المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سم النحل يداوي الصدفية وفيروس الكبد والتصلب العصبي



fadel
04-29-2005, 12:55 PM
"سم النحل" كلمة سر اكتشفها الفراعنة منذ آلاف السنين لعلاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل, وذلك عن طريق لسع النحل المباشر لمناطق الألم.. وبعد هذه السنوات الطويلة وفي العقد الأول من الألفية الثالثة أكدت الدراسات العلمية العالمية صحة ما سبقهم إليه الفراعنة, ووجدوا أنه ليس فقط "عسل النحل" الذي فيه شفاء للناس وإنما "سم النحل" أيضًا لما اكتشفوه من مفعوله السحري في تسكين الآلام وعلاج قائمة طويلة من الأمراض المزمنة.
وللمرة الاولى في الشرق الأوسط والمنطقة العربية نجح فريق علمي مصري في الشركة المصرية للمصل واللقاح في إنتاج أول علاج مستخلص من سم النحل ثبتت فاعليته مع مرضى الروماتويد.. وذلك بعد ست سنوات من البحث العلمي والدراسة المتعمقة والتي يرجع الفضل فيها إلى علماء هيئة المصل واللقاح المصرية, وما تمتلكه من أدوات وأجهزة على أحدث مستوى وما تنفرد به من تكنولوجيا عالمية ساعدت على تحقيق هذا الإنجاز العلمي والعالمي المذهل والذي كلل بحصوله على براءة الاختراع من أكاديمية البحث العلمي, وسيتم تسجيله قريبًا في الولايات المتحدة الأميركية..
ونظرًا لأهمية هذا الإنجاز المثير ومع قرب طرحه في الأسواق المصرية والعربية والعالمية أيضًا.. توجهنا إلى وحدة العلاج بسم النحل داخل الشركة المصرية للمصل واللقاح التي تتبع وزارة الصحة للوقوف على حقيقة الأمر.

اختبارات
في البداية يوضح الدكتور جورج عبد الملاك أحد أعضاء الفريق البحثي في هذا الإنجاز العلمي الكبير أن مصر تعتبر ثاني دولة في العالم بعد كوريا في هذا المجال.. ويقول: إن سم النحل هو في الأساس عبارة عن 18 نوعًا من جزئيات البروتينات مختلفة التأثير والفاعلية, وأنه تم إجراء الدراسات على هذه البروتينات بكل صورها الفردية والجماعية لاكتشاف أثارها المختلفة في جميع الحالات.. وعلى مدار ست سنوات تم تجربة سم النحل المستخلص بطريقة خاصة على عينات من الأشخاص على ثلاث مراحل عد أن ثبتت فعاليته على الحيوانات..
وقد شملت المرحلة الأولى 25 شخصًا سليمًا من أجل اختبار سلامة "السم" على أجهزة الجسم المختلفة.. تلاها اختبار فاعليته على عينة من 40 مريضًا في المرحلة الثانية.. ثم قمنا بتوسيع نطاق الدراسة في المرحلة الثالثة لمئات من المرضى ممن توافرت فيهم الشروط المطلوبة لإجراء البحث العلمي.. وكانت النتائج مذهلة, حيث كشفت أن سم النحل أفاد في علاج مرضى الروماتويد بنسبة تجاوزت 80 في المئة بما يعني فتح نافذة أمل جديدة في علاج هذا المرض المزمن.. بالإضافة للتأكد من عدم وجود أية آثار جانبية سلبية على أجهزة الجسم المختلفة من جراء "سم النحل", وهي ميزة إضافية للعلاج الجديد يتفوق بها على جميع أنواع العلاجات الكيماوية التقليدية.

