الباب العالي
08-09-2015, 09:56 PM
الأحد 9 أغسطس 2015
http://i.alalam.ir/news/Image/650x375/2015/08/09/alalam_635747505434749242_25f_4x3.jpg
آل سعود
بين الحين والآخر، تطل علينا الصحافة الغربية والأميركية بتقارير وتحليلات لأشهر كتابها ومعلقيها مثل سيمون هيرش وريدل وفريدمان وغيرهم، حول الوضع السعودي والأزمات التي يعانيها، والأخطار المحدقة بآل سعود وباتت تهدد نظامهم، نشير إلى نموذج منها على سبيل المثال ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن أزمة كبيرة داخل العائلة السعودية في عددها في 19 تموز 2015. ومما جاء في تقرير الصحيفة "ففي خطوة غير مسبوقة تقدم الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز بشكوى جنائية في سويسرا ضد ابن عمه الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وكذلك الوزير الحالي للشؤون
الاسلامية صالح الشيخ، حيث يدعي بن تركي أنه أصيب بجروح خطيرة نتيجة عملية اختطافه التي جرت في يونيو في عام 2003 م.. ووفقا لمحامي الأمير سلطان فقد أمر المدعي العام السويسري بإجراء تحقيق جنائي في هذه القضية حيث تم تقديم شكوى نيابة عن الأمير في جنيف.. حاولت صحيفة الغارديان من جانبها الاتصال بالامير عبد العزيز والوزير الشيخ بشكل متكرر، كما ارسلت طلبات للتعليق على الخبر لسفارتي المملكة في لندن وجنيف، والى جناح الأمير عبد العزيز في فندق جورج الخامس في باريس، وكان الرد الوحيد الذي حصلت عليه الصحيفة البريطانية من المستشار الإعلامي لسفارة
المملكة في لندن هو أن طلبه تم توجيهه إلى الأشخاص المعنيين مؤكدا أن هذه ليست مهمة سفارة المملكة ولا وزارة الخارجية، لكنها قضية شخصية بين الأمراء" إلى آخر تفاصيل هذا التقرير الذي يتحدث عن عملية إختطاف الأمير سلطان بتدبير من الأميرعبد العزيز بن فهد وصالح الشيخ في ذلك الوقت، لإسكات صوته لأنه تمرد على العائلة المالكة، وتقول الصحيفة "أن ثمة أزمة كبيرة داخل العائلة المالكة السعودية على وشك أن تنتقل إلى العلن بعد إتهام سلطان عبد العزيز بتنسيق عملية إختطافه وتخديره وترحيله القسري من سويسرا إلى السعودية.
"اسرائيل" تخاف سقوط أنظمة أصدقائها العرب
وفي هذا السياق أيضا كتب عوفريسرائيلي مستشار الأمن القومي في مركز "هرتزليا" متعدد الإتجاهات وجامعة حيفا، مقالا في صحيفة (إسرائيل اليوم) يوم 17 تموز 2015 تعليقا على الهجوم الكبير الذي تبناه تنظيم "ولاية سيناء" الداعشي، ورأى أن هذا الهجوم يمثل نقطة تحول بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها بحسب إعتقاده والأهم في مقاله أنه ربط هذا الخبير الأمني الإسرائيلي بين هجوم سيناء وإنهيار الممالك والدول الخليجية، لأن الحادث هو الأكبر من نوعه لداعش خارج مناطق سيطرتها في سوريا والعراق وهو مايؤكد تمدد التنظيم، وتوقع أن يتسبب ذلك في حدوث تغيير شامل بالشرق الأوسط غير المستقر بالفعل.
وبعد مناقشة مستفيضة لهذا الخبير لسبل معالجة هذا التهديد، دعا فيه أمريكا و"إسرائيل" الى المشاركة في مواجهة الإرهابيين إلى جانب الجيش المصري في سيناء، ولفت إلى أنه من شأن التردد الأميركي أن يضع السعودية والمغرب والأردن ودولا أخرى في الخليج (الفارسي) أمام تحديات مشابهة، ستؤدي في نهاية الأمر إلى انهيارها.
