المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معهد الأبحاث: مياه المجاري سبب نفوق الميد والمخزون السمكي مستمر في الانخفاض



غفوري
08-17-2015, 11:14 PM
إطلاق 120 ألف سمكة شعم وسبيطي في مياهنا الإقليمية


الثلاثاء, 18 أغسطس 2015


كتبت ماجدة سليمان:

تحت رعاية سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الاحمد بدأ معهدالكويت للأبحاث العلمية صباح أمس حملة هامة ذات تأثير مباشر في زيادة المخزون السمكي والاسهام في تحقيق الامن الغذائي بالكويت وهو ما يعكس حرص ادارة المعهد على تحويل نتائج الابحاث العلمية الى تطبيقات عملية تخدم التنمية.
وبهذه المناسبة قال مدير عام المعهد ناجي المطيري إن مشروع التحول الاستراتيجي الذي بدأه المعهد عام 2015 اولى اهتماما بتنظيم برامج بحثية،منها برنامج استزراع الأحياء المائية الذي ينفذ في مركز البيئة والعلوم الحياتية بالمعهد، وقد ركز هذا البرنامج على تحقيق نتائج بحثية فعالة في مجال الاستزراع السمكي تشكل اضافة حيوية لجهود المعهد في هذا المجال والتي تواصلت عبر عدة عقود، مع مواجهة اشكالية القصور في توفير الاسماك الطازجة التي تعتبر مورداً غذائياً هاماً لمجتمع له موروث وارتباط بالبيئة البحرية.

واضاف أنه بحسب تقرير مكتب الإحصاء الصادر عن وزارة التخطيط فإن كميات الأسماك الطازجة التي تم رصدها عام 2013 وتشمل الأسماك الطازجة المحلية والمستوردة بلغت حوالي 14.290 طناً. وهذه الكميات التي تم تداولها في الأسواق المحلية لا تفي بحاجة السوق الكويتية سنويا وهو ما أدى إلى ارتفاع اسعارها. لافتا الى ان الأسماك الطازجة المستوردة منها نسبتها 64.4 % (9349 طناً) ويأتي الصيد المحلي بنسبة 30.1 % 4305 أطنان موضحاً أن الاستيراد ليس خيارا مستداماً لأن مستويات المخزون السمكي وكميات الصيد في الدول المجاورة في انخفاض أيضا.

وعلى الرغم من تطبيق سياسات فنية لإدارة المخزون السمكي من تحديد مواسم الصيد، وتحديد حجم السمك المسموح صيده، وتحديد قياسات فتحة شباك الصيد، ومنع بعض أنواع طرق الصيد، ومنع أنواع من الشباك وتحديد جون الكويت لمنطقة حضانة لا يسمح الصيد فيها وكذلك منطقة 3 اميال من الساحل، إلا أن كميات الأسماك مستمرة في الانخفاض خاصة الأنواع المحببة للكويتيين مثل الزبيدي،السبيطي، الهامور، الشعم، النقرور والشيم. وعلى سبيل المثال فان كمية الزبيدى المصاد من المياه الكويتية في عام 1995 بلغت حوالي 1100 طن في حين انخفض في عام 2013 إلى 247 طناً حسب التقرير المشار إليه، وهذا الانخفاض يشمل الانواع الاخرى من الاسماك ذات الاهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية.

وبين الدكتور ناجي المطيري أن دور معهد الكويت للأبحاث العلمية في المحافظة على الثروة السمكية للكويت يشمل اتجاهين، الأول: جمع البيانات الخاصة بكل ما يتعلق بمعدات وطرق الصيد، والجهد المبذول، وكميات الصيد، وأعمار وأحجام الأسماك والروبيان، وتحديد مواسم البيض، وتحديد مناطق الحضانة وغيرها من تفاصيل تساعد على تحليل الوضع الراهن للمخزون السمكي واستخلاص النتائج منها.

وتشكل قاعدة البيانات هذه والنتائج ركيزة للمعهد لتقديم النصح والمشورة إلى الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لإصدار القوانين والقرارات المنظمة لنشاط الصيد في المياه الكويتية للحفاظ على الثروة السمكية، أما الاتجاه الثاني فيتمثل في تربية الأسماك، حيث عمل المعهد خلال 40 عام على تطوير تقنيات لإنتاج صغار الأسماك المحلية البحرية والروبيان بكميات كبيرة، وكذلك أنظمة وتقنيات الإنتاج التجاري للحجم التسويقي.

وفي الختام قال الدكتور ناجي المطيري إن حملة «إثراء المخزون السمكي» لإطلاق 120 الف سمكة من نوع الشعم والسبيطي في المياه الإقليمية لدولة الكويت يحمل بعدا تنمويا يتمثل في زيادة المخزون السمكي، مع بعد توعوي ليتمثل في اثارة الاهتمام بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة البحرية بكافة مكوناتها، معتبراً أن رعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابرالصباح حفظه الله لهذه الحملة تعكس اهتمام القيادة السياسية في الكويت وعلى رأسها سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد بحماية الثروة السمكية وتنميتها وكذلك الحفاظ على الموارد الطبيعية، كما يعكس دعم القيادة السياسية للمعهد وجهوده البحثية وتمكينه من وضع نتائج أبحاثه في خدمة التنمية الشاملة والمستدامة.

