المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد بن زايد يستغل خلاف المحمدين



الراي السديد
08-21-2015, 08:33 PM
2015 Aug / اب 18


http://media.farsnews.com/Uploaded/Files/Images/1394/03/27/13940327000628_PhotoI.jpg


وجه محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، بمعاملة «شهداء» الإمارات في العدوان على اليمن، معاملة «شهداء» السعودية ماديا ومعنويًا، الأمر الذي أثار غضب السلطات الاماراتية.

ووجه محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي، بمعاملة ما أسماه بـ «الشهداء» من القوة الإماراتية المشاركة

في عمليات التحالف في العدوان على اليمن، الذين يسقطون في الحرب، معاملة «الشهداء» السعوديين ماديا ومعنويًا أي بصرف مليون ريال سعودي لأسرة كل واحد منهم ومنحه راتبا يعادل أقصى راتب للدرجة التي يترقى عليها مع تعيين فوري لأحد أبنائه بوظيفة والده،؛ الأمر الذي أثار غضب السلطات الاماراتية حسب مقربين من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .

المقربون من ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي يقولون أنه أمر بكتمان الإنزعاج لوقته وبعث رسالة شكر لمحمد بن سلمان، رغم أن القرار يمس كرامة وإستقلال وسيادة دولة الامارات ويربك وحدة صفها ويثير الشكوك في كونها تابعة للقرار السعودي منجرة اليه كهرولة الكلاب من وراء صاحبها تلهث لحصولها على عظمة تسد بها رمقها، فيما يرى البعض الآخر أنه يصب في إطار مساعي بن زايد لتوطيد العلاقة مع بن سلمان بغية ضرب ولي العهد السعودي محمد بن نايف وأزاحته من منصبة وهو ما يخطط له وزير الدفاع السعودي وسط أنباء على نية الملك سلمان بالتخلي عن منصبه لنجله على شاكلة ما فعل أمير دولة قطر.

ففي صباح يوم الثلاثاء 25 يونيو 2013 وجه أمير دولة قطر «الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني» كلمة الى الشعب القطري اعلن فيها قراره بتسليم السلطة لولي عهده الشيخ تميم، بعدما ابلغ أفراد الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد في قطر يوم، الاثنين 24 يونيو 2013، بقراره بنقل مقاليد السلطة لنجله – حسب قناة الجزيرة القطرية المملوكة للعائلة الحاكمة، وهو ما ينتظر أن يقوم به «الملك سلمان بن عبد العزيز» قريباً خاصة وإن الأنباء عن تعاظم مرضه العضال الزهايمر

وبلوغه الجنون رسمياً ولم يعد يفرق بين هذا وذاك الأمر الذي دفع بنجله محمد الى إبعاده الى المغرب لفترة غير معلومة بغية توطيد الأوضاع لإعلان الملك نقل السلطة لنجله في أوساط الأسرة السعودية الحاكمة و"هيئة البيعة" التي نكثت وعدها للملك عبد الله بعدم تغيير الأمير مقرن من منصبه ثم وقبل دفنه بايعت بن نايف ليحل محله ومنحت الأمير محمد بن سلمان 82% من الأصوات ليكون ولياً لولي العهد، حيث حصل على 28 صوتاً من أصل 34 صوتاً من أعضاء هيئة البيعة التي صمتت بعنوان موافق بإقتلاع مقرن من جميع المناصب الحكومية رامية إياه في مزبلة التاريخ .

يرى المحللون ان "بن زايد" ملتفت لمعادلة الخلاف وعمقه بين اركان السلطة السعودية وتطيش نجل الملك السعودي، استغلالاً لمصلحته الشخصية في العداء القائم بينه وبين محمد بن نايف على خلفية ما سربه موقع "ويكليكس" من وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية مؤرخة بتاريخ العاشر من يناير 2003 قبل الإطاحة بحكم "صدام" في العراق ورد فيها حوار ساخن بين ولي عهد أبو ظبي الحالي محمد بن زايد (حينها كان وزيرا للدفاع) وبين مدير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في حينه "ريتشارد هاس" وذلك خلال مأدبة غداء استمرت ساعتين في الثامن من الشهر ذاته حيث

وجه انتقادات حادة لعدد من الأمراء في الأسرة الحاكمة بالسعودية خاصة للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي في حينها وقال نصا "إن أخلاقياته أثبتت أن نظرية داروين صحيحة" واصفاً نايف بالقرد، ومضيفاً "أن هناك دراسة تشير إلى أن 90% من الشعب السعودي ينتظر الأمريكيين بعد انتهائهم من العراق ليغيروا لهم “آل سعود".