واذ بدأت هذه التقارير قبل أربع سنوات أي منذ اجتياح مايسمى بالربيع العربي المنطقة، متباعدة وخجولة، فإنها أصبحت في الأشهرالأخيرة، متواترة وأكثر جرأة وصراحة في التحدث عن الأوضاع السعودية والأزمات التي تهدد الأسرة السعودية بالتفكك والسقوط.
بعض المحللين، سيما الذين يقفون في خندق آل سعود في الداخل والخارج من العرب أو من الأجانب، يقولون أن هذه التقارير بعيدة عن حقيقة الواقع السعودي، وهي ناتجة إما عن الحسد للثراء السعودي أو أنها محاولات إبتزاز للنظام السعودي سواء من قبل الحكومات الغربية والأميركية بواسطة هذه التقارير المسربة، أو من قبل تلك الصحافة نفسها، لأنه كما كشفت وثائق ويلكي ليكس، أن النظام السعودي اشترى سكوت أو ولاء الكثير من الصحف الأجنبية والعربية لتلميع صورته وستر عوراته، فمتى ماقطع عنها الدعم المالي أو تلكأ في ذلك لسبب ما، تقدم هذه الصحف على نشر مثل هذه التقارير كإشارات تحذير له ليعاود الدعم المالي .
على أن مراقبين ومحللين آخرين يقولون صحيح أن بعض التقارير تستهدف إبتزاز آل سعود، إلا أن هذه التقارير لو لم تكن صحيحة لما أعار لها النظام السعودي أية أهمية، أو تحسس منها، بل وبعض الأحيان عبر عن إنزعاجه وغضبه منها وعلى لسان مسؤوليه، فهؤلاء المحللون والمراقبون يرون أنه لو لم تكن أرضية هذه التقارير موجودة فعلا، لما أقدم المبتزون على توظيفها.. أكثرمن ذلك، يقر هؤلاء المحللون بأن ثمة عوامل ومؤشرات كثيرة تدل على أن النظام السعودي آيل الى التفكك والسقوط إذا ظل سادرا على سياساته الحالية التي أوقعته في مطبات كثيرة، وأيضا إذا استمر في قراءاته الخاطئة لما يدور حوله من أحداث وتطورات ومتغيرات تشهدها المنطقة ودولها ومجتمعاتها ... ومن هذه المؤشرات مايلي:
أولا: الرعب والخوف والهلع الذي أصاب آل سعود من الثورات التي اجتاحت بعض الدول العربية في الشمال الأفريقي، وما زاد من هذا الرعب هو ظهور بوادر تحرك في بعض المناطق السعودية ضد النظام سيما وأن الشعب في المملكة بكل قطاعاته وشرائحه تقريبا يعيش إحتقانا وتذمرا من استبداد وطغيان آل سعود وعبثهم بالبلاد والعباد، وبسبب هذا الهلع والخوف نزل آل سعود بكل ثقلهم وعلى المكشوف لتخريب هذه الثورات وتحويلها إلى جحيم على تلك البلدان التي حصلت فيها، وقصة التدخلات السعودية والقطرية والتركية معروفة في ليبيا وتونس ومصر.. و.. و ..وما آلت إليه هذه البلدان من وضع مزري، تقول عنه شعوبها أن وضعها السابق في عهد الديكتاتوريات السابقة أفضل بكثير مما هو عليه الآن . كل ذلك من أجل اقناع أبناء الشعب في المملكة السعودية أن مآل الثورة ونهايتها أوضاعا مأساوية كالتي تعيشها ليبيا وتونس وغيرها . هذا الدور الذي لعبته السلطات السعودية تخريبا وتدميرا وتشويها والتفافا على الثورات، كشف حقائق كثيرة عن آل سعود كانت غائبة عن البعض، ما ساهم ذلك في زيادة وعي الناس بهذا النظام وبالتالي إهتزاز أركانه.