من جانبه قال مدير ادارة العمليات في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية فيصل الحليل إن إنشاء مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية تم تطبيقا لرؤية المعهد في إنشاء مراكز متخصصة تخدم الأهداف الاستراتيجية للدولة، وعليه فقد جاءت أهداف المركز لتتلاءم مع التحديات التي تواجهها الكويت، ويأتي تأمين الأمن الغذائي كأهم هذه التحديات التي تواجهها الدولة نظرا لطبيعة البيئة الصحراوية وشح موارد الغذاء والموارد المائية.

وأضاف الحليل أن المركز يضم 8 برامج بحثية تعنى بمتابعة التحديات والمشاكل ووضع الحلول المناسبة لها، منها 4 برامج بحثية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية وكائناتها، وهي: برنامج استزراع الأحياء البحرية، وإدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي، وبرنامج إدارة السواحل، وتلوث البيئة وتغير المناخ.

وأشار إلى أن المركزقد نجح بإنتاج أكثر من 120 ألف سمكة من نوعي الشعم والسبيطي وهي نتاج جهود استمرت لعدة سنوات للوصول لمرحلة الإنتاج الحالية، وسيتم البدء بحملة لإطلاق هذه الاسماك في أماكن مختارة على طول الساحل الكويتي، موضحاً أن شعار الحملة يعبر عن الهدف من استزراع الاسماك والتي يسهم إطلاقها في زيادة المخزون السمكي لهذه النوعية من الأسماك، لافتا إلى أهمية تضافر الجهود من مؤسسات الدولة والمواطنين والمقيمين لتحقيق الهدف من الحملة، وأهمية التوعية الإعلامية من الجهات المختصة وتطبيق القوانين الواردة بشأن المحافظة على ثروات الكويت الطبيعية ومنها الثروة السمكية مما سيساعد على تحسين المخزون السمكي بالكويت، فالصيد الجائر وعدم الإلتزام بقوانين حظر الصيد والتدمير غير المسؤول من البعض للبيئة البحرية جميعها ستضعف من التأثير الإيجابي لمثل هذه الإطلاقات.

وبين أن عملية اطلاق الاسماك ستستمر يوميا حتى يتم الانتهاء من إطلاق جميع الأسماك المستزرعة، وسيتم الاطلاق في العديد من المنشآت الساحلية في الكويت، فجنوبا سيكون هناك إطلاق للأسماك في عدة مناطق منها مدينة صباح الأحمد البحرية، ومنتزه الخيران السياحي، وشمالا في منطقة الصبية، بالاضافة للمنشآت الواقعة على طول الواجهة البحرية للكويت، وسيتم ايضا تنسيق عملية الاطلاق مع جهات الدولة المعنية بالثروة السمكية كالهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة.
ودعا جميع الجهات الحكومية والخاصة للمشاركة في حملات الإطلاق سواء بدعوة منتسبيها للمشاركة في حملة إطلاق الأسماك أو القيام بالإطلاق في منشآتها الساحلية، كما دعا الفرق التطوعية وفرق الغوص للمشاركة في إطلاق الأسماك في المحميات الطبيعية في البحر أو حول الجزر الكويتية، والدعوة ايضا موجهة لجميع المهتمين في المجال البيئي للمشاركة في عمليات الإطلاق، مؤكدا على أن المعهد على أتم الاستعداد لتزويد المشاركين بكميات من الأسماك لإطلاقها في البيئة البحرية الكويتية، وعلى من يرغب بالمشاركة التواصل مع إدارة العمليات.

من جهته قال مدير برنامج استزراع الأحياء المائية في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية خالد العبدالاله إن وجود مفرخ في دولة الكويت لإنتاج صغار الاسماك البحرية بكميات كبيرة 5 الى 10 ملايين سنويا يعتبر أمرا ذا اهمية كبيرة كونه يساهم بجدارة في دعم الثروة السمكية والحفاظ عليها. حيث سينقسم إنتاج المفرخ من صغار الأسماك البحرية مثل السبيطي، الهامور والشعم إلى قسمين، القسم الأول يستخدم في إثراء مخزون الثروة السمكية عن طريق إطلاق هذه الاسماك في المياه الإقليمية الكويتية، أما القسم الثاني فسوف يربى في مزارع كبيرة لإنتاج الأسماك البحرية بحجم تجاري وبالتالي ضمان توفير اسماك طازجة للأسواق الكويتية.

واضاف أن إطلاق الاسماك المنتجة من المفرخ في المياه الكويتية الإقليمية يعتمد على ملء الشواغر في البيئة البحرية التي تم إفراغها من محتواها من الأسماك عن طريق الصيد الجائر وزيادة تطوير اسلوب اطلاق الاسماك لزيادة فرصة وصول بعض من هذه الاسماك الصغيرة الى الحجم التجاري، والبعض الاخر منها الى حجم النضوج لإنتاج البيض الملقح. وتكرار عملية الاطلاق ستزيد هذه الفرصة.
وحول الاسماك التي سيتم اطلاقها في حملة معهد الابحاث قال ان وزن صغار الأسماك البحرية التي يتم إطلاقها مع التغذية الجيدة تشكل كلها عوامل نجاح هذه العملية وتحقيق اهدافها وترفع من فرص بقائها ونموها لتصل الى حجم وضع البيض. مبينا انه كلما كان وزن صغار الأسماك البحرية المعدة للإطلاق اكبر من 7 غرامات فانها تتميز بسرعة الحركة التي تجنبها الافتراس وكذلك وجود مخزون غذائي دهني يساعد على البقاء والبحث عن الطعام والبيئة الصديقة.


http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_content&view=article&id=136597:2015-08-17-17-03-53&catid=31:03&Itemid=419