المقربون من بن زايد يتحدثون عن إنه صاحب خطة بعيدة المدى ويعلم أن بن سلمان سيزيح بن نايف، ولذلك قرر الاستثمار مع بن سلمان بدلا من بن نايف رغم وقوفه على طيشه وتهوره وعدم خبرته، وبدأ بتوثيق اتصالاته مع بن سلمان عملاً بنصيحة الإعلاميين السعوديين المقربين منه ومقربين جدا من "سلمان" من العاملين في "قناة العربية" بينهم عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام بالسعودية وعبد الرحمن الراشد مدير العربية سابقا وتركي الدخيل مقدم أحد البرامج في تلك القناة؛ مستغلاً جيداً الخلاف بين المحمدين بشأن التدخل البري باليمن، فأقترب من ولي ولي العهد وزج بلاده وأبناء جلدته وقواتها المسلحة في المحرقة .

التقارير الرسمية الواردة من بلاد سبأ تشير الى تكبد القوات الاماراتية خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد خلال الأيام الأخيرة الماضية حيث أحدثت صواريخ "الكورنيت" الروسية والتي إستخدمها حزب الله في القنيطرة ضد القوات الاسرائيلية، أحدثت مجزرة حقيقية بدبابات "لوكلير" الفرنسية الصنع التي تستخدمها القوات الإماراتية الغازية في كل من منطقة كرش والمسيمير في محافظة لحج وفي معسكر النصر في خور مكسر وبمدخل حي الخور في عدن، وعلى طريق العلم بين عدن وأبين وداخل أبين نفسها، حيث بلغت خسائر القوات الاماراتية عن تدمير 32 مدرعة، و14 دبابة، و23 آلية عسكرية "طقم عسكري"،ومقتل 38 جنديا و8 ضباط واصابة العشرات.

العداء القائم بين السعودية وايران على خلفية تمدد نفوذ الأخيرة في المنطقة أمام فشل سياسة آل سعود الإقليمية والدولية ومعارضتها الشديدة للتقارب الأمريكي الغربي من ايران وسط مسارعة البلدان الغربية نحو طهران بعد التوقيع على الاتفاق النووي بينها وبين القوى السداسية الكبرى في العالم، جعل من الإمارات التي هي ضمن الحظيرة الخليجية أن تكون أول المسارعين في تهنئة القيادة الايرانية بالاتفاق النووي مهرولة حتى قبل سلطة عمان الراعية للاتفاق والمؤثرة في التوصل اليه، بثلاث برقيات الأولى بعث بها كل من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، للرئيس الإيراني حسن روحاني "هنأه فيها بالاتفاق النووي التاريخي"، معرباً عن أمله في أن "يسهم الاتفاق في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها".

أما البرقية الثانية والثالثة وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فكانتا من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بعثا برقيتين مماثلتين إلى روحاني. في وقت قال فيه مصدر سعودي رفيع لشبكة CNN إن إدارة الرئيس باراك أوباما "ارتكبت خطأ تاريخيا".. و" أن الاتفاق "سيقابله كثير من العداء بسبب الطريقة التي تم بها، وسيكون هناك رد قوي من السعودية ..".

الخلافات الاماراتية السعودية كثيرة منها الملف السوري وفي ليبيا ومصر فقد ظهرت بوادر تقارب إماراتية - سورية وأنباء عن وجود وفود خليجية في دمشق لبحث إعادة فتح السفارات وعودة العلاقات السياسية مع حكومة الرئيس الأسد والسعودية لا تزال تصر على رحيله - وفق ما أظهره وزير الخارجية الجبير في موسكو مؤخراً، وسط فشل المخطط السعودي التركي الأمريكي الغربي بإسقاطه؛ الى جانب تسريب وثيقة تكشف عن دعم الشيخ محمد بن زايد لحلف بندر بن سلطان وخالد التويجري في مواجهة ولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية.

الكاتب والمحلل السياسي السعودي جمال حسن