علاقات حميمية بين آل صهيون وآل سعود
وثانيا: الخوف والهلع دفع النظام السعودي إلى الإنخراط العلني في المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني في المنطقة الذي تمحور حول محاربة محور المقاومة ووعي الامة، ومحاولة إستنزافها بإثارة الحروب المذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية والعرقية وما إلى ذلك، فالنظام السعودي ومعه قطر وتركيا وظفوا كل إمكاناتهم في خدمة هذا المشروع الأموال والأسلحة والإعلام والغطاء الديني لعلماء الوهابية و..و.. والقصة معروفة كما تجلى ذلك ومايزال يتجلى في سوريا خاصة ولبنان والعراق وحتى في مصر وتونس. لكن هذا الإنخراط في المشروع الأمريكي ترك إنعكاسات على الداخل السعودي، فبدلا من أن يشكل حصانة للنظام زاد من تهديدات وتحديات الداخل والخارج ليس لاستقراره وحسب، بل ولوجوده أيضا كما تقول أكثر الصحف الغربية في تقارير مفصلة عن هذا الموضوع.
ثالثا: ولزيادة شعور آل سعود بعدم الإطمئنان على مستقبلهم، ثم زيادة التشكيك بجدية أمريكا في حمايتهم، سيما بعد ماتفاوضت مع ايران على الملف النووي دون أن تعلمهم بذلك حيث تجاهلتهم، اندفع آل سعود للتحرك العلني في الاصطفاف والتنسيق مع الكيان الصهيوني بعد أن كان ذلك يجري وراء الكواليس، ويقومون بنفيه أن اقدم العدو وكشف المستور من أجل كسر الموانع النفسية ودفع النظام إلى التطبيع العلني، ولعل القارئ الكريم والمتابع تابع فصول تصاعد حرارة التنسيق والتعاون واللقاءات الثنائية بين آل صهيون وآل سعود في الآونة الأخيرة، كما أكد ذلك أمراء سعوديون ومسؤولون صهاينة
وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وللإشارة أن ثمة عشرات المقالات والتحليلات كتبت ونشرت حول حميمية وصحيحية وعلنية العلاقة والتعاون والتنسيق بين الصهاينة وآل سعود، فعلى سبيل المثال إن آل سعود يجلبون التكفيريين ويدربونهم ويسلحونهم ويمولونهم ويدفعون بهم إلى سوريا، والكيان الصهيوني يقدم لهم الدعم اللوجستي والمخابراتي ويحتضن جرحاهم في مشافيه ومستشفياته !! وكان من الطبيعي أن التحالف مع عدو الأمة سوف يترك تداعيات على وضع آل سعود في الداخل والخارج ولعل أبرزها تصاعد غضب الأمة من هؤلاء الذين يتلطون وراء العبادة الإسلامية، فازدادت هذه الأمة تصميما على مواجهة هذه العصابة المتصهينة .
الحرب على اليمن كشفت عورات النظام السعودي
رابعا: الحرب الظالمة التي شنها آل سعود على الشعب اليمني المحروم، فهذا العدوان غير المبرر على بلد فقير مثل بلاد اليمن، سيكون له إنعكاسات كبيرة على إستقرار السعودية لأن النظام السعودي بهذه الحرب كشف حقيقته وسقطت كل براقعه التي كان الإعلام الأجير ينسجها حوله زيفا وتضليلا للحقيقة، فقد ارتكب هذا النظام المجازر البشعة بحق هذا الشعب المحروم، اكدت أن هذا النظام بعيد كل البعد عن الإسلام وقيمه، بل هو أسوأ حتى من الصهاينة أنفسهم من ناحية الإجرام وممارسة الإرهاب ... هذا من جانب ومن جانب آخر أن النظام السعودي كان يتوقع أن الحرب ستكون خاطفة ولاتستمر أكثر من عشرة أيام، في حين أنها دخلت شهرها الخامس دون أفق واضح لنهايتها أو تحقيق أي من أهدافها التي أعلنتها السلطات السعودية في بداية الحرب ومنها إعادة هادي وطاقمه إلى اليمن، ودحر الحوثيين في صنعاء وما إلى ذلك، ليس لم تحقق هذه السلطات أي من هذه الأهداف للحرب وحسب، وإنما انتقلت الحرب
إلى الداخل السعودي، فالضربات التي تتلقاها المواقع العسكرية السعودية في مناطق الحدود جيزان وعسير ونجران على أيدي الجيش اليمني وأنصار الله، تتواصل بشكل يومي، بل ودخلت الحرب في مناطق الحدود مرحلة جديدة في الآونة الأخيرة ، حيث بدأ أنصار الله والجيش اليمني يتمركزون ويستقرون في المناطق التي يسيطرون عليها بدلا من تدمير معداتها وقتل أفرادها، ثم الإنسحاب إلى الأراضي اليمنية، كما كانوا يفعلون سابقا ذلك، كله ترك تداعيات كبيرة على الداخل السعودي، فمن جهة عمق الإنقسامات داخل الأسرة الحاكمة (آل سعود)، ومن جهة أخرى هز أركان الوضع الأمني للبلاد، ولعل تزايد عمليات اختراق "داعش" للمنظومة الأمنية السعودية، ثم تزايد عمليات استهداف العناصر الأمنية السعودية خير دليل على ذلك.
