواب وله الشكر مقدماً