صدمات كهربية
وتوضح الدكتورة سلوى صديق رئيسة مجلس إدارة المصل واللقاح والمسؤولة الأولى عن مشروع سم النحل أن هذا السم مثله مثل سم العقرب والثعبان والسموم البحرية التي يتم تحضير الأمصال منها, ومن هنا كان التفكير في دراسة فوائد سم النحل أسوة بتلك السموم, خاصة بعد أن ذاع الحديث عن قيام بعض المعالجين الشعبيين باستخدام سم النحل في العلاج, ولكن بأسلوب تقليدي باستخدام لسع النحل, وهو ما يطلق عليه »الطب الشعبي«.
وتضيف الدكتورة سلوى أن عيب هذه الطرق التقليدية يتمثل في أن النحلة عندما تلسع الجسم وتطير فإنها تترك عضو اللسع مخترقًا الجلد مما يحدث احمرارًا وحساسية شديدة قد تؤذى الجسم.. كما أن عضو اللسع هذا قد يكون ملوثًا ببعض الميكروبات التي تسبب ضررًا بالجسم.. ومن ثم كان لا بد من التفكير في طريقة بديلة للسع المباشر.. وبجانب ذلك فإن طبيعة العلاج باللسع أنه علاج تدريجي متصاعد مع الوقت وهو ما يصعب تنفيذه باللسع المباشر.
لكل هذه الأسباب تم استخلاص السم من النحل ثم استخدامه في العلاج..
وتوضح الدكتورة سلوى أن الدخان أو الصدمات الكهربية هي الوسيلة لاستثارة النحل ليفرز هذه السموم على ألواح زجاجية يتم وضعها خصيصًا لتتساقط عليها قطرات السموم الصغيرة, ثم يتم تجميعها وتجفيفها.

5 ميكرو من كل نحلة
وعن كيفية توفير هذه السموم تقول الدكتورة سلوى هذا يحتاج لآلاف وربما ملايين النحلات للحصول على جرامات قليلة من هذه السموم, حيث إن النحلة الواحدة تعطي ما يقرب من 5 ميكرو سم وهي كمية لا ترى بالعين المجردة.. ولذلك فإن الإنتاج المحلي من النحل لا يكفي للحصول على كمية السموم المطلوبة للتجارب والاختبارات, ولذلك فإننا نلجأ إلى شركات عالمية كبرى متخصصة فقط في إنتاج سم النحل ونقوم باستيراده منها بالعملة الصعبة.

رفع مناعة الجسم
وقد حققت هذه التجارب نتائج مذهلة في تأثير هذا السم على الجسم وفي رفع كفاءة الجهاز المناعي للمريض في حالات الروماتويد, بالإضافة للصدفية والتصلب العصبي المتناثر والفيروس الكبدي "سي" والتهاب المفاصل الكلي والجزئي, وعلاج الأمراض البكتيرية وخاصة السلالات المقاومة للبنسلين.. كما تجري حاليًا تجارب على المستحضر لعلاج مرض نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز, لأنه ثبت أن سم النحل يمنع انتشار الفيروس من خلية إلى أخرى.
وتضيف الدكتورة سلوى أن الفترة المقبلة ستشهد تطوير العلاج بسم النحل ليفيد في علاج عدد آخر من الأمراض, حيث يضاف إلى السم منتجات أخرى للنحل مثل "صمغ النحل" والذي ينتج في شكل كبسولات.. وهذه المنتجات لها تأثير إيجابي جدًا في رفع كفاءة الكبد ومقاومة فيروس "سي", ومن ثم فإن هذه الخطوة ربما تكون بداية للوصول لعلاج أفضل لأمراض الكبد من الانترفيرون الذي له مشكلات عدة.
وتوضح الدكتورة سلوىأن الدواء الجديد المصنوع من سم النحل يطرح في شكل حقن تشبه حقن الأنسولين يستطيع المريض أن يتعاطاها بنفسه في أماكن الحقن الطبيعية بالجسم.. وذلك في إطار برنامج علاجي تحدده نشرة طبية مرفقة بالدواء تراعي فيها حالة كل مريض, ويحدد فيها مدة وجرعات وتركيز الدواء.