تفجر الخلافات بين أجنحة العائلة الحاكمة
خامسا: ولعله أهم العوامل والمؤشرات على قرب إنهيار النظام السعودي، وهو تفاقم الخلافات بين أجنحة العائلة السعودية، فمنذ الإنقلاب الذي نفذه الملك سلمان على تركة أخيه الملك عبد الله وأزاح فيه مقرن عبد العزيز عن ولاية العهد ووضع محمد بن نايف مكانه، ثم إزاحة متعب بن عبد الله عن ولي ولي العهد، وإبداله بابنه محمد، منذ هذا الإنقلاب وأصوات الأمراء والأميرات، بدأت تتصاعد ضد سلمان وشلته، وتجاوزه، بل واستخفافه بما يسمونه هيئة البيعة ولعل القاريء الكريم تابع تصريحات الأمير طلال بن عبد العزيز المتكررة التي افتقد فيها التعيينات الجديدة وخطورتها على العائلة السعودية ومستقبلها،
وتصريحات الأمير سعود بن سيف النصر آل سعود التي اقترح فيها تعيين الأمير أحمد بن عبد العزيز وليا للعهد، وانتقد فيها أيضا محمد بن سلمان، واتهمه بأنه صبي وقليل الخبرة ويقود السعودية إلى المهلكة، ذلك إلى جانب تصريحات الأميرة بسمة والأمير سعود وغيرهم فقد بات الإنقسام داخل العائلة السعودية ضارب الجذور، بحيث طفح كيله وبات علنيا في أحيان كثيرة، ذلك إضافة إلى ماتنشره الشخصيتان المجهولتان "مجتهد، وبن جمال" عن الصراعات الداخلية، وهما شخصيتان، بحسب بعض المحللين، تمثلان أمراء ناقمين على الوضع داخل العائلة نتيجة الصراع، بيد أن البعض الآخر من المحللين يقولون أنهما كناية عن المخابرات الدولية التي لها اطلاع على دقائق الأمور داخل العائلة السعوديه، وتقوم بنشر غسيل النظام السعودي من أجل الإبتزاز والضغط، وفي كلا الحالتين أنهما يمثلان مؤشرا على الإنقسام وتفاقم الإختلافات داخل أجنحة العائلة السعودية أو فيما بينها .
سادسا: الجمود والإنغلاق، النظام السعودي رفض ويرفض التجاوب مع متطلبات العصر ومع تطور حركة ووعي الشعوب والتغييرات الإجتماعية والسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم ودولهما وشعوبهما، فحتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال مؤخرا للسعودية ولبقية الدول الخليجية أن الأوضاع الداخلية نتيجة كبت الحريات وعدم تطوير نظمها السياسية واستبدادها هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد هذه الدول وليس إيران.
كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها تؤشر الى إنهيار النظام السعودي وتجعل الكتاب والمحللين الغربيين أو بعضهم يتحدثون عن ضحية هذا الإنهيار.
مهدي حسن الخفاجي
http://i.alalam.ir/news/Image/650x375/2015/08/09/alalam_635747505434749242_25f_4x3.jpg
آل سعود
بين الحين والآخر، تطل علينا الصحافة الغربية والأميركية بتقارير وتحليلات لأشهر كتابها ومعلقيها مثل سيمون هيرش وريدل وفريدمان وغيرهم، حول الوضع السعودي والأزمات التي يعانيها، والأخطار المحدقة بآل سعود وباتت تهدد نظامهم، نشير إلى نموذج منها على سبيل المثال ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن أزمة كبيرة داخل العائلة السعودية في عددها في 19 تموز 2015. ومما جاء في تقرير الصحيفة "ففي خطوة غير مسبوقة تقدم الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز بشكوى جنائية في سويسرا ضد ابن عمه الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وكذلك الوزير الحالي للشؤون
الاسلامية صالح الشيخ، حيث يدعي بن تركي أنه أصيب بجروح خطيرة نتيجة عملية اختطافه التي جرت في يونيو في عام 2003 م.. ووفقا لمحامي الأمير سلطان فقد أمر المدعي العام السويسري بإجراء تحقيق جنائي في هذه القضية حيث تم تقديم شكوى نيابة عن الأمير في جنيف.. حاولت صحيفة الغارديان من جانبها الاتصال بالامير عبد العزيز والوزير الشيخ بشكل متكرر، كما ارسلت طلبات للتعليق على الخبر لسفارتي المملكة في لندن وجنيف، والى جناح الأمير عبد العزيز في فندق جورج الخامس في باريس، وكان الرد الوحيد الذي حصلت عليه الصحيفة البريطانية من المستشار الإعلامي لسفارة
المملكة في لندن هو أن طلبه تم توجيهه إلى الأشخاص المعنيين مؤكدا أن هذه ليست مهمة سفارة المملكة ولا وزارة الخارجية، لكنها قضية شخصية بين الأمراء" إلى آخر تفاصيل هذا التقرير الذي يتحدث عن عملية إختطاف الأمير سلطان بتدبير من الأميرعبد العزيز بن فهد وصالح الشيخ في ذلك الوقت، لإسكات صوته لأنه تمرد على العائلة المالكة، وتقول الصحيفة "أن ثمة أزمة كبيرة داخل العائلة المالكة السعودية على وشك أن تنتقل إلى العلن بعد إتهام سلطان عبد العزيز بتنسيق عملية إختطافه وتخديره وترحيله القسري من سويسرا إلى السعودية.
"اسرائيل" تخاف سقوط أنظمة أصدقائها العرب
وفي هذا السياق أيضا كتب عوفريسرائيلي مستشار الأمن القومي في مركز "هرتزليا" متعدد الإتجاهات وجامعة حيفا، مقالا في صحيفة (إسرائيل اليوم) يوم 17 تموز 2015 تعليقا على الهجوم الكبير الذي تبناه تنظيم "ولاية سيناء" الداعشي، ورأى أن هذا الهجوم يمثل نقطة تحول بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها بحسب إعتقاده والأهم في مقاله أنه ربط هذا الخبير الأمني الإسرائيلي بين هجوم سيناء وإنهيار الممالك والدول الخليجية، لأن الحادث هو الأكبر من نوعه لداعش خارج مناطق سيطرتها في سوريا والعراق وهو مايؤكد تمدد التنظيم، وتوقع أن يتسبب ذلك في حدوث تغيير شامل بالشرق الأوسط غير المستقر بالفعل.
وبعد مناقشة مستفيضة لهذا الخبير لسبل معالجة هذا التهديد، دعا فيه أمريكا و"إسرائيل" الى المشاركة في مواجهة الإرهابيين إلى جانب الجيش المصري في سيناء، ولفت إلى أنه من شأن التردد الأميركي أن يضع السعودية والمغرب والأردن ودولا أخرى في الخليج (الفارسي) أمام تحديات مشابهة، ستؤدي في نهاية الأمر إلى انهيارها.
واذ بدأت هذه التقارير قبل أربع سنوات أي منذ اجتياح مايسمى بالربيع العربي المنطقة، متباعدة وخجولة، فإنها أصبحت في الأشهرالأخيرة، متواترة وأكثر جرأة وصراحة في التحدث عن الأوضاع السعودية والأزمات التي تهدد الأسرة السعودية بالتفكك والسقوط.
بعض المحللين، سيما الذين يقفون في خندق آل سعود في الداخل والخارج من العرب أو من الأجانب، يقولون أن هذه التقارير بعيدة عن حقيقة الواقع السعودي، وهي ناتجة إما عن الحسد للثراء السعودي أو أنها محاولات إبتزاز للنظام السعودي سواء من قبل الحكومات الغربية والأميركية بواسطة هذه التقارير المسربة، أو من قبل تلك الصحافة نفسها، لأنه كما كشفت وثائق ويلكي ليكس، أن النظام السعودي اشترى سكوت أو ولاء الكثير من الصحف الأجنبية والعربية لتلميع صورته وستر عوراته، فمتى ماقطع عنها الدعم المالي أو تلكأ في ذلك لسبب ما، تقدم هذه الصحف على نشر مثل هذه التقارير كإشارات تحذير له ليعاود الدعم المالي .
على أن مراقبين ومحللين آخرين يقولون صحيح أن بعض التقارير تستهدف إبتزاز آل سعود، إلا أن هذه التقارير لو لم تكن صحيحة لما أعار لها النظام السعودي أية أهمية، أو تحسس منها، بل وبعض الأحيان عبر عن إنزعاجه وغضبه منها وعلى لسان مسؤوليه، فهؤلاء المحللون والمراقبون يرون أنه لو لم تكن أرضية هذه التقارير موجودة فعلا، لما أقدم المبتزون على توظيفها.. أكثرمن ذلك، يقر هؤلاء المحللون بأن ثمة عوامل ومؤشرات كثيرة تدل على أن النظام السعودي آيل الى التفكك والسقوط إذا ظل سادرا على سياساته الحالية التي أوقعته في مطبات كثيرة، وأيضا إذا استمر في قراءاته الخاطئة لما يدور حوله من أحداث وتطورات ومتغيرات تشهدها المنطقة ودولها ومجتمعاتها ... ومن هذه المؤشرات مايلي:
أولا: الرعب والخوف والهلع الذي أصاب آل سعود من الثورات التي اجتاحت بعض الدول العربية في الشمال الأفريقي، وما زاد من هذا الرعب هو ظهور بوادر تحرك في بعض المناطق السعودية ضد النظام سيما وأن الشعب في المملكة بكل قطاعاته وشرائحه تقريبا يعيش إحتقانا وتذمرا من استبداد وطغيان آل سعود وعبثهم بالبلاد والعباد، وبسبب هذا الهلع والخوف نزل آل سعود بكل ثقلهم وعلى المكشوف لتخريب هذه الثورات وتحويلها إلى جحيم على تلك البلدان التي حصلت فيها، وقصة التدخلات السعودية والقطرية والتركية معروفة في ليبيا وتونس ومصر.. و.. و ..وما آلت إليه هذه البلدان من وضع مزري، تقول عنه شعوبها أن وضعها السابق في عهد الديكتاتوريات السابقة أفضل بكثير مما هو عليه الآن . كل ذلك من أجل اقناع أبناء الشعب في المملكة السعودية أن مآل الثورة ونهايتها أوضاعا مأساوية كالتي تعيشها ليبيا وتونس وغيرها . هذا الدور الذي لعبته السلطات السعودية تخريبا وتدميرا وتشويها والتفافا على الثورات، كشف حقائق كثيرة عن آل سعود كانت غائبة عن البعض، ما ساهم ذلك في زيادة وعي الناس بهذا النظام وبالتالي إهتزاز أركانه.
علاقات حميمية بين آل صهيون وآل سعود
وثانيا: الخوف والهلع دفع النظام السعودي إلى الإنخراط العلني في المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني في المنطقة الذي تمحور حول محاربة محور المقاومة ووعي الامة، ومحاولة إستنزافها بإثارة الحروب المذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية والعرقية وما إلى ذلك، فالنظام السعودي ومعه قطر وتركيا وظفوا كل إمكاناتهم في خدمة هذا المشروع الأموال والأسلحة والإعلام والغطاء الديني لعلماء الوهابية و..و.. والقصة معروفة كما تجلى ذلك ومايزال يتجلى في سوريا خاصة ولبنان والعراق وحتى في مصر وتونس. لكن هذا الإنخراط في المشروع الأمريكي ترك إنعكاسات على الداخل السعودي، فبدلا من أن يشكل حصانة للنظام زاد من تهديدات وتحديات الداخل والخارج ليس لاستقراره وحسب، بل ولوجوده أيضا كما تقول أكثر الصحف الغربية في تقارير مفصلة عن هذا الموضوع.
ثالثا: ولزيادة شعور آل سعود بعدم الإطمئنان على مستقبلهم، ثم زيادة التشكيك بجدية أمريكا في حمايتهم، سيما بعد ماتفاوضت مع ايران على الملف النووي دون أن تعلمهم بذلك حيث تجاهلتهم، اندفع آل سعود للتحرك العلني في الاصطفاف والتنسيق مع الكيان الصهيوني بعد أن كان ذلك يجري وراء الكواليس، ويقومون بنفيه أن اقدم العدو وكشف المستور من أجل كسر الموانع النفسية ودفع النظام إلى التطبيع العلني، ولعل القارئ الكريم والمتابع تابع فصول تصاعد حرارة التنسيق والتعاون واللقاءات الثنائية بين آل صهيون وآل سعود في الآونة الأخيرة، كما أكد ذلك أمراء سعوديون ومسؤولون صهاينة
وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وللإشارة أن ثمة عشرات المقالات والتحليلات كتبت ونشرت حول حميمية وصحيحية وعلنية العلاقة والتعاون والتنسيق بين الصهاينة وآل سعود، فعلى سبيل المثال إن آل سعود يجلبون التكفيريين ويدربونهم ويسلحونهم ويمولونهم ويدفعون بهم إلى سوريا، والكيان الصهيوني يقدم لهم الدعم اللوجستي والمخابراتي ويحتضن جرحاهم في مشافيه ومستشفياته !! وكان من الطبيعي أن التحالف مع عدو الأمة سوف يترك تداعيات على وضع آل سعود في الداخل والخارج ولعل أبرزها تصاعد غضب الأمة من هؤلاء الذين يتلطون وراء العبادة الإسلامية، فازدادت هذه الأمة تصميما على مواجهة هذه العصابة المتصهينة .
الحرب على اليمن كشفت عورات النظام السعودي
رابعا: الحرب الظالمة التي شنها آل سعود على الشعب اليمني المحروم، فهذا العدوان غير المبرر على بلد فقير مثل بلاد اليمن، سيكون له إنعكاسات كبيرة على إستقرار السعودية لأن النظام السعودي بهذه الحرب كشف حقيقته وسقطت كل براقعه التي كان الإعلام الأجير ينسجها حوله زيفا وتضليلا للحقيقة، فقد ارتكب هذا النظام المجازر البشعة بحق هذا الشعب المحروم، اكدت أن هذا النظام بعيد كل البعد عن الإسلام وقيمه، بل هو أسوأ حتى من الصهاينة أنفسهم من ناحية الإجرام وممارسة الإرهاب ... هذا من جانب ومن جانب آخر أن النظام السعودي كان يتوقع أن الحرب ستكون خاطفة ولاتستمر أكثر من عشرة أيام، في حين أنها دخلت شهرها الخامس دون أفق واضح لنهايتها أو تحقيق أي من أهدافها التي أعلنتها السلطات السعودية في بداية الحرب ومنها إعادة هادي وطاقمه إلى اليمن، ودحر الحوثيين في صنعاء وما إلى ذلك، ليس لم تحقق هذه السلطات أي من هذه الأهداف للحرب وحسب، وإنما انتقلت الحرب
إلى الداخل السعودي، فالضربات التي تتلقاها المواقع العسكرية السعودية في مناطق الحدود جيزان وعسير ونجران على أيدي الجيش اليمني وأنصار الله، تتواصل بشكل يومي، بل ودخلت الحرب في مناطق الحدود مرحلة جديدة في الآونة الأخيرة ، حيث بدأ أنصار الله والجيش اليمني يتمركزون ويستقرون في المناطق التي يسيطرون عليها بدلا من تدمير معداتها وقتل أفرادها، ثم الإنسحاب إلى الأراضي اليمنية، كما كانوا يفعلون سابقا ذلك، كله ترك تداعيات كبيرة على الداخل السعودي، فمن جهة عمق الإنقسامات داخل الأسرة الحاكمة (آل سعود)، ومن جهة أخرى هز أركان الوضع الأمني للبلاد، ولعل تزايد عمليات اختراق "داعش" للمنظومة الأمنية السعودية، ثم تزايد عمليات استهداف العناصر الأمنية السعودية خير دليل على ذلك.
تفجر الخلافات بين أجنحة العائلة الحاكمة
خامسا: ولعله أهم العوامل والمؤشرات على قرب إنهيار النظام السعودي، وهو تفاقم الخلافات بين أجنحة العائلة السعودية، فمنذ الإنقلاب الذي نفذه الملك سلمان على تركة أخيه الملك عبد الله وأزاح فيه مقرن عبد العزيز عن ولاية العهد ووضع محمد بن نايف مكانه، ثم إزاحة متعب بن عبد الله عن ولي ولي العهد، وإبداله بابنه محمد، منذ هذا الإنقلاب وأصوات الأمراء والأميرات، بدأت تتصاعد ضد سلمان وشلته، وتجاوزه، بل واستخفافه بما يسمونه هيئة البيعة ولعل القاريء الكريم تابع تصريحات الأمير طلال بن عبد العزيز المتكررة التي افتقد فيها التعيينات الجديدة وخطورتها على العائلة السعودية ومستقبلها،
وتصريحات الأمير سعود بن سيف النصر آل سعود التي اقترح فيها تعيين الأمير أحمد بن عبد العزيز وليا للعهد، وانتقد فيها أيضا محمد بن سلمان، واتهمه بأنه صبي وقليل الخبرة ويقود السعودية إلى المهلكة، ذلك إلى جانب تصريحات الأميرة بسمة والأمير سعود وغيرهم فقد بات الإنقسام داخل العائلة السعودية ضارب الجذور، بحيث طفح كيله وبات علنيا في أحيان كثيرة، ذلك إضافة إلى ماتنشره الشخصيتان المجهولتان "مجتهد، وبن جمال" عن الصراعات الداخلية، وهما شخصيتان، بحسب بعض المحللين، تمثلان أمراء ناقمين على الوضع داخل العائلة نتيجة الصراع، بيد أن البعض الآخر من المحللين يقولون أنهما كناية عن المخابرات الدولية التي لها اطلاع على دقائق الأمور داخل العائلة السعوديه، وتقوم بنشر غسيل النظام السعودي من أجل الإبتزاز والضغط، وفي كلا الحالتين أنهما يمثلان مؤشرا على الإنقسام وتفاقم الإختلافات داخل أجنحة العائلة السعودية أو فيما بينها .
سادسا: الجمود والإنغلاق، النظام السعودي رفض ويرفض التجاوب مع متطلبات العصر ومع تطور حركة ووعي الشعوب والتغييرات الإجتماعية والسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم ودولهما وشعوبهما، فحتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال مؤخرا للسعودية ولبقية الدول الخليجية أن الأوضاع الداخلية نتيجة كبت الحريات وعدم تطوير نظمها السياسية واستبدادها هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد هذه الدول وليس إيران.
كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها تؤشر الى إنهيار النظام السعودي وتجعل الكتاب والمحللين الغربيين أو بعضهم يتحدثون عن ضحية هذا الإنهيار.
مهدي حسن الخفاجي